منذ أن شنت حماس هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، بدأت الاشتباكات المحدودة نسبياً بين حزب الله وإسرائيل على الحدود. ومع ذلك، تبقى إمكانية تجنب توسع رقعة الصراع إلى حرب واسعة النطاق بين الطرفين ممكنة.
وبحسب صحيفة "The Hill" الأميركية، "لقد عانى لبنان من صراعات لا تعد ولا تحصى، وعانى الشعب اللبناني بما فيه الكفاية بسبب القوى الأجنبية وقوى الداخل.

لقد مضى عام ونيف على حكومة تصريف الأعمال، وفقدت الليرة اللبنانية 98 بالمئة من قيمتها منذ عام 2019، كما وارتفع التضخم إلى 253 بالمئة وانهار الاقتصاد. وفشل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، على مدى 30 عاماً، في إدارة السياسة النقدية. وفي عام 2018، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للبنان 54 مليار دولار، أما في عام 2021، فبلغ 23 مليار دولار. ويتوقع معهد التمويل الدولي أن يتقلص هذا الرقم إلى 14.8 مليار دولار بحلول نهاية عام 2023. لقد كانت الأزمة الاقتصادية في لبنان متوقعة ويمكن تجنبها، تماماً كما قرار شن حزب الله حرباً واسعة النطاق ضد إسرائيل اليوم".
وتابعت الصحيفة، "إن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مخلص للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحتى لو كان للحزب ممثلون في المجلس النيابي، إلا ان أمينه العام لم يشغل أي منصب رفيع. وعلى الرغم من الفصل بين السلطات المنصوص عليه في الدستور اللبناني، فإن نصرالله غير المنتخب وغير الخاضع للمساءلة لا يزال أقوى شخصية في تاريخ لبنان. وفي وقت سابق من هذا الشهر، انتظر الملايين خطاب نصرالله متخوفين من أن يقود حزب الله لبنان إلى المسار المدمر المتمثل في حرب واسعة النطاق مع إسرائيل".
وأضافت الصحيفة، "في عام 2006، قاد نصرالله لبنان إلى الموت والدمار بعد أن اختطف حزبه جنديين إسرائيليين. وبعد سنوات، اعترف نصرالله بأنه لو كان يعلم أن تصرفات حزب الله ستؤدي إلى مثل هذه الحرب المدمرة، لما فعل ذلك. حينها، حصل لبنان على تمويل من الغرب والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر لإعادة إعمار البلاد، لكن الوضع تغير اليوم. ومنذ ذلك الحين، صنف الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي الجناح العسكري لحزب الله كمنظمة إرهابية. ومن غير المرجح أن يكون لدى أي من هذه الدول القدرة على تحمل المخاطر لتمويل إعادة إعمار لبنان إذا استمر حزب الله في هذه الحرب التي يمكن تجنبها مع إسرائيل".
وبحسب الصحيفة، "أياً كان قرار حزب الله، فإن تصعيد الصراع المنخفض الحدة إلى حرب واسعة النطاق مع إسرائيل لن ينقذ اقتصاد لبنان أو يحسن الظروف المعيشية لشعبه. وفي الواقع، هناك عدد لا يحصى من السياسات البديلة التي يمكن للبنان اتباعها لتحسين موقعه الاستراتيجي، وخير مثال على ذلك أن الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل انتهت قبل أكثر من 17 عاما. ومع ذلك، لم ينسحب حزب الله بعد من شمال نهر الليطاني، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ناهيك عن نزع سلاحه بموجب القرار 1559. وفي الواقع، تزايدت ترسانة أسلحة حزب الله بشكل كبير لتصل إلى ما يقدر بنحو 150 ألف صاروخ موجه نحو إسرائيل".
ورأت الصحيفة أنه "إذا كان لبنان يفتقر إلى الآليات المؤسسية، والقوة القسرية، والإرادة السياسية اللازمة لنزع سلاح أقوى جهة فاعلة غير حكومية في العالم، فلا بد من التسوية من خلال دمج الجناح العسكري لحزب الله في القوات المسلحة اللبنانية. وفي الحقيقة، لا يوجد سبب قانوني أو عملي لعدم إخضاع حزب الله لقيادة الجيش طوال هذه السنوات".
وبحسب الصحيفة، "إن المجتمع الدولي ملتزم بنجاح لبنان، فقد استثمرت الولايات المتحدة وحدها أكثر من 3 مليارات دولار في بناء وتدريب وتسليح الجيش منذ عام 2006، وفي عام 2023، ساعدت الولايات المتحدة حتى في دعم رواتب الجيش. كما وتدفع واشنطن أيضًا الجزء الأكبر من الميزانية السنوية البالغة أكثر من 500 مليون دولار لقوات حفظ السلام البالغ عددها 13 ألف جندي من عشرات الدول الذين يعملون ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، والتي دخلت الآن العام الخامس والأربعين من ولايتها "المؤقتة". إن هذه القوة المؤقتة لم تفعل إلا القليل لمساعدة لبنان على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الملزمة قانوناً والتي يخضع لها، ولم تفعل أي شيء لمنع حزب الله من شن هجمات ضد إسرائيل. وفي الواقع، ينبغي أن يتلقى الجيش هذا التمويل، وينبغي له أيضاً أن يكون مسؤولاً عن الدفاع عن حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل بدلاً من حزب الله".
وتابعت الصحيفة "يستطيع الجيش الإسرائيلي أن يفعل ببيروت ما يفعله بغزة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش واضحا في ما يتعلق بتداعيات قيام حزب الله بتصعيد الصراع إلى حرب واسعة النطاق: "لبنان لن ينجو". في الحقيقة، ليس أمام الشعب اللبناني خيار سوى العيش بجوار 10 ملايين إسرائيلي، وإذا كان ملالي طهران يريدون تدمير دولة إسرائيل، فعليهم أن يفعلوا ذلك بدمائهم وأموالهم، وليس بدماء اللبنانيين. ومثل اتفاقية الحدود البحرية التاريخية التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين لبنان وإسرائيل، يمكن تسوية كل القضايا العالقة بين بيروت وتل أبيب من خلال آليات بديلة لحل النزاعات بدلاً من الحرب الواسعة النطاق".
وختمت الصحيفة، "ضعوا لبنان أولاً وتجنبوا حربا واسعة النطاق مع إسرائيل". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حرب واسعة النطاق حزب الله فی عام

إقرأ أيضاً:

تقرير إسرائيليّ عن إتّفاق وقف إطلاق النار مع لبنان... ماذا كشف؟

ذكر موقع "الميادين"، أنّ الإعلام الإسرائيلي قال إنّ اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، الذي تمّ قبوله كحاجة تكتيكية، سرعان ما أصبح "مصيدة استراتيجية" يصعب التحرّر منها، خصوصاً في ضوء الحاجة إلى إعادة سكان مستوطنات الشمال إلى "منازلهم" بأمان، معتبراً أنه في الصفقتين الحاليتين مع لبنان وغزة، فإنّ "إسرائيل تتعرّض للابتزاز ".

وقال يونتان أديري، الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إنه "على الرغم من الإنجازات العسكرية الهائلة في الأشهر الـ15 من القتال في عدد من الجبهات، تجد إسرائيل نفسها في الصفقتين الحاليتين مع لبنان وغزة في وضعٍ دوني ينبع من عدم وجود قدرة حقيقية على الوقوف وترك التفاوض".

وبالنسبة إلى قطاع غزة، رأى أديري أنّ "إسرائيل مكبّلة بحبال مخطّطها"، وأنّ "حماس تتعزّز مع كلّ عملية إطلاق للأسرى وتوسّع سيطرتها على القطاع".

وتابع: "كلّ أسبوع، تفقد إسرائيل رافعات ضغطٍ مهمّة.. إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ثقيلي الوزن، ومدنيون غزيون يعودون تدريجياً إلى شمال قطاع غزة، والمعابر مفتوحة لتدفّق مساعدات غير محدودة من مصر. وفي المقابل، تتعزّز صورة حماس داخلياً وفي العالم العربي". 

ورأى أنّ "إسرائيل غير قادرة على الانسحاب من تطبيق الاتفاقين مع غزة ولبنان، وكذلك أعداؤها يدركون هذا، ويبتزّونها وفقاً لذلك، وهي في المصيدة".

وتساءل الضابط الإسرائيلي عن كيفية تغيير هذه المعادلة، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر من الممكن أن يتمّ عبر عملية هجومية ضدّ إيران أو المبادرة إلى خطوة تأسيسية في غزة بقيادة أميركية.

وأشار هنا إلى ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إمكانية فتح أبواب غزة للهجرة، ومشاركة البلدان الرائدة في المنطقة في إنشاء واقع جديد.

ورأى أنّ "مثل هذه الخطوة ستسمح لإسرائيل بتحويل غزة إلى مشكلة إقليمية وتحييد سيطرة حماس". (الميادين)

مقالات مشابهة

  • السيد الرئيس أحمد الشرع: تحررت سوريا بفضل الله أولاً، ثم بفضل كل إنسان ناضل في الداخل والخارج، كل إنسان ضحى بروحه ودمه، ومنزله وماله، وأمنه وأمانه.
  • مسيّرة من لبنان تخترق الحدود صوب إسرائيل للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار
  • هل يصمد وقف النار بين حزب الله وإسرائيل؟.. تقريرٌ يُجيب
  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟
  • آخر اعتراف إسرائيليّ بشأن حزب الله.. تقريرٌ جديد
  • إسرائيل تتخلى عن جنودها.. احتجاجات واسعة بسبب تجاهل حقوق قدامى المحاربين
  • نعيم قاسم: إسرائيل خسرت في امتحان الشرف وانهزمت في لبنان وغزة
  • تقرير إسرائيليّ عن إتّفاق وقف إطلاق النار مع لبنان... ماذا كشف؟
  • الصايغ: مواجهة إسرائيل لا تكون في بيروت وجبل لبنان
  • إسرائيل تبرر وجودها بجنوب لبنان وحزب الله يتوعد