اعتبر مختار الجديد الخبير الاقتصادي، إن دولة ليبيا في طور التطور من الدكتاتورية الصريحة إلى الناعمة. وقال الجديد، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:” نحن دولة في طور التطور من الدكتاتورية الصريحة”. وأضاف الجديد:” دكتاتورية القدافي وصدام وحافظ الأسد إلى الدكتاتورية الناعمة دكتاتورية المغرب والأردن والسعودية”.

الوسومالجديد

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: الجديد

إقرأ أيضاً:

المتلازمة السودانية والقوة الناعمة

المغيرة التجاني علي

Mugheira88@gmail.com

يرجع شيوع مصطلح القوة الناعمة الي أستاد العلوم السياسية بجامعة هارفارد و مساعد وزير الدفاع الأمريكي بيل كلنتون لاحقا جوزيف صموئيل ناي و قد عرفها / القوة الناعمة / بأنها القدرة علي تحقيق الأهداف المنشودة عن طريق الجاذبية و السحر والإقناع للتأثير في سلوك الآخر عبر الجذب و الاحتواء و ليس بمعني مفهوم القوة القائم علي الجبر و الاكراه. وتتمثل القوة الناعمة في جملة المبادئ السائدة في مجتمع ما و مجموع القيم السامية والثقافة الجاذبة و الخصائص الأخرى الملهمة باعتبارها النموذج القادر علي التأثير في الآخرين و اتباعه طوعا و امتثالا . فأساليب الحياة المدنية الراقية و التطور الحضاري و النماء العمراني و سلوك الأفراد من دقة و نظام ولطف في التعامل والالتزام بنظافة البيئة المحيطة و أناقة الملبس والمظهر في مجتمعات معينة تندرج ضمن معني القوة الناعمة التي يكون لها التأثير و مخاطبة النفوس المتطلعة للتميز والارتقاء وكل ذلك بفضل تأثير القيم و المبادئ الثقافية و طرائق الحياة التي تصير نموذجا يحتذي .

كانت بلاد السودان و منذ العصور القديمة منطقة تلاقي و ساحة للتفاعل بين التقاليد الثقافية لأفريقيا و منطقة الشرق الأوسط و آسيه. ليس ذلك فحسب, بل أن كثيرا من علماء الأنثروبولوجي يعدون بلاد السودان أصل البشر و يستشهدون بجمجمة الجدة لوسي التي تم اكتشافها و اعتبارها أصلا لسلالة الجنس البشري في أواسط ستينيات القرن الماضي مما جعل السودان قبلة للباحثين والعلماء و صار من بعد منطقة جذب سياحي و كشفي من جميع الأجناس . و في البلاد الاسلامية و العربيةفإن اكتشاف الحقيقة التي توصل اليها العالمان البروفسيور عبد الله الطيب و البروفسيور حسن الفاتح قريب الله المدعمة بالوثائق و الوقائع بأن هجرة صحابة الرسول رضوان الله عليهم أجمعين كانت منطقيا و جغرافيا و تاريخيا الي السودان الحالي والذي هو ضمن نطاق مملكة أكسوم و التي تعرف في البلاد العربية بالحبشة , ولم تكن الهجرة الي ما يعرف اليوم بأثيوبيا . هذا الكشف الكبير جعل للسودان مكانة تأريخيه و دينية سامقة و جعلت له شأنا لدي العرب و المسلمين والعالم بأثره .
و الفنون تعد أيضا من القوة الناعمة لما لها من دور مهم في تعزيز التواصل بين الثقافات، في جميع انحاء العالم حيث أن الفن لغة عالمية تقوم بكسر أي حواجز ثقافية موجودة و تتجلّى أهمية الفن في تعميق مشاعر الفخر والاعتزاز لدى الأفراد فيما يتعلّق بتاريخ أمّتهم، وغنى ثقافتهم، وسموّ مكانة ما تركوه من إرث حضاريّ يُعبّر عنهم فبعد ان قوي سلطان حضارة كوش و مروي أثرت في من حولها في الفنون الاوربية والاسيوية حتي لقد نقل الصناع الأوربيون كثيرا من الحروف المروية و استخدموها في الزخرفة كما قلدوا اشكال الأواني المعدنية والفخارية التي كان الكوشيون يصنعونها علي هيئات طيور و حيوانات صغيرة واشجار و غيرها, كذلك انتقلت صناعة النسيج و طرق الحديد والمعادن والحلي الي كثير من أنحاء المعمورة كعمليات تبادل ثقافي . و في جانب الغناء و الكلام الملحون فان الغناء السوداني قد بدأ منذ التاريخ القديم لحضارات النوبة بممالكها المختلفة ويستند الغناء في السودان على موروث ثر مستمد من الغناء الشعبي والديني الصوفي (المديح ) ومع مرور الزمن امتزجت الثقافة الأفريقية القديمة مع العربية المستحدثة حين ذاك، وكانت البداية لنشوء ما يُعرف الآن بثقافة الوسط وتكون الدولة السودانية الحديثة ليظهر الفن السوداني الخاص الذي يعبر عن وجدان شعبه ويعكس تنوع بيئاته و من ثم انتقل و أثر في كثير من البلدان العربية والأفريقية . كذلك انتشر لبس الثوب السوداني النسائي و الجلابية الرجالية في البلاد المجاورة كأثر للقوة الناعمة لما للبس السوداني من جمال و جاذبية .
أما أهم ما يميز الفرد السوداني و ثقافته في بلدان الخليج بعد نموء ظاهرة الاغتراب وتعد من أسلحة القوة الناعمة عظيمة التأثير فتتمثل في جملة من الخصائص و الميزات التي يتحلى بها الفرد السوداني علي الأقل في نظر الآخرين . فنظرة المجتمع الخليجي الي الفرد السوداني الذي يمثل بلاده و ثقافتها تقوم علي الأكبار و التقدير لأن الفرق بينهم والمجتمعات المغتربة الأخرى يكمن في أنماط السلوك والممارسة التي تشكلت وترسخت عبر سنين من التربية والثقافة في مجتمعنا السوداني . فعند تحليل سلوك الناس في مجتمع معين تجد أن الغالبية ينظرون للمبادئ التالية و علي رأسها باقة من الأخلاقيات والخصائص التي سماها أحد الباحثين الخليجين ( بالمتلازمة السودانية )- و منها الوفاء و الأمانة والمحافظة وعدم افشاء الاسرار و الكرم والشهامة و المرؤة و نظافة اللسان و التأدب فالمعلم السوداني والطبيب و السائق و الطاهي و الحارس و المحاسب و المزارع و الراعي و الحرفي مفضل علي جميع رصفائه من الجنسيات و المجتمعات الأخرى وجميع هذه السمات المميزة للشخصية السودانية تندرج و بالضرورة ضمن مفهوم القوة الناعمة و تعد من المظاهر الجاذبة و اتساع مدي القبول لدي الآخر وهي صفات و خصال و خصائص يمتلكها الفرد السوداني خلال رحلته التاريخية والثقافية ولازمته أيضا في بحثه عن الحياة الافضل في مهاجره و اغترابه و منافيه .  

مقالات مشابهة

  • بعد 5 أعوام من تعليقه.. مجلس الأعمال السعودي الكندي يعاود نشاطه
  • التطور المستمر.. سر النجاح والتقدم
  • سلطنه عُمان تنتهج خطوات متسارعة لمواكبة التطور التقني في الاقتصاد الرقمي
  • المتلازمة السودانية والقوة الناعمة
  • العراق يرتقي 17 مركزًا في تصنيف القوة الناعمة لعام 2024
  • إعادة نشاط مجلس الأعمال السعودي الكندي
  • إيتيدا تنظم مؤتمر "آلية DevOps في عصر التطور التكنولوجي"
  • اتحاد الغرف السعودية يُعلن إعادة نشاط مجلس الأعمال السعودي الكندي
  • منصور بن زايد يهنئ قيادة الإمارات وشعبها ومسلمي العالم بالعام الهجري الجديد
  • منصور بن زايد يهنئ قيادة الإمارات وشعبها والمسلمين بالعام الهجري الجديد