متابعة بتجــرد: قالت الممثلة والمخرجة الإيرانية زار (زهرا) أمير إبراهيمي إن السينما بالنسبة لها “أفضل طريقة لإيصال صوت المعاناة والظلم، أكثر من أي فن آخر”.

وأضافت، في مقابلة مع رويترز، على هامش مشاركتها في الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش: “السينما أكثر فن بالنسبة لي يعبّر بعمق عمّا نعيشه، ربما أستطيع أن أعبّر بالفن التشكيلي أيضاً، لكن السينما أكثر قرباً من الناس، ومن ثقافتهم وتفكيرهم”.

ونالت زار جائزة أفضل ممثلة بمهرجان “كان” السينمائي عام 2022 عن فيلم “العنكبوت المقدس” للمخرج علي عباسي، الذي يروي قصة حقيقية تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما قُتل عدد من النساء في مدينة مشهد الإيرانية على يد رجل اعتبر القضاء عليهن مهمة مقدسة ترمي إلى تطهير المدينة من الفاسقات.

وفي عام 2008، غادرت زار إيران نحو فرنسا مكرهة بسبب فضيحة جنسية لاحقتها وقادتها إلى التحقيق وشطب كل أعمالها الفنية، وهو ما تتذكره قائلة: “لم أرد أن أغادر إيران، أجبرت على ذلك بالقوة”.

وأضافت: “في لحظة قلت ربما أفقد حياتي في الدفاع عن مواقف في بلدي أو بالأحرى نظام لا يفهمني”.

واعتبرت تتويجها في المهرجان الفرنسي المرموق “إعادة اعتبار لي، ورسالة غيّرت أشياء كثيرة في مسيرتي الفنية، وقرّبتني أكثر من الشعب الإيراني، رغم سعي جهات أخرى لإسكات صوتي”.

وقالت إنها صنعت من معاناتها عنواناً للعطاء والفن: “إذا كنت أعاني يجب ألا يكون ذلك مجاناً، يجب أن أصنع شيئاً من هذه المعاناة”.

واختيرت زار عضواً في لجنة تحكيم أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي انطلق في 24 نوفمبر تشرين الثاني، ويستمر حتى الثاني من ديسمبر كانون الأول.

وعن خوضها مؤخراً مجال الإنتاج السينمائي، قالت إنها دائماً تتساءل: “هل يمكنني أن أستعمل صوتي لأتكلم عن مواضيع مسكوت عنها؟”، قبل أن تجيب “لم لا؟”.

وقالت إنها عندما تقرأ الدور وتجد “الأفكار أو الشخصية التي تهمني، أسعى إلى أن أجد النقاط المشتركة في هذه الشخصية مع شخصيتي الحقيقية، وهذا غالباً ما يحدث معي، وأحياناً أقترح على المخرج أن يغيّر أو يضيف شيئاً، أحياناً يقبل بذلك، وأحياناً أخرى لا يغيّر شيء وهذا يغذي هذا التفاعل الذي أحبه في السينما”.

وختمت بالقول إنها تعتبر نفسها محظوظة كونها كاتبة سيناريو وممثلة ومخرجة ومنتجة مؤخراً، وقالت: “لا أفوّت هذه الفرصة لأوصل أصوات الآخرين من خلال أعمالي، بالنسبة لي هذا نوع من المقاومة، وإن كنت لا أعتقد بأن السينما باب من أبواب النضال”.

وأضافت: “لكن بما أنها فن يصل إلى فئة عريضة من الناس، فلما لا نوصل الأصوات المقموعة”.

main 2023-12-01 Bitajarod

المصدر: بتجرد

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: 2024 أكثر الأعوام قسوة بالتاريخ الحديث بالنسبة للمدنيين العالقين في النزاعات

 

أظهر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عام 2024 كان من أكثر الأعوام قسوة في التاريخ الحديث بالنسبة للمدنيين العالقين في النزاعات، وقد يكون عام 2025 أسوأ من ذلك إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، ففي منتصف عام 2024 نزح ما يقرب من 123 مليون شخص بشكل قسري بسبب النزاع والعنف بزيادة سنوية هي الثانية عشرة على التوالي.

الأمم المتحدة: 305 ملايين شخص بالعالم يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في 2025 النائب أيمن محسب: اعتماد الأمم المتحدة قرارًا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ويُزيد من عزلة إسرائيل وحلفائها دوليًا

جاء ذلك خلال تسليط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الضوء على التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بعنوان "لمحة عامة عن العمل الإنساني لعام 2025"، حيث قدم التقرير تحليلًا للأزمات والاحتياجات العالمية والخطط الإنسانية اللازمة لمعالجتها، وطالب بتوفير أكثر من 47 مليار دولار أمريكي لمساعدة ما يقرب من 190 مليون شخص يواجهون احتياجات عاجلة تهدد حياتهم.

 

وأشار التقرير إلى أن هناك نحو 305 ملايين شخص حول العالم سيحتاجون في عام 2025 إلى المساعدة الإنسانية والحماية بشكل عاجل في ظل تصاعد أزمات عديدة تسفر عن عواقب وخيمة يتأثر بها المتضررون من هذ الأزمات، موضحاً أن منطقة جنوب وشرق إفريقيا تستضيف أكبر عدد من المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية بإجمالي عدد يُقدر بنحو (85) مليون شخص، حيث تمثل الأزمة الكارثية في السودان 35% من إجمالي عدد المحتاجين إلى المساعدة في المنطقة، وتليها منطقتا الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا حيث يحتاج 29 مليون شخص إلى المساعدة والحماية، ونحو 57 مليون شخص في غرب ووسط إفريقيا يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، وفي آسيا والمحيط الهادئ هناك 55 مليون شخص، أما في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي فهناك 34 مليون شخص بما في ذلك 5 ملايين شخص متضرر من أزمة فنزويلا، أما في أوروبا فلا يزال يحتاج 15 مليون شخص إلى المساعد بسبب استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية.

 

وأشار التقرير إلى أن هناك دافعين رئيسيين وراء هذه الاحتياجات، وكلاهما من صنع الإنسان، وهما: النزاعات المسلحة، وحالة الطوارئ المناخية العالمية، وطبقًا للتقرير، فإن المدنيون يتحملون النصيب الأكبر من العبء الناجم عن النزاعات المسلحة التي تتجاهل بشكل صارخ القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، بما في ذلك الأعمال الوحشية الجماعية.

 

وأوضح التقرير أن يعيش طفل واحد من كل خمسة أطفال في العالم - أي ما يقرب من 400 مليون طفل - في مناطق النزاع أو يفرون منها، وتبلغ الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال مستويات غير مسبوقة، حيث شهد السودان وحده ارتفاعًا بنسبة 480% من عام 2022 إلى عام 2023.

 

كما تُعد أزمة الأمن الغذائي العالمية بمثابة صاعقة، حيث تؤثر على أكثر من 280 مليون شخص يوميًّا مع انتشار الجوع الحاد وتفاقمه، كما يمنع العنف والنزوح إنتاج الغذاء ويعوق إتاحة الوصول إلى الأسواق الحيوية.

 

وفيما يتعلق بحالة الطوارئ المناخية العالمية، أشار التقرير إلى أن العالم على مشارف أن يشهد تجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية مستوى 1.5 درجة مئوية مما ينذر بدق ناقوس الخطر، وتزيد أزمة المناخ من تكرار حدوث الكوارث وشدتها، والتي لها تبعات مدمرة على أرواح ملايين البشر وسبل عيشهم.

 

وأشار التقرير إلى أنه في عام 2023، تم تسجيل 363 كارثة متعلقة بالطقس، والتي أثرت على ما لا يقل عن 93.1 مليون شخص وتسببت في مقتل الآلاف، وفي العام ذاته، تسببت الكوارث في حدوث نحو 26.4 مليون حالة نزوح / تنقلات، وأكثر من ثلاثة أرباع هذه الحالات ناجمة عن حالات الطقس.

 

ولفت إلى أن أزمة المناخ تسببت في دمار كبير في أنظمة الغذاء، حيث إن موجات الجفاف مسؤولة عن أكثر من 65% من الأضرار الاقتصادية الزراعية في السنوات الخمس عشرة الماضية، ما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وخاصة في المناطق التي تعتمد على زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة.

 

وأفاد التقرير أن الصراعات يمكن أن تسهم بشكل مباشر في تغير المناخ؛ حيث يقدر الباحثون أن الانبعاثات في أول 120 يومًا من الصراع في غزة تتجاوز الانبعاثات السنوية لـ 26 دولة وإقليمًا منفردًا، وفي الوقت نفسه، سجلت أكبر 30 شركة نفط وغاز باستثناء تلك الموجودة في البلدان الأكثر فقرًا ما مجموعه 400 مليار دولار سنويًّا من التدفقات النقدية الحرة منذ اتفاق باريس في عام 2015.

 

وأشار التقرير إلى أن الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة تحتاج إلى جمع ما يزيد عن 47 مليار دولار لمساعدة ما يقرب من 190 مليون شخص عبر 72 دولة بحلول عام 2025، موضحًا أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحتاج في الوقت الراهن إلى 15.9 مليار دولار، في ظل الزيادات الكبيرة في التمويل المطلوب للاستجابة للأزمات المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان. 

 

وأوضح التقرير أن الأزمة المتصاعدة في السودان أدت إلى زيادة متطلبات التمويل في شرق وجنوب إفريقيا والتي تتطلب في الوقت الراهن 12 مليار دولار تقريًبا، أما في غرب ووسط إفريقيا، فثمة حاجة إلى 7.6 مليار دولار، كما تتطلب منطقة آسيا والمحيط الهادئ في الوقت الراهن 5.1 مليار دولار، في حين تحتاج أوروبا إلى 3.3 مليار دولار، وفي مختلف أنحاء أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، يدعو الشركاء في مجال العمل الإنساني إلى توفير 3.6 مليار دولار.

 

وأشار التقرير في ختامه إلى أنه في عام 2025 سيواصل الشركاء في مجال العمل الإنساني تحسين الطريقة التي يقدمون بها خدماتهم للمتضررين من الأزمات، من خلال: احترام وتعزيز العمل الإنساني الذي تقوده الجهات المحلية، ومتابعة الاستجابات التي تركز على الأشخاص والخاضعة للمساءلة، بالإضافة إلى توسيع نطاق المساعدات النقدية حيثما كان ذلك ممكنًا ومناسبًا.

 

 

مقالات مشابهة

  • مقتل 38 راكب ونجاة 29 آخرين في تحطم طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان
  • أمير منطقة حائل يرعى الحفل الختامي لجولة “اكتشف بُعد حائل”
  • إيران ترفع الحجب عن “واتساب”
  • “أمانة تبوك” تُجري أكثر من 7400 اختبار للعاملين في منشآت الغذاء والصحة العامة
  • إيران ترفع الحجب عن “واتساب” و”غوغل بلاي”
  • “الغارديان”: أكثر من 10 آلاف فرد في الجيش البريطاني “غير مؤهلين للخدمة”
  • تقريرٌ أمميٌّّ : 2024 .. أكثر الأعوام قسوة بالنسبة للمدنيين العالقين في النزاعات
  • أمانة العاصمة المقدسة تقدّم تصريح الخدمات المنزلية عبر منصة “بلدي”
  • الأمم المتحدة: 2024 أكثر الأعوام قسوة بالتاريخ الحديث بالنسبة للمدنيين العالقين في النزاعات
  • «معلومات الوزراء»: 2024 أكثر الأعوام قسوة بالنسبة للمدنيين العالقين في النزاعات