"بلاك فرايدي" أو "بلاك ويك"، يوم ينتظره المستهلكون كما التجار في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني من كلّ عام بغرض الاستفادة من العروضات والخصومات قبل الدخول في شهر الأعياد وقبل ان تصبح الأسعار "نار"، كيف كان حاله هذا العام مع الكوارث الامنية والاقتصادية التي تعصف بلبنان؟
 
تفشت ظاهرة الـ"بلاك فرايدي" بشكل واسع في لبنان سنة 2017 بهدف تعزيز تجربة التسوّق اللبنانية وإعطاء الزوّار المحليين والإقليميين فرصة الشراء من أفخم العلامات التجارية قبل موسم الأعياد.

ففي سنتي 2017 و2018 نجحت التجربة مرتين وأعطت نتائج ايجابية مهمة بالنسبة للمستهلك والتاجر رغم ان أغلبية المحلات التجارية لم تلتزم بقاعدة الـ"بلاك فرايدي" المعروفة والتي تفرض على التاجر تقديم حسومات على كل البضائع بنسبة تصل الى 70% وأكثر.
 
يشرح الباحث الاقتصادي والأستاذ المحاضر في الجامعة الأميركية في بيروت جهاد الحكيم في حديث خاص لـ"لبنان 24" أنه "اذا قارنا حركة التسوق في فترة الـ"بلاك فرايدي" لهذه السنة مع المناسبة نفسها من سنة 2019 والسنوات التي تلتها  لا يمكن اعتبار الحركة خجولة في هذا العام، بالرغم من الاحداث الامنية الخطيرة التي تحصل يوميا على الحدود".
 
ويضيف الحكيم: "ان الحركة السياحية سنة 2023 كانت أفضل من السنين  التي سبقتها، فبعض القطاعات قد رفعت رواتب عامليها مقارنة بالسنوات الفائتة، ومن جهة أخرى تأقلم المواطن اللبناني اليوم مع الازمة وسعى الى تحسين وضعه المادي، بالتالي القدرة الشرائية لدى الافراد وأصحاب المؤسسات ارتفعت، والموسم السياحي سنة 2023 كان استثنائيا مما شجع الافراد والمؤسسات على العمل والانتاج، الامر الذي كان له صدًى ايجابيًا في الاسواق".
 
وأوضح أن الـ"بلاك فرايدي" لهذا العام ليس بأفضل حاله وكان بامكانه أن يستقطب زبائن أكثر لو لم تحصل حرب غزة ولو لم يتأثر لبنان بتداعياتها، فحجوزات السياح ألغيت لكن المغتربين عائدون الى لبنان في الاعياد في حال استمرت الهدنة وهدأت الاوضاع الامنية في الجنوب، والامل كبير بانتعاش الاسواق من جديد.
 
وفي سؤال موجه لحكيم عن التأثيرات السلبية التي سوف تطال المؤسسات التي خفضت أسعارها قبل موسم التنزيلات، قال انه "لا يعتقد أن التاجر خسر، فهو خفف من هامش ربحه ليبيع أكثر. فمن واجب التاجر بناء علاقة مستدامة مع العملاء والزبائن وبناء برنامج ولاء معهم، اذًا تخفيف الربح للتعويض عن الانخفاض بالحركة ونسبة المبيع يعتبر خطة جيدة".
 
الـ" بلاك فرايدي" والعروضات
 
تهافتت الشركات والمؤسسات التجارية على إرسال رسائل نصية قصيرة تسويقية للترويج للتخفيضات، إلا أن المواطنين عبروا عن خيبة أملهم جراء تخفيضات هذا العام التي لم تكن وازنة ولم تشمل كل البضائع.
 
"لبنان 24" قام بجولته الى مؤسسات معروفة كـ"عبد الطحان"، و"كارفور"، و"هابي" وكانت حملات الاعلان لنهار الجمعة ملفتة ورنانة كـ"جاييكن أيام بيضا" و"تخفيضات جمعة كارفور" و"أقوى عروضات على بياض"، لكن المؤسف ان التنزيلات لم تطال كل البضائع، وفي الاجمال كانت نسبتها ما بين 20% الى 50% ولم تتخطى نسبة الـ70% في احسن الحالات.
 
أصل التسمية
 
الـ"بلاك فرايدي" هو تقليد أميركي يُقام مباشرةً في اليوم الذي يلي عيد الشكر، وعادةً ما يكون في نهاية شهر تشرين الثاني من كل عام، ففي هذا اليوم تقوم كبرى المتاجر، والمحال والوكالات بإجراء تخفيضات مهمة على البضائع  التي قد تصل إلى 90% من قيمتها لتعاود بعد ذلك إلى عرضها  باسعارها الطبيعية في اليوم التالي  أو بعد انقضاء الشهر .
 
تعود تسمية الجمعة السوداء إلى القرن التاسع عشر، وقد إرتبط ذلك الحدث التجاري مع الأزمة المالية التي حدثت في الولايات المتحدة عام 1869، حين تلقى الإقتصاد الأميركي ضربة موجعة، وكسدت فيه البضائع  في المحلات والمخازن وتوقفت حركات البيع والشراء ونتج عن ذلك كارثة كبرى على الاسواق الاميركية، و لم تتعافَ منها الولايات المتحدة الا بعد اتخاذها عدة اجراءات منها تخفيضات انهيارية على السلع والمنتجات لبيعها بدل من كسادها والهدف كان تقليل من الخسائر قدر المستطاع ومنذ ذلك الحين أصبح هذا اليوم تقليدًا متبعا ومناسبة تقام في التاريخ نفسه من كل عام.
أما عن وصفه ذاك اليوم باللون الأسود، فهذا يعود الى تردد الشعار على ألسُن رجال شرطة فيلاديلفيا، لأنهم كانوا يرون فيه  يومًا أسودًا  لكثرة الحوادث التي كانت تحصل نتيجة تدافع الناس على ابواب المحال والمتاجر لاجل التسوق. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بلاک فرایدی هذا العام

إقرأ أيضاً:

المفتي دريان: تحصين الوحدة اللبنانية هو بانتخاب رئيس للجمهورية

دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، النواب الى "القيام بواجبهم الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من الشهر الحالي"، وحثهم على "التوافق في ما بينهم لانتخاب رئيس ينقذ لبنان من التخبط الذي يعيشه كي لا يغرق الوطن في مزيد من الفوضى".
 ونبه من "أي عرقلة تحول دون التوصل إلى انتخاب الرئيس مما يتسبب في استمرار الشغور الرئاسي الذي يعطي العدو الصهيوني فرصة لاستغلال الخلافات السياسية لضرب وحدة اللبنانيين وتضامنهم ويعرض البلاد إلى الانهيار".
 وأكد "أن تحصين الوحدة اللبنانية هو بانتخاب رئيس للجمهورية لتجنيب لبنان الفتن التي يستفيد منها المتربصون بلبنان شرا".
 ووصف المفتي دريان الجهود والمساعي "التي تقوم بها الدول العربية والصديقة ب"البناءة"، التي تعطي الأمل بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتفعيل عمل مؤسسات الدولة وإعادة بناء لبنان من جديد".

مقالات مشابهة

  • المعارضة اللبنانية تدعم جوزيف عون للرئاسة.. وفرنجية ينسحب من السباق
  • ميناء شناص يستقبل 18159 طنًا من البضائع بنهاية سبتمبر الماضي
  • السندات اللبنانية تغري المستثمرين
  • من الفراغ إلى المنع.. ما الذي تغير على الحدود السورية اللبنانية؟
  • الحكومة اللبنانية تُرحل عبدالرحمن القرضاوي إلى الإمارات
  • الحكومة اللبنانية: اتخذنا قرارا بترحيل عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى الإمارات
  • لبنان على مفترق طرق : من هم أبرز المرشحين للرئاسة اللبنانية؟
  • المفتي دريان: تحصين الوحدة اللبنانية هو بانتخاب رئيس للجمهورية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقصف بلدة الطيبة اللبنانية
  • تسلّق جبال وتهريب.. فوضى مخيفة على الحدود السورية اللبنانية