في علامة أخرى على الانفراج.. السعودية وإيران تناقشان التعاون العسكري
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
ناقش كبار مسؤولي الدفاع من السعودية وإيران التعاون العسكري بين البلدين في "أحدث علامة على أن الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تقرب بين الخصمين السابقين"، بحسب وكالة بلومبيرغ الإخبارية.
ونقلت بلومبيرغ عن وكالة أنباء الطلبة الإيرانيين شبه الرسمية أن وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان قال لرئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد حسين باقري إنه "يرحب بزيادة مستوى تعاون القوات المسلحة للبلدين"، دون الإفصاح بمزيد من التفاصيل.
وأشارت وكالة بلومبيرغ الأميركية إلى عدم صدور تعليق فوري من السعودية على الأمر. وأردفت أنه سبق أن اشتبكت طهران والرياض بشأن قضايا دفاعية بما في ذلك وجود الجيش الأميركي في الشرق الأوسط، والحرب الأهلية في اليمن، ودعم إيران للجماعات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة المعادية للمصالح السعودية.
يشار إلى أن البلدين طبعا العلاقات بينهما في مارس/آذار، بعد سنوات من التوتر بسبب التنافس على النفوذ الإقليمي.
وتزايدت الاتصالات بشكل كبير منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث التقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في شهر نوفمبر/تشرين الثاني للتعبير عن الدعم للفلسطينيين.
إصلاح العلاقات الإقليمية
وفي سياق متصل نشرت مجلة نيوزويك أن إيران تتطلع إلى الاستفادة من علاقاتها المتحسنة مع منافستها -منذ فترة طويلة- السعودية، لتوسيع التعاون مع المملكة ودول الخليج المجاورة في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إيران والولايات المتحدة في مياه الخليج العربي.
وأشارت المجلة إلى الاتفاق الذي توسطت فيه الصين في مارس/آذار وأدى إلى إعادة العلاقات بين إيران والسعودية بعد خلاف دام 7 سنوات.
وأضافت أنه بينما تظل الرياض شريكا أمنيا وثيقا لواشنطن، فقد سعت المملكة أيضا إلى تنويع علاقاتها الدولية، وتعزيز علاقات أوثق مع الصين وروسيا، اللتين عززتا العلاقات مع إيران في الوقت الذي شرعت فيه في تحسين علاقاتها في المنطقة.
وعلى صعيد التوتر المتزايد بين طهران وواشنطن، لفتت نيوزويك إلى أن الولايات المتحدة عززت وضع قواتها في الخليج العربي وكذلك في شرق البحر الأبيض المتوسط في محاولة لمنع انتشار الصراع حيث سعى عدد متزايد من المليشيات، والعديد منها له علاقات بإيران، إلى فتح جبهات جديدة ضد إسرائيل ومؤيديها.
واحتجت إيران على وجود السفن الأميركية العاملة في المياه الإقليمية، بما فيها مضيق هرمز الإستراتيجي، حيث هدد المسؤولون الإيرانيون بإغلاقه بالقوة ردا على التوترات المشتعلة مع الولايات المتحدة.
وألمحت المجلة إلى أن طهران سعت في الآونة الأخيرة لإصلاح العلاقات الإقليمية وتعزيز التعاون، حيث تدعو إيران الآن إلى اتخاذ موقف مشترك بين الدول الإسلامية لسنّ إجراءات قاسية ضد إسرائيل بسبب الحرب في غزة.
وفي اتصال هاتفي -يوم الأربعاء- مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنه "يجب على الدول الإسلامية مواصلة جهودها للوقف الكامل لجرائم الحرب التي يرتكبها النظام الصهيوني وفتح طرق واسعة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ما الذي يمنع اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وإيران؟
حذرت صحيفة نيويورك تايمز من أن العالم يحبس أنفاسه مع احتمال تفجر الصراع بين إسرائيل وإيران في أي وقت، وذكرت أن ما يقرب من شهر قد انقضى منذ هاجمت إسرائيل قواعد إيران العسكرية، ولا يزال العالم يترقب كيف سترد طهران.
وتتساءل الصحيفة، في تقرير لمراسلتها في روما، لارا جايكس، عن الأسباب التي تمنع القوتين في الشرق الأوسط من الدخول في حرب أوسع نطاقا بدت للوهلة الأولى أنها على وشك الانفجار.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الحرس الثوري الإيراني: مواجهتنا مع إسرائيل لها امتداد دوليlist 2 of 2إعلام إسرائيل يتساءل: متى سترد إيران؟ وكيف؟end of listوربما كان المحللون يتوقعون، منذ وقت ليس ببعيد، أن أي ضربة مباشرة من إيران على إسرائيل، أو من إسرائيل على إيران، ستؤدي إلى اندلاع حريق فوري، إلا أن الأمور لم تسر على هذا النحو.
كواليسوذكرت الصحيفة أن أحد أسباب ذلك التحركات الدبلوماسية المحمومة "خلف الكواليس" من الولايات المتحدة ودول عربية.
ومع ذلك، فإن تبادل الهجمات "المدروسة والمحدودة" بين إسرائيل وإيران تنذر أيضا بحرب "صدمة وترويع" بينهما، قد تكون لها عواقب وخيمة ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل على معظم دول العالم.
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن جوليان بارنز داسي، مدير شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوله إن طبيعة الهجمات المتبادلة تشي -على ما يبدو- بأن الدولتين تدركان مدى خطورة نشوب حرب إقليمية أشد ضراوة، ترغب كلتاهما -على الأرجح- في تفاديها.
واستدرك أن ذلك لا يعني أن النهج الحالي يخلو من مزالق، فهو "مسار محفوف بمخاطر جمة وغير مستدام، سرعان ما قد يخرج عن السيطرة".
التصعيد تدريجياوأضاف أن إسرائيل ربما تتعمد التدرج في التصعيد بنية القيام، في نهاية المطاف، بشيء أوسع نطاقا وأكثر حسما.
ورغم كل ذلك، فإن نيويورك تايمز ترى أن الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل لا تشبه كثيرا الحرب المعروفة باسم الصدمة والترويع التي تُستخدم فيها القوة النارية الماحقة والتكنولوجيا المتفوقة والسرعة لتدمير قدرات العدو المادية وإرادته في المقاومة، وهو مدلول أطلقه لأول مرة خبيران عسكريان أميركيان عام 1996.
ولعل أبرز مظاهر الصدمة والترويع التي لا تنسى -حسب الصحيفة- تلك التي تجلت في وابل الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة في بداية غزوها العراق عام 2003، وحربها على أفغانستان عام 2001.
وتعتقد الصحيفة أنه سيكون من الصعب تنفيذ حرب "الصدمة والترويع" في الصراع الدائر حاليا في الشرق الأوسط، ذلك أنه يستدعي إشراك قوات برية وتزويدها بعتاد بري وجوي وبحري أكثر مما قد ترغب إسرائيل أو إيران في نشره عبر مئات الأميال التي تفصل بينهما.
الصدمة والترويعولا تزال الأوساط العسكرية تتداول في إذا ما كان هجوم "الصدمة والترويع" قابلا للتطبيق. وهذا ما ناقشه رئيس هيئة الأركان المشتركة المتقاعد، الجنرال الأميركي مارك ميلي، والرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل، إريك شميت، في مقالهما التحليلي الذي نشرته مجلة فورين أفيرز أغسطس/آب الماضي.
وفي ذلك المقال، كتب الاثنان أن عصر حروب الصدمة والترويع، "التي كانت واشنطن قادرة فيها على القضاء على خصومها بقوة نيران قاهرة، قد ولى"، وأن الأسلحة ذاتية التشغيل والذكاء الاصطناعي يغيران طبيعة الحرب.
وقد رد محللان في مركز الدراسات الإستراتيجية التابع للبحرية الملكية البريطانية، الشهر الماضي، على المقال المذكور بأن حرب الصدمة والترويع تتطور ولم تنتهِ، واستدلا على ذلك بهجوم إسرائيل على حزب الله في لبنان عبر أجهزة النداء واللاسلكي المفخخة.
ووفقا لتقرير نيويورك تايمز، فإن تبادل الهجمات الأشهر الماضية بين إسرائيل وإيران جعل المسؤولين حول العالم في حالة تأهب لحرب إقليمية أوسع نطاقا. وبعد ساعات من الضربات، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي إن بلاده قررت خلق "معادلة جديدة" في صراعها المستمر منذ سنوات مع إسرائيل.
مخاطرغير أن فرزان ثابت، وهو محلل متخصص في السياسة الإيرانية والشرق أوسطية في معهد جنيف للدراسات العليا في سويسرا، صرح للصحيفة الأميركية بأن وابل الهجمات الصاروخية المنضبطة يبدو أنه يشير إلى نوع جديد من الحروب.
لكنه حذر أيضا من الأسوأ ربما يحدث حتى الآن، إذ أشارت إيران مؤخرا إلى أنها مستعدة لضرب مصادر الطاقة الرئيسية في إسرائيل -بما في ذلك حقول الغاز ومحطات الطاقة ومحطات استيراد النفط- في حال استُهدفت بنيتها التحتية المدنية.
ويعتقد ثابت أن إيران "تحاول أن تكون لها الكلمة الأخيرة"، بمعنى أنها "تريد أن تُظهر لشعبها وللرأي العام الإقليمي أنها فعلت شيئا، لكنها لا تريد تصعيد الصراع".
ومع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للسلطة، فإن نيويورك تايمز تتوقع على نطاق واسع أن ينتهج سياسة خارجية مواتية لإسرائيل، و"يحشد صقورا مناوئين لإيران في حكومته"، مما قد ينقل الحرب بين إيران وإسرائيل إلى مضمار جديد.