القدس المحتلة- روت المرابطة المقدسية البارزة هنادي الحلواني تفاصيل عن أصعب تجربة اعتقال، من بين عشرات التجارب التي خاضتها في سجون الاحتلال، وما تعرضت له من اعتداءات وتهديد على أيدي الجنود والمحققين.

وقد أفرج عنها في القدس إلى جانب المرابطة خديجة خويص، فجر الخميس، ضمن الدفعة السابعة من الإفراجات في صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة "حماس".

وقالت هنادي -في مقابلة مع قناة الجزيرة مباشر- إن الإفراج عنها كان بإخراجها من السجن بشكل مفاجئ، مضيفة "شعور الحرية شعور جميل جدا".

وتابعت الأسيرة المحرَّرة أنها ظلت الساعات الأخيرة من الاعتقال معزولة في زنزانة بسجن المسكوبية بالقدس الذي نقلت إليه من سجن الدامون "بقينا في الزنزانة في العزل لما بعد الساعة الثانية ليلا ونحن لا نعلم مصيرنا وهل سنتحرر أم نعود للسجن مرة أخرى؟".

وتابعت أن الإفراج عنها كان مشروطا ومقيدا بعدم الحديث للإعلام في مواضيع معينة -لم تحددها- وجرى تحذيرها من الاحتفال ورفع أي صور أو شعارات أو هتافات.

وقالت هنادي إنها المرة الأولى التي يفرج عنها من السجن بسيارة تابعة للمخابرات الإسرائيلية نقلتها إلى بيتها، بعد أن حوله جنود الاحتلال إلى ثكنة عسكرية وأخرجوا أقاربها وأبعدوا الصحفيين عنه.

وعن لحظات اعتقالها في 9 أكتوبر/تشرين الأول، قالت "دخلوا بيتي بعد تفجير بابه، وكنت دون حجاب. ثبتوني في زاوية من بيتي وبصقوا في وجهي، وتم تكسير محتويات المنزل، وتعرض زوجي وأبنائي للضرب، ومزقوا المصحف الشريف وداسوا عليه، سبوا الذات الإلهية وشتموا النبي (صلى الله عليه وسلم)".

وتابعت هنادي "تعرضت لتهديدات بالاغتصاب والقتل، وهددوا أفراد أسرتي وزوجي وأولادي وصديقاتي بأنهم سيقتلونني، وعندما نقلوني إلى السجن تعرضت للتحقيق والتهديد بالاغتصاب وألفاظ معيبة جدا".

وذكرت المرابِطة المقدسية الشهيرة أن الجنود -وخلال نقلها إلى غرف التحقيق- داسوا على السلاسل الحديدية التي تقيد قدميها فأسقطوها أرضا عدة مرات.

التحقيق المهين الصعب لحرائرنا في الأسر.#هنادي_الحلواني pic.twitter.com/1LnmYYVTyG

— شباب لأجل القدس – الأردن (@4jerusalem) November 30, 2023

ومقارنة مع عشرات الاعتقالات وحالات التوقيف السابقة، قالت هنادي "كانت من أصعب الظروف، والمرة الأولى التي أدخل فيها في هذه الظروف، حيث الغرف مكتظة بالفتيات".

وتابعت أن الصعوبة كانت مضاعفة لدى الأمهات والمريضات "رأيت في السجن حاملا في الشهر الأول وأخرى في السابع، وأسيرة أنجبت قبل بضعة أيام بعملية قيصرية، وثالثة تعاني من مرض السرطان ورابعة تعاني الثلاسيميا، وجميعهن تعرضن للضرب والإهانة والظروف الصعبة".

وتحدثت هنادي عن قاصرات دخلن السجن وانتزع حجابهن عن رؤوسهن خلال فترة الاعتقال والتحقيق "تعرضنا للقمع بغاز الفلفل والغاز المسيل للدموع، ولا يوجد طعام ولا أغطية ولا فرْشات ولا مخدات ولا بطانيات".

وتابعت أن الأسيرات يشربن ويتوضأن من صنبور المياه الخاص بالمرحاض، وكل أسيرة تلتقي بمحاميها أو تخرج إلى المحكمة يتم التحقيق معها إن كانت تحدثت عن ظروف اعتقالها.

وأضافت المرابطة المقدسية "أشبه بكابوس تتعرض له الأسيرات بعيدا عن العالم الذي لا يعلم ما يجري من ظلم للأسيرات".

لحظة لقاء الأسيرة المحررة خديجة خويص بعائلتها في القدس pic.twitter.com/jtRSdATaTh

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) November 30, 2023

وذكرت هنادي أن المعتقلات القاصرات "تعرضن للضرب المبرح وصادروا ممتلكاتهن، وبعض الأسيرات اضطررن لقضاء حاجتهن في ملابسهن بعد أن منعن من دخول الحمام لأيام".

وعن الهدف من وراء المعاملة المهينة والقاسية بالسجون، قالت هنادي "الاحتلال لا يريد قدوات ولا يريد لهذا الجيل أن يستمر في ذات الطريق الذي سار فيه من سبقهم وذلك بالعنف الجسدي واللفظي والترهيب".

وأشارت المرابطة المقدسية المحررة إلى أن اعتقال عدد كبير من الأسيرات جاء على خلفية منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي وربما كلمة واحدة، وكانت التهمة هي "التحريض".

يذكر أن هنادي تعرضت في حياتها لسلسلة اعتقالات وعقوبات وإبعادات عن المسجد الأقصى المبارك، لكنها تقول إن الاعتقال الأخير كان الأصعب بينها.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

عندما تتحول التكنولوجيا إلى كابوس

عندما قامت إسرائيل بتفجير الهواتف النقالة لأعضاء حزب الله وقتلت منهم من قتلت وأصابت وأرعبت من أرعبت تذكرت الساعة التي صنعها هارون الرشيد عام  870 ميلادية والتي تحدث عنها  المؤرخ الفرنسي فولتير" قائلا: "إن أول ساعة عرفت في أوروبا هي الساعة التي أهداها الخليفة العباسي هارون الرشيد إلى شارلمان  "ملك فرنسا" وإمبراطور الغرب هذه الساعةً المائيةً المصنوعة بمهارة فنية مدهشة ‏من النحاس الأصفر  كانت من عجائب الصناعة وقتها لدقتها وفخامتها وروعة زخارفها.

 

وكانت الأضخم والأندر في العالم والأغرب بجانب أن الساعة لم تكن معروفة وقتذاك بالنسبة للأوروبيين، الساعة كانت ضخمة بارتفاع حائط الغرفة بارتفاع نحو 4 أمتار تتحرك بالقوة المائية مع قوة الجاذبية الأرضية.

 

من عظمة هذه الساعة كانت مصممة عند تمام كل ساعة يسقط منها عدد من الكرات المعدنية الكبيرة فوق قاعدة نحاسية مفرغة فتُحدث رنيناً جميلاً في أنحاء القصر الامبراطوري وفي ذات الوقت يُفتح باب من الأبواب الإثنى عشر المؤدية إلى داخل الساعة والتي تُمثل ساعات النهار والليل بعد النهار ويخرج منها فارس يدور حول الساعة ثم يعود من حيث خرج فإذا حانت الساعة الثانية عشرة يخرج من الأبواب أثنا عشر فارسا مرة واحدة ويدورون حول محيط الساعة دورة كاملة ثم يعودون ليدخل كل واحد من حيث خرج وتغلق الأبواب بعد ذلك وراءهم وأعتبرها الأوروبيون أعجوبة ذلك الزمان.

 

وأثارت الساعة دهشة الإمبراطور، وإعجابه الشديد بها إلا أنها أرعبته كما رُعب منها حاشيته واعتقدتْ حاشية الملك أنَّ الساعة بداخلها شيطاناً يسكنها ويحركها، وإنما أرسلها الخليفة هارون الرشيد هدية ليقضي عليه ويسلب منه ملكه وقاموا بتحطيمها ليلا بالفؤوس.

وكانت المفاجأة التي تحولت إلى صدمة وتبرم عندما اكتشف هؤلاء الرهبان أن الساعة لا يوجد بها شيء سوى آلاتها وأن خرافة الشياطين والعفاريت كانت سقطة كبيرة من جانبهم.

 

وقد حزن الإمبراطور شارلمان حزناً بالغاً، واستدعى حشداً من العلماء والصنّاع المهرة لمحاولة إصلاح الساعة وإعادة تشغيلها، لكنّ المحاولة فشلت، فعرض عليه بعض مستشاريه أن يخاطب الخليفة هارون الرشيد ليبعث فريقاً عربياً لإصلاحها، فقال شارلمان: "إنني أشعر بخجلٍ شديدٍ أن يعرف خليفة المسلمين في بغداد أننا ارتكبنا عاراً باسم الفرنجة كلها" رصدت هذه القصة جاء بها محرك البحث جوجل  للباحثة المصرية أحلام السيد الشوربجي باحث ماجستير في التاريخ الإسلامي كلية الآداب جامعة دمنهور.

 

لن أطيل كثيرا بعد عقد هذه المقارنة السريعة، سوى أن العرب والمسلمين عليهم أن يعيدوا حساباتهم مع التكنولوجيا الواردة من أوروبا أو آسيا، والاعتماد على إمكانياتهم المتاحة، خصوصا في البرمجيات والتصدي لحروب الجيل الرابع، حتى تأمن الشعوب العربية والإسلامية فيما بين أيديهم وما خلفهم وما يحيط بهم من أجهزة وهواتف نقالة وأجهزة لاسلكي، والأخذ في الاعتبار أن ما فعلته إسرائيل في لبنان قابل حدوثه في أي دولة عربية أو إسلامية

انتهى عصر الجواسيس البشرية وأصبحت الجاسوسية من خلال التكنولوجيا التي صدروها لشعوبنا فهل ستشفع الرؤوس الطائرة في لبنان وإيران والعراق وليبيا وفلسطين في الاعتماد على أنفسنا، والاخذ في الاعتبار أن حياة 2 مليار مسلم يجب صيانتها وحقن دمائها.

 

مقالات مشابهة

  • عمرو الحلواني: الأهلى والزمالك الأقرب للوصل إلى نهائي كأس الرابطة.. لدى طموح لنقل تجربة مانشيستر سيتى إلى الاندية المصرية
  • ليس أمام الذين زجوا بأولادهم في هذه المحرقة سوى الهروب بعيداً عن آل دقلو، والاقتراب من هلال
  • خلال سبتمبر الماضي.. وفاة وإصابة 316 شخصا بحوادث مرورية في المحافظات المحررة
  • معادلات نصر الله مستمرة.. حزب الله يدفع بـ”الخسارة” بعيدا عن موازين الإسناد والردع
  • عندما تتحول التكنولوجيا إلى كابوس
  • طُعنت في وجهها.. العفو الدولية تكشف إصابة مناهل العتيبي بسجن سعودي
  • طُعنت بقلم في وجهها.. العفو الدولية تكشف إصابة مناهل العتيبي في سجن سعودي
  • مفوض الأونروا: الوضع في غزة كابوس لا ينتهي
  • أبو زرعة المحرمي يصدر توجيهات صارمة بمنع الجبايات غير القانونية في المحافظات المحررة
  • بري: حزب الله ليس بعيدا عن موقفنا بشأن وقف إطلاق النار