أكاديمي فلسطيني وعضو هيئة علماء المسلمين، عرف بشخصيته السياسية والوطنية الوحدوية. عمل محاضرا بكلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس بالضفة الغربية، وشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم والتعليم العالي في الحكومتين العاشرة والحادية عشرة.

المولد والنشأة

ولد ناصر الدين محمد أحمد الشاعر، المكنى بـ"أبو القاسم"، يوم 9 ديسمبر/كانون الأول 1961 في قرية سبسطية قضاء نابلس شمال الضفة الغربية، وهو متزوج وأب لولَدين و4 بنات.

في ظروف القرية الريفية، وفي أسرة مكافحة ومتدينة ومكونة من 7 إخوة وأختين وأبوين بسيطين يعملان في الزراعة، نشأ الشاعر شابا عصاميا معتمدا على ذاته، فاشتغل في صغره وخلال تعليمه الجامعي وبعد ذلك لدعم تحصيله العلمي، الذي تدرج فيه حتى نال درجة الدكتوراه في مقارنة الأديان.

ناصر الشاعر عرف بشخصيته الوطنية الموحدة ودروه البارز في الصلح المجتمعي (الجزيرة نت) الدراسة والتكوين العلمي

في قريته سبسطية، بدأ الشاعر مشواره العلمي، فالتحق بمدارسها، وأنهى الثانوية العامة بالفرع العلمي محصلا درجة عالية عام 1980، وفي العام 1985 نال درجة البكالوريوس في كلية الشريعة بجامعة النجاح، وبعد ذلك بأربعة أعوام حصل على شهادة الماجستير في الفقه والتشريع من الجامعة ذاتها.

واصل تعليمه وحاز درجة الدكتوراه بامتياز في تخصص مقارنة الأديان من قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة مانشستر في بريطانيا عام 1996، وقارن دور المرأة في اليهودية والإسلام، وشارك في برنامج ما بعد الدكتوراه حول الدين والديمقراطية بجامعة نيويورك في أميركا.

التجربة السياسية والعملية

نشأ الشاعر منفتحا على كثير من التوجهات الفكرية والسياسية، لكنه تأثر أكثر بأفكار الصحوة الإسلامية الخاصة بالشيخين محمد الغزالي ويوسف القرضاوي، ليكون من أوائل من التحق بكلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية بداية تأسيسها مطلع ثمانينيات القرن الماضي.

ومثل شخصيته السلسلة وتقبُله للآخر، اتسمت أفكاره الدينية بالاعتدال والتوسط مع الانضباط الشرعي والتأصيل.

وبرع بحضوره السياسي وتشكيل الحالة الوطنية الموحدة، وبجهوده في التقريب بين الأطراف الفلسطينية المختلفة، والسعي للصلح المجتمعي وإنهاء الانقسام السياسي منذ حدوثه عام 2007، لا سيما وأنه اختير بتوافق وطني في لجنة الحريات عام 2011، التي انبثقت عن شخصيات سياسية ووطنية لرفع المظالم عن الناس ورأب الصدع الفلسطيني وصولا للمصالحة الوطنية الشاملة.

ناصر الشاعر خلال فعالية لحركة فتح وسط نابلس بالضفة الغربية (الجزيرة)

ويعتقد ناصر الشاعر أن الانقسام محلي لكنه يُغذّى إقليميا، وأن أحدا يُعطل حكم "الإسلام السياسي"، ويرى أنه لا بد من تطوير منظمة التحرير الفلسطينية لتمثل كل الفلسطينيين.

ويرى أيضا أنه لا أفق في حل سياسي للفلسطينيين، وأن القضية الفلسطينية لم تعد تشغل بال الأنظمة العربية، ومن ثم فهو لا يراهن على الدور العربي والإقليمي تجاهها، كما يرى أن أميركا لم تعد تتسيد القرار مع تصاعد الدور الروسي بالمنطقة.

ويعتقد أنه رغم سلبيات اتفاق أوسلو فإنه ثبَّت القضية الفلسطينية في الخارطة والقانون الدوليين، لكن الفلسطينيين لم يستفيدوا من ذلك، وهو لا يسقط المقاومة بوصفها حقا مشروعا للفلسطينيين ومكفولا بالقوانين الدولية، لكنه يؤكد على أهمية الإجماع الفلسطيني على شكل وأسلوب هذه المقاومة.

وعلميا، أسهم الشاعر في تطوير العملية التعليمية في جامعة النجاح، التي عمل بها محاضرا وعميدا لكلية الشريعة، ونهض بواقع التدريس والبحث العلمي فيها، لتتوج جهوده بتأسيس برنامج الدكتوراه في الفقه وأصوله بالتشارك مع جامعات فلسطينية أخرى.

وبعد عمله وزيرا للتعليم في دورتين حكوميتين، سعى لتطوير العملية التعليمية على مستوى الوطن، وأسَّس لمبادئ الشفافية والمساواة في العمل، فزاد الفريق التعليمي بالمدارس، وأسهم في تطوير الكليات الحكومية وتحويلها لجامعات ككلية خضوري التي أصبحت جامعة فلسطين التقنية.

ناصر الشاعر في منزله بعد محاولة اغتياله (الجزيرة) الوظائف والمسؤوليات

عمل الشاعر في البداية معلما للتربية الإسلامية بمدارس مدينة نابلس (1985-1989)، وعُين بعدها مباشرة عضوا بهيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة النجاح، ومن ثم عميدا للكلية في الفترة بين 2001 و2005، وشغل عضوية نقابة العاملين ولجنة التخطيط والتطوير الرئيسية في الجامعة.

وأصبح أستاذا مشاركا عام 2007، ومن ثم عضوا في اللجنة العليا لبرنامج الدكتوراه في الفقه وأصوله في الجامعة ذاتها. وفي عام 2019 أصبح الشاعر عضوا في هيئة علماء المسلمين.

وباكرا انخرط الشاعر في العمل السياسي والمجتمعي، وانتخب عام 1981 أول رئيس بخلفية إسلامية لمجلس الطلبة في جامعة النجاح، وبرز نجمه خطيبا مفوها في مناسبات مختلفة، سياسية واجتماعية وثقافية.

وتعزَّز حضوره المجتمعي ودوره بصفته شخصية سياسية وسطية مستقلة وذات خلفية فكرية إسلامية لشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم والتعليم العالي في الحكومة العاشرة، التي شكلتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد فوزها بانتخابات المجلس التشريعي عام 2006، ومن ثم وزير التربية والتعليم في حكومة الوحدة الوطنية الحادية عشرة.

وحافظ الشاعر، بحكم علاقاته مع أكاديميين وقيادات مجتمعية وسياسية من مختلف التوجهات، على دوره بتقريب وجهات النظر وتحقيق السلم الأهلي وإحياء جهود المصالحة الفلسطينية.

باب سيارة ناصر الشاعر التي أطلق عليها النار من مسلحين حاولوا اغتياله (الجزيرة) المؤلفات والإنجازات

لناصر الشاعر مؤلفات وأبحاث عديدة وإسهامات علمية وبحثية، أهمها:

"البحث العلمي وتطبيقاته في العلوم الإنسانية". "نظام الأسرة في الإسلام". "عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية". "الأولويات الاٍسرائيلية". "التواصل الاجتماعي". "الأئمة والوعاظ في فلسطين بين الواقع والطموح".

ونشر العديد من الأبحاث العلمية المحكمة، وخاصة حول العولمة والعنف ضد المرأة والكوتا النسائية في الانتخابات، وأصول الخطابة واستخدامات الذكاء الاصطناعي في العلوم الشرعية، وفكر وفتاوى للشيخ القرضاوي للأقليات المسلمة.

وكتب العشرات من المقالات الفكرية والثقافية والسياسية، وحضر وعقد العديد من المؤتمرات حول العناوين السابقة ذاتها.

الاعتقالات

تعرَّض الشاعر لمضايقات إسرائيلية عديدة، واعتقل 6 مرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي (1988-2023)، وحكم بالسجن الإداري التعسفي (ملف الاتهام سري) شهورا طويلة، وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي اعتقل مرة أخرى.

محاولات اغتيال

في 22 يوليو/تموز 2022 تعرّض الشاعر لمحاولة اغتيال من ملثمين هاجموه خلال وجوده بمناسبة اجتماعية في قرية كفر قليل قرب مدينة نابلس، وأطلقوا عليه أكثر من 40 رصاصة مباشرة أثناء قيادته مركبته، وأصابت 9 منها رجليْه، وخلَّفت عديدا من الكسور والتهتكات التي استغرق علاجها زمنا طويلا حتى استعاد قدرته على الحركة.

وجاءت محاولة الاغتيال بعد أحداث بين طلبة معتصمين بجامعة النجاح وأمن الجامعة، حيث أصيب الشاعر برضوض قوية بعد دفعه من حراس الأمن عندما حاول الدفاع عن طلبته بوقوفه معهم ودعمهم لنيل حقوقهم، وعلى إثرها تعرض لحملة تحريض ممنهجة وتهديدات علنية من مسلحين منسوبين إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وسجلت القضية ضد "مجهول".

ورغم ذلك، كانت هذه الأحداث مثالا على وحدوية ناصر الشاعر، الذي صرخ وهو مضرج بدمه النازف بعد إصابته "أرجوكم حافظوا على الوحدة الوطنية"، ونادى أيضا "دمي فداء للوحدة الوطنية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: بجامعة النجاح جامعة النجاح ناصر الشاعر الشاعر فی فی جامعة ومن ثم

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء الفلسطيني: خطة مصر لإعمار غزة خطوة نحو إقامة الدولة الفلسطينية

سرايا - أكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني، الدكتور محمد مصطفى، أن بلاده ستعمل مع الدول العربية والمؤسسات الدولية لتوفير البيئة الضرورية لإنجاح خطة مصر لإعادة الإعمار تمهيدًا لاستكمال المشروع السياسي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.


وأكد في تصريحاته خلال مؤتمر صحفي عقب انتهاء أعمال القمة أن خطة إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة تمثل أملًا وخطوة مهمة إلى الأمام، مشيرًا إلى أن فلسطين ستعمل مع جميع الأطراف لتنفيذها.


كما أكد أن تنفيذ هذه الخطة يتطلب توفر مجموعة من العوامل الأساسية، من بينها إطار سياسي مناسب، وإطار أمني متكامل، وإطار حوكمة فعال.


وأشار إلى أن غزة جزء أصيل من الأراضي الفلسطينية، وأن إعادة توحيد القطاع مع بقية الأراضي الفلسطينية تحت حكم يعد أمرًا حيويًا، ليس فقط لتسهيل عملية إعادة الإعمار، ولكن أيضًا لتأسيس وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.

إقرأ أيضاً : ترامب يهدد كندا بمزيد من التصعيد في الحرب التجاريةإقرأ أيضاً : بالفيديو .. طرد نائب ديمقراطي رداً على مقاطعاته المتكررة لخطاب ترمب في الكونغرس إقرأ أيضاً : مجلس الأمن: "مشاورات مغلقة بشأن إعادة إعمار غزة"



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #فلسطين#مصر#ترامب#مجلس#الكونغرس#الدولة#القمة#غزة#محمد#رئيس#الوزراء#القطاع



طباعة المشاهدات: 875  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 05-03-2025 09:33 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
ظاهرة "'قمر الدم" تزين السماء قريبًا ودول عربية من بين الأوفر حظًا برؤيتها وفاة "الرجل ذي الذراع الذهبية" .. دمه أنقذ آلاف الأرواح فتحوّل لبطل قومي مفاجأة عن الفئران .. تقدم "الإسعافات الأولية" لرفاقها فاقدي الوعي إعلان شوكولا لبشار الأسد بالذكاء الاصطناعي يثير موجة سخرية الأمن العام يوضح حول تعرض حدث لحروق وظهر في فيديو... تفاصيل صادمة ومروعة .. طفل 11 عامًا يُحرق على يد... بالتوقيت .. أطول وأقصر ساعات الصيام في رمضان الأردن يبدأ بإخلاء الدفعة الأولى من ألفي طفل مريض... "كان يشعر بالاكتئاب والحزن" .. نجل حسن... ترامب يهدد كندا بمزيد من التصعيد في الحرب التجاريةبالفيديو .. طرد نائب ديمقراطي رداً على مقاطعاته...مجلس الأمن: "مشاورات مغلقة بشأن إعادة إعمار...ترامب: "تلقينا إشارات قوية من روسيا بأنها..."مستعد لمفاوضة روسيا" .. ترامب يكشف...ترامب: "بايدن أسوأ رئيس في التاريخ الأمريكي"بعد التحقيق الداخلي .. رئيس الشاباك يقر بفشله في...وزير خارجية مصر يعلن التوافق على أسماء قادة اللجنة... رئيسة المكسيك تتعهد بفرض رسوم جمركية ردا على ترمب إلزام أحمد عز بدفع مليون جنيه وزيادة نفقة نجلي زينة سامر المصري: "مسلسل باب الحارة استفز نظام بشار... "انتحر عادي" .. سجن مغنٍ شهير يشعل... فنانة تتوسط لعودة شيماء سيف إلى زوجها بعد الانفصال... ما هو الفرق بين مسلسلي تحت الأرض و تحت سابع أرض ؟ ريال مدريد يهزم جاره أتليتكو في ذهاب دور الـ 16 لأبطال أوروبا ليفربول جاهز لزيارة "باريس" .. وبرشلونة يحل ضيفا على بنفيكا خسارة ثمن النهائي تعني خروج الهلال من بطولة آسيا أهلي جدة يهزم الريان ويقترب من التأهل دراسة علمية: صيام رمضان لا يعرقل أداء لاعبي كرة القدم الوجه الخفي لبرامج المقالب .. كيف تؤثر على صحة الأطفال النفسية؟ ارتكبها الأب بحق أبنائه .. القصة الكاملة لـ"مجزرة حلابة" بمصر القضاء العراقي ينصف معلمة ابتزها زملاؤها المغرب: شاب يسقط خلال مباراة رمضانية ويُفارق الحياة امرأة أسترالية تستيقظ بلهجة بريطانية بعد جراحة في الفك ظل ببطنه 6 سنوات .. استخراج هاتف نقال من معدة مريض في مصر خفض أسعار الدواجن فأرداه قتيلاً .. مصر تبكي "شهيد الغلابة" بالتوقيت .. أطول وأقصر ساعات الصيام في رمضان "أوبر المسلح" .. تطبيق جديد يوفر حراسًا شخصيين عند الطلب في أميركا "وزارة التعليم" الأمريكية تقدم لموظفيها حافزًا بقيمة 25 ألف دولار للاستقالة

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • نائبة: البيان الختامي للقمة العربية عبر عن وحدة الصف لدعم القضية الفلسطينية
  • الأزهري: القمة العربية تعكس دور مصر في توحيد الصف تجاه القضية الفلسطينية
  • وزير الأوقاف: القمة العربية تؤكد دور مصر في توحيد الصف تجاه القضية الفلسطينية
  • سفيرة البحرين بالقاهرة تشيد بمخرجات القمة العربية الطارئة ووحدة الصف تجاه القضية الفلسطينية
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: خطة مصر لإعمار غزة خطوة نحو إقامة الدولة الفلسطينية
  • سفيرة البحرين لدى مصر تشيد بمخرجات القمة العربية الطارئة ووحدة الصف العربي تجاه القضية الفلسطينية
  • نقيب المعلمين يثمن مساعي الرئيس السيسي لتوحيد الصف العربي ورفض التهجير
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: سنعمل على تنفيذ خطة إعمار غزة وتوحيد الصف الوطني
  • شاهد | الأسير الفلسطيني المحرر جلال الفقيه بعد 22 عاماً في سجون العدو يتنسم عبق الحرية بغزة
  • دوري نجوم العراق.. فوز زاخو على الميناء والنجف على القاسم