قلق أممي من استهداف المرافق الصحية بغزة وإسرائيل تواصل اعتقال 26 كادرا طبيا
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء الهجمات على المرافق الصحية في قطاع غزة والضفة الغربية، بينما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع المحاصر أن إسرائيل لا تزال تعتقل 26 من الكوادر الطبية.
وعقب إعلان منظمة الصحة العالمية عن وقوع 203 هجمات على المرافق الصحية بغزة و224 بالضفة المحتلة، منذ بداية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك "أعربنا عن قلقنا بشأن الهجمات المذكورة.
ورد دوجاريك على الانتقادات الموجهة لتصريحات الأمم المتحدة بشأن غزة قائلا "نحن نتعرض لانتقادات 360 درجة (من كافة الجهات) بسبب المصطلحات التي نستخدمها أو التي لا نستخدمها".
وفي معرض حديثه عن الوضع العام بغزة، أوضح أنه رغم الهدنة الإنسانية فإنه "لا تحسن بعد في وصول المياه إلى شمال غزة" وذكر أن "مرافق إنتاج المياه لا تزال مغلقة بسبب نقص الوقود والأضرار الناجمة عن الهجمات".
وقال دوجاريك إن منظمته تلقت بيانات عن عدد الضحايا من وزارة الصحة في غزة، وترى أن الأرقام المعلنة صحيحة" وأشار إلى أن الأمم المتحدة ترحب بتمديد الهدنة الإنسانية في غزة وتواصل الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
وكانت منظمة الصحة قد أكدت أنها وثّقت 427 هجوما شنته إسرائيل على المنشآت الصحية في القطاع المحاصر والضفة المحتلة، منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضحت أن الهجمات أسفرت عن مقتل 560 شخصا في غزة و6 أشخاص بالضفة، فضلا عن إصابة 718 آخرين في غزة و40 بالضفة.
استهداف الكوادر الطبيةمن جانب آخر، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يعتقل 26 من الكوادر الصحية، على رأسهم مدير عام مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، وطالبت كافة الجهات الدولية بـ"العمل الجاد والفوري من أجل إطلاق سراحهم".
وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، بعد حصاره لعدة أيام جرت خلاله اشتباكات مع عناصر من المقاومة في محيطه.
وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت منظمة الصحة عدم وجود معلومات لديها عن مصير مدير مستشفى الشفاء، وقالت في بيان "أبو سلمية اعتقل مع 5 آخرين من العاملين بالمجال الصحي أثناء مشاركتهم في مهمة قادتها الأمم المتحدة لإجلاء مرضى".
وأمس الأول الأربعاء، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس من كارثة صحية في غزة، وقال "إن الظروف المعيشية الحالية في القطاع ونقص الرعاية الصحية قد تتسبب في أمراض تودي بحياة عدد أكبر ممن قتلوا جراء القصف الإسرائيلي على القطاع".
ولفت المسؤول الدولي إلى أن نحو 1.3 مليون شخص في غزة يعيشون حاليا بمراكز إيواء، وأكد أن "الحاجة أصبحت ماسة الآن لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، لأن الأمر أصبح مسألة حياة أو موت بالنسبة للمدنيين".
وأوضح أن الاكتظاظ ونقص الغذاء والمياه ومتطلبات النظافة الأساسية وسوء الصرف الصحي وإدارة النفايات وصعوبة الحصول على الأدوية عواملُ أدت لإصابة عشرات الآلاف بأمراض مختلفة، من بينها التهابات الجهاز التنفسي الحادة والجرب والإسهال والطفح الجلدي واليرقان وغيرها من الآفات الصحية والأمراض.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تزيد إسرائيل من وتيرة الحصار الخانق على غزة، فتقطع عن سكانه الكهرباء والماء وتمنع دخول إمدادات الغذاء والدواء والوقود. بيد أن الهدنة الإنسانية المؤقتة -التي بدأت يوم الجمعة 24 من الشهر الجاري ومددت لاحقا- مكّنت من دخول بعض المساعدات الإغاثية والطبية والوقود لهذا القطاع المحاصر، لكن جهات عديدة تؤكد أن تلك المساعدات لا تلبي سوى النزر اليسير من احتياجات السكان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المرافق الصحیة الأمم المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تحديات تتكشف أمام القطاع الصحي بغزة بعد وقف إطلاق النار
قالت منظمة الصحة العالمية إن تلبية الاحتياجات الهائلة واستعادة النظام الصحي في قطاع غزة مهمة مُعقدة للغاية وتحدٍّ كبير بالنظر إلى حجم الدمار والتعقيدات والقيود التنفيذية التي خلفها العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأضافت المنظمة الأممية -في بيان بموقعها على الإنترنت- أن هناك حاجة إلى ضخ استثمارات بالمليارات لدعم تعافي النظام الصحي، وهو ما سيتطلب التزاما ثابتا من المانحين والمجتمع الدولي.
يأتي ذلك في وقت بدأ فيه سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وإسرائيل، وتكشف مآلات الوضع الصحي في القطاع والتحديات التي يواجهها الأطباء والعاملون في المستشفيات.
وضع صعب
وعن هذا الواقع، يقول المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش إن "القطاع الصحي في غزة يواجه وضعا صعبا غير مسبوق، حيث تعرّض أكثر من 25 مستشفى من أصل 138 لتدمير كامل، خاصة في المناطق الشمالية".
وضرب البرش -في مقابلة مع الجزيرة نت- مثلا بمستشفى "كمال عدوان" الذي تعرض لدمار هائل لمولدات الطاقة وغرف العناية المركزة والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 8000 وحدة من مكونات المستشفى، مما يستدعي إعادة البناء كاملا.
وفيما يتعلق بالكوادر الطبية، أوضح مدير الإغاثة الطبية في غزة عائد ياغي أن الطواقم الطبية تعرضت لهجمات مباشرة من قبل جيش الاحتلال، وأدى ذلك إلى استشهاد أكثر من 1060 فردا وإصابة المئات، وبالإضافة إلى اعتقال 320 عاملا في القطاع الطبي.
إعلانوأشار ياغي -في مقابلة مع الجزيرة نت- إلى أن مئات من العاملين في القطاع الطبي اضطروا إلى مغادرة غزة، وهذا كان له تأثير واضح على أداء القطاع الصحي وقدرته على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة.
وحسب منظمة الصحة، فإن حجم الدمار الحقيقي تكشف بعد وقف إطلاق النار، و"لا يزال نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى يعمل جزئيا، كما أن جميع المستشفيات تقريبا قد تضررت أو دُمرت جزئيا، ولا يعمل من مراكز الرعاية الصحية الأولية سوى 38% وحسب".
أضرار لحقت بالمستشفى المعمداني في غزة بعد قصفه من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي (مواقع التواصل) عقبات وأولوياتوأشارت المنظمة -في بيانها- إلى أنه من الضروري إزالة العقبات الأمنية وتهيئة الظروف الميدانية، التي تسمح بالوصول المُنظم إلى السكان في جميع أنحاء غزة، وتمكين تدفق المساعدات عبر جميع الحدود والمسارات الممكنة، ورفع القيود المفروضة على دخول المواد الأساسية.
وإضافة إلى ذلك، فإن المنظمة طالبت بضرورة توفير الحماية الفعّالة للمدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وتسريع عمليات الإجلاء الطبي عبر جميع المسارات الممكنة لأكثر من 12000 مريض يحتاجون على وجه السرعة إلى رعاية متخصصة.
وأوضح ياغي كذلك أن الجهود الحالية تركّز على توسيع نطاق الخدمات الصحية في المناطق الأكثر تضررا، خاصة شمال غزة، عبر إنشاء مستشفيات ميدانية وإعادة ترميم المباني المتضررة، وتوفير سيارات الإسعاف والأجهزة الطبية الضرورية.
كما لفت ياغي إلى التخطيط لمراقبة الأمراض المعدية وعلاجها بالتعاون مع المنظمات الدولية لضمان استدامة توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.
أما المدير العام لوزارة الصحة في غزة فشدد على ضرورة تسريع الجهود لإدخال المعدات الطبية والأدوية اللازمة بشكل فوري، مؤكدا أن القطاع الصحي بحاجة ملحة إلى تطوير خدمات الجراحات التخصصية، مثل زراعة الأعضاء والجراحات الترميمية.
هجمات "المدنيين الإسرائيليين" على شاحنات المساعدات تزيد المآسي في قطاع غزة (مواقع التواصل) الدعم الدولي والمساعداتوفي ما يتعلق بالمساعدات الإغاثية ودعم القطاع الصحي في غزة، فإن منظمة الصحة أشارت إلى أنها ستنفذ مع شركائها خطة مدتها 60 يوما لدعم استعادة النظام الصحي وتوسيع نطاقه على نحو عاجل.
إعلانلكن البرش يقول إن الدعم الدولي يعاني من تأخير واضح وتحديات لوجستية تقيد التنفيذ، وأشار إلى الحاجة الماسة لتأمين دوري للأدوية والمستلزمات الأساسية، بما في ذلك أدوية الطوارئ والمسكنات، التي لا تزال نسبة كبيرة منها غير متوفرة.
وأضاف البرش أن الجهود الحالية لتوفير المساعدات اليومية لم تحقق أهدافها بعد، حيث لم تصل المساعدات إلى المناطق الشمالية الأكثر تضررا، مما يزيد معاناة المرضى، ويؤكد الحاجة إلى استجابة دولية أكثر سرعة وفعالية.
من جانبه، أشار الأستاذ في كلية الطب بالجامعة الإسلامية في غزة خميس الإسي إلى أن الدعم المقدم حتى الآن لم يلبِّ الاحتياجات الضرورية والملحة، فلم تصل حتى الآن إلا شحنات أدوية محدودة فقط من مصر وبعض الدول، لكنها لا تغطي سوى ما بين 40 و50% من الأدوية الأساسية.
وأوضح الإسي -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن هناك ما بين 15 و25 ألف مريض بحاجة ماسة للعلاج خارج غزة، ولم يُسمح حتى الآن بخروج أي مريض رغم التطمينات الدولية.
يذكر أنه بدأ أمس الأول الأحد تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بعد عدوان إسرائيلي على قطاع غزة استمر 471 يوما، وراح ضحيته نحو 47 ألف شهيد وإصابة أكثر من 111 ألف فلسطيني، فضلا عن عدد غير معلوم من المفقودين تحت ركام منازلهم نتيجة قصف الجيش الإسرائيلي، وفق إحصاء لوزارة الصحة في غزة.