في ذكرى رحيلها.. قصة إهداء سامية جمال مصحفا لفريد الأطرش
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
«حبيب العُمر» ليس فقط اسم فيلم جمع الثنائي الشهير فريد الأطرش وسامية جمال في السينما، إنما هو لقب ظلت تُردده سامية كُلما ذُكر فريد الأطرش، وهكذا ظل في ذاكرتها حتى آخر عمرها، وحتى آخر لقاءاتها التليفزيونية وأمام الجميع تتحدث عنه بهذه الصيغة «حب العمر».
قصة حب سامية وفريدقصة حب سامية وفريد بدأت قبل اللقاء بأربع سنوات، حينما كانت سامية فتاة صغيرة، تسمع لصوته في مذياع الجيران، وظلت تتابع أغنياته، أخذت أكثر قرار ربما يكون متهورا في حياتها لكن لولاه ما كانت أصبحت زينب خليل إبراهيم، سامية جمال الراقصة الرسمية في مصر كما أطلق عليها الملك فاروق.
بعد وفاة والدتها وزواج والدها من أخرى كانت تعاملها معاملة قاسية قررت الهروب إلى القاهرة -مصر- لدى شقيقتها وهناك تضطر للعمل وعن طريق الصدفة تذهب لبديعة مصابني وتبدأ من خلالها مشوارها الفني.
في مارس 1940 حرمت فراشة السينما المصرية نفسها من الطعام، حسب تصريحات تليفزيونية سابقة لها مع الإعلامي طارق حبيب، وذلك لتدبر ثمن شراء عشر مجلات يحمل غلافها صورة مطربها المفضل، الذي لم تره من قبل حتى هذه اللحظة «فريد الأطرش».
وفي بروفة صالة بديعة مصابني كانت تتحدث سامية مع طفل تسأله عن صاحب صورة الغلاف صورة مين دي يا حبيبي؟، لتتفاجأ بصوت من خلفها يخبرها: «ده أنا»، فتلتفت سامية وتجده بالفعل فريد الأطرش فتسقط مغشى عليها.
بعد فترة من هذا اللقاء، ذهبت سامية جمال بتحويشة العمر لتشتري بوكيه ورد من الحجم الكبير، لزيارة فريد في موقع تصوير أول فيلم له، وهو فيلم «انتصار الشباب» لتبارك له، وهنا قرر فريد مد يد العون له لتشاركه في أول فيلم له ويكون أول فيلم لها بعدما أخبر الأصدقاء في موقع التصوير أن تِلك الفتاة مُغرمة به.
دامت تِلك العلاقة التي بدأت بهذا الفيلم الذي عُرض في 1941 لكنها لم تُكلل بالزواج أو لم يُعلن زواجها، عشرة سنوات كانت تطاردهم فيها الشائعات بشدة، لكن فريد كان ينفي علاقته العاطفية به دائمًا، لذلك قرر الانفصال عنها عاطفيًا وفنيًا عام 1951.
فريد الأطرش أبلغها بأنه متشائم.. ثم رحل بعد شهر ونصفوفي اللقاء كشفت سامية جمال أنها التقت بالراحل فريد الأطرش الذي توفي عام 1974، قبل وفاته بشهر ونصف، في مناسبة عامة ضمت الأصدقاء والمقربين، تحدثا سويا، وأخبرها الأطرش أنه يشعر بتشاؤم شديد، وفي مزاج سيئ جدًا بسبب أن المُصحف الذي هادته به سامية في يوم من الأيام وتحديدًا عام 41 ضاع منه، ورغم محاولة سامية إبعاد فكرة التشاؤم عنه، أصر الأطرش، وبالفعل بعد شهر ونصف فقط، رحل الأطرش وكأنه كان يشعر بقرب الأجل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سامية جمال فريد الأطرش فرید الأطرش سامیة جمال
إقرأ أيضاً:
حكم إهداء ثواب الصيام للأحياء والأموات
أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز للمسلم إهداء ثواب الصيام للأحياء والأموات جميعًا، وسواءٌ حصل هذا الإهداء عند أداء هذه العبادة أو بعد تمامها، مع التنويه على أن الصائم إذا دعا الله تعالى أن يهب للميت مثل ثواب عمله الصالح؛ فإن ذلك يصل إليه بإذن الله تعالى باتفاق جميع الفقهاء.
فضل الصيام
والصيام عبادة من أَجَلِّ العبادات وأعظمها ثوابًا عند الله تعالى، فقد اختصَّ الله تعالى بتقدير ثواب الصائم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي» أخرجه البخاري.
وعن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» أخرجه البخاري.
حكم إهداء ثواب الصيام للأحياء
أما عن إهداء ثواب هذا الصيام للأحياء، وذلك بأن يصوم الإنسان تطوعًا، ثم يهب ثواب هذا الصيام لغيره، فقد اختلف فيه الفقهاء؛ فذهب الحنفية والحنابلة إلى القول بجوازه ووصول ثوابه إلى من أهديت، وسواءٌ كان صيامًا أو غيره من الأعمال الصالحة وهذا هو المختار للفتوى، وطريقة ذلك أن ينوي إهداء ثواب الصيام عند القيام به، وزاد الحنفية أنه يجوز أن يصوم أولًا ثم بعد ذلك يجعل ثوابه لغيره.
وقال العلامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق" (3/ 63، ط. دار الكتاب الإسلامي): [من صام أو صلى أو تصدَّق وجعل ثوابه لغيره من الأموات والأحياء جاز، ويصل ثوابها إليهم عند أهل السنة والجماعة. كذا في "البدائع"، وبهذا عُلِم أنَّه لا فرق بين أن يكون المجعول له ميتًا أو حيًّا، والظاهر أنه لا فرق بين أن ينوي به عند الفعل للغير أو يفعله لنفسه، ثم بعد ذلك يجعل ثوابه لغيره؛ لإطلاق كلامه] اهـ.
وقال العلامة ابن عابدين في "حاشيته على الدر المختار" (2/ 243، ط. دار الفكر): [للإنسان أن يجعل ثواب عمله لغيره صلاة أو صومًا أو صدقةً أو غيرها. كذا في "الهداية"، بل في زكاة "التتارخانية" عن "المحيط": الأفضل لمن يتصدق نفلًا أن ينوي لجميع المؤمنين والمؤمنات؛ لأنها تصل إليهم ولا ينقص من أجره شيء اهـ، هو مذهب أهل السُّنَّة والجماعة] اهـ.
وقال أيضًا (2/ 595) -في إهداء ثواب الأعمال للغير تعليقًا على قول الماتن: "الأصل أنَّ كلَّ من أتى بعبادةٍ ما؛ له جعْل ثوابها لغيره وإن نواها عند الفعل لنفسه لظاهر الأدلة"-: [قوله: (بعبادةٍ ما) أي: سواء كانت صلاة أو صومًا أو صدقةً أو قراءةً أو ذكرًا أو طوافًا أو حجًّا أو عمرةً، أو غير ذلك من زيارة قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والشهداء والأولياء والصالحين، وتكفين الموتى، وجميع أنواع البر] اهـ.
مذهب المالكية والشافعية في هذه المسألة
بينما ذهب السادة المالكية والشافعية إلى التفرقة بين إهداء الثواب للأحياء وإهدائه للأموات، فبينما اتفقوا على أنه جائزٌ للثاني، ذهبوا إلى أنَّ إهداء ثواب الصيام للأحياء غير جائز؛ لأنه مقتصرٌ على القُرُبات التي تقبل الإنابة؛ كالصدقة والدعاء، أما ما لا يقبل الإنابة كالصوم فلا يجوز إهداء ثوابه للأحياء.
قال العلامة الدردير المالكي في "الشرح الكبير" (2/ 10، ط. دار الفكر): [(و) فُضِّل (تطوُّع وليِّه) أو قريبه مثلًا، يعني ولي الميت (عنه) أي عن الميت، وكذا عن الحي (بغيره) أي بغير الحجِّ (كصدقة ودعاء) وهدي وعتق؛ لأنَّها تقبل النيابة، ولوصولها للميت بلا خلاف، فالمراد بالغير: غير مخصوص وهو ما يقبل النيابة كما ذكر، لا كصوم وصلاة، ويكره تطوُّعُه عنه بالحجِّ كما يأتي، وأمَّا بالقرآن فأجازه بعضهم وكرهه بعضهم] اهـ.
وقال الإمام الماوردي الشافعي في "الحاوي الكبير" (15/ 313، ط. دار الكتب العلمية): [أمَّا الصيام عن الحيِّ: فلا يجوز إجماعًا بأمر أو غير أمر، عن قادرٍ أو عاجزٍ؛ للظاهر من قول الله تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم: 39]، ولأنَّ ما تمحَّض من عبادات الأبدان لا تصحُّ فيها النيابة، كالصلاة، وخالف الحج؛ لأنَّه لمَّا تعلق وجوبه بالمال لم يتمحَّض على الأبدان، فصحَّت فيه النيابة كالزكاة] اهـ