من الإمارات.. العالم نحو المسار الآمن
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
مجدداً، يتجلّى الثّقل الدولي لبلادنا مع قيادتها أجندة الاستدامة العالمية عبر استضافتها أكبر مؤتمر دولي وأهم تجمع عالمي يركز على التصدي لتداعيات تغيُّر المناخ، في محطة تاريخية جديدة تحمل رسالتنا، حكايتنا، قصتنا، طموحاتنا، ونهجنا الاقتصادي المستدام.
أكثر من 70 ألف شخصية من 198 دولة، بما في ذلك رؤساء وقادة حكومات ووزراء ومسؤولو شركات ومنظمات دولية وأكاديميون وإعلاميون سيستمعون في «كوب 28» لرؤية قيادة الإمارات حول مستقبل الكوكب، والتحديات التي تواجهها، والفرص التي يستطيع الجميع من خلالها تدارك قضية المناخ قبل أن تخرج عن السيطرة.
ويدرك المتابع للشأن الإماراتي، أننا جديرون بهذا الدور، حيث قطعنا مسافات بعيدة في قضية الاستدامة، وفق خطوات جريئة ورؤى طموحة تبنتها قيادتنا الرشيدة، ووضعت العمل المناخي في صلب استراتيجيتنا الوطنية للنمو والتنويع الاقتصادي.
فقبل عقدين من الزمان، أقمنا أول مدينة خضراء خالية من الكربون في العالم.. نجحنا في خلق مزيج متنوع من مصادر الطاقة، امتدت من «شمس 1» إلى «مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية» ثم «مجمع براكة للطاقة النووية السلمية»، ما ساهم في تدعيم الاقتصاد، ومهَّد الطريق لتحقيق مستقبل أكثر استدامة.
ومنذ التأسيس، اخترنا، تحقيق معادلة جديدة لاقتصادنا، بحيث لا يكون معتمداً على النفط أو مرتهناً لتقلبات الأسواق، واستطعنا إضافة قطاعات اقتصادية جديدة، في تجربة تنموية نموذجية، ووفق رؤية سعت لتحويل آثار ظاهرة التغير المناخي إلى فرص تنموية خلاقة، تعزِّز الاستدامة والتنوع، وجودة الحياة.
وكالعادة، لم نغفل عن الإنسان، فقد أعددنا أجيالاً تقود الآن اقتصاداً وطنياً مستداماً، لعل أحدهم هو الدكتور سلطان الجابر الذي يقود الآن رئاسة «كوب 28» بجدارة، واختير قبل أيام قلائل ضمن أقوى 100 شخصية دولية في قطاع المناخ.
استضفنا مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» منذ عام 2009.. ونفذنا العديد من المشاريع المتميزة بقطاع الطاقة النظيفة في الداخل والخارج، إضافة إلى إعلان مبادرة الحياد المناخي.. أطلقنا العديد من البرامج والمشروعات المتخصصة لإنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر، وغيرها الكثير ممن تضيق عنه هذه المساحة.
لقد كنا، ولا نزال، نعمل كل ما هو منطقي وصحيح ويخدم مصلحتنا ومصلحة البشرية.. نركز على التقدم التنموي، ونعمل في الوقت نفسه على خفض الانبعاثات من مصادر الطاقة الحالية، تزامناً مع بناء القدرات في مصادر طاقة المستقبل النظيف.
وتبقى الرسالة التي تتبناها بلادنا خلال «كوب 28»، وهي أن على العالم أن يبحث له عن مسار آمن، يحافظ من خلاله على مستقبله، ويتفادى الآثار المدمرة للتغيرات المناخية التي لم تعد شأناً يخص دولة بعينها أو منطقة دون أخرى، وبأن أجندة الاستدامة لن تمضي إلى آفاق أرحب دون تعاون العالم والوفاء بتعهداته.
سيستمر دورنا الفاعل في قيادة الحراك العالمي لإنقاذ الأرض من التغيرات المناخية، ولا يزال لدينا الكثير من الطاقة الإيجابية لإلهام العالم بصياغة أجندة لمواجهة تحديات الاستدامة الأكثر إلحاحاً، بما نملكه من «روح اتحادية» توقن بأهمية العمل الجماعي لمواجهة التحديات.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة
إقرأ أيضاً:
رئيس «شئون البيئة» يوضح 5 أهداف لتحقيق الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي 2050
شارك الدكتور علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، في الاحتفالية الخاصة بالمبادرة الوطنية للمشاريع الخضراء الذكية وتعزيز تطوير حلول الطاقة المستدامة، التي نظمتها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والتي أقيمت بجناح جامعة الدول العربية بمؤتمر قمة المناخ cop29، المنعقد بالعاصمة الأذربيجانية باكو، تحت شعار «الاستثمار في كوكب صالح للعيش للجميع».
المبادرة الوطنية للمشاريع الخضراء الذكيةوأعرب رئيس جهاز شؤون البيئة، خلال كلمته، عن امتنانه للمشاركة في الاحتفال بالمبادرة الوطنية للمشاريع الخضراء الذكية وتعزيز تطوير حلول الطاقة المستدامة، مؤكدا على ان مصر بذلت جهودا عديدة على المستوى السياسي والاستراتيجي لمواجهة آثار تغير المناخ، وكان من ابرازها إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، والتي تمثل خطوة مهمة للسياسة المناخية في مصر، حيث تحدد أولويات العمل في التخفيف والتكيف مدعومة بأهداف تمكينية فيما يتعلق بالتنظيم والتمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات.
الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي 2050وأوضح «أبو سنة»، أن تحقيق الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي 2050 يتم من خلال الأهداف الخمسة الرئيسية للاستراتيجية وتشمل تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والتنمية منخفضة الانبعاثات في مختلف القطاعات، وتعزيز القدرة على التكيف والمرونة في مواجهة تغير المناخ، وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة به، وأيضا تعزيز حوكمة العمل بشأن تغير المناخ، وتعزيز البنية التحتية لتمويل المناخ، بالإضافة إلى تعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة والتوعية لمواجهة تغير المناخ.
وأشار الرئيس التنفيذي أنه خلال عام 2023، قدمت مصر تقريرها المحدث عن مساهماتها المحددة وطنيا (NDC) في الفترة من 2015 وحتى 2030، لافتا إلى تحديث هذا التقرير بما يتسق مع سياسات مصر التنموية وتغير المناخ، بما في ذلك استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030، وايضا استراتيجية التنمية طويلة الأجل منخفضة الانبعاثات 2050 (LT-LEDS)، والاستراتيجية الوطنية للحد من مخاطر الكوارث 2030، والاستراتيجية الوطنية للتكيف مع تغير المناخ. بالإضافة إلى الاستراتيجيات القطاعية ومنها استراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة 2035، وخطة العمل الوطنية لكفاءة الطاقة (2018-2022)، والخطّة الوطنية للموارد المائية (2017-2037)، وايضا استراتيجية الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة، واستراتيجية التنمية الزراعية المستدامة حتى عام 2030 (SADS-2030).
وأوضح أن مصر شرعت في مجموعة واسعة من السياسات والمشاريع المناخية في مجالات مختلفة منها إصلاحات سياسة الطاقة، والطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة في قطاع الكهرباء، وأيضا كفاءة الطاقة والوقود منخفض الكربون في قطاع البترول، واستحداث وتطوير وسائل النقل منخفض الكربون، بالإضافة إلى إدارة النفايات الصلبة، والتمويل الأخضر، وإجراءات التكيف مع المناخ، كما تم العمل على دعم الاقتصاد وزيادة القدرة التنافسية وتوفير فرص عمل جديدة مع وفاء مصر بالتزاماتها الدولية والإقليمية تجاه الاتفاقيات الدولية.
وأوضح أن هناك تعاونا وطنيا بين مراكز البحوث العلمية والتطبيقية والجامعات والمؤسسات؛ للقيام بدور يساهم في ربط مخرجات البحوث العلمية والتطبيقية لخبرائنا وعلمائنا ببرامج وسياسات الدولة في كافة القطاعات ذات الصلة؛ بما يحقق أمل شعبنا وأجيالنا القادمة في مستقبل أفضل وتحقيق التنمية المستدامة.