الخليج الجديد:
2024-12-25@13:06:39 GMT

الهدف هو فكرة المقاومة

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

الهدف هو فكرة المقاومة

الهدف هو فكرة المقاومة

لا يتعلق الأمر إذن بمحاولة هزيمة المقاومة بل يتجاوزها إلى محاولة كسر إرادة الشعوب وقتل فكرة المقاومة والقدرة على النهوض.

إن ما حققته غزة خلال الأسابيع السبعة الماضية من نجاحات سيتجاوز في تأثيره كل التوقعات الممكنة وسيشكل وعيا جديدا بسبل التحرر والنهوض.

فكرة المقاومة ليست خيارا أو مشروعا أو ترفا بل شرط من شروط وجود الإنسان نفسه: المقاومة هي إنسانية الإنسان وبدونها يكون قد فرط في إنسانيته وتنازل عنها.

منحت ملحمة غزة الوعي الشعبي العربي جرعة كبيرة من الأمل وقدرة المقاومة على تحقيق نتائج عظيمة ليس محليا أو إقليميا فحسب بل كذلك على المستوى الدولي.

* * *

أحْيت ملحمة غزة ما لم يكن أحد ينتظر إحياءه وهي فكرة المقاومة وروح المقاومة شرطا لوجود الإنسان حرا كريما على أرضه. فكرة المقاومة ليست خيارا وليست مشروعا وليست ترفا بل هي شرط من شروط وجود الإنسان نفسه: المقاومة بلغة أخرى هي إنسانية الإنسان وبدونها يكون قد فرط في إنسانيته وتنازل عنها.

منحت ملحمة غزة الوعي الشعبي العربي جرعة كبيرة من الأمل ومن قدرة المقاومة على تحقيق نتائج عظيمة لا على المستوى المحلي أو الإقليمي فحسب بل كذلك على المستوى الدولي.

رسم الفلسطينيون في غزة طريقا جديدا لمقاومة الاحتلال وأكدوا للعالم أجمع أن المقاومة هي السبيل الوحيد للحرية وأن المحتل مهما بلغت قوته وجبروته فإنه يبقى عاجزا عن كسر إرادة الشعوب.

الخوف الأكبر اليوم إنما يتمثل في حالة العدوى التي قد تخلقها الحالة الفلسطينية في بقية الأقطار العربية وخاصة تلك الحواضر المشتعلة في سوريا والعراق واليمن والسودان. إن فكرة المقاومة الشعبية لكل أشكال التدخل الخارجي والهيمنة المانعة للاستقرار والنهضة والتنمية والتحرر هي السبيل الوحيد للخروج من حالة الاستبداد الداخلي الذي وضع الأمة كلها في خانة الأمم المتخلفة.

إن انتصار المقاومة في غزة قد أنعش الأمل في القدرة على الخروج من دائرة المفعول به حضاريا والصعود نحو دائرة الفعل الحضاري التي صارت ممكنة التحقيق.

لا يتعلق الأمر إذن بمحاولة هزيمة المقاومة بل يتجاوزها إلى محاولة كسر إرادة الشعوب وقتل فكرة المقاومة والقدرة على النهوض. إن ما حققته غزة خلال الأسابيع الماضية من نجاحات سيتجاوز في تأثيره كل التوقعات الممكنة وسيشكل وعيا جديدا بسبل التحرر والنهوض.

*د. محمد هنيد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة السوربون، باريس

المصدر | الوطن

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين المقاومة ملحمة غزة فكرة المقاومة الوعي الشعبي فکرة المقاومة

إقرأ أيضاً:

القراءة والمطالعة ونهضة الشعوب

 

عبدالعزيز بن حمدان الاسماعيلي

a.azizhh@hotmail.com

 

فارق كبير بين القراءة والمطالعة؛ فالقراءة هي وسيلة للربط بين صوت حروف اللغة وشكل كتابتها وبِنية الكلمات صرفيًا، ونطقها مضبوطة بالشكل وفق قواعد النحو. أما المُطالعة فهي القدرة على الربط بين الألفاظ داخل القاموس ومعانيها داخل السياقات التعبيرية.

وتتم عملية تربية وإنماء المطالعة داخل الأسرة والعائلة النووية الصغيرة والتي تتوسع بالاحتكاك بالمجتمع الأكبر وفي هذه المرحلة يبدأ الإنسان في طفولته بناء قاموسه اللغويّ الخاص، وامتصاص المعاني والمعارف وربطها بالألفاظ من خلال التقليد والمُحاكاة.

ثم يأتي دور المؤسسات الدينية المتمثلة في المساجد ودور العبادة في تهيئة الطفل ومساعدته على الربط بين اللغة والدين من خلال مطالعة الكتب المقدسة وشروحاتها المبسطة وفي هذه المرحلة تتسع قدرة الطفل على توظيف اللغة والربط بين اللغة وعقيدته الدينية. وإذا كان الطفل مسلماً وأتمّ حفظ القرآن يكون قد تحصّل على 12 مليون كلمة غنية، تقف أمامها اللغات الأخرى وخاصة الإنجليزية عاجزة عن منافستها؛ فالمتداول من الإنجليزية، منذ نشأتها لا يتخطى حاجز الـ 2 مليون كلمة. وهي اللغة الأوسع انتشارا فرضها التفوق الاقتصادي والاستعماريّ

ثم تبدأ في النظام المدرسيّ من خلال المطارحات والمناقشات تهيئة اليافعين وصولا إلى التحوّل والانتقال إلى مرحلة أكثر اتساعًا في توظيف اللغة من خلال المطالعة؛ والتي معها تتحول اللغة إلى (أداة للتفكير) و(وعاء للفكر) وهذه المرحلة يسميها علماء التربية والنفس بمرحلة (التفكير باللغة) و(رسوخ الوعي).

وبناء على ما تقدّم فإنَّ المجتمعات لا ترقى ولا تدخل ميدان الإنتاج المعرفيّ إلا بتوظيف المؤسسات الدينية والتعليمية وإتاحة المعرفة الحرة والمطالعة في سائر العلوم باللغة الأمّ.

ولن يستطيع أي مجتمع النهوض من خلال إنكاره للغته والارتكان إلى اللغات الدخيلة أو التعلّم بلغة دخيلة. وإن فعل سيظل تابعًا ومستعمرا فكرياً للأمة التي يدرس بلغتها، وسيكون عاجزًا عن زرع فضيلة الانتماء والتمسك بجذوره الوطنية والعمل على استنهاض أمته من رقدتها إلا بمطالعة تراثها والتفكير بلغتها ولنا في اليابان والصين أنموذج فتعلّم الإنجليزية يكون في المرحلة الجامعية ويكون مقتصرا على نقل التكنولوجيا والمعارف المتقدمة ثم إعادة تسميتها بلغته الأم.

مقالات مشابهة

  • ألوان الإبداع تتألق في مهرجان «فكرة ولون» بجامعة سوهاج
  • فوز «نوعية سوهاج» بالمركز الأول في الفنون بمهرجان «فكرة ولون»
  • منظمة حقوق الإنسان: هناك إرادة سياسية لدى الدولة المصرية لتحسين هذا الملف
  • الرئيس تبون : لما نقول ديمقراطية..”إرادة الشعب لازم تتبلور في البلدية “
  • "الاختيار الثالث" كتاب يعرض ملحمة صراع ضحايا الإدمان مع الحياة والموت
  • خبير عسكري: المقاومة بدأت نمطا جديدا من القتال وإسرائيل عاجزة عن الحسم
  • إعمار الإنسان السوري!
  • الذكرى الـ 68 لعيد النصر.. ملحمة مصرية في مواجهة العدوان الثلاثي
  • نحو منظور جديد للديمقراطية التمثيلية
  • القراءة والمطالعة ونهضة الشعوب