صندوق الأضرار في كوب28.. خسائر تغير المناخ بالأرقام
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
تبنّى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب28" في يومه الأول، الخميس، في دبي، قرار تنفيذ إنشاء صندوق "الخسائر والأضرار" المناخية للتعويض على الدول الأكثر تضررا من تغير المناخ، في خطوة إيجابية في اتجاه تخفيف التوترات المتعلقة بالتمويل بين دول الشمال والجنوب.
ووصف مسؤولون مشاركون في المؤتمر هذا القرار بـ"التاريخي"، إذ تم الإعلان أول مرة عن الصندوق في المؤتمر الذي عقد في شرم الشيخ، في عام 2022، ولكن قرار تشغيله وبدء الإعلان عن تلقيه التبرعات لم يصبح حقيقة إلا في مؤتمر العام الحالي.
وبدأت المساهمات المالية الأولى تتدفق: نحو 245 مليون دولار من الاتحاد الأوروبي بما في ذلك 100 مليون دولار أعلنت ألمانيا تقديمها، و100 مليون دولار من الإمارات، و10 ملايين من اليابان، وحوالي 18 مليون من الولايات المتحدة، ونحو 50 مليون دولار من بريطانيا.
ورحبت مادلين ضيوف سار، رئيسة مجموعة الدول الأقل تقدما التي تضم 46 من الدول الأشد فقرا، بالقرار معتبرة أنه يحمل "معنى كبيرا بالنسبة للعدالة المناخية". لكنها أضافت أن "صندوقا فارغا لا يمكن أن يساعد مواطنينا"، في حين تسجل خسائر بقيمة مئات المليارات جراء التغير المناخي.
ما حجم أضرار خسائر التغير المناخي؟ التغير المناخي يتسبب في كوارث طبيعية مثل حرائق الغابات والفيضانات والأعاصيروبحسب بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة خلال خمسة عقود التي تمتد بين عام 1970 وحتى عام 2021، أبلغ عما يقارب 12 ألف كارثة ناجمة عن ظواهر متطرفة مرتبطة بـ"الطقس والمناخ والماء".
وتسببت هذه الكوارث بأكثر من مليوني حالة وفاة، أكثر من 90 في المئة منها في دول نامية، وخسائر اقتصادية ناهزت الـ4.3 تريليون دولار، 60 في المئة منها في اقتصادات نامية.
وخلال العقدين الماضيين بلغت تكلفة الأضرار الناتجة عن أزمة التغير المناخي حوالي 16 مليون دولار لكل ساعة عند حدوث كارثة، بحسب ما نقلت صحيفة "ذا غارديان" عن دراسة نشرتها مجلة "نيتشر"، في أكتوبر الماضي.
وتعتبر هذه الدراسة الأولى التي تحسب تكلفة الأضرار المتزايدة المرتبطة بالاحتباس الحراري وفق الصحيفة، إذ يمكن اعتماد بياناتها من أجل حساب ما يحتاجه صندوق "الخسائر والأضرار" لمساعدة الدول المتضررة.
وخلال الأعوام 2000 وحتى 2019 تشير التقديرات إلى أن متوسط التكلفة السنوية تبلغ حوالي 140 مليار دولار، ولكنه ارتفع في عام 2022 إلى أكثر من 280 مليار دولار.
وتوصل الباحثون لهذه التقديرات اعتمادا على بيانات تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري مع بيانات اقتصادية عن الخسائر، فيما وجدت أن عدد الأشخاص المتأثرين بالطقس المتطرف بسبب أزمة المناخ بلغ 1.2 مليار شخص على مدار عقدين.
وتكشف التقديرات أن ثلثي الأضرار كانت ناجمة عن فقدان الأرواح، في حين كان الثلث بسبب تدمير الممتلكات والأصول، فيما كانت الأعاصير، مثل هارفي، مسؤولة عن ثلثي تكاليف المناخ، و16 في المئة بسبب موجات الحر، و10 في المئة بسبب الفيضانات والجفاف.
إيلان نوي، بروفيسور من جامعة فيكتوريا في نيوزلندا الذي أجرى الدراسة مع زميلته ريبيكا نيومان، قال إنه "كانت هناك الكثير من الظواهر الجوية القاسية التي لم تتوفر عنها بيانات فيما يخص عدد القتلى أو الأضرار الاقتصادية، وهذا يشير إلى أن الرقم المتوفر لدينا: 140 مليار دولار، هو أقل من الواقع بشكل كبير".
الدول الأكثر عرضة للكوارث المناخية إعصار تيغ الذي ضرب اليمن تسبب في مقتل اثنين وإصابة 40 شخصا مع إجبار أكثر من 13 ألفا على النزوح. (أرشيفية-تعبيرية)بحسب منصة "بريفنشن ويب" فإن لجنة الإنقاذ الدولية حددت 10 دول تعتبر مهددة ويتخوف من وقوع كوارث مناخية فيها بسبب التغير المناخي.
ويتخوف أن تواجه هذه الدول أزمات إنسانية ليس بسبب شدة الكوارث التي قد تقع فيها، ولكن بسبب ضعف الاستجابة للتعامل مع هذه الكوارث.
وتضم هذه الدول:
الصومال سوريا الكونغو أفغانستان اليمن تشاد جنوب السودان جمهورية إفريقيا الوسطى نيجيريا إثيوبيا "كوب 28" مؤتمر "كوب28" انطلق الخميس في دبيوتستعد الحكومات في القمة التي تعقد في الإمارات من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر، لإجراء مفاوضات ماراثونية على ما إذا كان من الواجب الاتفاق، للمرة الأولى، على التخلص التدريجي من استخدام العالم للفحم والنفط والغاز الذي ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون، وهو المصدر الرئيسي للانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، بحسب وكالة رويترز.
وبعث البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الذي اضطر إلى إلغاء حضوره "كوب28" بسبب مرضه، رسالة على منصة التواصل الاجتماعي إكس يقول فيها: "ليكن المشاركون في كوب28 واضعي استراتيجيات يركزون على المصلحة المشتركة ومستقبل أبنائهم عوضا عن المصالح المشروعة لدول أو شركات بعينها. فليبرزوا نُبل السياسة، لا خزيها".
ومن المهام الرئيسية الأخرى في القمة أن تقوم الدول بتقييم التقدم الذي أحرزته في تحقيق أهداف المناخ العالمية، وعلى رأسها هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين.
وقد تسهم الانفراجة المبكرة في إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، الذي طالبت به الدول الفقيرة لسنوات، في تمهيد الطريق أمام تسويات أخرى سيجري التوصل إليها خلال القمة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: التغیر المناخی ملیون دولار فی المئة
إقرأ أيضاً:
وزير الزراعة يدحض بالأرقام التقارير التي تروج للمجاعة بالسودان
نفى وزير الزراعة والغابات المكلف، د. أبوبكر عمر البشرى، صحة التقارير التي تروج لحدوث مجاعة في السودان، مؤكدًا بالأرقام أن السودان يتمتع بموارد وفرص زراعية هائلة تحول دون وقوع مجاعة.
وفي مؤتمر صحفي عقده ببورتسودان يوم الاثنين، أعلن الوزير عن نجاح الموسم الزراعي الصيفي، مشيرًا إلى الاستعدادات الجيدة للموسم الزراعي الشتوي الذي انطلق في الولاية الشمالية منتصف نوفمبر الجاري.
وأكد الوزير أن المزاعم بشأن وجود مجاعة في السودان تفتقر إلى الأسس العلمية، حيث تعتمد المجاعة على معايير محددة أبرزها معدلات سوء التغذية. وأوضح أن الجهات التي أثارت هذه الادعاءات لم تجمع بيانات أو تجري دراسات حول سوء التغذية، وإنما استندت إلى دوافع سياسية.
وأضاف الوزير أنه تم تدشين حصاد الموسم الصيفي مطلع نوفمبر في ولاية كسلا، كاشفًا أن الإنتاج المتوقع يتراوح بين 7 و8 ملايين طن من الحبوب، وهي كمية تتجاوز احتياجات السودان، ما يؤكد عدم صحة الادعاءات بوجود مجاعة.
وتطرق وزير الزراعة إلى سير التحضيرات للموسم الشتوي مطمئنا الجميع بأن التحضيرات تسير بشكل ممتاز وعبر عن تقدير الوزارة للشركاء من المنظمات الدولية ذات الصلة بالقطاع الزراعي، وتقدير الوزارة لشركات الوقود وكل الجهات التي ساهمت في إنجاح الموسم الصيفي وتساهم في التحضير الجيد للموسم الشتوي .وتناول حجم الدمار الذي حدث بسبب إنتهاكات مليشيا الدعم السريع الإرهابية على القطاع الزراعي، مشيرا إلى أن البلاد رقم ذلك تجاوزت التحدي ومضت وحققت نجاحات في القطاع .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب