«باللؤلؤ اللامع».. الفراشات تتألق في بطولة كأس مصر للجمباز الأيروبيك
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
مع نغمات السلام الوطني، وقفت حركة خطوات فراشات مصر في مربع الإحماء الذي يفصله جدار عن مربع بطولة كأس مصر للجمباز الأيروبيك بصالة وزارة الشباب والرياضة بأكتوبر، والتي انطلقت من يوم 26 نوفمبر ومستمرة حتى يوم 3 ديسمبر.
يصطف أمام طاولة اللعب صفين من الحكام من السيدات والرجال أمام أجهزة اللاب توب يدونون عليها التقييمات، ويبدأ عبر الميكروفون النداء على اسم اللاعبة التي عليها البدء باللعب لتتقدم على طاولة اللعب بالمايوه اللامع المزود بحبات الخرز، واسم أخرى عليها الاستعداد.
لتبدأ أصوات الموسيقى مع حركات رشيقة تخطوها اللاعبة وسط تصفيق الحضور، وما أن تنتهي وتحيي اللجنة تذهب لمنصة التتويج وأعين الأمهات والحضور تترقب بلهفة شاشة الدرجات التي تظهر عليها أما حصول اللاعبة على الميدالية الذهبية أو الفضية أو البرونزية أو فقط ستحصل على شهادة مشاركة إذا ما كان أداؤها لم يقنع اللجنة.
طاولة إحماء لاعبات الجمباز الأيروبيكومع إظهار النتيجة تعلو إما صيحات الفرحة أو عبارات التشجيع لتخفيف مشاعر الإخفاق التي تبدو على اللاعبات الللاتي يبدأن بالبكاء لتحتضنهم أيدي زميلاتهن بمربع الإحماء، والد بيري أحمد حاصلة على الميدالية الذهبية تحت 14 عاما، أكد في حديثه لـ «الوطن»، أن ابنته كانت تهوى القفز والقيام بحركات تشبه الجمباز منذ صغرها وهو ما دفعه للبحث عن أقرب ناد به جمباز وتفاجأ بزيادة شعبيتها وأنها أصبحت لعبة موجودة بأغلب الأماكن، وبالفعل وجدت ابنته شغفها باللعبة وأحرزت عدة ميداليات ببطولات الجمهورية وكأس مصر.
وقالت والدة ماليكة محمد حاصلة على ذهبية تحت 12 عاما ولديها 12 ميدالية من بطولات سابقة، إن ابنتها بدأت اللعبة وهي 6 سنوات، رغبة من والدتها في زيادة لياقتها البدنية وهو ما توفره اللعبة بدرجة عالية دون غيرها، كما أنه يفرق بالشخصية، خاصة إذا كان الطفل لديه فرط حركة وتشتت انتباه، بالتزامه بالتعليمات وتحقيق هدف من وراء حركته، كما أن الجمباز الأيروبيك يفرق في شكل جسم البنت إضافة إلى كونها لعبة غير روتينية، ووجود بطولتين بالعام يجعل اللاعبة لديها هدف قريبا تهدف للوصول إليه.
وعبَّرت والدة لارا أحمد صبري حاصلة على الميدالية الذهبية تحت 12 عاما و7 ميداليات في بطولات سابقة، عن سعادتها العارمة بعد تتويج ابنتها على الميدالية الذهبية، خاصة أنها تعرضت لأكثر من إصابة بالتدريبات خلال التجهيز للبطولة «فرحت جدا جدا بحصولها على الذهبية خصوصا أنها اتصابت كتير جدا ومرينا بمراحل علاجية كتير بس الحمد لله».
ومن جانبها، قالت والدة جدا شريف مصطفى، حاصلة على الميدالية الذهبية تحت 12 عاما، و11 ميدالية من بطولات سابقة، إن ابنتها بدأت الجمباز منذ عمر الـ 3 سنوات، وبدأت بالجمباز الفني ثم التحقت بالجمباز الأيروبيك كونه أكثر مرونة حسب وصفها، «حاولت معاها تروح تنس زي أختها عشان تعب التوصيل والمتابعة يكون واحد ، وخصوصا أن أختها في المنتخب لكن مرديتش أبدا من حبها في الجمباز الأيروبيك».
والدة لين أحمد رفعت حاصلة على 6 ميداليات ذهبية، تروي أن ابنتها بدأت لعب الجمباز الأيروبيك بعد أن ساعدها لعبها للباليه منذ صغرها على اكتساب الليونة اللازمة، لافتة إلى أن الجمباز الأيروبيك عمل على زيادة المروني، إضافة إلى قوة الجسم، «رغم تعبنا مساهم لكن عدد مرات التدريب متوافقة جدا مع الدراسة وبنقدر بسهولة نوفق بين لعبة جمباز الأيروبيك والامتحانات وأي رياضات تانية، على عكس رياضات تانية بتاخد الوقت كله».
وقال أشرف إسماعيل، مدرب جمباز أيروبيك، في حديثه لـ«الوطن»، إن جمباز الأيروبك بدأ في مصر في عهد الدكتور إيهاب أمين رئيس الاتحاد المصري للجمباز، وأصبح له جماهيره كبيرة جدا في السنوات الأخيرة وتطور بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة وهناك نتائج مميزة لمنتخب مصر في جمباز الأيروبك في المسابقات الدولية.
زغاريد وفرحة بفراشات مصر
زغاريد الأمهات انطلقت لفرحتهن بنتيجة تعب وجهد استمر عدة أشهر بالتزامن مع إعلان اللجنة عبر الميكروفون أسماء بطلات مصر بقائمة «Top ten»، لتلقط اللاعبات الـ 10 صور جماعية على منصة التتويج، وقبل الإعلان ختام البطولة وإطفاء أنوار القاعة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجمباز بطولة كأس مصر الشباب والرياضة على المیدالیة الذهبیة حاصلة على
إقرأ أيضاً:
إسرائيل بترت ساقيه.. الغلبان فتى الجمباز يحلم بأطراف صناعية
على سرير العلاج بأحد مستشفيات غزة، يقلب الفتى الفلسطيني أحمد الغلبان -على هاتفه المحمول بيد متعبة لم يبق فيها إلا أصبع واحد- مقاطع فيديو قديمة وهو يمارس بخفة ورشاقة رياضة الجمباز في فضاء مفتوح شمال القطاع.
وجمعت هذه المقاطع أحمد (16 عاما) مع توأمه محمد الذي قُتل بغارة إسرائيلية استهدفتهما واثنين آخرين من أقاربهما بشكل مباشر داخل منزلهما بمنطقة الشيماء في بلدة بيت لاهيا بمحافظة الشمال، أثناء شروعهما بتجهيز بعض المقتنيات الأساسية استعدادا لرحلة نزوح جديدة بعد أوامر إسرائيلية بإخلاء المنطقة في 22 مارس/آذار الماضي.
وعلى إثر هذه الغارة، فقد الغلبان ساقيه الاثنتين (فوق الركبة) و4 من أصابع يده اليسرى كما أصيب بكسر في يده اليمنى، وإصابة خطيرة في منطقة الظهر.
وبعدما كان الغلبان صاحب الروح المرحة يقفز تباعا لمرات متتالية فقد حوّله الصاروخ الإسرائيلي لجسد مريض غير قادر على التحرك بشكل مستقل فيما بات مؤخرا يحاول النوم والنهوض دون مساعدة من أحد.
وبلغة يتحدى فيها الغلبان البتر وحالة العجز التي تريد إسرائيل أن تصيب بها أطفال وشبان غزة، قال إنه يأمل استكمال علاجه في الخارج وتركيب أطراف صناعية تمكنه من استعادة حلمه في رياضة الجمباز.
يقول الغلبان بصوت مرتجف إنه ذهب يوم الواقعة لمنزله في منطقة الشيماء برفقة توأمه وشقيق والدته وابنته من أجل توضيب مقتنياتهم تجهيزا لرحلة نزوح جديد تنفيذا لأوامر إخلاء إسرائيلية.
إعلانورغم أنهم مدنيون وغالبيتهم من الأطفال -وفق نص اتفاقية حقوق الطفل- حيث إنهم لم يتجاوزا الـ18 عاما، فإن الجيش الإسرائيلي الذي يعتمد في حرب إبادته الجماعية بغزة على تقنيات عسكرية متطورة ودقيقة استهدفهم بشكل مباشر.
ولم ينج من هذا الاستهداف إلا محمد -وبأعجوبة- حيث فقد إثره أجزاء من جسده.
ويقول لحظة الاستهداف إنه لم يستوعب ما حدث، فقد وجد شقيق والدته وتوأمه مُقطعين حيث شرع فورا في قراءة آيات من القرآن الكريم ليردده أيضا توأمه في أولى لحظات القصف.
وأعقب ذلك فقد الغلبان الوعي فلم يستيقظ إلا وهو داخل المستشفى، وفق قوله.
يقول الغلبان إنه وتوأمه شرعا بممارسة رياضة الجمباز منذ 7 أعوام حيث شاركا في مهرجانات وحفلات كانت تقدم للأطفال قبل بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويوضح أن إسرائيل منعته من ممارسة رياضة الجمباز بعدما سرقت ساقيه وتوأمه.
وأعرب عن طموحه في السفر للخارج لاستكمال العلاج، وتركيب أطراف صناعية تمكنه من المشي ومواصلة حلمه في هذه الرياضة الهوائية.
ولأكثر من مرة، قالت تقارير حقوقية وأممية إن القطاع الصحي بغزة يعاني بشدة جراء استمرار الإبادة الإسرائيلية التي تعمدت استهداف المراكز الصحية والمستشفيات وبسبب إغلاق المعابر.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، مما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدت تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
وبدورها، تقول أمينة (والدة التوأم) إن أحمد ومحمد التحقا منذ 7 سنوات في نادي نجوم غزة للسيرك.
وتابعت أنهما كانا يشاركان في مهرجانات للجمباز (محلية) منذ 7 أعوام.
إعلانوعبرت عن آمالها في تركيب نجلها أحمد أطرافا صناعية تتيح له العودة لممارسة هوايته التي يحبها.
وفي 2 مارس/آذار الماضي، قال ملك الأردن عبد الله الثاني إن في قطاع غزة أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف على مستوى العالم مقارنة بعدد السكان.
وهذا ما أكده فيليب لازاريني المفوض العام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حينما أعلن في ديسمبر/كانون الأول 2024 وجود "جائحة إعاقة" بقطاع غزة.
وقال في منشور على منصة إكس آنذاك إن غزة تضم الآن أعلى معدل في العالم من مبتوري الأطراف من الأطفال نسبة لعدد السكان "كثير منهم فقدوا أطرافهم وخضعوا لعمليات جراحية دون تخدير".
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي بغزة -عبر بيانه في 23 مارس/آذار الماضي- إن 4 آلاف و700 فلسطيني تعرضوا لحالات بتر جراء الإبادة الإسرائيلية، بينهم 18% من الأطفال.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت نحو 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.