الإعلامُ العبري يؤكّـدُ تعاظُمَ قلق الكيان الصهيوني من الهجمات اليمنية المُستمرّة
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
واصل إعلامُ العدوّ الصهيوني التعبيرَ عن تعاظم قلق “تل أبيب” من الضربات الصاروخية والجوية اليمنية المتواصلة ضد أهداف عسكرية وحساسة في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة، في ظل امتلاكِ القوات المسلحة قدراتٍ متطورة وخيارات عسكرية متنوعة تجعل احتمالات التصعيد مفتوحة على مخاوف كبيرة بالنسبة للعدو.
وقالت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية، إن القوات المسلحة اليمنية تمتلكُ صواريخ “يصعب التنبؤ بها ومراقبتها وليس من السهل اعتراضها” مثل صواريخ “قدس 3” المجنحة من نوع كروز.
ولفتت إلى أن الكيان الصهيوني يستعينُ بدول إقليمية؛ مِن أجل مواجهة التهديد القادم من اليمن، مشيرة إلى أن “إسرائيل ليست وحدَها” على أن ذلك لا يضمن التخلُّصَ من الخطر.
وأوضحت أن “البحريةَ الأمريكية في البحر الأحمر وأنظمةَ الدفاع الجوي في السعوديّة والأردن تلعبُ دوراً في مواجهة الصواريخ والمسيَّرات اليمنية”.
وبرغم من محاولات الإعلام الصهيوني تكريسَ رواية “اعتراض” الهجمات اليمنية، سواء من قبل الدفاعات الإسرائيلية أَو الإقليمية، فَــإنَّه لا يستطيعُ إخفاءَ القلق المتزايد من استمرار هذه الهجمات وما يمكن أن تحقّقه من أثر في حال تصاعدت.
وفي هذا السياق أشَارَت يديعوت أحرونوت إلى أنه لا يوجدُ نظامٌ دفاعي يوفِّرُ نجاحًا بنسبة 100 %، موضحة أنه “عند الطائرات المقاتلة التي تقوم بتعقب الطائرات بدون طيار التي تنطلق من اليمن، يمكن أن تفقدها على طول الطريق؛ لأَنَّ المقاتلة تطير بسرعة أكبر بكثير من الهدف؛ مما يقلل من وقت التصويب قبل تجاوزه ويتعين الدوران والبحث والبدء من جديد، في إشارة إلى أن الاعتماد على المقاتلات في اعتراض الأسلحة التي لا ترصدها الرادارات غير مضمون”.
وكانت صحيفة “هآرتس” الصهيونية قد قالت في وقت سابق: إن إطلاقَ صواريخ بالستية من اليمن إلى الأراضي المحتلّة يمثِّلُ “أطولَ هجوم بالستي من قاذفات أرضية في تأريخِ الحرب الحديثة”، وهو ما يمثّل تحدياً كَبيراً أمام القدرات الدفاعية الصهيونية.
وقالت مجلةُ “إسرائيل ديفينس” العبرية في تحليل، قبل أَيَّـام: “إن الكيانَ الصهيوني بحاجةٍ للتنسيق مع دول الخليج والولايات المتحدة والقيام بجهود مشتركة؛ مِن أجل مواجهة الهجمات اليمنية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة على الكيان الصهيوني”.
لكن ذلك ليس بهذه السهولة؛ إذ أشَارَت المجلةُ إلى أن الوضعَ أكثرَ تعقيداً بالنسبة لدول الخليج التي تحاول أن تتجنَّبَ عودةَ التصعيد بينها وبين صنعاء، وما يمثِّلُه ذلك من خطرٍ كبيرٍ على مصالحها، وهو ما يوضح أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة يواجهون مأزِقاً في التعامل مع انخراط اليمن في الصراع المباشر مع الاحتلال.
وأوضحت المجلةُ أن الهجماتِ اليمنيةَ تدفعُ الكيانَ الصهيونيَّ الآنَ إلى “تحويل اهتماماته وموارده، خَاصَّة في الجو والبحر، إلى منطقة البحر الأحمر للجهود الدفاعية”، وهو ما يعبّر بشكل واضح عن إدراك الخطر المتمثل باشتعال الجبهة اليمنية، ونجاح هذه الجبهة بشكلٍ مباشرٍ في تشتيتِ قدراتِ العدوّ وسحبِ جُزءٍ مهمٍّ من منظوماته وأسلحته ناحية جنوب الأراضي المحتلّة.
وألمحت المجلة إلى مخاوفِ كيان العدوّ من تصاعد الضربات اليمنية واتساعِ نطاقها لتشمل تهديد السفن “الإسرائيلية” في البحر الأحمر، حَيثُ أشَارَت إلى أن “جزءًا كَبيراً من التجارة البحرية الإسرائيلية يمُرُّ عبر البحر الأحمر عبر ميناء إيلات، وهو بمثابة ممرٌّ اقتصادي وتجاري مهم”.
وقالت المجلة: “إن مواجهة التهديد القادم من اليمن مرهونةٌ بمدى رغبة دول الخليج في الوقوف إلى صف الولايات المتحدة الأمريكية و»إسرائيل” في هذا الصراع.
وخَلُصَت إلى أن التصديَّ للهجمات اليمنية سيشكل “تحدياً” للكيان الصهيوني؛ لأَنَّ محاولة التحَرّك ضد صنعاء قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي كبير.
ويعكسُ تناوُلُ وسائل الإعلام الإسرائيلية لخطر الهجمات اليمنية على الكيان الصهيوني إدراكَ الأخير لخطورة دخول اليمن على خط الصراع وامتلاك صنعاء خيارات متعددة ومتنوعة لإحداث تأثيرات وأضرار كبيرة بالرغم من بُعد المسافة، فإلى جانب الهجمات الصاروخية والجوية التي لا زالت قابلةً للتصاعد ودخول أسلحة جديدة، فَــإنَّ القوات المسلحة تمتلك أَيْـضاً أوراقاً أُخرى عسكريةً فيما يتعلق بالبحر الأحمر في حال اتسع نطاق المواجهة؛ الأمر الذي يعني أن الكيان الصهيوني ومن وراءه الولايات المتحدة الأمريكية لن يستطيعا الضغط على صنعاء لوقف الهجمات، بل إن محاولة الضغط قد تفضي إلى تداعيات خطيرة تفاقم الخطر
ويترجم هذا القلقُ الذي تُبدِيه وسائلُ الإعلام الإسرائيلية زيفَ كُـلِّ محاولات جيشِ الاحتلال للتقليلِ من شأن الهجمات اليمنية عن طريق مزاعم اعتراضها والتصدي لها خارج المجال الجوي للأراضي المحتلّة، بل يؤكّـد أن هذه المحاولات إنما تعكس محاولة من جانب العدوّ لتضليل المستوطنين بشأن الخطر الذي تمثله الجبهة اليمنية، خُصُوصاً وأن العديد من هجمات القوات المسلحة تطال منطقة إيلات التي أعدها الاحتلال كملجأ للمستوطنين الفارين من غلاف غزة ومن شمال فلسطين المحتلّة؛ هرباً من ضربات المقاومة الفلسطينية وحزب الله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عضو السياسي الأعلى الحوثي: منظومات الدفاع لا توفر الأمان لإرهاب الكيان الصهيوني
الوحدة نيوز:
قال عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي إن منظومة الدفاع “حيتس” لا توفر الأمان لإرهاب الكيان المؤقت أمام صاروخ فرط صوتي اليمني “فلسطين 2”.
واعتبر الحوثي في تغريدة له عبر منصة “إكس”، فشل المنظومة هو النصيب الأكبر والتطوير مستمر كما هو الفشل مستمر لأنظمة الدفاع الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية.
وحيّا الأبطال في الصاروخية اليمنية.. وقال “ألا سلمت أيدي الأبطال في الصاروخية ولا شُلَّت أياديهم ولغزة يستمر الإسناد من يمن الإيمان”.
وأعلنت القوات المسلحة اليوم قصف هدف عسكري للاحتلال الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستيٍّ فرط صوتي نوع فلسطين2″.
في غضون ذلك، كشف تحقيق لسلاح الجو الإسرائيلي عن إجراء عدة محاولات اعتراض فاشلة للصاروخ الباليستي، الذي أُطلق من اليمن، وسقط في تل أبيب في الطبقتين العليا والسفلى من الغلاف الجوي.
وقال سلاح الجو الإسرائيلي في تحقيق أولي أجراه: “بعد رصد الصاروخ الباليستي، تم تفعيل حالة التأهب في المنطقة الوسطى التابعة للجيش الإسرائيلي”، وفق هيئة البث الرسمية.
وأضاف: “تم إطلاق صواريخ اعتراضية في الطبقة العليا من الغلاف الجوي أخطأت الهدف خارج حدود إسرائيل”.
وتابع: “في وقت لاحق، تم إطلاق صواريخ اعتراضية باتجاه الصاروخ، وهذه المرة في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي، والتي أخطأت الهدف أيضا”.
وبحسب هيئة البث: “يعمل نظام الدفاع الجوي في إسرائيل على شكل طبقات ويسمى “نظام الدفاع متعدد الطبقات”.
وأشارت إلى أنه “في الطبقة العليا فوق الغلاف الجوي تعمل مصفوفتا “آرو 2” و”آرو 3″، وفي الطبقة الوسطى تعمل مصفوفة “مقلاع داود”، بينما في الطبقة السفلية مصفوفة “القبة الحديدية”.
وأضافت: “قبل سقوط الصاروخ في يافا، تم اختراق طبقتين من الدفاع الجوي، وهو ما توصل إليه تحقيق سلاح الجو”.
ولدى إسرائيل، 3 طبقات دفاع جوي: “القبة الحديدية” وهي مخصصة للتعامل مع الصواريخ والقذائف قصيرة ومتوسطة المدى، و”مقلاع داود” وهو نظام لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى والطائرات المسيرة، و”حيتس 2 و3″ (السهم/آرو)، وهو نظام مخصص لتدمير الصواريخ الباليستية القادمة في مرحلتها النهائية في الغلاف الجوي العلوي.
وتطور إسرائيل حاليا منظومة دفاع جوي لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة بالليزر وتحمل اسم “الدرع الضوئي” تقول إنها ستكون قادرة على التصدي لجميع التهديدات الجوية.