عقب إطلاق سراح 10 رهائن.. إسرائيل تفرج عن 30 سجينا فلسطينيا
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية إطلاق سراح 30 سجينا فلسطينيا، ليل الخميس الجمعة، جميعهم من النساء والقاصرين، وذلك بعد أن أفرجت حماس عن سراح عشر رهائن يومي الأربعاء والخميس، بموجب اتفاق الهدنة بين إسرائيل والحركة.
وأُطلِق سراح السجناء الفلسطينيين قبل ساعات من انتهاء مدة الهدنة، بعد أن أفرجت حماس، في وقت سابق الخميس، عن 8 رهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة إضافة إلى رهينتين فرنسيتين إسرائيليتين أطلِق سراحهما، الأربعاء.
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الخميس، عودة ست رهائن أفرج عنهم في غزة إلى إسرائيل ليصل إجمالي عدد الرهائن المفرج عنهم اليوم الخميس إلى ثمانية.
وكانت حركة حماس الفلسطينية سلمت في وقت سابق، الخميس، رهينتين للصليب الأحمر.
وجاء إطلاق سراح الرهائن الذين يحمل ثلاثة منهم جنسيات الأوروغواي والمكسيك وروسيا بحسب الوسيط قطر، في أعقاب إطلاق سراح امرأتين، إحداهما مواطنة فرنسية إسرائيلية، في وقت سابق الخميس.
وذكرت وزراة الخارجية القطرية أن 30 فلسطينيا سيُطلق سراحهم، الخميس، مقابل الإفراج عن 10 رهائن في غزة بينهم روسيتان أطلق سراحهما، الأربعاء.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، عبر منصة "إكس" إن "المفرج عنهم من الإسرائيليين المحتجزين في غزة اليوم يضمّون 2 قصّر و6 نساء منهم من مزدوجي الجنسية: مكسيكية، روسية، أوروغوانية، تمّ تسليمهم للصليب الأحمر".
وأضاف "تضمّن الفلسطينيون المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية 23 قاصرا و7 نساء". وأوضح "تمّ احتساب المواطنتين الروسيتين اللتين تم الافراج عنهم يوم أمس (الأربعاء) ضمن هذه القائمة".
من جهتها، أبدت حماس الخميس استعدادها لتمديد الهدنة في غزة، قبل ساعات من انتهائها صباح الجمعة، وذلك في أعقاب دعوة وزير الخارجيّة الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى وقف المعارك بين الجيش الإسرائيلي والحركة.
وسبق أن مُدّدت الهدنة مرتين منذ 24 نوفمبر، ومن المُقرّر أن تنتهي الجمعة الساعة 7,00 صباحا (خامسة فجرا بتوقيت غرينيتش). ووضعت الهدنة حدا لسبعة أسابيع من القصف الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة ردا على الهجوم الدامي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر على الأراضي الإسرائيليّة.
وأكد مصدر قريب من حماس لوكالة فرانس برس الخميس استعداد الحركة "لتمديد" الهدنة مع إسرائيل.
وقال المصدر إن "الوسطاء يبذلون جهودا قوية ومكثّفة ومتواصلة حاليا من أجل يوم إضافي في الهدنة، ومن ثم العمل على تمديدها مرة أخرى لأيام أخرى".
وأضاف "لدى حماس استعداد للتمديد، وإسرائيل أبلغت الوسطاء برغبة في التمديد في حال ضمان إطلاق سراح المقاومة الأعداد المطلوبة من الأسرى".
مناطق "آمنة"وكان بلينكن دعا بعد زيارة إسرائيل والضفة الغربية المحتلة، إلى تمديد الهدنة "يوما ثامنا وأكثر".
وقال للصحافة: "واضح أننا نريد لهذا المسار أن يمضي قدما... نريد يوما ثامنا وأكثر"، داعيا أيضا إلى إنشاء مناطق "آمنة" للمدنيين في وسط قطاع غزة وجنوبه في حال استئناف المعارك.
وأضاف بلينكن "يجب وضع خطط للحماية الإنسانية للمدنيين تساهم في التقليل بشكل إضافي من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء".
وفي مؤشر إلى هشاشة الوضع، قتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأتان وأصيب ستة إصابة ثلاثة منهم خطرة، صباح الخميس في هجوم بأسلحة نارية نفذه مسلحان عند محطة لتوقف الباصات في غرب مدينة القدس، بحسب الشرطة الإسرائيلية.
ودان البيت الأبيض مساء الخميس هذا "الهجوم الإرهابي".
وتبنت حماس الهجوم، مشيرة في بيان إلى أن المنفّذين ينتميان إلى جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، داعية إلى "التصعيد".
وأكدت الشرطة مقتل المهاجمين، مشيرة إلى أنهما شقيقان في الثلاثينات وهما أسيران محرران من السجون الإسرائيلية.
في عملية أخرى، أصيب جنديان بجروح طفيفة في عملية دهس عند حاجز عسكري في الضفة الغربية المحتلة، حسب ما أفاد الجيش، مشيرا إلى "تحييد" المهاجم.
وكانت حماس أعلنت، صباح الخميس، التوصل إلى تمديد الهدنة "يوما سابعا"، وهو ما أكدته قطر التي أجرت مفاوضات مكثفة في هذا الصدد بدعم من مصر والولايات المتحدة.
وأطلق سراح رهينتين أوليين بعد الظهر هما بحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ميا شيم (21 عاما) التي تحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية وعاميت سوسانا (40 عاما).
وأتاحت الهدنة أيضا دخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والمدمر.
مفاوضات صعبةواحتجزت حماس خلال هجومها غير المسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية 240 رهينة اقتادتهم إلى غزة، حسب الجيش الإسرائيلي. وقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم مدنيون قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردّت إسرائيل بقصف مكثف على غزة ترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، متوعدة بـ"القضاء" على حماس، ما تسبب بمقتل أكثر من 15 ألف شخص معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس.
وحوّل القصف أجزاء كبيرة من شمال القطاع أنقاضا. ويقدر الدفاع المدني في غزة عدد المفقودين بنحو سبعة آلاف شخص.
وبعد لقائه نتانياهو، توجه بلينكن إلى مقر السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية المحتلة للقاء رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس.
وصرح بلينكن خلال لقاء مع الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ، في تل أبيب أن التهدئة "تؤتي ثمارها ونأمل في أن تستمر".
كذلك، شدد على وجوب "اتخاذ خطوات فورية لمحاسبة المستوطنين المتطرفين على أعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية".
وتشهد الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر تصعيدا أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 240 فلسطينيا برصاص القوات الإسرائيلية والمستوطنين وإصابة نحو 3000، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.
وجرت عملية التبادل السادسة لمعتقلين فلسطينيين مع رهائن لدى حماس ليل الأربعاء الخميس.
وسلّمت حماس 10 رهائن إسرائيليين بينهم خمسة من مزدوجي الجنسية (هولندي وثلاثة ألمان وأميركي) إضافة إلى روسيتين وأربعة تايلانديين للصليب الأحمر قبل نقلهم إلى إسرائيل.
ودعت آدام أدار حفيدة يافا أدار (85 عاما) التي أطلقت حماس سراحها في 24 نوفمبر، "السلطات الإسرائيلية والأسرة الدولة إلى عدم التوقف طالما لم يعد الجميع إلى ديارهم".
في المقابل، أفرجت إسرائيل عن 30 فلسطينيا، هم بحسب الوسيط القطري، 14 امرأة و16 قاصرا.
ومن بين الأشخاص المحرّرين الناشطة الفلسطينية الشابة، عهد التميمي، التي اعتقلت مطلع نوفمبر بسبب منشور نسب إليها على إنستغرام وفق ما أفاد مصدر أمني إسرائيلي، يتوعد الإسرائيليين بـ"الذبح".
وقالت والدتها ناريمان التي لا يزال زوجها معتقلا، إن ابنتها لا تقف وراء هذا المنشور إذ أن إسرائيل تعطل بشكل منهجي كل حسابتها على شبكات التواصل الاجتماعي.
"كنت لأتمنى أن أموت"
وكان في استقبال المعتقلين المفرج عنهم حشد من أقاربهم، لكن على غرار ما يحصل منذ ليال عدّة، اندلعت صدامات بين المحتفلين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية خارج سجن عوفر الذي أطلق منه الأسرى، ما أدى إلى مقتل فلسطيني بالرصاص بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وإن كان اتفاق الهدنة سمح بتسريع دخول المساعدة الإنسانية، إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، رأى، الأربعاء، أن "كمية المساعدات التي تصل إلى الفلسطينيين في غزة لا تزال غير كافية بتاتا"، منددا بـ"كارثة إنسانية هائلة تحت أعين العالم".
وتفرض إسرائيل حصارا جويا وبريا وبحريا على قطاع غزة منذ تولي حركة حماس السلطة فيه عام 2007، شددته في 9 أكتوبر مانعة دخول المياه والوقود والأغذية إليه.
ونزح 1.7 مليون شخص من سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة من الشمال، المنطقة الأكثر دمارا، إلى الجنوب، فيما تضرّرت أكثر من 50 في المئة من المساكن أو دُمّرت بالكامل جراء الحرب، وفق الأمم المتحدة.
وقالت وعد طه، وهي فلسطينية غادرت منزلها في شمال غزة بعد أسبوعين من الحرب لفرانس برس: "لو كنت أعلم أن الحياة في الجنوب (القطاع) ستكون على هذا النحو ما كنت غادرت، كنت لأتمنى أن أموت، لأن ذلك سيكون أفضل من الوضع الذي أعيش فيه الآن".
وتابعت "الحياة هنا صعبة جدا والناس أصبحوا أشرارا" مشيرة إلى "شجارات يومية" بين نازحين وإلى "انتشار الأمراض".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المفرج عنهم إطلاق سراح قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
في انتقاد لنتنياهو .. الرئيس الإسرائيلي يطالب بصفقة تبادل
في انتقاد مبطن لنتنياهو، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج اليوم الأربعاء إن "حياة المحتجزين في غزة مهددة"، داعيًا الحكومة الإسرائيلية إلى التوصل إلى صفقة تبادل أسرى لإنقاذهم، وفق ما ذكرت صحف عبرية.
أكد هرتسوج أن الوضع الراهن يتطلب سرعة في اتخاذ القرارات من القيادة الإسرائيلية لضمان سلامة الرهائن من كلا الجانبين.
في الوقت نفسه، كشفت صحيفة تليجراف البريطانية عن اتهامات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتخريب محادثات وقف إطلاق النار في غزة، حيث أصر على استمرار العمليات العسكرية حتى تتم إزالة حركة حماس تمامًا من القطاع.
جاءت هذه التصريحات وسط تقارير تشير إلى قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث ذكر مسؤولون من كلا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أن هناك تقدمًا ملحوظًا نحو التوصل إلى صفقة قد تشمل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
ومع ذلك، رفض نتنياهو هذه التفاهمات، مؤكدًا أن حماس تتراجع عن الاتفاقات السابقة المتعلقة بالمحتجزين، قائلاً إن إسرائيل ستواصل جهودها بلا كلل لإعادة المحتجزين الإسرائيليين.
في غضون ذلك، أعلنت حركة حماس، في بيان عبر تطبيق "تليجرام"، أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير بشكل جدي في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة مصرية وقطرية.
وأضافت الحركة أنها أظهرت مرونة ومسؤولية خلال المفاوضات، لكن الاحتلال الإسرائيلي وضع شروطًا جديدة تتعلق بالانسحاب، ووقف إطلاق النار، وعودة النازحين، مما أدى إلى تأجيل التوصل إلى اتفاق كان قريبًا.
وبهذا، فلم يدم التفاؤل الذي ساد مؤخرًا عقب إعلان إحراز تقدم في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) طويلًا؛ إذ سرعان ما جاءت تصريحات لتبدد هذا التفاؤل، وتكشف عن وجود عقبات عديدة تحول دون إتمام الاتفاق.
اليوم الأربعاء خرجت حركة حماس، لتصرح بأن "إسرائيل وضعت شروطًا جديدة تتعلق بالانسحاب من قطاع غزة، ووقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وعودة النازحين الفلسطينيين، مما أدى إلى تأخير التوصل إلى اتفاق كان قريب المنال".
في المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إن "حماس تكذب مرة أخرى، وتنسحب من التفاهمات التي تم التوصل إليها، وتواصل خلق الصعوبات أمام المفاوضات".
من جهته، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، بأن فريق التفاوض الإسرائيلي سيعود من قطر بعد أسبوع مهم من المفاوضات لإجراء مشاورات داخلية بشأن صفقة تبادل أسرى محتملة مع حركة حماس.
وأضاف مكتب نتنياهو، في بيان صدر أمس، أن "فريق التفاوض، الذي يضم مسؤولين كبارًا من جهاز المخابرات (الموساد)، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، والجيش الإسرائيلي، سيعود من قطر إلى البلاد بعد أسبوع من المفاوضات المهمة".