نص الدرس السادس عشر للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي من وصية الإمام علي لابنه الحسن
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة اليمن عن نص الدرس السادس عشر للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي من وصية الإمام علي لابنه الحسن، يمني برس نص الدرس السادس عشر لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي من وصية الإمام علي لابنه الحسن عليهما السلام 23 12 1444 هـ .،بحسب ما نشر يمني برس، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات نص الدرس السادس عشر للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي من وصية الإمام علي لابنه الحسن، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
يمني برس|
نص الدرس السادس عشر لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي من وصية الإمام علي لابنه الحسن عليهما السلام 23-12-1444 هـ 11-07-2023 م:
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيم.
أَيُّهَــــا الإِخْــــوَةُ وَالأَخَوَات: السَّــلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَــةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُــه؛؛؛
قال أمير المؤمنين “عَلَيهِ السَّلَامُ”: ((إِذَا كَانَ الرِّفْقُ خُرْقًا، كَانَ الْخُرْقُ رِفْقًا))، تحدثنا عن هذه الجملة بالأمس، وما تفيده، وتحدثنا عن أهمية الرفق: وهو الأسلوب الذي يعتمد فيه اللطف، واللين في التعامل مع الأمور، وكثير من الأمور يناسبها ذلك، أكثر الأمور في واقع الناس، وفي معاملاتهم، وفي أعمالهم، يناسبها الرفق، لكنه ليس قاعدةً للتعامل مع كل شيء، هناك من الحالات، من الأمور، من المواقف، ما يحتاج إلى التعامل بحزم، ما يحتاج إلى الشدة أحيانًا، وذلك عندما تكون النتيجة للتعامل بأسلوب الرفق نتيجةً سلبية، نتيجةً ضارة، نتيجةً تؤثر سلبًا على الواقع، وإذا كان الأثر سيئًا لأسلوب الرفق، حينها يتطلب الأمر أن يكون هناك شيٌء من الشدة، ضربنا أمثلةً بالأمس؛ مثلما هو حال الموقف من الأعداء، مثلما هو حال التعامل في بعض الحالات التربوية، وهكذا بعض الأمور في واقع الناس التي تحتاج إلى حزم وتكون نتيجته إيجابية، تكون نتيجته: دفعُ ضرر، أو تحقيق نتيجة جيدة، أو غير ذلك.
((رُبَّمَا كَانَ الدَّوَاءُ دَاءً، وَالدَّاءُ دَوَاءً، وَرُبَّمَا نَصَحَ غَيْرُ النَّاصِحِ، وَغَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ)).
((رُبَّمَا كَانَ الدَّوَاءُ دَاءً، وَالدَّاءُ دَوَاءً))، هذا يبيّن لنا كيف نتعامل مع الواقع، مع ما نواجهه، مع مختلف الأمور والقضايا، وفق مقتضى الحكمة، في كل شيءٍ بما يناسبه، وهذه مسألة مهمة؛ لأنه إذا كان الإنسان يتعامل بأسلوب واحد، وطريقة واحدة مع كل الأمور لا يدرك المتغيرات، لا يدرك بعض الاختلافات في كثير من الأمور، وأن أسلوبًا معينًا إذا استخدمه في غير ذلك الشيء قد تكون نتيجته سلبية؛ عكس ما يريده، فقد يكون الرفق في بعض الحالات سببًا لحصول مفاسد، أو مظالم، أو مشاكل كبيرة أحيانًا، أو يُجرِّئ أهل العدوان لما هو أفظع، لما هو أضر، لما هو أكبر مما كنت تهدف إلى تفاديه من خلال ذلك الأسلوب.
الدواء مثلًا لو قد انتهت صلاحيته، وتداوى به المريض، قد يكون ضارًا قد يسبب له أمراضًا أخرى، أو أعراضًا صحيةً أخرى، أو قد تقدم دواء مثلًا لمريض، من مرض معين، لكن لا يناسبه هو لاعتبارٍ آخر. هكذا هي الأساليب التي نعالج بها مشاكل الحياة من حولنا، منها ما قد لا يناسب مع حالة معينة، قد يناسب في حالة، ولا يناسب مع حالةٍ أخرى. فعلينا أن ندرس ما نواجهه من قضايا، ما نعالجه من مشاكل، من جوانبها المختلفة، لكي نعتمد الطريقة المناسبة لهذه الحالة، فقد يعتمد الإنسان مثلًا على أسلوب يتعامل به مع قضية معينة، فيلحظ النجاح في ذلك، فيتصور أنه الأسلوب المناسب للتعامل مع بقية الأمور، هذا يحصل للبعض في أسلوبهم العملي، إذا حقق نجاحًا من خلال أسلوب معين، أو طريقة معينة، في التعامل مع قضية، أو مع موقف معين، أو مع حالة واجهها، تصور أنه الأسلوب الأنسب الذي يعتمد عليه بشكلٍ تام مع مختلف القضايا ومختلف الحالات، ثم يُصدَم عندما يواجه في حالةٍ مختلفة ما تكون النتيجة معاكسة تمامًا.
فعلى الإنسان أن ينظر لكل حالة بما يناسبها، ولا يندفع نتيجة أنه أحس بنجاح تلك الطريقة في ذلك الموضوع، أو القضية، أو الموقف، يندفع بتسرع للتعامل بها مع مختلف الحالات الأخرى، فالحالات تختلف؛ منها ما قد يكون حلًّا ومعالجةً لمشكلة معينة هناك، في حالة مختلفة داءً، يعني مشكلة حقيقية ولا يصل إلى نتيجة، ومنها ما قد يكون هناك كأسلوب أو طريقة؛ طريقة معالجة لمشكلة هناك، لو استُخدِم هناك في قضية مختلفة عنها- لديها جوانب اختلاف معينة- فيتحول إلى داء، فالداء هناك هو دواء هناك، والدواء هناك هو داء هناك. فأسلوبنا، طريقتنا في معالجة ما نواجهه من مشاكل الحياة، ما نتعامل به مع مختلف القضايا، يجب أن يكون مبنيًا على وعيٍ وحكمة، وبفهمٍ لحيثيات القضايا والأمور وما يتعلق بها، وبالتالي التحديد لما يناسبها؛ بالاستناد إلى معرفة صحيحة، ومعطيات صحيحة، وإلمام بالقضية من مختلف جوانبها.
((وَرُبَّمَا نَصَحَ غَيْرُ النَّاصِحِ، وَغَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ))، النصيحة هي من الأشياء المهمة في الحياة، وهي من المسؤوليات، المسؤوليات الفردية، المسؤوليات الجماعية، و((الدِّينُ النَّصِيحَة)) كما ورد في الحديث النبوي الشريف. فالنصيحة مهمة، وأن يسود بين الناس النصيحة، ولكن لابد أن يحرص الإنسان على أن يمتلك الوعي، وأن يستوعب الأسُس الصحيحة، التي يميز من خلالها بينما هو نُصح، وتذكيرٌ فعليٌ بما عليك أن تعمله، تذكيرٌ بشيءٍ صحيح، عندما تكون قد غفلت عنه، أو لم تتنبه إليه.
فأحيانًا قد يأتيك النصح؛ يعني ما هو تحت عنوان نصيحة، سواءً كنت أنت من يطلبه؛ طلبت من شخص أن ينصحك تجاه موضوعٍ معين، على سبيل الاستشارة منه، أو بادر هو بنصحك في موضوع معين تحت عنوان النصح، قد يغُشُّك، إما متعمدًا، وإما جاهلًا، قد يكون متعمدًا
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس قد یکون
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: نصيب العبد من اسم الله الحسيب يكون بالبذل والعطاء والمساعدة
قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن اسم الله تعالى "الحسيب" لا يسمى به إنسان طالما كان ب"ال"، فلا يقال فلان الحسيب، ولكن يجوز تسمية الإنسان بهذا الاسم بدون "ال"، وذلك لأن "ال" في أسماء الله الحسنى تأتي للكمال المطلق، ولهذا لا يجوز أن يوصف به إنسان، لافتا أن الإنسان دائم الحاجة إلى الله تعالى، فهو سبحانه الذي يسخر له الرزق ويسخر له ما يعينه على تلبية جميع احتياجاته، فقد سخر له الأرض وما عليها، وسخر له السماء وسخر له البحار، وللإمام الغزالي كلمات بليغة تلخص ذلك ردا على ظن البعض أن لبن الأم قد يغني الطفل في حاجاته من دون الله، فقال: " اعلَمْ أنَّ اللبنَ ليس من الأمِّ، بل هو والأمُّ من الله سُبحانَه وتعالى، ومن فَضلِه وجُودِه، فهو وحده حسيب كل أحد وليس في الوجود شيء واحد هو حسيب شيء سواه تعالى".
وبين فضيلته، خلال حديثه اليوم بالحلقة الثانية عشرة من برنامج «الإمام الطيب»، أنه لا يمكن أن يكون شيء حسيبا، بمعنى كافيا لشيء، فهذه نظرة سطحية، لأن جميع الأشياء تتعلق بعضها ببعض، وكلها في النهاية تتعلق بقدرة الله تعالى، فهو سبحانه الذي يجمع بين السبب والمسبب، وهو القادر على إحداث الأثر في الأشياء، وهو فاعل كل شيء في هذا الكون على اتساعه، مضيفا أن الأشاعرة يرون أن الفاعل في هذا الكون منحصر في ذات واحدة وهي الذات الإلهية، وكل الآثار التي تحدث هذه لا تحدث إلا من فاعل واحد وهو الله تعالى، حتى أن النار عندما تلمس القطن مثلا ويحترق، فإن النار ليست هي التي تحرق ولكن الله هو الذي يحدث الاحتراق، فالله تعالى هو خالق الأسباب التي باقترانها بشيء ينتج المسبب.
وأشار الإمام الطيب إلى أن أصل الدعاء في وجه الظالم بـ "حسبنا الله ونعم الوكيل"، موجود في قوله تعالى: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ"، وهذا وعد من الله بأن لا يمس من يقول هذا الدعاء سوء، شريطة الإيمان العقلي والقلبي بأن الله فعلا هو الكافي، لافتا أن الإنسان في حاجة لمثل هذا الدعاء كل صباح حتى يكفيه الله شر الناس والحوادث وغيرها,
واختتم فضيلة الإمام الطيب أن نصيب العبد من اسم الله "الحسيب" يكون بالبذل والعطاء لما فاض عنه، فالحسيب بمعنى الكافي، وهو بذلك يساعد في كفاية الآخرين، كما أنه يعني أيضا "المحاسب"، بمعنى أن يواظب الإنسان على محاسبة نفسه، مصداقا لقوله صلى الله عليه سلم: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا"، فالإنسان يحاسب نفسه دائما في كل وقت، ليعي عواقب ما صنع وما قدم، وإن أخطأ يبادر بالتوبة إلى الله تعالى.