اختتم، الأربعاء، مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" تحت شعار "آفاق الإبداع: تعزيز الإمكانات البشرية في عصر الذكاء الاصطناعي"، بالعاصمة القطرية الدوحة، بجلسة عن "الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام".

وجمعت القمة قرابة 7 آلاف مشارك، يمثلون مختلف الجهات المعنية بمجال التعليم، من بينهم قادة الفكر وصانعو السياسات والمبتكرون والشباب؛ وذلك لمناقشة انعكاسات الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على المشهد التعليمي العالمي.

ومن خلال تسليط الضوء على الجهود التعاونية التي تبحث في التحديات المعقدة في التعليم، كشفت قمة وايز -في نسختها الـ11- عن الخلاصات التي توصلت إليها بشأن 7 مشاريع بحثية عالمية، تتناول مجموعة من الموضوعات المتنوعة، مثل: "تأثير المهرجانات التعليمية في بناء المهارات وتعزيز المجتمعات"، و"العلاقة بين رفاهية المعلم ورفاه الطلاب والمسار التعليمي"، و"التعليم والتوظيف للأشخاص ذوي الإعاقة".

"التعليم وقت الحرب"

وخصص مؤتمر "وايز"، جلسة بعنوان "التعليم وقت الحرب" سلط خلالها المشاركون الضوء على التحديات التي يواجهها الطلاب والعملية التعليمية في مناطق الأزمات، لا سيما في قطاع غزة.

وحضر الجلسة التي عقدت في اليوم الأخير من القمة، الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة التعليم فوق الجميع.

وألقى الخبير الاقتصادي مستشار الأمين العام للأمم المتحدة جيفري ساكس، كلمة في الجلسة أشار فيها إلى وجود تقصير في آلية عمل الأمم المتحدة في وقف النزاعات والحروب حول العالم.

وأوضح ساكس، وهو أيضا مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا الأميركية، أن قطاع غزة من الأماكن القليلة في العالم التي ما زال فيها النزاع مستمرا لأكثر من 4 عقود.

وبين أن كافة القرارات الدولية تؤكد حق إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وأن المشكلة تكمن في غياب القدرة على تنفيذ هذه القرارات.

في الكلمة طالب ساكس مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة لاعتماد عضوية كاملة لدولة فلسطين والاعتراف بها كاملة السيادة على حدود عام 1967.

وقال: "الشعب الأميركي يريد العدل والسلام، ورأي الشارع الأميركي اليوم مع السلام والاستقرار".

وشهدت الجلسة وقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا الذين سقطوا في الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.

التعليم والإعلام

وفي كلمة خلال الحفل الختامي للقمة، ركز كونراد وولفرام، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمجموعة ولفرام للأبحاث في أوروبا، على الأهمية القصوى للتفكير الحسابي ضمن البيئات التعليمية في عصر الذكاء الاصطناعي، إذ سلط الضوء على العلاقة المتبادلة القائمة بين دراسة الرياضيات والأساليب الحسابية، التي من شأنها تعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداع، داعيا إلى منح الأولوية لاعتماد الأدوات الحسابية في أنظمة التعليم لمواجهة تحديات العالم الحقيقي.

وخلال جلسات اليوم الختامي للمؤتمر ذكرت نينا شيك، التي تعد واحدة من أوائل الخبراء الدوليين في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، أن عالم اليوم يشهد تحولا في مسار التطور البشري، مشيرة إلى أن "الآلات على وشك إحداث تغيير عميق في أسلوب حياتنا وطريقة عملنا، وحتى في اختبار ما يعنيه أن نكون بشرا".

ونوهت شيك، خلال كلمة رئيسية ألقتها أمام أبرز قادة الفكر وصانعي السياسات ومبتكري التكنولوجيا والرواد الشباب من مختلف أنحاء العالم، إلى التقدم الهائل الذي تشهده قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعي، معتبرة أنه "في عصر (ثورة الذكاء الاصطناعي) الذي نعيشه اليوم، سيصبح من الطبيعي وجود علاقة تكافلية وتكاملية ما بين الإنسان والآلة، بحيث يعملان معا ويكملان بعضهما البعض".

تكريم الفائزين بالمبادرات الرامية إلى معالجة التحديات التعليمية العالمية التي تحدث تغييرًا إيجابيًا في المجتمعات (الأناضول)

من جهته، تطرق الأكاديمي مارك أوين جونز، الأستاذ المشارك في برنامج ماجستير الآداب في العلوم الإنسانية والمجتمعات الرقمية بجامعة حمد بن خليفة، للتحديات التي تواجه الأنظمة التعليمية في تحديد المعلومات الخاطئة ومواجهتها، مقدما جملة من النصائح بشأن الطرق التي يمكن للنظم التعليمية اتباعها لمواجهة الدعاية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، وذلك في محاضرة تحت عنوان "التفكير النقدي في العصر الرقمي: الذكاء الاصطناعي ومحو الأمية المعلوماتية والمعركة ضد المعلومات المضللة".

وتضمنت المحاضرة تحليلا معاصرا للتحيز الإعلامي، لا سيما في سياق الأحداث الجارية في فلسطين وقطاع غرة، وطرحت تساؤلات جوهرية حول محو الأمية المعلوماتية، والبنى التحتية الأساسية، وتقنيات التعلم.

ولاستقطاب المزيد من الاهتمام حول التحديات المستمرة التي يواجهها قطاع غزة، عقدت مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، الشريك الإستراتيجي لقمة "وايز-2023″، جلسة عامة خصصتها لمناقشة الحلول والمبادرات اللازمة لتحقيق التعافي التعليمي، واستكشاف إمكانية الوصول إلى البيانات والتقنيات الرقمية في المجتمعات المتضررة نتيجة الصراعات.

مشاركون في قمة وايز (الأناضول) ذكاء اصطناعي لأجل الصالح العام

كما بحثت القمة -خلال جلسة بعنوان "الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام"- مسألة التأثير الجماعي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات البحوث والتعليم، بالإضافة إلى السياسة والإعلام والعمل الخيري، ودور هذه التطبيقات في تنشئة الجيل القادم من القادة القادرين على مواجهة التحديات.

وبحثت القمة، على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء، الأساليب التربوية الجديدة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإمكانات الإبداعية للطلاب والمعلمين، وضمان دمج العدالة والقيم الصحيحة في التقنيات التعليمية الناشئة.

وشارك في أعمال القمة أكثر من 150 متحدثا خبيرا من كافة أنحاء العالم، عرضوا أفكارهم في أكثر من 20 جلسة أساسية ومجموعة من الأنشطة التجريبية وأيضا جلسات تشاركية وعملية حول التعليم.

كما ناقشت القمة دور الذكاء الاصطناعي في رسم الشكل المستقبلي للفصول الدراسية، و"بناء الذكاء الاصطناعي الأخلاقي".

ومن المسارات التي ناقشها ذوو الخبرة "استقلالية النظم التعليمية على ضوء الذكاء الاصطناعي، وقوته العظمى المتصاعدة".

أما بالنسبة لمناهج التدريس أفردت القمة حيزا مهما لها، وعلى وجه الخصوص سبل دمج التكنولوجيا وإدارتها لإصلاح التعليم بهدف خلق بيئات تعليمية أكثر إنصافًا وشمولًا وفاعلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التعلیمیة فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص "التصلب المتعدد".. و12 ألف مريض سنويًا

نظمت جمعية «أرفى» للتصلب المتعدد بالمنطقة الشرقية، معرضًا تفاعليًا رقميًا مختصًا بمرض التصلب العصبي المتعدد، الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
ويهدف المعرض، الذي نُظم بمشاركة 33 جهة خدمية وصحية، إلى تعريف المجتمع بأهمية وخطورة مرض التصلب العصبي المتعدد، ويتناول عدة محاور، أبرزها تحسين جودة حياة المريض، واستخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص المرض، وعلاجه.
أخبار متعلقة صور.. إطلاق مهرجان "سكة الحرفيين" بمشاركة أكثر من 100 حرفيصور | "السيارات التالفة".. مستودعات عشوائية في سوق الحراج بالدمام .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }التصلب العصبي المتعددويركز على استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص المرض، لاسيما أنه يحتضن عددا من خبراء أمن المعلومات والأمن السيبراني والاستشاريين الصحيين والأطباء.
من جهته، قال استشاري المخ والأعصاب د. محمد الشمري: إن المعرض يتطرق إلى تطوير الطرق التقليدية في توعية المرضى ويطورها باستخدام شاشات تفاعلية رقمية لتعزيز حياة المصابين وذويهم ورفع ثقافة المجتمع من خلال بث المعلومة عبر الشاشات.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }الذكاء الاصطناعيوأكد أن المعرض يحرص على خوض المرضى والزوار تجربة فريدة من نوعها لرفع التزعية بمرض التصلب المتعدد، باستخدام الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن جودة العلاج والتشخيص شراكة مجتمعية ما بين المريض والمؤسسة الصحية والأطباء للوصول إلى التحكم في طور المرض والشفاء منه، خاصة أن هناك تطور نوعي شهدته الأدوية بالقطاع الصحي بالمملكة.
وبيّن أن هناك أدوية تعطى أثناء هجمات المرض وأخرى تعطى لتغير سلوك ونمط حياة المريض لتخفيف حدة الإصابة بالمرض وتقليل عدد الهجمات على الجهاز العصبي المركزي، وتلك هي الفكرة الأساسية من وجود الجمعيات الخيرية المعنية بتصلب العصب المتعدد فضلا عن المراكز الطبية المنتشرة بأنحاء المملكة، لخدمة شريحة كبرى من المصابين.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }مرض تاريخيوتابع أن مرض التصلب المتعدد ليس وليد الفترة الحالية بل هو مرض تاريخي يرجع اكتشافه إلى عام 1400م، كما أنه ذكر في المخطوطات الطبية التاريخية عام 1800م، فهم مرض مناعي والسمة البارزة أنه يصيب الجهاز العصبي المركزي الدماغ والحبل الشوكي.
وذكر أن المرض بات يسجل في منطقة الشرق الأوسط والسعودية نسبًا كبيرة، لكن مع الإعلام الضوء عليه أصبح لدينا أمل في اكتشاف المصابين وعلاجهم وتدارك الأمر قبل تدهوره.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }الخريطة الوراثيةوأكد أنه لا إحصائيات محددة حول المرض بالمملكة أو الشرق الأوسط لكن تقييم الوضع يتم عبر النسب المئوية إذ يسجل مرضى التصلب المتعدد %40 لكل مئة ألف مصاب، و61% لكل مئة ألف مصاب في المملكة وهي نسبة تتجاوز 12 ألف حالة سنويا.
ولفت إلى مرض التصلب المتعدد ليس معديا كما أنه لا يتبع خريطة ”المندلين“ أو الخريطة المندلية الوراثية لكنه أيضًا له جانب بيئي عند الإصابة ببعض الفيروسات فهو لا يعتبر مرض معديًا بالأساس، لكنه قد ينتج عن عدوى.الدراسات حول المرضوبيّن ”الشمري“ أن آخر الدراسات والأبحاث حول المرض كانت قبل حوالي 6 أيام المؤتمر العالمي الدولي في اوروبا، وكانت المملكة شريكًا أساسيا فيه
وقال رئيس جمعية أرفى د. أنس دحيلان: إن مرض التصلب المتعدد هو مرض مناعي يصيب الجهاز العصبي المركزي المكون من الدماغ والحبل الشوكي، مشيرًا إلى أنه بدأ ينتشر في الشرق الأوسط لكن استطاع الأطباء السعوديين تشخيصه باستخدام الذكاء الاصطناعي.التحولات الأساسية في المرضوأضاف أن المعرض يرصد التحولات الأساسية في مرض التصلب المتعدد ومراحل تطوره، وكيف يؤثر على جودة حياة المريض، لا سيما تقديم المسارات الصحية والعلاجية وتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لتخدم المريض.
وأوضح أن المعرض ضم عددًا كبيرًا من الخبراء والأطباء، فيما تستهدف 80% من فعاليات المعرض الممارسين الصحيين لتعريفهم بالمرض وطرق علاجه والوقاية منه.شاشات تفاعلية رقميةولفت إلى أن المعرض يحظى بشاشات تفاعلية رقمية، تساهم في تقديم الفائدة للمرضى والزوار، من حيث التعريف بالمرض وكيفية الإصابة به، وسبل الوقاية منه، لا سيما عرض الشائعات التي قد تحيط المرضى، فضلا عن بيان أبرز المخاطر التي ينبغي على المريض تجنبها.
وأشار إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، سهّل على الأطباء تشخيص المرض وخدمة المريض بطرق تفاعلية رقمية.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي ينافس على نوبل!
  • ينتج صوتاً وصورة.. ميتا تكشف عن الذكاء الاصطناعي الجديد موفي جين
  • استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص "التصلب المتعدد".. و12 ألف مريض سنويًا
  • الذكاء الاصطناعي.. هل سينافس البشر على الجوائز؟
  • الكويت.. «الذكاء الاصطناعي» يدخل مدارس التعليم الثانوي
  • «خليفة التربوية»: الذكاء الاصطناعي طريق التعليم نحو الإبداع والريادة والابتكار
  • نائب وزير التعليم: دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن أدوات تطوير القطاع بمصر
  • ملتقى كبار السن ينطلق اليوم تحت شعار «الذكاء الاصطناعي في خدمتهم»
  • القمة العالمية للاقتصاد الأخضر تناقش تداعيات التغير المناخي
  • في حلقة نقاشية لـ”تريندز”..الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل التعليم