الدوحة.. قمة وايز تناقش التعليم وقت الحرب وثورة الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
اختتم، الأربعاء، مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" تحت شعار "آفاق الإبداع: تعزيز الإمكانات البشرية في عصر الذكاء الاصطناعي"، بالعاصمة القطرية الدوحة، بجلسة عن "الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام".
وجمعت القمة قرابة 7 آلاف مشارك، يمثلون مختلف الجهات المعنية بمجال التعليم، من بينهم قادة الفكر وصانعو السياسات والمبتكرون والشباب؛ وذلك لمناقشة انعكاسات الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على المشهد التعليمي العالمي.
ومن خلال تسليط الضوء على الجهود التعاونية التي تبحث في التحديات المعقدة في التعليم، كشفت قمة وايز -في نسختها الـ11- عن الخلاصات التي توصلت إليها بشأن 7 مشاريع بحثية عالمية، تتناول مجموعة من الموضوعات المتنوعة، مثل: "تأثير المهرجانات التعليمية في بناء المهارات وتعزيز المجتمعات"، و"العلاقة بين رفاهية المعلم ورفاه الطلاب والمسار التعليمي"، و"التعليم والتوظيف للأشخاص ذوي الإعاقة".
"التعليم وقت الحرب"وخصص مؤتمر "وايز"، جلسة بعنوان "التعليم وقت الحرب" سلط خلالها المشاركون الضوء على التحديات التي يواجهها الطلاب والعملية التعليمية في مناطق الأزمات، لا سيما في قطاع غزة.
وحضر الجلسة التي عقدت في اليوم الأخير من القمة، الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة التعليم فوق الجميع.
وألقى الخبير الاقتصادي مستشار الأمين العام للأمم المتحدة جيفري ساكس، كلمة في الجلسة أشار فيها إلى وجود تقصير في آلية عمل الأمم المتحدة في وقف النزاعات والحروب حول العالم.
وأوضح ساكس، وهو أيضا مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا الأميركية، أن قطاع غزة من الأماكن القليلة في العالم التي ما زال فيها النزاع مستمرا لأكثر من 4 عقود.
وبين أن كافة القرارات الدولية تؤكد حق إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وأن المشكلة تكمن في غياب القدرة على تنفيذ هذه القرارات.
في الكلمة طالب ساكس مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة لاعتماد عضوية كاملة لدولة فلسطين والاعتراف بها كاملة السيادة على حدود عام 1967.
وقال: "الشعب الأميركي يريد العدل والسلام، ورأي الشارع الأميركي اليوم مع السلام والاستقرار".
وشهدت الجلسة وقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا الذين سقطوا في الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.
التعليم والإعلاموفي كلمة خلال الحفل الختامي للقمة، ركز كونراد وولفرام، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمجموعة ولفرام للأبحاث في أوروبا، على الأهمية القصوى للتفكير الحسابي ضمن البيئات التعليمية في عصر الذكاء الاصطناعي، إذ سلط الضوء على العلاقة المتبادلة القائمة بين دراسة الرياضيات والأساليب الحسابية، التي من شأنها تعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداع، داعيا إلى منح الأولوية لاعتماد الأدوات الحسابية في أنظمة التعليم لمواجهة تحديات العالم الحقيقي.
وخلال جلسات اليوم الختامي للمؤتمر ذكرت نينا شيك، التي تعد واحدة من أوائل الخبراء الدوليين في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، أن عالم اليوم يشهد تحولا في مسار التطور البشري، مشيرة إلى أن "الآلات على وشك إحداث تغيير عميق في أسلوب حياتنا وطريقة عملنا، وحتى في اختبار ما يعنيه أن نكون بشرا".
ونوهت شيك، خلال كلمة رئيسية ألقتها أمام أبرز قادة الفكر وصانعي السياسات ومبتكري التكنولوجيا والرواد الشباب من مختلف أنحاء العالم، إلى التقدم الهائل الذي تشهده قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعي، معتبرة أنه "في عصر (ثورة الذكاء الاصطناعي) الذي نعيشه اليوم، سيصبح من الطبيعي وجود علاقة تكافلية وتكاملية ما بين الإنسان والآلة، بحيث يعملان معا ويكملان بعضهما البعض".
من جهته، تطرق الأكاديمي مارك أوين جونز، الأستاذ المشارك في برنامج ماجستير الآداب في العلوم الإنسانية والمجتمعات الرقمية بجامعة حمد بن خليفة، للتحديات التي تواجه الأنظمة التعليمية في تحديد المعلومات الخاطئة ومواجهتها، مقدما جملة من النصائح بشأن الطرق التي يمكن للنظم التعليمية اتباعها لمواجهة الدعاية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، وذلك في محاضرة تحت عنوان "التفكير النقدي في العصر الرقمي: الذكاء الاصطناعي ومحو الأمية المعلوماتية والمعركة ضد المعلومات المضللة".
وتضمنت المحاضرة تحليلا معاصرا للتحيز الإعلامي، لا سيما في سياق الأحداث الجارية في فلسطين وقطاع غرة، وطرحت تساؤلات جوهرية حول محو الأمية المعلوماتية، والبنى التحتية الأساسية، وتقنيات التعلم.
ولاستقطاب المزيد من الاهتمام حول التحديات المستمرة التي يواجهها قطاع غزة، عقدت مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، الشريك الإستراتيجي لقمة "وايز-2023″، جلسة عامة خصصتها لمناقشة الحلول والمبادرات اللازمة لتحقيق التعافي التعليمي، واستكشاف إمكانية الوصول إلى البيانات والتقنيات الرقمية في المجتمعات المتضررة نتيجة الصراعات.
كما بحثت القمة -خلال جلسة بعنوان "الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام"- مسألة التأثير الجماعي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات البحوث والتعليم، بالإضافة إلى السياسة والإعلام والعمل الخيري، ودور هذه التطبيقات في تنشئة الجيل القادم من القادة القادرين على مواجهة التحديات.
وبحثت القمة، على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء، الأساليب التربوية الجديدة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإمكانات الإبداعية للطلاب والمعلمين، وضمان دمج العدالة والقيم الصحيحة في التقنيات التعليمية الناشئة.
وشارك في أعمال القمة أكثر من 150 متحدثا خبيرا من كافة أنحاء العالم، عرضوا أفكارهم في أكثر من 20 جلسة أساسية ومجموعة من الأنشطة التجريبية وأيضا جلسات تشاركية وعملية حول التعليم.
كما ناقشت القمة دور الذكاء الاصطناعي في رسم الشكل المستقبلي للفصول الدراسية، و"بناء الذكاء الاصطناعي الأخلاقي".
ومن المسارات التي ناقشها ذوو الخبرة "استقلالية النظم التعليمية على ضوء الذكاء الاصطناعي، وقوته العظمى المتصاعدة".
أما بالنسبة لمناهج التدريس أفردت القمة حيزا مهما لها، وعلى وجه الخصوص سبل دمج التكنولوجيا وإدارتها لإصلاح التعليم بهدف خلق بيئات تعليمية أكثر إنصافًا وشمولًا وفاعلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التعلیمیة فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
«قمة البيئة» تناقش دور الهجرة في استدامة النظم البيئية
أعلن المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر» الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، عن النسخة الرابعة من «القمة البيئية» التي ستقام في 24 فبراير الجاري تحت شعار «الهجرة وتأثيرها على النظام البيئي» لتسليط الضوء على الدور المركزي الذي تلعبه هجرة الحياة البرية في الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي وحماية جميع أنواع الطيور والحيوانات والأسماك من خطر الانقراض، وذلك بحضور ومشاركة معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغيير المناخي والبيئة.
وتتيح النقاشات حول الصور البيئية المؤثرة التي يستعرضها المهرجان خلال الفترة من 20 إلى 26 فبراير، الوقوف على التحديات التي تواجهها الكائنات الحية نتيجة تغير المناخ وتدمير مواطنها الطبيعية بسبب الأنشطة البشرية ما يؤثر سلباً على قدرتها في البقاء على قيد الحياة رغم مرونتها في التكيف واعتمادها على الهجرة لضمان عيشها.
وتجمع «القمة البيئية» الرابعة، المصورين والناشطين في مجال الحفاظ على الطبيعة والعلماء ومناصري قضايا البيئة وتلهمهم من أجل التعاون بهدف إيجاد حلول عملية تستهدف حماية الأنواع المهاجرة التي يعتمد بقاؤها على الهجرة والتغلب على التحديات المتنامية التي تواجهها بسبب تغير المناخ وتدمير الموائل الطبيعية والأثر السلبي للأنشطة البشرية على الطبيعة.
وأعربت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، عن سعادتها بالمشاركة المرتقبة في القمة البيئية في «اكسبوجر» مشيدة بالدور الكبير للمهرجان في جعل التصوير والفنون إحدى أهم الوسائل لإيجاد حلول للتحديات ومنها البيئة والطبيعة التي تعد مصدر إلهام للفنانين والمصورين حول العالم.
أخبار ذات صلةوقالت إن تنظيم معرض «اكسبوجر» لقمة بيئية يعد إضافة مميزة لجهود دولة الإمارات في رفع الوعي تجاه الكائنات الحية خاصة المعرضة لخطر الانقراض من أجل إكثارها والمحافظة عليها مع تسليط الضوء على الهجرة في استدامة النظم البيئية، موضحة أن حماية الطبيعة وتحقيق التوازن البيئي مهمة تقع على عاتق الجميع، وأن «اكسبوجر» يمثل منصة مهمة لدفع الجهود بهذا الاتجاه وبما يسهم في رفع الوعي البيئي وخلق مستقبل مستدام وسط الطبيعة الأم وبيئتها المتوازنة.
من جانبه قال طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، إن دور التصوير الفوتوغرافي والسينمائي لا يقتصر على التوثيق وحسب بل يسهم بشكل مباشر في رفع الوعي وإحداث تأثير إيجابي مستدام، مؤكداً أهمية السرد البصري ودوره المركزي في تسليط الضوء على التحديات البيئية وتحفيز الحوار الهادف الذي يؤدي لاتخاذ خطوات عملية وفورية، داعياً الناشطين البيئيين والعلماء والمصورين والمخرجين والجمهور إلى المشاركة في هذا الحوار العالمي والإسهام في صناعة التغيير المطلوب.
ويتضمن برنامج «القمة البيئية» ثلاثة خطابات وعروض تقديمية تستكشف الهجرة عبر نظم بيئية متنوعة منها «الحياة العالمية للطيور الساحلية» و«إنقاذ الفراشات الملكية» التي انخفضت بنسبة 90% خلال الـ30 عاماً الماضية، و«الصورة الكبيرة: التداعيات البيئية للهجرات البحرية».
ويقدم «اكسبوجر» 2025 الفرصة للتواصل مع صنّاع التغيير العالميين الذين يتصدرون جهود الحفاظ على البيئة وتشكل «القمة البيئية» منصة تفاعلية للحوارات الهادفة والنقاشات الملهمة والتعاون الجاد لإيجاد حلول عملية لحماية النظم البيئية على كوكب الأرض.
المصدر: وام