الإسلاميون.. نقطة تميز قطر الفريدة في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
اعتبر كمران بخاري الأكاديمي المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية لمنطقة أوراسيا (مكونة من دول بقارتي أوروبا وآسيا)، أن دولة قطر دولة فريدة من نوعها في الشرق الأوسط، والعالم والإسلامي ويمنحها مكانة معينة لا غنى عنها بين القوى الكبرى.
وذكر بخاري في تحليل نشره موقع جيوبوليتيكال فيوتشرز أنه على الرغم من صغر حجم قطر وقلة عدد سكانها، إلا أنها تزخر بموارد الطاقة، وتحتل المرتبة الأولى بين أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم.
كما أن قطر حليف وثيق للولايات المتحدة، لكنها في المقابل تحافظ على علاقات مع حركات إسلامية، تصنفها أمريكا منظمات إرهابية كما شنت بعض من هذه الحركات حروبا طويلة مع أمريكا وإسرائيل.
وذكر بخاري أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة (الديمقراطية والجمهورية) جنت مكاسب وخدمات دبلوماسية متعددة من وراء علاقات قطر مع هذه الجماعات.
في 28 نوفمبر/تشرين ثان، التقى مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد بارنيا برئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة.
وكان هذا اللقاء هو الثاني من نوعه خلال ثلاثة أسابيع، وجرى اللقاء هذه المرة لمناقشة سبل البناء على نجاح وقف إطلاق النار الحالي.
وبعد الاجتماع تم بالفعل تمديد وقف القتال لمدة أربعة أيام لمدة يومين، وتفيد التقارير أن إسرائيل وحماس تناقشان نتائج المشاورات التي عقدت في 28 نوفمبر/ تشرين ثان (والذي جاء بحضور مصري أيضا).
وهكذا برزت قطر كمحاور حاسم في الجهود الرامية إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين جلبتهم حماس إلى قطاع بعد هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.
وبينما من غير المرجح أن تؤدي هذه المحادثات إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار نظراً لحاجة إسرائيل المعلنة لتفكيك حكومة حماس (وهو الهدف الذي تدعمه الولايات المتحدة ما دام أنه لا يؤدي إلى سقوط أعداد أكبر من الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين).
كما أنه من غير المرجح أن يؤدي تجدد الهجوم العسكري إلى القضاء على حماس بالكامل.
وفي ثم، فيمكن لقطر أن تلعب دوراً مهماً في جلب حماس إلى طاولة المفاوضات، حيث سيتم تسوية الوضع في غزة بعد الصراع، وهذا النوع من جهود الوساطة هو قلب السياسة الخارجية القطرية.
وترى الحكومة في الدوحة أن العديد من الجماعات والحركات الإسلامية هي حقائق لا يمكن القضاء عليها عسكرياً، وبالتالي يجب إدارة وجودها.
اقرأ أيضاً
قطر وحماس والاحتلال يعلنون تمديد هدنة غزة ليوم واحد
وهناك أيضًا عنصر استراتيجي في سلوكها. وتعتقد الدوحة أن التعامل مع الإسلاميين يمكن أن يساعد في نهاية المطاف على إدخالهم في التيار الرئيسي، وسيكون لذلك فوائد جيوسياسية مهمة.
هدنة غزة ليست الأولي
لكن هذه ليست المرة الأولى التي تلعب فيها الدوحة هذا الدور، فقد ساعدت قطر في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حروب سابقة في غزة وعملت على مر السنين مع إسرائيل لتقديم المساعدة المالية إلى الأراضي الفلسطينية.
والجدير بالذكر أن قطر ليس لديها علاقات رسمية مع إسرائيل؛ فقد أقامت علاقات تجارية في عام 1996 لكنها أنهتها في عام 2009 بعد الحرب الأولى بين إسرائيل وحماس.
وتتمتع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى بعلاقات أوثق بكثير مع إسرائيل، ففي عام 2020، قامت الإمارات العربية المتحدة والبحرين بتطبيع العلاقات مع إسرائيل كجزء من اتفاقيات إبراهيم.
وفي الآونة الأخيرة، تم الإعلان عن وجود مفاوضات متقدمة بين السعودية وإسرائيل لتطبيع العلاقات الدبلوماسية، وهي مساع ربما نسفها هجوم طوفان الأقصى وما تبعه من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة خلف عشرات الآلاف من الشهداء.
وذكر بخاري أن علاقات قطر مع الإسلاميين تميزها عن بقية أعضاء مجلس التعاون الخليجي.
وبصرف النظر عن حماس، تتمتع الدوحة بعلاقات وثيقة مع فروع جماعة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء المنطقة، والجماعات المتمردة السورية، والفصائل الإسلامية في ليبيا، كما لديها علاقات أيضا حركة طالبان الأفغانية.
وقد وضعت هذه العلاقات البلاد على خلاف مع السعودية والإمارات، وكلاهما يعارض بشدة الجماعات الإسلامية.
وأجبرت الخلافات حول هذه القضية بالذات السعودية والإمارات ومصر والبحرين على حصار قطر في عام 2017، وهي الأزمة التي انتهت في أوائل عام 2021 بفضل جهود الوساطة الكويتية والأمريكية.
وبينما تميل الدول التي لها علاقات وثيقة مع الجماعات الإسلامية إلى إقامة علاقات معقدة مع الولايات المتحدة (مثل باكستان على سبيل المثال). لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لقطر.
ويبدو أن واشنطن شجعت الدوحة على الحفاظ على هذه العلاقات كوسيلة للتعامل مع الإسلاميين.
إنها ليست علامة على البراجماتية بقدر ما هي علامة على الثقة، إذ تستضيف قطر قاعدة العديد الجوية، أكبر قاعدة جوية عسكرية لأمريكا في المنطقة ومقر القيادة المركزية الأمريكية العسكرية.
اقرأ أيضاً
ضغوط مصرية قطرية لتمديد هدنة غزة يومين إضافيين
المصدر | كمران بخاري/
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: قطر الإسلاميون وساطة قطر الحرب الإسرائيلية على غزة الهدنة في غزة مع إسرائیل فی عام
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي فلسطيني: ترامب يسعى لتغيير حدود إسرائيل خارج اتفاقيات 1948
أكد المحلل السياسي الفلسطيني، المستشار طه الخطيب، أن الولايات المتحدة الأمريكية والمؤسسات الأمريكية هي من تقود العالم وتقرر من يحكم في إسرائيل.
وأشار الخطيب خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “حضرة المواطن” المذاع عبر قناة “الحدث اليوم”، إلى أن المندوب الأمريكي، الذي سيكون له دور كبير في توجيه الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، سيواصل التأثير بشكل كبير في العاصمة الإسرائيلية تل أبيب.
وفي حديثه عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أضاف الخطيب أنه على الرغم من مرور أربع سنوات على حكمه، كان قد أعلن في وقت سابق أن إسرائيل تعد دولة ذات مساحة صغيرة في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن ترامب قد عاد إلى الساحة مجددًا بتصريحات درامية، مشيرًا إلى أنه يستخدم قلمه الرائع لتوقيع القرارات، مبررًا ذلك بتشبيه إسرائيل بالذكاء والعلماء، بينما شبه مكتبه في واشنطن بمنطقة الشرق الأوسط كمعادلة خاسرة.
وحذر الخطيب من أن ترامب يسعى لتغيير بعض الحدود الخاصة بالدولة الإسرائيلية خارج إطار اتفاقيات الهدنة الموقعة عام 1948.
وأوضح أن هذا التغيير سيشمل مناطق محددة في شمال الضفة الغربية، وبالتحديد في الجنوب الشرقي من لبنان والجنوب الغربي من سوريا، بما في ذلك منطقة جبل الشيخ.