المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية لـ«الاتحاد»: الإمارات نموذج قيادي في مجال «العمل المناخي»
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
وائل بدران (دبي)
أخبار ذات صلة مركز «التكنولوجيا والابتكار» في «COP28».. منصة إماراتية للإبداع مغامران من المغرب إلى الإمارات على دراجة شمسية مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملةأكد ساميويل وربيرغ، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن الإمارات تقدم مثالاً قيادياً في مجال العمل المناخي، وهذا واضح من خلال جهودها المستمرة والملموسة، مشيراً إلى أن استضافة الإمارات لمؤتمرات مناخية مهمة، تظهر التزاماً قوياً بمكافحة التأثيرات السلبية للوقود الأحفوري وتعزيز جهود التخفيف من تغير المناخ.
وذكر أنه فيما يخص التعاون بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة، يمكن القول إن العلاقات الثنائية بين البلدين قد شهدت تطوراً ملحوظاً في مجال الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المستدامة، وهذا التعاون يمثل نموذجاً للشراكات العالية الجودة التي تدعم الانتقال إلى الطاقة النظيفة، ويسهم في خلق فرص اقتصادية وتقليل تأثيرات التغير المناخي.
وقال وربيرغ: إن الإمارات والولايات المتحدة عملتا معاً تحت رؤية مشتركة لتسريع الاستثمار في التقنيات النظيفة الجديدة في كلا البلدين وحول العالم، وهو ما يسهم في ضمان أمن الطاقة النظيفة للأجيال القادمة، ويُعد هذا التعاون خطوة مهمة نحو تحقيق الهدف العالمي للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
وتابع: مشاريع الإمارات الاستراتيجية في مجال الطاقة النظيفة تسهم بشكل فعال في هذا الهدف، ومن المتوقع أن يتم تسليط الضوء على هذه المشاريع خلال المؤتمر، لافتاً إلى أن الشراكة الاستراتيجية التي تم توقيعها بين الإمارات والولايات المتحدة لاستثمار 100 مليار دولار لتنفيذ مشروعات طاقة نظيفة بقدرة 100 جيجاواط في الإمارات والولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم بحلول عام 2035، تعتبر خطوة كبيرة نحو تعزيز أمن الطاقة ودعم التكنولوجيا النظيفة.
ولفت إلى أنه من الأمثلة البارزة على هذا التعاون، استثمار شركة مصدر الإماراتية في مشاريع الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، والذي يشمل امتلاك حصة في محفظة من مشاريع الطاقة النظيفة بقدرة 1.6 جيجاواط، وهذه المشاريع تشمل مزارع رياح ومشاريع طاقة شمسية وتخزين بطاريات، وهو ما يسهم في خلق وظائف في قطاع الطاقة النظيفة بالولايات المتحدة، ويدعم جهود الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ونوّه وربيرغ، في حواره مع «الاتحاد» على هامش فاعليات COP28، تعمل الإمارات والولايات المتحدة معاً على مبادرات مثل «بعثة الابتكار الزراعي من أجل المناخ (AIM for Climate)، وهي مبادرة مشتركة تضم أكثر من 500 شريك، بما في ذلك 50 دولة، وتهدف إلى تعزيز الأساليب المستدامة لإنتاج الغذاء».
وقال وربيرغ: إن الجهود المشتركة بين الإمارات والولايات المتحدة تبرز كنموذج للتعاون الدولي في مجال الطاقة النظيفة والابتكار، وتلعب دوراً حاسماً في تسريع الانتقال إلى اقتصاد عالمي منخفض الكربون، وهذه الشراكة ليست فقط مفيدة للبلدين، بل تسهم في تعزيز الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وشدد على أن تحقيق الالتزامات المناخية والوصول إلى أهداف الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية وتسريع خفض الانبعاثات يتطلب مواجهة تحديات معقدة ومتعددة الأبعاد.
واعتبر أن تعزيز التعاون الدولي يمثل تحدياً رئيساً، حيث أن التنسيق الفعّال بين الدول ضروري لتحقيق الأهداف العالمية، فعلى سبيل المثال، الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة، والتي تركز على حلول الطاقة المتجددة والتكنولوجيات النظيفة، تعتبر خطوة إيجابية، لكنها تحتاج إلى توسيع نطاق التعاون ليشمل المزيد من الدول والأطراف الفاعلة.
وأضاف: يبرز تحدي تنويع مصادر الطاقة كعامل حاسم في الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري وتبني الطاقة المتجددة، ويستلزم هذا جهودًا كبيرة في مجال الاستثمار والتطوير التكنولوجي لإنشاء بنى تحتية تدعم الطاقة المتجددة وتحقيق أمن الطاقة المستدام.
وذكر أن التحدي الرئيس الآخر هو الابتكار وتطوير التكنولوجيا، إذ أن تسريع تطوير التكنولوجيات الجديدة للطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة يعد أساسياً لتحقيق التحول الطاقي الضروري، ويتطلب هذا تحفيز الابتكار والاستثمار في البحث والتطوير.
وقال: من المهم التأكيد على أن هذه التحديات تتطلب نهجاً شمولياً ومتكاملاً يشمل السياسات الحكومية، الاستثمارات الخاصة، والتعاون الدولي، بينما تتخذ الإمارات والولايات المتحدة خطوات مهمة نحو هذه الأهداف، يظل الحاجة إلى تضافر الجهود على المستوى العالمي أمراً حاسماً لتحقيق التقدم المنشود في مجال المناخ.
وأفاد وربيرغ بأنه في إطار مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28)، تسعى الولايات المتحدة إلى تعميق التعاون مع دولة الإمارات والأطراف الأخرى لتعزيز الجهود المبذولة في مكافحة تغير المناخ، وهذا التعاون يرتكز على تحقيق تقدم ملموس في عدة مجالات رئيسية، منها تسريع وتيرة خفض الانبعاثات الكربونية للحد من الاحتباس الحراري وصولاً إلى الهدف المنشود وهو عدم تجاوز ارتفاع درجة حرارة الكوكب عن 1.5 درجة مئوية. إلى جانب ذلك، قال وربيرغ: تشمل الخطط تعزيز القدرات على التكيف مع التغيرات المناخية، خصوصاً في الدول النامية والمناطق الأكثر تضرراً، مع التركيز على تطوير وتطبيق سياسات وبرامج فعالة في هذا المجال، كما يحتل التمويل المناخي مرتبة مهمة في أجندة الولايات المتحدة، حيث تهدف إلى تسهيل توفير التمويل اللازم للمبادرات المناخية، ودعم التقنيات النظيفة والابتكارات في هذا المجال.
وذكر أن الولايات المتحدة تسلط الضوء على أهمية معالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن التغير المناخي، وتعزيز التعاون الدولي في هذا السياق، لضمان تحقيق تقدم ملموس وفعال في مسار العمل المناخي العالمي، وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع الإمارات والأطراف الأخرى لتحقيق هذه الأهداف، مدفوعة بالتزام قوي تجاه مستقبل الطاقة النظيفة والأمن المناخي على المستوى العالمي.
وفي ضوء ما قد يتمخض عنه مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28)، قال: يمكن النظر إلى قدرة المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة ودولة الإمارات، على تطوير استراتيجية شاملة وملزمة لمكافحة تغير المناخ بفعالية من خلال عدة زوايا.
وشدد ساميويل وربيرغ، على أن الجهود المتضافرة والتزام الدول المختلفة تشير إلى وجود إرادة سياسية متزايدة لمواجهة التحديات المناخية، وهذا التعاون الدولي يُعد ركيزة أساسية لتحقيق تقدم ملموس في مجال العمل المناخي.
وأضاف: يُسلط التركيز المتزايد على الابتكار التكنولوجي وتطوير الطاقة النظيفة الضوء على الدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه الحلول التقنية في تسريع وتيرة الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، فالاستثمارات الكبيرة في هذا القطاع، بما في ذلك الشراكات بين الدول المتقدمة والنامية، تعتبر مؤشراً إيجابياً على الطريق نحو تحقيق أهداف المناخ.
ونوّه إلى أن هناك تركيز دولي على أهمية تمويل المناخ وتوفير الدعم اللازم للدول الأكثر تضررًا من تغير المناخ.
وقال وربيرغ لـ«الاتحاد»: يبقى التحدي الأكبر هو ترجمة الالتزامات والوعود إلى إجراءات فعلية ومستدامة. الحاجة ماسة إلى آليات تنفيذ قوية وشفافة تضمن تحقيق الأهداف المناخية بشكل فعال ومنصف.
وأضاف وربيرغ في ختام الحوار: يمكن القول إن مؤتمر COP28 والمؤتمرات السابقة تضع الأساس لاستراتيجية عالمية أكثر شمولية لمكافحة تغير المناخ، لكن الجهد المستمر والتعاون الدولي سيظلان حاسمين لتحقيق التأثير المنشود على المدى الطويل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات التغير المناخي المناخ تغير المناخ مؤتمر المناخ مؤتمر المناخ العالمي وزارة الخارجية الأميركية الإمارات والولایات المتحدة الولایات المتحدة الطاقة المتجددة الطاقة النظیفة التعاون الدولی العمل المناخی بین الإمارات هذا التعاون تغیر المناخ تقدم ملموس بما فی ذلک فی مجال الحد من فی هذا إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة تعقد لقاءًا مع شبكة العمل المناخي على هامش cop29
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة لقاءا مع شبكة العمل المناخي العالمي CAN، باعتبارها اكبر ائتلاف لمنظمات المجتمع المدني المعنية بالمناخ، لبحث آليات دعم القيادة المشتركة لمصر في تسيير مفاوضات الهدف الجديد لتمويل المناخ بما يحقق توازنا بين مختلف الأطراف ويراعي متطلبات الدول النامية، وذلك على هامش مشاركتها ضمن الوفد الرسمي برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المشارك نيابة عن فخامة رئيس الجمهورية، في الشق الرئاسي لمؤتمر المناخ COP29 بباكو بأذربيجان، والذي تنطلق فعالياته بدءا من من 11 إلى 22 نوفمبر 2024، تحت شعار "الاستثمار في كوكب صالح للعيش للجميع".
رئيس اتحاد المستثمرات العرب: إقامة أول مدينة صناعية صديقة البيئة مدبولى: مصر تتبني نهجًا وطنيًا يهدف للتحول إلى التنمية المُتوافقة مع البيئةأعربت وزيرة البيئة عن تقديرها لدور الشبكة في دفع العملية المناخية والتركيز على العدالة المناخية ودعم متطلبات الدول النامية، خاصة في المرحلة الحرجة التي يشهدها العالم بسبب الظروف السياسية الجغرافية وتزايد أزمات المناخ وآثارها على العالم دون تفرقة، مشيرة إلى أنها ونظيرها الاسترالي حرصا منذ بدء القيادة المشتركة لتسيير مفاوضات الهدف الجمعي الجديد لتمويل المناخ، للاستماع إلى مختلف الأطراف وشواغلهم خاصة مع تباين الاراء بين العالمين الشمالي والجنوبي، ليتم تسليم نتائج المشاورات لرئاسة المؤتمر خلال الاسبوع المقبل.
واشارت وزيرة البيئة إلى عدد من النقاط التي يمكن للشبكة أن تقدم فيها الدعم للعمل المناخي، ومنها ضمان تنفيذ اتفاق باريس خاصة فيما يتعلق بالتزام الدول المتقدمة بتوفير التمويل للدول النامية بحيث تستطيع الوفاء بإلتزاماتها، وتحقيق أهداف الوصول والشفافية والإبلاغ، وخاصة اتاحة فرص وصول الدول للتمويل، فرغم العمل على توفير هدف ١٠٠ مليار دولار كتمويل سابق إلا أن الدول ليس لديها قدرة الوصول اليها، نتيجة البيروقراطية التي تواجه تمويل التحديات البيئية بشكل عام، ودعم ضرورة تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية والتزامات اتفاق باريس خاصة في الدول متوسطة الاقتصاد.
واوضحت وزيرة البيئة أن مصر حريصة على القيام بدورها الدولي في عملية المناخ، والتي عززتها بالعديد من الإجراءات الوطنية لتقديم نموذج حقيقي، فقد أخذت مصر على عاتقها خلال قيادتها للعمل العالمي باستضافتها مؤتمر المناخ COP27، ان تحقق مزيد من الخطوات الوطنية في اجندة المناخ مع الوضع في الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، وتغيير الحوار حول المناخ باعتباره الطريقة الوحيدة للتقدم في العمل المناخي على المستوى الوطني.
واضافت وزيرة البيئة أن الحوار العالمي حول العمل المناخي يحتاج لتغيير بايجاد ارض مشتركة بين مختلف الأطراف لتنفيذ باتفاق باريس، وتطوير الأهداف بما يتناسب مع احتياجات الدول النامية، وإيجاد مزيد من الموارد، وإيجاد آليات تمويلية اكثر يسرا قد تعتمد على التمويل المختلط وتقليل الاعتماد على القروض بفائدة كبيرة بما يشكل عبئا على الدول النامية.
وشددت د. ياسمين فؤاد على ان مصر تحترم مختلف الرؤى وتحرص على تحقيق مصداقية العمل متعدد الأطراف من خلال إنجاز الهدف الجديد للتمويل، مع تسليط الضوء على احتياجات الدول النامية وتحقيق التوازن بين نظام العمل متعدد الأطراف، مشيرة إلى ان مصر خلال رحلتها في العمل متعدد الأطراف بدأت تلعب دورا قياديا اكبر في القضايا البيئية العالمية، تحرص من خلاله على مفهوم بناء الثقة، وهذا ما تؤكد عليه مصر كجزء من العمل متعدد الأطراف، وانعكس ايضا خلال قيادتها تيسير مفاوضات تمويل المناخ باعتبارها جزء من المجموعة الأفريقية وG77، وتضع جهودها الوطنية كنقطة انطلاق وتقديم نماذج للدول الاخري، ومراعاة تحقيق التوازن بين متطلبات مختلف الدول.
ومن جانبهم، أعرب ممثلو الشبكة التي تضم آلاف من منظمات المجتمع المدني حول العالم، عن تقديرهم لدور مصر خلال القيادة المشتركة مع إستراليا لمفاوضات الهدف الجمعي الجديد لتمويل المناخ، وتطلعهم لحشد جهودهم لدعم القيادة في الوصول للهدف المنشود خاصة هدف تحقيق جودة التمويل، وتقديم سبل الدعم المختلفة لتحقيق العدالة المناخية من خلال تسليط الضوء على احتياجات الدول النامية وتشكيل ورقة ضغط على الشمال العالمي .
وأشاروا إلى اهتمامهم بتسليط الضوء على تعزيز الاستثمار وضرورة وضع متطلبات الدول النامية في الاعتبار في تنفيذ اتفاق باريس مع بناء القدرات لادارته، وتعزيز تنفيذ اتفاق باريس الذي يوفر مختلف القواعد التي تمهد الوصول لهدف التمويل ومنها مادة ٩، كما أعربوا عن دعمهم للعالم الجنوبي وتعزيز دور المجتمع المدني به ليلعب دورا مهما في العمل المناخي، وايضاً دعم دور مصر في تحقيق العدالة المناخية في الجنوب العالمي.