ده الحلم اللي كبرت وعشت عليه.. «كف البصر» يحرم مريم من الالتحاق بالسلك الدبلوماسي
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
«بكتب لكم الكلام ده وانا في عز احساسي بالحزن والإحباط ... بالتزامن مع امتحانات مسابقة الالتحاق بوظيفة ملحق دبلوماسي لوزارة الخارجية اللي برغم مطابقتي لشروطها إلا وأنني قد حرمت من أداءها فقط لكوني كفيفة»، بهذه الكلمات تروي مريم عادل كمال مسعود في صفحتها على مواقع التواصل الإجتماعي رحلتها لمحاولة الالتحاق بالسلك الدبلوماسي.
أخبار متعلقة
مصدر دبلوماسي: عبدالحميد شتا لم يتقدم لامتحانات «الخارجية»
تعرف على شروط ندب الملحقين في تعديلات «السلك الدبلوماسى» بعد إقراره من «الشيوخ»
سامح شكري: أعضاء السلك الدبلوماسي جنود الوطن المرابطون خارج الحدود
مريم الأولى على دفعتها في الثانوية العامة للمكفوفين لعام 2015، والتحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، لتتخرج بتقدير «جيد جدًا» مع مرتبة الشرف عام 2019 في العلوم السياسية، وهي الآن طالبة ماجستير بالقانون الدولي لحقوق الإنسان بالجامعة الأمريكية.
كان ترتيب مريم الخامس على دفعتها شعبة اللغة الإنجليزية، وقضت فصل دراسي كامل بالخارج بجامعة جنيف بسويسرا لدراسة القانون الدولي والتحكيم الدولى خلال دراستها للماجستير في الجامعة الأمريكية، كما قضت فصل دراسي آخر في جامعة ماربورج الألمانية خلال دراستها للبكالوريوس، وحصلت على تدريب داخل مقر لجنة الأمم المتحدة للقضاء على كافة أشكال العنف والتنمر ضد المرأة (سيداز).
شغلت مريم وظائف في عدد من المنظمات الحقوقية المعروفة وتدربت في الكونجرس الأمريكي لمدة أسبوعين وفي جامعة الدول العربية.
الخارجية: لا يجوز قبول الأوراق الخاصة بكم لعدم توافر اللياقة الصحية
تلك السيرة الذاتية الحافلة إلا أنها لم تشفع لـ «مريم» بدخول اختبارات وزارة الخارجية للالتحاق بالسلك الدبلوماسي، لما رأته إدارة الامتحان بأنه «عدم توافر اللياقة الصحية المتطلبة قانونًا لشغل الوظيفة».
ورغم تقديم مريم لأوراقها على المنصة الإلكترونية في شهر مايو الماضي، وتسديد الرسوم المطلوبة، إلا أنها فوجئت برسالة على بريدها الإلكتروني بتاريخ 15/6/2023، نصها الآتي: «نفيدكم بأنه لن يتسنى إرسال رقم جلوس لكم لعدم توافر اللياقة الصحية المتطلبة قانونًا لشغل الوظيفة، ومن ثم لا يجوز قبول الأوراق الخاصة بكم في مسابقة التعيين في وظيفة ملحق دبلوماسي المقرر انعقادها في الفترة من 9 إلى 12 يوليو 2023، وسيتم التواصل معكم لرد الرسوم الخاصة بالتسجيل للمسابقة».
نص البريد الإلكتروني المرسل من وزارة الخارجية لـ مريم عادل
كما لم تعط المنصة الإلكترونية الخاصة بالوزارة رقم جلوس للمتسابقة، وأوضحت مريم أن تلك ليست المرة الأولى التي تلمح فيها إدارة الامتحان في الخارجية برفضها دخول المتسابقة للأمتحان.
المنصة الإلكترونية لوزارة الخارجية الخاصة بـ مريم عادل خالية من رقم الجلوس
اعتذار الخارجية.. ومنع مريم من الدخول للامتحانات
تواصلت المصري اليوم مع «مريم»، للوقوف على ملابسات استبعادها، فقالت: «بعد تقديمي على المنصة الإلكترونية بيومين (شهر مايو) اتصل حد من ادارة امتحانات السلك الدبلوماسي، علشان يقولي انه مكلف بتبليغي، إنه مش هينفع ندخلك الامتحان، لاننا معندناش الإمكانيات اللوجيستية اللى تخلينا نقدر نمتحنك واحنا بنعتذر ومقدرين مجهودك».
وأوضحت مريم للمتصل أن بإمكانها تأدية الامتحان عبر الكتابة من خلال اللاب توب الشخصي وطباعة الورقة أو حال تعذر الأمر تخصص شخص للكتابة لها، لكنها تفضل الكتابة عبر اللاب توب، وذلك بحسب ما أوضحت مريم في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم».
«الشخص الكفيف بيستخدم البرامج الناطقة ويقرا ويكتب ويكشف النصوص اللي جوة الصور، وبيتحرك باستخدام جي بي اس (GPS)، وكل حاجة بنقدر عليها ولكن برغم كل ده لسه مصرين أنه مينفعش حد كفيف يتعين»، هكذا أكدت مريم قدرتها على تأديه مهامها الوظيفية.
وتساءل المسؤول من الخارجية عن قدرة مريم على أداء وظيفتها حال السفر، لتؤكد له أنها سافرت إلى دول عديدة مثل سويسرا وألمانيا وهولندا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية والأردن في أربع مناسبات «دون وجود مرافق وكنت بتحرك لوحدى» وفق ما ذكرت مريم لـ «المصري اليوم»
وأكدت مريم أن العلم والتكنولوجيا تطوروا، كما أن منعها من أداء الأمتحان يعد مخالفة قانونية، مشيرة إلى أن البند العاشر لإعلان شغل الوظيفة ينص على أن «اللياقة الطبية للمتقدمين تحدد بعد اجتيازهم للامتحانات التحريرية»، بواسطة «المجلس الطبي المتخصص».
وأكدت: «أنا محدش كشف عليا ولم استطيع الدخول للامتحانات التحريرية»، متسائلة مين اللى حكم أن كف بصري عائق طبي؟، وتكمل مريم قصتها قائلة: «قدمنا للوزارة تظلم بتاريخ ٢٥ يونيو بطلب إلغاء هذا القرار ولم يتم الرد».
وأوضحت مريم أن هناك نماذج عالمية أخرى لدبلوماسيين مكفوفين، وأوضحت أن دولة باكستان لديها تجربة في تولي دبلوماسية كفيفة «صايمة سليم»، وألقت كلمة في الأمم المتحدة وسط «فخر حكومة بلدها بيها واعتزازهم بقدرتها وانجازها رغم أي تحديات» بحسب ما قالت «مريم».
This was the first time a speech was read by ???????? by Counselor Ms. Saima Saleem in braille at the GA debate.
Pride of Pakistan ???????? ???????? #Kashmir #RoR @ForeignOfficePk @ImranKhanPTI @GovtofPakistan pic.twitter.com/NkqfWWgLWA
— Permanent Mission of Pakistan to UN، NY (@PakistanUN_NY) September 25، 2021
طعن المحامي.. طلبنا أن يتم تمكيني من أداء الامتحان وهذا مطلبي الوحيد
وتقدم محامي مريم، إسلام الضبع بطعن أمام محكمة القضاء الإداري، لوقف تنفيذ القرار السلبي بحرمانها من أداء الامتحان والسماح لها بدخول الامتحان في المواعيد المحددة إعمالا لمبدأ تكافؤ الفرص المنصوص عليها في الدستور والقانون المصري، وأكدت مريم «طلبنا أن يتم تمكيني من أداء الامتحان وهذا مطلبي الوحيد».
وأشارت مريم لـ «المصري اليوم» إلى أن الامتحانات تجري بالفعل، لافتة إلى أن أمامها سنة قادمة للالتحاق بالسلك الدبلوماسي، لأن الحد الأدنى للالتحاق بالخارجية يكون 27 عام.
حلم الصغر.. انا حد طموح، وعندي إصرار إني أحقق حاجه في حياتي
الالتحاق بالخارجية لم يكن وليد اللحظة، توضح مريم لـ«المصري اليوم» قائلة: «دا الحلم اللى كبرت عليه وعشت عليه ودرست في الكلية علشانه، أنا كنت الأولى على الثانوية العامة وحلمي إنى ادخل اقتصاد وعلوم سياسية واني أمثل مصر عبر التدرج في السلك الوظيفي في الخارجية المصرية».
وأضافت: «كنت متخوفة من نشر قصتي على مواقع التواصل الاجتماعي ومازال عندي تخوفات، لكن معنديش حاجه تانية اقدر أعملها أنا حد طموح، وعندي إصرار إني أحقق حاجه في حياتي».
وتابعت: «لو كل حالة تمييز أو إبعاد، سكتنا عليها مش هنغير حاجة، لكن أنا قاومت التخوفات وقررت أنشر قصتي».
مريم عادل كمال مسعود
أول تحرك برلماني وتقديم طلب إحاطة
وتقديم النائب د/ فريدي البياضي عضو مجلس النواب؛ ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي اليوم بطلب إحاطة موجهًا لرئيس الوزراء ووزير الخارجية بسبب منعها من التقدم لإختبارات وظيفة ملحق دبلوماسي لكونها كفيفة!
وأوضحت مريم أنه إلى جانب الدعم البرلمان فهناك دعم من الأصدقاء لكنها أكملت قائلة: «أنا في انتظار الدعم الحقيقي الذي يمكنه تغيير الواقع، عندي امل في قيادات وزارة الخارجية في تغيير موقفهم، لأنه قرار من إدارة الامتحانات وليس له سند قانوني»، مشيرة إلى أن قانون السلك الدبلوماسي لا يوجد فيه ما يمنع تولي شخص من ذوي الإعاقة للوظائف.
وأوضحت أن موقف الوزارة يتعارض مع توجهات الدولة المصرية ومبادرة «قادرون باختلاف»، و«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان» التي تبنتها الدولة في سبتمبر 2021، التي كانت من نتائجها المستهدفة المساواة للجميع.
وأضافت: «بنتظر الدعم من القضاء المصري لأن محكمة القضاء الإداري محكمة عريقة وقادرة على حماية حقوقنا كمصريين، ومنتظرة الدعم من فخامة الرئيس الجمهورية لأن البلد قادرة على تغيير الواقع».
واختتمت قائلة «أريد أن تكون الامتحانات هي المعيار الوحيد للحكم على كفائتي، وصلاحيتي للوظيفة من عدمها لا كف بصري، ولا آراء أي حد فيا»، حصلت على البكالوريوس وحاليًا طالبة ماجستير، ولدي 3 سنوات خبرة، وعملت في جهات مرموقة وأتحدث الإنجليزية بطلاقة ولدي مستوى متوسط في الفرنسية والألمانية وبالتالي تنطبق عليا كل الشروط.
وتواصلت «المصري اليوم» مع المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بشأن ملابسات الواقعة لكن لم يردنا رد حتى كتابة أخر سطور هذا التقرير.
الخارجية المصرية امتحانات الالتحاق بالسلك الدبلوماسي مريم عادل امتحانات السلك الدبلوماسي الالتحاق بالسلك الدبلوماسيالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين الخارجية المصرية وزارة الخارجیة المصری الیوم من أداء إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية المصري يتوجه إلى السودان
القاهرة (زمان التركية)ــ توجه وزير الخارجية بدر عبد العاطي، اليوم الأربعاء، إلى بورتسودان، لدعم العلاقات المصرية السودانية، ومناقشة آخر تطورات الأوضاع هناك.
وتأتي الزيارة في أعقاب الزيارات الوزارية الأخيرة بين البلدين، وتؤكد دعم مصر للسودان، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.
وأضاف البيان أن من المقرر أن يعقد عبد العاطي سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين السودانيين.
قبل أسبوعين، زار نظيره السوداني علي يوسف الشريف القاهرة.
وأكد الوزير المصري خلال زيارته دعم القاهرة للسودان وحرصها على الوقوف بجانب شقيقه في هذا الظرف الدقيق.
أدت الأزمة في السودان، التي اندلعت بسبب حرب وحشية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، إلى ما وصفته الأمم المتحدة بـ “أكبر أزمة نزوح في العالم”.
منذ أبريل 2023، قُتل عشرات الآلاف من السودانيين ونزح 12 مليونًا بسبب الحرب المستمرة بين الجانبين.
أصبحت مصر أكبر دولة مضيفة للاجئين السودانيين الفارين من الصراع في السودان.
لقد تركت هذه الحرب السودان يعاني من واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم ، حيث يواجه أكثر من 24.6 مليون شخص، أي حوالي نصف السكان، انعدام الأمن الغذائي الحاد.
Tags: بدر عبد العاطيمصر والسودان