لا أحد يفهم السودانيين أكثر من الجنوبيين .. واستبعادهم من الوساطة يعمق الخلافات
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة السودان عن لا أحد يفهم السودانيين أكثر من الجنوبيين واستبعادهم من الوساطة يعمق الخلافات، أكد الدكتور كاستيلو قرنق رينج، مستشار شئون الرئاسة بحكومة جنوب السودان، أنه لا أحد يفهم الشمال أكثر من الجنوبيين الذين يهمهم أن تنتهى الأزمة فى .،بحسب ما نشر النيلين، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات لا أحد يفهم السودانيين أكثر من الجنوبيين .
أكد الدكتور كاستيلو قرنق رينج، مستشار شئون الرئاسة بحكومة جنوب السودان، أنه لا أحد يفهم الشمال أكثر من الجنوبيين الذين يهمهم أن تنتهى الأزمة فى أسرع وقت، فى ظل المصالح المشتركة والمتداخلة، وعدم وجود موانع طبيعية تحول دون تمدد الحرب.
– الشعب السودانى كان معروفًا بطيبته وكرمه ومعظم سكان الخرطوم لم يعيشوا مآسى الحروب –
وأوضح المستشار الرئاسى، خلال حديثه إلى «الدستور»، أن إطالة أمد الحرب فى السودان ستؤدى إلى تغيير فى الشخصية السودانية، مع احتمال تحول السودان إلى دويلات متعددة وضعيفة.
■ بداية.. ما رؤية حكومة جنوب السودان لحل الأزمة فى السودان؟
– الأزمة السياسية فى السودان يمكن أن تُحل بنفس الطريقة التى تم بها حل الأزمة الأخيرة فى جنوب السودان، وهى أن تُوقف الحرب عن طريق وساطة، وفى حقيقة الأمر لا يوجد مَن يفهم مشكلة السودان أكثر من الرئيس سلفاكير ميارديت والجنوبيين، لأن قضايا السودان متداخلة كما يعلم الجميع، وليست لدى جوبا مصلحة خاصة غير المصالح المشتركة الواضحة والمعروفة، وهو ما يمكن أن يتم أيضًا بمشاركة العالم العربى والدول الإفريقية والمجتمع الدولى، لإرساء السلام فى جمهورية السودان.
ويمكن القول إن كل المحاولات التى يُراد بها استثناء جنوب السودان من الوساطة باءت بالفشل، فحتى بعض الدول العربية تربطها مصالح ذاتية مع هذا الطرف أو ذاك فى الحرب الدائرة فى السودان، لكن الرئيس سلفاكير تربطه علاقات مبنية على الثقة مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السودانى، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتى»، والطرفان يعلمان حقيقة حياد جنوب السودان، حتى الطفل يعى أن ما يضر السودان يضر الجنوب أيضًا.
■ فى رأيك.. ما مخاطر إطالة أمد الأزمة فى السودان؟
– الحروب الطويلة، بغض النظر عن الدول التى قامت فيها، تسهم فى تغيير طبيعة الشعوب، وتحولها من شعوب متفائلة إلى شعوب متشائمة وغير متكافلة.
والشعب السودانى كان معروفًا فى الشرق الأوسط وإفريقيا بطيبته وكرمه، ومعظم سكان الخرطوم لم يعيشوا مآسى الحروب التى قامت فى جنوب السودان ودارفور من قبل، لكنهم الآن يعرفون عنها بعد احتكاكهم المباشر، ولو كانوا قد عرفوا حقيقتها من قبل لما دامت الحرب ٢١ عامًا فى جنوب السودان.
ومن الأرجح أن إطالة أمد الحرب فى السودان ستغير من الشخصية السودانية، كما أن كل الذين هجروا الخرطوم، سواء إلى الريف أو إلى الخارج، لن يعودوا إليها بعد الحرب، لأن الخرطوم غدت مرتبطة بكل المآسى التى ارتُكبت، ومن خرج لن يتقبل بسهولة فكرة أن السلام قد عاد.
من الناحية السياسية، ستضعف الحكومة المركزية، ولن يكون من السهل الاحتفاظ بوحدة البلاد، ففى إقليم دارفور، الذى يطالب البعض بانفصاله، إذا انفصل فلن يكون هناك سلام، فمن يقتلون وينفذون التطهير العرقى فيه ضد «دار مساليت» مثلًا ليسوا من سكان السودان الشمالى، وكذلك فإن هناك ميلًا للانفصال فى شرق السودان وفى جنوب كردفان، أى أنه إذا لم يشد السودانيون من أزرهم ويوحدوا صفوفهم ويجدوا حلًا سريعًا لقضية الحرب فسيصبح السودان دويلات متعددة وضعيفة.
ويجب ملاحظة أن الحرب ستنتقل من دارفود وجنوب كردفان، لأنه لا توجد حواجز طبيعية تمنع تمددها إلى جنوب السودان عن طريق إشعال الفتن بين القبائل، فالقبائل العربية، التى تحارب الآن الحكومة فى الخرطوم كما يقال، هى نفس القبائل التى تعيش على طول الحدود مع جنوب السودان، وأحيانًا تقوم بينها وبين قبائل الجنوب خلافات على الماء والكلأ.
كذلك، ففى منطقة الساحل الإفريقى، حيث يزداد الجفاف ويمتد إلى مناطق كانت خضراء قبل فترة وجيزة، وحيث تفقد بحيرة تشاد ثلثى مياهها، فإن الجفاف ستنتج عنه محاولات هجرة من القبائل الرعوية من هذه المناطق فى اتجاه النيل والمناطق الخضراء فى إفريقيا، وبهذا تزداد المعارك اشتعالًا من أجل الموارد والماء والكلأ، كما أنها ستمتد جنوبًا إلى دول إفريقية مثل الكونغو وأوغندا وإفريقيا الوسطى، وسيتم تجييش كل هذه المجتمعات للدفاع عن نفسها.
لذا أُحذر من يظن أن المشكلة فى السودان ستظل سودانية بحتة، لهذا يريد الرئيس سلفاكير إيقاف الحرب الآن، وفى بداياتها؛ لأن من يشعلون نار الفتنة فى السودان لا يعرفون حقيقة عواقبها.
“الدستور”
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس جنوب السودان جنوب ا
إقرأ أيضاً:
حرب منسية في قلب أفريقيا| الأزمة الصامتة في الكاميرون.. العنف أودى بحياة 6000 شخص وشرّد مليونًا ودمر الاقتصاد المحلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لقد استمر الصراع الذي مزق مناطق شمال غرب وجنوب غرب الكاميرون، بين الأغلبية الناطقة بالفرنسية والأقلية الناطقة بالإنجليزية، لمدة ثمانى سنوات دون اهتمام دولى يذكر.
وقد أودى العنف، الذى نشأ عن المظالم التاريخية وعدم المساواة فى العصر الحديث، بحياة أكثر من ٦٠٠٠ شخص، وشرّد أكثر من مليون شخص، ودمر الاقتصاد المحلي.
تعود جذور هذا الصراع إلى الماضي الاستعماري للكاميرون. فبعد انتهاء الاحتلال الألمانى فى عام ١٩١٦، تم تقسيم الإقليم بين بريطانيا وفرنسا. وحصلت الكاميرون الفرنسية على استقلالها فى عام ١٩٦٠، وبعد عام واحد، انضمت المناطق الناطقة بالإنجليزية من خلال اتحاد يضمن حقوقها.
ومع ذلك، أدى استفتاء عام ١٩٧٢ إلى حل هذا الهيكل، مما أدى إلى تأجيج الاستياء بين الأقلية الناطقة بالإنجليزية.
أرواح ضائعة وأسر ممزقةلقد خلفت الحرب ندوبًا عميقة على الأسر من كلا الجانبين. فى باميندا، عاصمة الشمال الغربى الممزق بالصراع، تتقاسم امرأتان حكايات مروعة عن الخسارة. اضطر زوج مورين نغوم، كاليستوس نشي، إلى الانضمام إلى الانفصاليين تحت التهديد وقتلته القوات الحكومية لاحقًا. وفى الوقت نفسه، تنعى سونيتا كوم زوجها، نيلسون أفوه، الجندى الناطق بالفرنسية الذى توفى وهو يقاتل التمرد. تواجه كلتا المرأتين النضال اليومى لتربية أطفالهما فى عالم خالٍ من الأمن والأمل.
تتذكر كوم جسد زوجها الممزق، الذى قُتل أثناء الدفاع عن الحكومة، قائلة: "بالكاد تمكنت من التعرف على ساقيه فى التابوت". وعلى الرغم من حزنها، تعتقد أنه مات من أجل قضية عادلة، على الرغم من العبء المالى على أسرتها هائل.
صراع الهوية والسلطةتصاعدت التوترات فى عام ٢٠١٦ عندما فرضت الحكومة مدرسين ومحامين ناطقين بالفرنسية على المدارس والمحاكم الناطقة باللغة الإنجليزية.
ولقد قوبلت الاحتجاجات السلمية بقمع عسكري، مما أدى إلى ظهور حركة أمبازونيا الانفصالية، التى تسعى إلى استقلال المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية.
ويصف زعماء الانفصاليين، مثل "الجنرال ستون" و"القائد سترايكر"، تمردهم بأنه معركة من أجل البقاء. وهم يستشهدون بتهميش مجتمعاتهم والحرمان الاقتصادى والتفاوتات النظامية.
ويقول ستون، الذى تخلى عن الزراعة لقيادة ٧٨ مقاتلًا: "نحن نقاتل من أجل حقوقنا". وعلى الرغم من صعوبة الحياة فى الأدغال، إلا أنه يظل مصممًا. ويعلن: "ستكون أمبازونيا جنة".
استجابة عسكرية ودعوات للحوارمن ناحية أخرى، يرى جنود الحكومة، بما فى ذلك الناطقون باللغة الإنجليزية، أن مهمتهم هى مهمة الوحدة الوطنية. وأكد رقيب أول، تحدث دون الكشف عن هويته، على أهمية التعاون مع السكان المحليين لمحاربة الانفصاليين.
ويعترف قائلًا: "الحل المعقول الوحيد لهذا الصراع هو الحوار". ومع ذلك، يواجه الجنود والانفصاليون على حد سواء اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان، بما فى ذلك المذابح والقتل غير القانونى واستخدام التعذيب.
لقد ألحق كلا الجانبين أضرارًا جسيمة بالمدنيين. ففى مامفى العام الماضي، قتل المتمردون الناطقون باللغة الإنجليزية ٣٠ مدنيًا أعزلًا فى هجوم وحشي.
وعلى نحو مماثل، اعترفت القوات المسلحة التابعة للحكومة بتورطها فى مذبحة عام ٢٠٢٠ التى راح ضحيتها ٢١ قرويًا فى نغاربوه. ويعيش الناجون مثل ما شى مارغريت فى خوف دائم، ممزقين بين الإبلاغ عن الانفصاليين للجيش وخطر الانتقام.
الصرخة من أجل الفيدراليةيزعم الخبراء أن العودة إلى الفيدرالية فقط هى التى يمكن أن تعالج الأسباب الجذرية للصراع.
ويسلط سيمون مونزو، المسؤول السابق فى الأمم المتحدة والمدافع عن الفيدرالية، الضوء على قضيتين أساسيتين: التهميش المنهجى للمجتمعات الناطقة باللغة الإنجليزية والتركيز المفرط للسلطة فى ياوندي.
ويؤكد: "لا يمكن للدولة المركزية الموحدة ولا الانفصال معالجة هذه الأسباب الجذرية بشكل كافٍ".
فى مرمى النيرانيتحمل المدنيون وطأة العنف. فقد تم اقتلاع الأسر، وأغلقت المدارس، ودُمرت سبل العيش.
وفى بويا، أصبحت الطرق مليئة بالحفر - وهو رمز صارخ للإهمال فى المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية. وانضم العديد من الشباب، الذين يواجهون مستقبلًا قاتمًا، إلى الانفصاليين بدافع اليأس.
الناجون مثل فلورنس ديغا، التى أخذ الجنود ابنها فى عام ٢٠١٨، تُركوا مع أسئلة بلا إجابة. تقول، متمسكة بالأمل فى أنه ربما لا يزال على قيد الحياة: "إن ألم اختفائه لا يطاق".
ويكافح آخرون، مثل فرانكا أوجونغ، التى فقدت زوجها ومنزلها بسبب عنف المتمردين، لإعادة البناء وسط رماد حياتهم.
أمة فى يأسمع تركيز الاهتمام العالمى فى مكان آخر، تظل الكاميرون محاصرة فى طريق مسدود مميت. ارتكب الجانبان فظائع، ومع ذلك غض المجتمع الدولى الطرف إلى حد كبير.
يتفق الخبراء على أن الطريق إلى السلام يكمن فى الحوار الهادف والإصلاح البنيوي، إلا أن هذه الأمور لا تزال بعيدة المنال.
وفى الوقت الحالي، يتعين على الكاميرونيين مثل مارغريت وأوجونغ أن يتحملوا واقعًا يتسم بالخوف والخسارة وعدم اليقين.