المرأة البحرينية.. إنجازات مستمرة وطموح بلا حدود لتنمية شاملة
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
المرأة البحرينية... قرأت فعلمت.. تعلمت فأنجزت.. شاركت فأبدعت.
هذا ما أثبته تاريخنا الحديث، وما سجله بمداد من اعتزاز من منجزات حضارية للمرأة البحرينية في مختلف المجالات، المرأة التي واجهت بعزم وإصرار ما قابلتها من تحديات، فنجحت أيما نجاح، وصنعت لنفسها مكانة يشار إليها بالبنيان حتى حققت الصدارة في كثير من المجالات.
إن الاحتفاء بيوم المرأة البحرينية واختيار شعاره الرئيس (قرأت.. تعلمت.. شاركت.. المرأة في التنمية الشاملة) منذ انطلاق مبادرة تخصيص يوم للمرأة البحرينية في عام 2008 لهو أوضح دليل على الدعم الكبير الذي تحظى به من قبل قيادتنا الموقرة، وعلى رأسها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وبدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
كما لا يمكن إغفال الدور الحيوي والمهم الذي يقوم به المجلس الأعلى للمرأة في تمكين المرأة البحرينية في شتى القطاعات، وهو الصرح الوطني الذي تفضلت بتدشينه وقيادته صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم حفظها الله.
إننا وحين نتذكر جهود المرأة البحرينية ندرك جيدًا أنها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من المسيرة التنموية والحضارية الشاملة في مملكتنا الحبيبة، ما فعّل دورها في رسم ملامح حاضر مليء بالإنجازات ومستقبل واعد مشرق بالآمال والطموحات، تعبيرًا عن عزيمة بحرينية لا تعرف المستحيل تجعل من الإنسان عنوانها ورسالتها، عزيمة مستندة إلى إرث ثقافي واجتماعي ممتد عبر عقود كانت المرأة فيه عمادًا أساسيًا في شتى ميادين البذل والتضحية والعطاء، بشكل استطاعت معه أن تسهم بنصيب وافر في نهضة البحرين الحديثة، وفي محطات تاريخية مهمة لا تنساها الأجيال.
ونحن اليوم في الأول من ديسمبر، يوم المرأة البحرينية، تلك المبادرة الكريمة التي دشنتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، يحق لنا أن نفخر بكل ما تعلمته المرأة البحرينية وبكل ما حققته وأنجزته من مبادرات ومشاريع جعلت من المملكة محطا للأنظار والإعجاب، بكل ما شاركت فيه فأتقنته، بل وأبدعت وتميزت فيه..
ومن هذا المنبر، وكأول امرأة تتولى منصب الأمين العام للتظلمات، فإني لأشعر بالفخر بحجم الرعاية الكبيرة التي تحظى بها المرأة البحرينية على المستوى الرسمي، والتي تُرجمت بشكل واقعي وفعلي بحيث أصبحت منهجًا إداريًا مستمرًا، ارتكز على مبدأ تكافؤ الفرص، وهو ما اهتمت به الأمانة العامة للتظلمات أيضًا أسوةً بجميع وزارات ومؤسسات وهيئات المملكة، وفي هذا السياق شكلت الأمانة «لجنة تكافؤ الفرص» بهدف «إدماج احتياجات المرأة الموظفة في إطار تكافؤ الفرص في جميع مجالات العمل في الأمانة، والعمل على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الموظفين في الأمانة، وإبداء الرأي في القضايا المتعلقة بإدماج احتياجات المرأة الموظفة في بيئة العمل».
كل ذلك منبعه القناعة الكبيرة بقدرات المرأة اللامحدودة والثقة بإمكاناتها والرؤية الاستشرافية لما يمكن أن تحققه المرأة في خدمة وطنها ومجتمعها، فكانت مشاركتها فعالة، وعطاؤها متميزًا وإبداعها مشهودًا.
فتحيّة لكل امرأة بحرينية، تحمّلت مسؤولياتها بصبر وإصرار، وأخلصت لقيمها ومبادئها، وكانت مثالاً للعطاء المتواصل في أسرتها وعملها، وفي خدمة وطنها، هذا الوطن الذي قدّر عاليًا مكانتها وكرّمها بصور مختلفة، منها احتفالنا اليوم بمناسبة يوم المرأة البحرينية.
بقلم - غادة حميد الأمين العام للتظلمات بوزارة الداخلية
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا المرأة البحرینیة تکافؤ الفرص آل خلیفة
إقرأ أيضاً:
السودان واستغلال الفرص
تلاحقت المبادرات الإقليمية والدولية خلال الأيام الماضية للمشاركة في وضع تصور لإنهاء الحرب الأهلية في السودان.
ويبدو أن هذا الزخم الإقليمي، والدولي قد جاء عقب إشارة من حاكم العالم في البيت الأبيض الأمريكي فقد أعربت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان كبار مسؤوليها خاصة وزير الخارجية انتوى بلينكن عن رغبتها في وقف الحرب وإسعاف النازحين والمتضررين منها، وتعاقبت المواقف الدولية التى تبنت هذا الاتجاه حيث أعربت تركيا عن رغبتها في القيام بالوساطة بين السودان والإمارات من ناحية ولعب دور لإنهاء الأزمة بالداخل من ناحية أخرى كما ساندت العديد من الدول الأفريقية ضرورة وقف الحرب، والمشاركة في الجهود الساعية لذلك.
والتزمت دولة الإمارات العربية أمام جلسة مجلس الأمن التى عقدت نهاية الأسبوع الماضي لوقف دعمها العسكري لميليشيا الدعم السريع، وفي وصف بأنه تحرك محسوب لأمريكا، وينفذ أهدافها في السودان.
أعلنت عن تقديم 200 مليون دولار كمساعدات للسودان، وخصصت 30 مليون دولار منها لدعم المجتمع المدني، وهو ما يعني أن الإدارة الأمريكية لا تزال متمسكة بدعم مناصريها من التيارات السياسية التى تتبني التدخل الأمريكي والغربى في البلاد، وتتخذ موقفًا معاديًا للحكومة الشرعية، ومجلس السيادة بزعامة عبد الفتاح البرهان، كما يعتبر قادة المجتمع المدني أنفسهم أصحاب الثورة، ومن ثم رفض مشاركة أي تيارات أخرى في إدارة العملية الانتقالية، أو رسم مستقبل السودان.
أمريكا إذن تريد وقف الحرب بالسودان مع استبعاد الجيش، والشكل العسكري للدعم السريع وتسليم السلطة والقرار لمجموعات تقدم التي يقودها عبد الله حمدوك وآخرون ينتسبون إلى المجتمع المدني وتأتي الرغبة الأمريكية في إنهاء الحرب بغرض تبريد المناطق الساخنة في العالم قبل القيام بحرب شاملة ضد روسيا وهو ما كشف عنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الذي قال نهاية الأسبوع الماضي إن الغرب يحضر لهجوم شامل على بلاده.
وانطلاقًا من هذا الأمر قامت أمريكا وحلفاؤها بإنهاء الوجودين الروسي والإيراني من سوريا حتى يصبح استهداف إيران مع روسيا دون أي مشاكل سياسية، أو عسكرية في المنطقة كما أن إنهاء الحرب في السودان بالطريقة الأمريكية التي خططت لها إدارة جو بايدن تمثل انتصارًا كبيرًا لتلك الإدارة لأنها تضمن طرد روسيا من السودان ووضع ممثليها على رأس السلطة في هي مرحلة إحلال وتجديد تقوم بها أمريكا الآن بالسودان وسوريا وفلسطين ويتوقع المراقبون أن تحاول أمريكا وإسرائيل تغيير النظام في إيران بعد تدمير قدراتها النووية والإستراتيجية.
السودان إذن أمام فرصة دولية لأنهاء الحرب يمكن أن يكسبها إذا ما توحدت الإرادتان الشعبية والسياسية مع الإرادة العسكرية في إنهاء هذه الأزمة غير المسبوقة مع الاحتفاظ بوحدته واستقلاله وإزاحة الفرص من أمام العملاء لتولي الحكم في البلاد والحقيقي أن إلقاء كميات من الدولارات الأمريكية في الشارع السوداني يمكن الاستفادة منها بعملية فرز أخيرة تفصل بين أولئك القابلين على حب السودان واستقلاله ووحدة أراضيه وبين اللاهثين خلف الدولار والذين يستبيحون بيع الوطن قطعة قطعة.