مالكة مطعم «بنت الديرة» في حوار مع «الأيام»: أحببت الطبخ.. وبدأت مشروعي بـ7 دنانير وبتوابل مطبخ عمّتي
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
لا يمضي المرء نحو نجاحاته منفردًا، فمهما امتلك من استعدادات ذاتية ومواهب، إلا أنها لا تظهر إلا بفضل الآخرين الذين يحيطون به، وليس بالضرورة أن يكون الوسط الاجتماعي للمرء مُيسَّرًا دائمًا، بل قد تكون العلاقة بين الفرد والوسط الذي يَخبَرُه كعلاقة النبال بالقوس - وقت يأخذه كل شيء نحو الوراء ويُثبّطُ من عزمه، ودون أن يدرك، فهو يخلقُ فيه القوة الدافعة نحو الأمام - وكما يقول علي الوردي في كتابه عن أسرار الشخصية الناجحة: «من النادر أن نجد شخصًا وضع في بداية حياته خطة دقيقة للعمل، فسار عليها خطوةً خطوةً ثم نال النجاح.
في يوم المرأة البحرينية الذي يصادف الحادي من ديسمبر لكل عام، قررت «الأيام» أن تجري هذا الحوار مع آيات يوسف (مالكة فروع مطعم بنت الديرة) وتسليط الضوء على حكاياتها.
أحب أن أبدأ من الطفولة والبيئة الأولى، ما الذي يمكن أن تحدّثينا عنها؟
جئت لهذه الحياة مع أختٍ توأم تسبقني إلى نحيب الخروج من الرَّحم بثلاث دقائق، ولذلك كنتُ أضع على كاهلها مسؤولية التجارب الجديدة.
فأنا آخر الأخوات والأخوة المولودين وسط عائلة تحب الاجتماع. لم تكن أمي متعلمةً، فهي لا تجيد القراءة ولا الكتابة، ولكنها كانت حريصةً على أن نتعلم ونكمل الدراسة. بوصفي الأخت الصغرى لم تعلمني أمي الطبخ، الذي لم تجده من مسؤولياتي، فلم يكن مهمًّا بالنسبة لها أن أطبخ بقدر ما كان مهمًّا أن أدرس.
كيف اكتشفتِ موهبتكِ في الطبخ، ومتى؟
علاقتي بالطبخ ارتبطت بزواجي، كنت حينها في السابعة عشر من عمري، ولم أكمل بعد دراستي الثانوية. كوني متزوجة يعني أن الطبخ - وفقًا للتصنيف المتعارف عليه للمهام بين الزوجين - من مسؤولياتي، وقد تعلمته على يد عمّتي «أم زوجي» التي عاملتي كابنةٍ لها، أدركتُ موهبتي هناك وسط عائلة زوجي ومع أمّ زوجي تحديدًا.
ندركُ تمامًا صعوبة البدايات، والكفاح الذي يتطلبه الأمر، كيف كانت بداية التفكير في مشروع المطعم ومن أين بدأتِ؟
بدأتُ من المنزل في العام 2011م، وافتتحت أو مطعم لي في عام 2012م. أذكر أول طبخة طلبها مني زبون، كانت «كبسة سمك الهامور» فتحت المحفظة، فلم أجد فيها إلا 7 دنانير، بهذه الـ7 دنانير وبالتوابل المتوفرة في مطبخ عمّتي بدأتُ. ذهبت إلى السوق أحمل المبلغ الوحيد الذي أملك. اشتريت به السمكة. ثم وجدت الـ7 دنانير تتضاعف إلى 15 دينارًا في المساء. آمنت أن هذا المبلغ والعمل سيصبح شيئًا ما في أحد الأيام.
لقد جئت من عائلة فقيرة قليلة التعليم، وكذلك زوجي، الذي اضطر لترك الدراسة لإعانة أمه الأرملة، ولم يكمل الإعدادية، إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يكون زوجًا ناجحًا، وسندًا لي في جميع خطواتي، فلولاه ما توصلت للذي أنا عليه اليوم. أذكر حكايةً بيننا لم أدرك تفاصيلها إلا بعد زمن: «اتصل بي في أول أيام افتتاحي للمطعم، وأخبرني أن أصدقاءَه طلبوا شراء عشرة صحون، وهي كمية كبيرة قياسًا ببدايتي. كنتُ سعيدًة بما حققته، وبالمبلغ الذي حصلت عليه. لم أدرك أن زوجي كان يشتري تلك الصحون من جيبه الخاص ليرسم البهجة على وجهي، وليخبر أصدقاءه أن لزوجته مطبخًا تصنع فيه طعامًا لذيذًا. تكرّر فعله هذا بكميات ولفترات متفاوتة قبل أن أعرف التفاصيل الحقيقية لتلك اللحظات».
هل عملتِ في وظائف أخرى قبل الطبخ وفتح المطعم؟
قبل أن نبني أنا وزوجي المطبخ في منزل عائلته عملتُ في وظائف عديدة: سكرتيرة، مندوبة، كاشير، ومحصّلة ديون. لكني وجدت نفسي في الطبخ. عملتُ قبل مشروعي الخاص في مطعمين لم أتلقَ فيهما معاملة جيدة، وفي أحد الأيام في أثناء تبديل أسطوانات الغاز كدتُ أحترق أمام الفرن، أخبرت صاحب المطعم يومها، فلم يُبدِ اكتراثًا لسلامتي، قال لي: «إنه أمر عادي جدًا، ويحدث في أثناء تبديل الأسطوانات»، بينما كنت مرعوبةً وأبكي. ذهبت للمنزل وأنا في حالة سيئة، يومها أخبرني زوجي أنه عليّ التوقف عن العمل لحساب الآخرين والبدء بفتح مطعمي الخاص. كان يشجعني على ذلك دائمًا، إلا أننا لم نملك المادة الكافية. يومها قرر أن يبيع سيارته بالإضافة إلى مبلغ في حدود 1000 دينار كان قد جمعها. بنينا المطعم داخل كراج منزل والده، وكان منزلًا قديمًا، ما جعلني أرفض الفكرة مرات عديدة قبل أن أوافق عليها، لقد كنت أقول: «إن المكان غير مهيَّأ من الناحية الجمالية لاستقبال الزبائن». لكنّنا وُفِّقنا في ذلك، ومن ثم انتقلت إلى بناء مطعم بنت الديرة.
بوصفكِ امرأة كيف توفّقين بين العائلة والمشروع؟ وكيف يعاونكِ زوجكِ الذي يبدو أن له دورًا مهمًا في هذا النجاح؟
زوجي شخصية مرحة واجتماعية، ولا يحب إثارة المشكلات، يشجعني ويفخر بي دائمًا. في الحقيقة أنا شخصية عملية، بينما هو لا ينسى أبدًا أن يهتم باللحظة الراهنة ورسم البهجة التي تتطلبها؛ ذلك أرسى نوعًا من التكامل. لوقوفه معي شواهد عدّة لا يسع ذكرها، إلا أنّي لا أنسى البدايات يوم كنتُ أذهب إلى السوق بعد أن أوصل الأبناء للمدرسة كل صباح، حتى حفظ الباعة وجهي، وعندما كثرت الطلبات كان لشدة إيمانه بي أن تخلى عن عمله، وجاء للعمل معي. كان، وبحكم ظروفنا، يعمل في وظيفتين، فلا نلتقي إلا في الظهيرة، أما مسؤولية الأطفال، فكانت تقع على عاتقي، وبعد تقاعده أصبحت مشاركته في هذا الأمر أكبر. كان معي في كل خطوة، يبحث لي عن أفضل الخيارات في السوق. إني لا أنسب هذا النجاح لي وحدي بل لنا، لذلك فإن مدخولنا مشترك، ولكلينا حق التصرف فيه.
هل هناك أشخاص أيضًا تُودّين ذكرهم، وتشعرين أن لهم الفضل؟
أحب أن أذكر ابني البِكر أحمد «20 سنة» فهو أول أبنائنا الأربعة، وأكلّفه بمهام عديدة يساعدني عليها ضمن أعمال المطعم، ولا أنسى الدور الذي حملته عمّتي «أم زوجي» عني، حين أكون غائبة في تربية الأبناء وفي تعليمي.
ما هي تطلعاتكِ في المستقبل؟
كل صاحب مشروع يطمح لأن يتوسع، وقد جاءتني عروض عديدة في الخارج لكني رفضتها. إذا ما خُيِّرتُ بين العمل والعائلة فإني أختار العائلة، وكل شيء أقوم به هو في نهاية المطاف لأجلها.
أنا أفضّل دائمًا البقاء في الوطن والاكتفاء بما يوفر العيش الكريم والحياة السعيدة لنا.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا إلا أن دائم ا الذی ی
إقرأ أيضاً:
ربة منزل حاولت التخلص من حياتها بالنزهة: "زوجي رفض يطلقني"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استمعت نيابة النزهة، لأقوال ربة منزل حاولت التخلص من حياتها بمنطقة النزهة.
وقالت السيدة، إنها حاولت إنهاء حياتها رغبة منها في الموت، لعدم موافقة زوجها على تطليقها بسبب خلافات بينهما، مؤكدة أن زوجها لم يجبرها على تناول أقراص الدواء التي استخدمتها في محاولة إنهاء حياتها.
وأمرت النيابة العامة بصرف سراح السيدة.
كانت غرفة عمليات النجدة بمديرية أمن القاهرة، قد تلقت إخطارًا من مستشفى الدمرداش للسموم، يفيد بوصول سيدة حاولت التخلص من حياتها بعد تناولها كمية كبيرة من العقاقير.
وتم إجراء الفحوصات الطبية وإنعاش للسيدة وتمكن الأطباء من إنقاذ حياتها وإجراء الإسعافات الأولية لها.
تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة للتحقيق.