يجب أن تتوقف هذه الحرب حالاً، ويجب أن تصل الآن إلى نهايتها، في أي حال وبأي ثمن، فلا سبب لاستمرارها، ولا جدوى لها، فإلى متى سيحارب الجيش الإسرائيلي من أجل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومصالحه الشخصية؟.

هكذا تحدث اثنان من كبار محللي صحيفة "هارتس" العبرية، في مقالين الخميس، قالا فيه إن هذه الحرب لا نهاية لها، مؤلمة ومهينة أكثر من الحروب الأخرى، لافتين إلى أن نهايتها يفوق الفائدة التي قد تأتي منها، هذا إذا كانت هناك أصلاً أي فائدة منها.

وقال المحلل السياسي جدعون ليفي في مقاله، إنه يجب فحص استمرار الحرب بهدوء، لنصل إلى نتيجة واحدة، وهو يجب أن تتوقف هذه الحرب.

ولفت إلى أن صفقات إعادة المخطوفين وإطلاق سراح السجناء كانت حتى الآن أفضل مما هو متوقع، "حتى الكلبة بيلا تم إطلاق سراحها في وضع معقول كما يبدو".

وأضاف: "يجب الاستمرار في العمل على تحرير باقي الاسرى، حتى آخر شخص منهم، الذي قد يؤدي إلى إطلاق سراح آخر السجناء الأمنيين في إسرائيل".

وتابع: "يجدر التعود على ذلك لمن يصعب عليه الهضم، فلا حاجة لاستمرار القتال، الذي قد يؤدي إلى إحباط عمليات التحرير المقبلة، وسيعرض حياة المخطوفين للخطر".

اقرأ أيضاً

بن غفير مهددا: وقف الحرب على حماس يساوي إسقاط الحكومة الائتلافية

وزاد ليفي: "الصفقات وحدها هي التي ستؤدي إلى إطلاق سراح الجميع، وقد تجرى فقط في شروط وقف إطلاق النار".

ولفت إلى أن هدف إسرائيل بتفكيك "حماس" لم يتحقق، "وثمة شك في تحقيقه بثمن معقول، مضيفا: "بعد شهرين تقريباً من القتال، ما زالت حماس على قيد الحياة، وجزء من قواتها على الأقل منظم، كما يمكن رؤية ذلك أثناء عملية تنفيذ صفقات المخطوفين".

وتابع: "الجيش الإسرائيلي يقول إنه قتل 5 آلاف من مقاتلي حماس، ربما يكون ذلك صحيحاً، وربما لا، ولكن القيادة العليا وجزء من بنيتها التحتية بقيت على حالها".

وزاد ليفي، مشككا في ما ذكرته قيادة الجيش الإسرائيلي: "لقد قالوا لنا إن معظم البنية التحتية والقيادة موجودة في مدينة غزة، فدمرناها، والآن يقولون لنا بأنها في خانيونس، بعد يوم على تدمير خانيونس سيقولون لنا إن بنيتها التحتية المهمة موجودة في رفح، عندها سندمر رفح أيضاً، إلى أن يقولوا لنا بأن قلب حماس النابض موجود في رفح المصرية".

واستطرد: "استئناف القتال يعني احتلال جنوب القطاع وتدميره، حيث يتجمع الآن أكثر من ضعف عدد الأشخاص الذين كانوا يوجدون فيه قبل الحرب، وفي حينه كان الوضع مكتظاً بمفاهيم عالمية، إلى أين سيذهبون، إلى الشمال المدمر؟ إلى مصر المسورة؟، إلى أين سيذهبون بعد انتهاء الحرب؟ لأنه لن يبقى في غزة حجر فوق حجر، ولن يبقى هناك أي غصن يقطعونه أو خبز أو نار أو ماء، ليس سوى الرماد، لا يمكن استئناف القتال دون أخذ ذلك في الحسبان".

ولفت إلى أنه "لا يمكن استئناف القتال دون أخذ الضرر الدولي في الحسبان، الضرر الذي سيتراكم أكثر فأكثر، فالمزيد من صور الدمار والقتل من غزة ستدمر ما تبقى من سمعة إسرائيل، حتى في أوساط الأصدقاء الحميمين".

اقرأ أيضاً

استراتيجية العنف البطيء.. الإبادة الإسرائيلية مستمر لفترة طويلة بعد توقف الحرب

وتابع: "سننتصر على حماس ولكننا سنفقد العالم، وسنهزم حماس وسنتحول إلى وحش حتى في نظر جزء منا، فما الفائدة من ذلك؟".

ويلتقط منه طرف الخيط، الكاتب والمحلل السياسي لوسي كلاين، الذي قال: "كان في هذه الحرب الكثير من المعاناة، وللعودة إلى روتين وقف إطلاق النار الذي سيستمر أسبوعاً أو شهراً أو سنة أو سنتين، لن يتم فتح أي صفحة جديدة عندما تنتهي، أو أي نافذة أمل".

وأضاف: "لم تكن في حرب ما فجوة بهذا القدر بين القادة والمُقادين، بين الضحايا والمُضحين، ولم نكن في حرب ما عاجزين بهذا القدر، ليس أمام حماس بل أمام حكومتنا".

وتابع: "ما تبقى لنا هو التنهد والمنشورات المريرة، فـ9 أشهر من المظاهرات لم تسقطه، وأعضاء الكنيست يمكنهم ذلك ولكن من يثق بهم، فهم غير متاحين لإنقاذ الدولة، وربما يثقون بمليشيات (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير المسلحة كي تنقذ سلطتهم وأموالهم وكرامتهم".

وشن هجوما على بن غفير وأنصاره، قائلا: "مصلحة الدولة وحب الوطن غريبة عليهم، فهي لا تعنيهم، ولا حتى قاعدتهم التي انتخبتهم وتلقت الضربات، ولا حتى المخطوفين، فإذا كان الانتصار عندها هو عودة المخطوفين، فإنه بالنسبة لهم ذكرى مزعجة للإهمال.. هؤلاء ليسوا وطنيين".

وتساءل كلاين: "كيف نسمح للشخص الأقل كفاءة بأن يكون رئيس الحكومة ويحكمنا، ومن أجل من نحن نحارب؟، من أجل الوطن أم من أجل الشخص الذي سيطر علينا؟، وهل يمكن الفصل بينهما؟ وهل سيجرنا من يستيقظ كل صباح ويسأل على أي جنب استيقظت زوجته في القدس وابنه الذي عاد من ميامي؟".

وتابع:"المجموعة المهزومة لدينا ترفض الخروج من الملعب وتطلب اللعب حتى الفوز، فهي لا تبحث عن الانتصار، بل عن صورة انتصار، وإنقاذ غزة سيوفر لها ذلك، ما الذي تريدونه؟ لم ندمر حماس، لكننا سوينا غزة بالأرض، وها نحن الآن مستعدون للجنة تحقيق تعمل لنكون قادرين على فعله".

اقرأ أيضاً

جوتيريش يدعو باسم الإنسانية إلى وقف الحرب في غزة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نتنياهو وقف الحرب إسرائيل غزة تبادل أسرى الجیش الإسرائیلی هذه الحرب وقف الحرب من أجل إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما السلاح الإسرائيلي السري الذي ضرب إيران؟.. إليك تفاصيله

سلطت صحيفة عبرية، اليوم السبت، الضوء على ما وصفته السلاح "السري" الذي استخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي الشهر الماضي، في هجماته الجوية التي طالت العاصمة الإيرانية طهران.

وأشارت صحيفة "كالكاليست" العبرية، في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن "هذا الصاروخ الخاص والسري، تم اختراعه عام 1956 لكسب حرب الميزانيات، وتعتبر إسرائيل بطلة العالم في تطويره".

وذكرت الصحيفة أنه جرى استخدام هذا السلاح صباح يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2024، خلال الهجمات الجوية الإسرائيلية في عمق إيران، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية للدفاع الجوي والبنية التحتية لإنتاج الصواريخ، ولم تفقد تل أبيب طائرة واحدة.

ولفتت إلى أنه وفقا للوثائق التي سربتها الولايات المتحدة، فإن الجيش الإسرائيلي خطط لاستخدام الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من الجو، وهو سلاح غير عادي للغاية وله تاريخ مثير للاهتمام.

تاريخ الصاروخ السري
وتطرقت إلى تاريخ الصاروخ الباليستي السري الذي "يعود لعام 1956 عندما بدأت الولايات المتحدة باختراعه، رغم أن السفن الحربية كانت هي الوسيلة الرئيسية لأمريكا لإبراز القوة وإخضاع المعارضين لإرادتها".

وتابعت: "جاء هذا الصاروخ الذي قلب الموازين، وبدأ الجيش الأمريكي بتطوير صاروخ باليستي يمكن إطلاقه تجاه الغواصات حتى عندما تكون تحت الماء، لضرب الاتحاد السوفيتي من أي مكان، وتم إعطاء جزء كبير من الميزانية لهذه الصواريخ الجديدة".

ونوهت إلى أن القوات الجوية قررت اصطحاب هذا الصاروخ الباليستي وتطويره لإمكانية إطلاقه من السماء، وتم تصميم الإصدارات الأولى لتتصرف مثل أي صاروخ باليستي عادي، يصعد إلى الفضاء بصاروخ قوي، ويسقط على الأرض في مسار منحني، ويكون صغيرا وخفيفا بما يكفي الوصول لأي نقطة.

وأفادت الصحيفة بأنه في البداية كانت هذه الصواريخ كبيرة جدا، وتم تطوير الصاروخ الأول وكان يحمل قاذفات قنابل كبيرة مزودة بستة محركات، مؤكدة أنه تم إطلاق الصاروخ لأول مرة في مايو 1958.



وأشارت إلى أنه تم تطوير النسخة التشغيلية الأولى من الطائرة دون طيار بالتعاون مع البريطانيين عام 1962، وكانت تحتوي على صاروخ يحمل قاذفات قنابل عملاقة، وصاروخ آخر يحمل قاذفات بريطانية.

وأوضحت أن الطائرة كان يمكنها التحليق في مدار مرتفع نسبيا يبلغ 480 كيلومترا، لمسافة 1850 كيلومترا، ومن ثم تنفيذ قصف جوي بعيد المدى، مضيفة أن "الطائرة يمكنها البقاء في الجو لمدة يوم كامل، إذا تم ربطها بطائرة للتزود بالوقود".

وتابعت: "بهذه الطريقة سيكون المهاجم قادرا على التجول على طول حدود الاتحاد السوفيتي وإثارة الرعب، وهو بالضبط ما أرادته الولايات المتحدة".

وذكرت أن النسخة البريطانية كانت أصغر حجما وأضعف بكثير، وحلقت لمسافة تزيد قليلا عن 900 كيلومترا، ولم يكن النموذج الأول صاروخا باليستيا مناسبا على الإطلاق، وقد وصل ارتفاعه فقط إلى 20 كيلومترا، وتم إيقاف هذه النسخة، واعتمدت بريطانيا على النسخة الأمريكية.

ولفتت إلى أنه عام 1974 ظهرت النسخة الأمريكية الأكثر جنونا، وتم وضع صاروخ باليستي أرضي من نوع Minuteman على منصة نقالة، وتم إدخال طائرة شحن ضخمة من طراز C5 Galaxy، وأثناء طيرانها على ارتفاع 20 ألف قدم، تم سحب مظلات كبيرة للصاروخ من الباب الخلفي للطائرة ووجهته للأعلى، ثم اشتعلت محركاتها وذهب إلى الفضاء.



وأكدت الصحيفة أن "هذه الطريقة الغريبة نجحت وعملت بشكل جيد، ومنذ ذلك الحين، تم إجراء المزيد من التجارب المماثلة، ما أثبت أن طائرات الشحن يمكن أن تصبح قواعد صواريخ متنقلة".

واستكملت بقولها: "هكذا أصبح الصاروخ الباليستي المحمول جوا وسيلة حربية ذات مزايا لا يتمتع بها أي صاروخ باليستي عادي"، مشددة على أن "الصاروخ يتميز بالدقة، ويمكن توجيهه عبر الأقمار الصناعية، ويسمح بضرب هدم بحجم رادار مضاد للطائرات من مسافات طويلة جدا، ويمكن استخدامه لاختراق الأنظمة الدفاعية، واختراق الطلعات الجوية دون تعريض الطائرات للخطر".

النسخة الإسرائيلية
وذكرت أن شركة رافائيل الإسرائيلية قامت بتطوير هذا الصاروخ، وبات يتم إطلاقه من طائرات F15 الحربية، إلى جانب إطلاق طائرة بدون طيار اسمها "روكس"، وهي تجمع بين الملاحة عبر الأقمار الصناعية وكاميرا ذكية، ما يمنحها دقة لا يتمتع بها أي سلاح يسقط من ارتفاع الفضاء.

وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي لا يكشف عن الصواريخ التي يستخدمها، لكن وثائق البنتاغون التي تم تسريبها قبل أسابيع من الهجوم على إيران، تشير إلى استخدام هذا الصاروخ الباليستي المحمول جوا.

وتابعت: "من الناحية النظرية إيران تمتلك صواريخ دفاعية من نوع S300 وS400 والتي يمكنها صد الصواريخ الباليستية، لكن هذا إنجاز معقد للغاية، ويجب التدرب عليه كثيرا حتى يكون ناجحا، وربما لا تفعل إيران ذلك في الوقت الحالي لأسباب متعلقة بالميزانية".

وأردفت بقولها: "نعم لدى إيران نفقات دفاعية كبيرة للغاية، لكن تطوير القدرة على اعتراض الصواريخ من الفضاء أمر مكلف للغاية"، مضيفة: "إلى أن تتمكن إيران من تحقيق مثل هذه القدرة الاعتراضية، فإن إسرائيل تتمتع نظيرا بالتفوق من خلال الصواريخ الباليستية المحمولة جوا".

مقالات مشابهة

  • أردوغان يدعو لتطبيق قرار الجنائية الدولية بشأن نتنياهو وغالانت فورا
  • أول تعليق من الجيش الإسرائيلي على مقتل رهينة في غزة
  • مستشار نتنياهو السابق يحذر من خلافات في الجيش: ليس لدينا القدرة على القتال
  • أردوغان يطالب بتنفيذ قرار اعتقال نتنياهو فورا
  • ما السلاح الإسرائيلي السري الذي ضرب إيران؟.. إليك تفاصيله
  • أردوغان يدعو لتنفيذ قرار الجنائية الدولية بحق نتنياهو وجالانت فورا
  • أزمة في الجيش الإسرائيلي.. الجنود يتخلصون من حياتهم بسبب حرب غزة ولبنان
  • الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال 5 من قيادات ونشطاء حماس شمال قطاع غزة
  • رسمياً.. المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق
  • الجيش الإسرائيلي يكشف ما يسببه وجود الأسرى لدى حماس في غزة حتى اليوم