تسبب العدوان والحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة في تفاقم الوضع الإنساني لحد الكارثة، حتى بات المواطن الفلسطيني يفتقد للمقومات الأساسية للحياة.

وعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على تدمير كافة مظاهر الحياة في القطاع المحاصر منذ 17 عاما، وارتكاب نحو 1400 مجزرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ما أدى إلى ارتفاع عدد شهداء لأكثر من 150 ألف شهيدا؛ بينهم أكثر من 8 آلاف طفل وأكثر من 4000 سيدة، والجرحى لأكثر من 36 ألف إصابة بجروح مختلفة، بحسب آخر إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة وصلت "عربي21"، إضافة إلى وجود أكثر من 7000 بلاغ عن مفقودين، معظمهم من الأطفال.



كما جرى استهداف العديد من القطاعات الحيوية في القطاع، ودمر البنية التحية والمزروعات ومزارع الدواجن والأبقار وغيرها، إضافة لتدمير ممنهج لمنازل المواطنين وكل ما يمتلكون، إضافة إلى استهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمساجد والصحيفين والدفاع المدني، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية، والذي يرقي لجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي، في حين، لم يسلم الكثير من النازحين من شمال القطاع لجنوبه، من الإعدام الميداني والاعتقال والتنكيل بهم.

وفي الوقت الذي نجح فيه الوسطاء في تجديد وقف إطلاق النار المؤقت لليوم السابع، استمرت الأزمة الخانقة في الوقود وغاز الطهي الذي غاب عن معظم البيوت في مختلف محافظات القطاع، وباتت مظاهر الطوابير التي رصدتها كاميرا "عربي21" تتنشر في العديد من الشوارع الرئيسية أمام محطات الوقود والغاز.

وتسبب فقدان الوقود وغاز الطهي بمضاعفة معاناة سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون نسمة، بينهم نحو 1.5 مليون نازح داخليا، ما دفع السكان المحاصرين إلى استخدام الحطب والورق المقوى كبديل لغاز الطهي، والعربات التي تجرها الحمير بدلا من السيارات التي لا تجد من يحركها.



"أبو محمد"، أحد المواطنين الذين تحدثت معهم "عربي21" عن أزمة الغاز، ظهر على غير عادته، فقد رسمت علامات الغضب الشديد على وجهه، فمنذ الأحد الماضي وهو يتنقل بين محطات الغاز لتعبئة أنبوبة لعائلته التي تعاني جراء فقدان غاز الطهي منذ أكثر من شهر، وهو حال الغالبية العظمى من السكان.

وفي حيثه لـ"عربي21"، وصف تلك المعاناة بقوله: "معاناة الحصول على الغاز أكبر من معاناة القصف الإسرائيلي لغزة بالصواريخ"، منوها بأن "الغاز تأخر بشكل كبير على محطات الوقود، كما أن الكميات التي وصلت القطاع قليلة جدا، في المقابل هناك حاجة كبيرة لغاز الطهي".

وعاد المواطن لمنزله مساء الأربعاء بعد 4 أيام من الانتظار، دون أن يتمكن من الحصول على اليسير من غاز الطهي، نظرا للازدحام الشديد والطوابير الطويلة، طالبا من زوجته الاستمرار في استخدام ما تيسر لهم من الخشب لإيقاد النار التي يستخدمونها في صنع الطعام وتجهيز الخبز لأفراد عائلتهم.

بدوره، أوضح مسؤول الإعلام في معبر رفح البري بين مصر وفلسطين المحتلة، وائل أبو محسن، في تصريح لـ"عربي21"، أن خلال أيام التهدئة الماضية، يدخل يوميا نحو 200 شاحنة، منها 4 شاحنات محملة بغاز الطهي بإجمالي 84 طنا، وأيضا 3 شاحنات وقود تحتوي على 150 ألف لتر من السولار.

كما أكد مصدر حكومي من غزة لـ"عربي21"، أن "كمية الغاز التي دخلت القطاع يوميا في أيام التهدئة، هي أقل من ربع الكمية التي كانت تدخل يوميا قبل العدوان الإسرائيلي على غزة الذي بدأ يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023".




المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال الغاز غزة الاحتلال غاز حصار سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکثر من

إقرأ أيضاً:

أوكسفام: غزة تواجه انفجارًا في الأمراض المعدية بسبب انهيار النظام الصحي والمياه الملوثة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حذرت منظمة أوكسفام الخيرية الدولية من تفشي الأمراض المنقولة عبر المياه والأمراض المعدية في قطاع غزة، نتيجة نقص المياه الصالحة للشرب وتدفق مياه الصرف الصحي غير المعالجة في الشوارع بعد العدوان الوحشي الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر.

وأشارت المنظمة إلى دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية، كشفت عن أن 88% من العينات البيئية التي تم مسحها في غزة ملوثة بشلل الأطفال، مما يشير إلى خطر وشيك لانتشاره.

وأشارت أوكسفام إلى ارتفاع حاد في الأمراض المعدية مثل الإسهال المائي الحاد والتهابات الجهاز التنفسي، التي أصبحت من الأسباب الرئيسية للوفاة، حيث يتم الإبلاغ عن نحو 46 ألف حالة أسبوعيًا، أغلبها من الأطفال. وانتشرت أيضًا أمراض مثل جدري الماء والجرب بسرعة كبيرة، خاصة بين النازحين في شمال غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المياه.

وقالت كليمنس لاجوردا، منسقة الشئون الإنسانية في أوكسفام بغزة: "إعادة بناء قطاع المياه والصرف الصحي أمر حيوي لكي يعود القطاع إلى الحياة الطبيعية بعد 15 شهرًا من الدمار، ويجب أن يستمر وقف إطلاق النار، ويتدفق الوقود والمساعدات للسماح للفلسطينيين بإعادة بناء حياتهم".

وأضافت لاجوردا أن مئات الآلاف من النازحين في غزة اضطروا إلى اللجوء إلى حفر امتصاصية مؤقتة بالقرب من خيامهم، مما أدى إلى تدفق نحو 130 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة يوميًا، وهو ما يلوث البحر الأبيض المتوسط والطبقة الجوفية في غزة.

في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن "نقص حاد في الأكسجين" في المستشفيات نتيجة الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة والحصار المفروض على المساعدات، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية دمرت 10 محطات لتوليد الأكسجين خلال الحرب. هذه المحطات كانت حيوية لتزويد الوحدات الطبية، بما في ذلك غرف العمليات ووحدات العناية المركزة وحاضنات الأطفال حديثي الولادة، بالأكسجين.

أسفر العدوان الإسرائيلي على  قطاع غزة عن استشهاد ما لا يقل عن 48،284 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة 111،709 آخرين منذ بداية أكتوبر 2023. وقد دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى حيز التنفيذ في 19 يناير، ليوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 48 ألفا و297 شهيدا
  • هل بنزين 95 أفضل وقود؟ 5 معلومات عليك معرفتها
  • أوكسفام: غزة تواجه انفجارًا في الأمراض المعدية بسبب انهيار النظام الصحي والمياه الملوثة
  • صحة غزة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 48,291 شهيدا
  • صحة غزة : ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي لـ48,291 شهيدا و111,722 إصابة
  • كهرباء غزة: 450 مليون دولار خسائر بسبب العدوان الإسرائيلي
  • بينها وقود وغاز.. إدخال 290 شاحنة مساعدات إغاثية إلى قطاع غزة
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 48,284 شهيدًا
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 48 ألفا و284 شهيدا
  • 48,284 شهيدًا و111,709 إصابات منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة