مقدمات نشرات الأخبار المسائية لليوم
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"
في حمأة العدوان الإسرائيلي الذي يمعن قتلا وتدميرا في مدن ومخيمات الضفة الغربية إرتباطا بحرب الإبادة التي ضربت غزة على مدى أسابيع، كان من الطبيعي أن يثأر الفلسطينيون لشهدائهم وجرحاهم وممتلكاتهم التي أصبحت أثرا بعد عين. ذئبان منفردان - بل أسدان شجاعان شقيقان انقضا في الصباح الباكر على المحتل في عقر احدى مستوطناته بالقدس المحتلة.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"
سبع دقائق فقط دام الاجتماع بين جان ايف لودريان وجبران باسيل. السبب المباشر للاجتماع المختصر جدا: طرح الموفد الفرنسي التمديد للعماد جوزف عون. رئيس التيار الوطني الحر تحجج بالدستور والقوانين ليبرر عدم سيره بالتمديد ، فيما الجميع يعرف ان الامر لا يتعلق بالدستور بل بالخوف من بقاء قائد الجيش في منصبه، ما يبقيه مرشحا قويا الى رئاسة الجمهورية. في الجنوب سجلت خروقات للمرة الاولى منذ سريان الهدنة، اما في غزة فالهدنة مستقرة، وتستغل لايصال المساعدات الانسانية الى القطاع و لاستكمال تبادل الرهائن والاسرى. وسط هذه الاحداث توفي اليوم أبرز ديبلوماسي في القرن العشرين: هنري كيسنجر. الرجل الذي عاش مئة عام ولعب دورا محوريا في الادارة الاميركية في سبعينات القرن الفائت، يتذكره اللبنانيون كصاحب المخطط الهادف الى تهجير المسيحيين واحلال الفلسطينيين مكانهم. وسواء كان الامر صحيحا ام لا، الثابت ان الرجل يغادر الدنيا، والحرب التي بدأت على ايامه في الوطن الصغير لا تزال مستمرة. كيسنجر رحل، لكن المخططات الجهنمية لم ترحل معه.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
على توقيت غزة ضرب نمور القدس من جديد، فاصابوا المحتل وانتقموا لكل أسود فلسطين..
اخوان ذاقا مرارة الاسر لدى العدو، وشهدا على ايام غزة العصيبة واطفالها الشهداء ونسائها المشردات، وسمعا نداءات القدس المتألمة من حقد الصهاينة وانتهاكاتهم، فاستل الاستشهاديان ابراهيم ومراد النمر سلاحهما واقتحما الموت للعبور الى الخلود، فكانت عملية بطولية قرب مستوطنة راموت بالقدس المحتلة، قتلت ثلاثة صهاينة بينهم احد كبار الحاخامات واصابوا عددا آخر بجروح بينهم اصابات خطرة..
والخطورة التي قرأها الصهاينة خبراء ومستوطنين انها اتت في عز الاستنفار الامني والعسكري، وحالة الحرب التي يعيشها الكيان ضد الفلسطينيين، فاخترق الاخوان الشهيدان كل منظوماتهم الامنية وسددا الضربات وأوقعا اصابات مباشرة.. عملية باركتها حركة حماس التي زفت الشهيدين على طريق القدس، وأكدت جميع فصائل المقاومة انها رد طبيعي ومتواصل على العدوانية الصهيونية ..
عدوانية عالقة بين خيارات كلها مرة، فمفاوضات الهدنة تضيق وساعاتها تنقضي، ومستوطنوهم كما جنودهم يمنون النفس بوقف الحرب التي ارهقتهم من دون تحقيق اي من الانجازات، فيما حكومة بنيامين نتنياهو تواصل هروبها الى الامام، مورطة الاميركي الذي يبحث بشتى الطرق عن صورة انجاز للاسرائيلي لينزله عن شجرة الحرب العقيمة..
فمفاوضات الدوحة الاميركية الاسرائيلية المصرية القطرية لم تنتج جديدا حتى الآن، والصهاينة على ضياعهم والمقاومة الفلسطينية عند موقفها، والغزيون عند ثباتهم وعنوانهم : "وإن عدتم عدنا"..
وفي لبنان حيث اهله ثابتون في ارضهم وعند موقفهم، يكرمون شهداءهم ويواصلون حياتهم، ويؤكدون للقريب والبعيد انهم الى جانب غزة واهلها، سائرون على طريق القدس، ينظرون الى العدو القلق المضطرب عند الطرف الآخر من الحدود، يتساجل مع مستوطنيه الرافضين العودة الى المستوطنات الشمالية خوفا من لهيب الشمال الذي احرق جنودهم ولا يزال لهم بالمرصاد..
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"
هل يعني ما قاله وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن بعد لقائه القادة الإسرائيليين، ان استمرار الحرب شبه حتمي؟ بلينكن قال لنتنياهو: "من الضروري" حماية المدنيين في جنوب قطاع غزة إذا ما استؤنف القتال"، رئيس الديبلوماسية الأميركي الذي يبدو أن ملف هذه الحرب هو بين يديه، يزور المنطقة للمرة الثالثة منذ السابع من تشرين الأول الفائت. وإذا كان الاهتمام الديبلوماسي مركزا على قطاع غزة، فإن ما يجري في الضفة الغربية من شأنه أن ينزلق إلى تصعيد قد يصل إلى حرب، وربما يحتاجها نتنياهو أكثر مما يحتاجها الجانب الفلسطيني. لبنانيا، الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جان إيف لودريان، أكمل دورة لقاءاته، ولعل أبرزها وأقصرها مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي فاجأه لودريان بفتح موضوع التمديد لقائد الجيش، فكان موقف من باسيل بان هذا الأمر تدخل في الشؤون اللبنانية وانتهى اللقاء عند هذا الحد، بعد دقائق من بدئه. في الحدث البيئي العالمي، كوب28، المنعقد في دبي وفي أول إنجاز، تبنى قرار تنفيذ إنشاء صندوق الخسائر والأضرار للتعويض على الدول الأكثر تضررا من تغير المناخ. البداية من رحيل رجل الديبلوماسية العالمي هنري كيسنجر.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
أسطول الدبلوماسية الاميركية هنري كيسنجر يشطب مئة عام من التوغل السياسي على الكرة الارضية، التي لاعبها بكرة نار ملتقطا جائزة نوبل للسلام.. وبرحيله فإن العالم الذي عاش مع اسم كيسنجر حربا وسلما, لن يعترف برجل آخر في محفل التنقيب الدبلوماسي، حتى ولو كان من وزن جان ايف لودريان..
يترك هنري كيسنجر وراءه أميركا بلا أوراق اعتماد, ويلقنها في مماته دروسا في الجراحة الدبلوماسية التي امسك بمبضعها، فحاز من خلالها على جائزة كبار الثعالب السياسية لا تنساه دول عاصرت آراءه المندفعة الى الحروب.
آثاره لا تزال بصماتها على كمبوديا وفيتنام ودعم حكومات قمعية مناهضة للمعسكرات الشيوعية في اميركا اللاتينة، لكنك عندما تذكر كسينجر فان الاسم يقودك الى الرجل الداهية الذي استطاع ان يحفر في التاريخ أكثر من رؤساء أميركيين على مر العقود. والدهاء ميزة أخفق بها الدبلوماسي الفرنسي جان ايف لودريان في لبنان فبعد جولات في الفراغ..
انتهى الى الفراغ المثلث, وسيغادر لودريان بيروت غدا على أصفار رئاسية وامنية وعسكرية، لكنه وللمرة الاولى يسجل في جولاته إشكالا سياسيا بعد حوار الدقائق المعدودة مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. فكيسنجر التيار بنسخته المقلدة فئة ميرنا الشالوحي انقض على الموفد الفرنسي لدى سماعه بطرح التمديد لقائد الجيش وفي المعلومات أن لودريان بدأ بطرح ثلاثة بنود تتعلق بالقرار 1701 ورئاسة الجمهورية والتمديد لقائد الجيش، طالبا من باسيل تجاوز خلافاته في سبيل ضمان استمرارية المؤسسة العسكرية وعدم وقوعها في الفراغ لكن رئيس التيار طلب شطب هذا البند فأصر لودريان على بحثه لكون المسائل الثلاث في صلب مهمته موفدا من الرئاسة الفرنسية وإذ سمعت استشاطة باسيل الى خارج الغرف المغلقة، فإن الموفد الفرنسي هم بالمغادرة وأنهى الاجتماع في الدقائق الاولى لبدئه.
وبخلاف النيران التي اندلعت من مقر التيار، جاءت زيارة لودريان الى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد لتحمل عبارات التعازي اولا ثم تقديم ما يشبه التهاني على انضباط حزب الله في عدم توسيع رقعة الحرب جنوبا والتزامه قواعد الاشتباك لكن هذا الغزل الفرنسي للحزب سيحمل معه لاحقا فك ارتباط في قواعد الاشتباك لأن البند الأول في مهمة لودريان يتوغل في تحريك القرار 1701 وانشاء منطقة امنة..
تهدف في ترسيمها الى حماية اسرائيل وسيأخذ هذا الطرح نقاشا في الايام المقبلة سواء تحت سقوف الامم المتحدة او فرنسا غير ان تطبيقه سيستلزم من الرعاة سؤال اسرائيل أولا عما اذا كانت ستتحلى بخطوة التنفيذ وتعلن انسحابا من المناطق اللبنانية المحتلة فيما اسرائيل الآن تعيش اليوم بيومه.. وتمدد الهدن المؤقتة، وتعد اسراها في سراديب حماس وتحتسب لنهار ستشرق فيه الشمس على قيادات فلسطينية معتقلة ستشكل نكسة ثانية بعد نكسة السابع من تشرين. اما في النكسات المتفرقة فقد تلقت اسرائيل اليوم طعنة من حماس في قلب القدس المحتلة وفوجئ العدو بالعملية البطولية النوعية التي نفذها شقيقان فلسطينيان وأسفرت عن ثلاثة قتلى بينهم عميد المحكمة الحاخامية في أشدود الحاخام إليمالك واسرمان وإثنتي عشرة إصابة بعضها بحال خطرة والى ان تخرج اسرائيل من حال الخطر .. يمكن لها نقاش القرار 1701 ومندرجاته التي ستنزلها عن مرتفعات لبنانية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: رئیس التیار الوطنی الحر الموفد الفرنسی هنری کیسنجر السابع من
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة دمياط يشارك في الملتقى المصري الفرنسي للتعليم العالي والبحث العلمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك الدكتور حمدان ربيع المتولي رئيس جامعة دمياط، رافقه الأستاذ الدكتور محمد عبد الحميد شهاب نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والأستاذة الدكتورة أماني الديسطي مدير وحدة التصنيف الدولي بالجامعة ، في فعاليات الملتقى المصري الفرنسي للتعليم العالي والبحث العلمي، والتي انطلقت صباح اليوم الإثنين ، ويُعقد على مدار يومي 7 و8 أبريل الجاري، بحضور رفيع المستوى من الجانبين المصري والفرنسي، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والسيد فيليب باتيسيت وزير التعليم العالي الفرنسي، ومشاركة نخبة واسعة من رؤساء الجامعات المصرية والفرنسية، وقيادات التعليم العالي والبحث العلمي من كلا البلدين، تصل لحوالى 400 مشارك من أكثر من 100 مؤسسة مصرية وفرنسية.
وأكد الأستاذ الدكتور حمدان ربيع المتولي، رئيس الجامعة، أهمية هذا الملتقى في تعزيز الروابط الأكاديمية بين البلدين ، معرباً عن سعادته بالمشاركة.
وأضاف رئيس الجامعة أن المشاركة في هذا الحدث تمثل فرصة لتبادل الخبرات والممارسات الفضلى في مجال التعليم العالي، وتساهم في تطوير البرامج الأكاديمية التي تلبي احتياجات السوق وتواكب التوجهات العالمية في البحث العلمي.
كما أشار إلى أن جامعة دمياط ملتزمة بتعزيز دورها في دعم الابتكار وتطوير التعليم بما يتماشى مع رؤية مصر 2030."
وخلال فعاليات الجلسة الافتتاحية التي استهلها الدكتور حسام عثمان نائب الوزير لشؤون الابتكار والبحث العلمي نيابة عن الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بالترحيب بالحضور الكبير والذي يضم نخبة من الأكاديميين والباحثين من مصر وفرنسا، مشيدًا بالعلاقات التعليمية والثقافية التي تربط البلدين، وتعكس الاهتمام المشترك بالتدويل، مؤكدًا أن التدويل يمثل محورًا أساسيًا في الإستراتيجية المصرية ورؤية مصر 2030.
وأكد الدكتور حسام عثمان، أن الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، تهدف إلى تطوير منظومة التعليم العالي في مصر بما يواكب التحديات المحلية والعالمية، ويعزز من جودة العملية التعليمية والبحث العلمي، ويربط بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.
واستعرض نائب الوزير لشؤون الابتكار والبحث العلمي، المبادئ السبعة الأساسية للإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي وهي: (التكامل، والتخصصات المتداخلة، والتواصل، والمشاركة الفعالة، والاستدامة، والمرجعية الدولية، والابتكار وريادة الأعمال)، مؤكدًا أهمية هذا الملتقى في تعزيز مبدأ المرجعية الدولية وتشجيع التبادل الطلابي والأكاديمي مع مؤسسات التعليم العالي العالمية، والانضمام إلى شبكات بحثية دولية وبرامج تعاون مشتركة.
وفي إطار مبدأ الاستدامة، أشار إلى ضرورة تنويع مصادر تمويل التعليم العالي من خلال الدعم الحكومي والقطاع الخاص والتبرعات والشراكات، بالإضافة إلى تحسين كفاءة الإنفاق داخل المؤسسات التعليمية، كما سلط الضوء على أهمية المشاركة الفعالة، ودورهما في تعزيز استقلالية الجامعات مع ضمان الشفافية، وتحديث الأنظمة الإدارية والمالية في مؤسسات التعليم العالي.
كما تطرق إلى دعم الابتكار وريادة الأعمال عبر تعزيز دور حاضنات الأعمال ومراكز الابتكار داخل الجامعات، وتشجيع الطلاب على تحويل أفكارهم إلى مشروعات تنموية، مشددًا على أهمية دمج أهداف التنمية المستدامة في الخطط التعليمية والبحثية.
وأشار إلى أهمية دمج التقنيات الحديثة، مثل (الذكاء الاصطناعي والتعلم الإلكتروني)، ضمن المنظومة التعليمية، إلى جانب تطوير البنية التحتية الرقمية للجامعات، مؤكدًا عمق الشراكة بين مصر وفرنسا، وما يجمع البلدين من تاريخ حافل بالنجاحات المشتركة.
وفي كلمته رحب الدكتور مصطفى رفعت، الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، بالحضور، مؤكدًا أن هذا الملتقى العلمي يمثل محطة بارزة في مسار العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، ويعكس عمق الروابط الأكاديمية والبحثية بين البلدين، والتزامهما المشترك بتوسيع آفاق التعاون الإستراتيجي في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات أن الملتقى يأتي تأكيدًا على أهمية تدويل التعليم العالي كخيار إستراتيجي، ضمن مبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، ومواءمة لرؤية الوزارة الوطنية التي تهدف لجعل المعرفة والابتكار محركين رئيسيين للتنمية في البلاد، من خلال الانفتاح على التعاون الدولي وتبادل الخبرات مع كبرى المؤسسات العالمية.
وأشار الدكتور مصطفى رفعت إلى أن الشراكة المصرية الفرنسية تمثل نموذجًا ملهمًا يجمع بين تاريخ طويل من التعاون، وحاضر نابض بالإنجازات، ومستقبل واعد بالمبادرات النوعية، معلنًا عن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ضمن فعاليات الملتقى، لافتًا كذلك إلى الشراكة في مشروع الجامعة الفرنسية في مصر كنموذج ناجح للتعاون الأكاديمي العابر للحدود، ومشروعها الطموح لبناء حرم جامعي جديد صديق للبيئة يمنح شهادات مزدوجة معتمدة دوليًا.
كما نوّه إلى استمرار المجلس الأعلى للجامعات الذي يحتفل بيوبيله الماسي هذا العام في أداء دوره الريادي لتطوير التعليم العالي في مصر، من خلال تبني سياسات تدعم الإبداع وتلبي احتياجات سوق العمل، مؤكدًا تبني رؤية موحدة لدمج جهود الجامعات المصرية وتطويرها لتكون من جامعات الجيل الرابع، وتقدم تعليمًا متطورًا يسهم في تنمية المجتمع.
وفي ختام كلمته، شدد الدكتور مصطفى رفعت على أن ملتقى الجامعات ليس فقط منصة لتوقيع الاتفاقيات، بل لتجسيد إرادة مشتركة لبناء جسور متينة من الثقة والتميز، معربًا عن شكره لكل من ساهم في تنظيم الحدث، ومتمنيًا أن يكون هذا الحدث منطلقًا لشراكات جديدة تسهم في مستقبل مشرق للشباب والمجتمع الأكاديمي والعلمي في البلدين.
ومن جانبه، أكد الدكتور أيمن فريد، مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل، والقائم بأعمال رئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات، أن التعاون المصري الفرنسي في مجال التعليم العالي لم يكن وليد اللحظة، بل هو ثمرة لتاريخ طويل من التفاهم الثقافي والعلمي، والذي أسهم في إثراء المشهد العلمي والبحثي في مصر والمنطقة.
وأوضح الدكتور أيمن فريد أن الوزارة تولي أهمية كبرى لهذا الملتقى، باعتباره ركيزة لتعزيز العلاقات الإستراتيجية مع فرنسا، في ظل ما تشهده العلاقات بين البلدين من زخم في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن قطاع الشؤون الثقافية والبعثات، والمكتب الثقافي المصري في فرنسا، وسفارة فرنسا بالقاهرة يعملون لأجل تغيير وتوسيع نطاق التعاون الثنائي بما يتناسب مع طموح البلدين، وإنتاج جيل جديد من الشراكات العلمية والأكاديمية، لافتًا لسفر العديد من الباحثين المصريين للدراسة في فرنسا خلال الفترة الماضية.
وأشار الدكتور أيمن فريد إلى أهمية دور مبدأ الاتصال ضمن الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، حيث يعتمد على الاتصال الداخلي وتم تتويجه بمبادرة تحالف وتنمية، ويمثل الاهتمام بالتعاون الدولي جزء من مبدأ الاتصال الخارجي، لافتًا إلى قوة النموذج المصري للتعليم العالي والتوسع في الاستثمار بالتعليم العالي، حيث يمثل اقتصاد المعرفة أهمية كبيرة لمصر.
وأشاد مساعد الوزير بالجامعة الفرنسية كجزء من منظومة التعليم العالي المصرية ودورها في جذب الطلاب الوافدين وتقديم البرامج البينية، وأوضح أن هذا التعاون يعكس ثقة البلدين في كفاءة النظام التعليمي للبلدين، حتى نؤسس مفهوم تعليمي جديد تقوده مصر وفرنسا يدعم اقتصاد المعرفة والبحث والابتكار.
وتحدث الدكتور ممدوح معوض رئيس المركز القومي للبحوث عن التعاون البحثي المشترك مع الجانب الفرنسي في مجالات الزراعة والطاقة، والمياه، والعلوم الصحية، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من المجالات التي تخدم التنمية المستدامة، مشيرًا لتطلعاته أن يقدم هذا الحدث فرصة لمزيد من الباحثين للاطلاع على أحدث ما توصلت إليه العلوم ومزيد من التعاون في الأبحاث العلمية المشتركة في المجالات ذات الأولوية.
ومن جانبه، أعرب الدكتور لوران جاتينو رئيس سي واي سيرجي بجامعة باريس وممثل "فرانس يونيفرستيه"، عن اعتزاز فرنسا العميق بالشراكة الممتدة مع مصر باعتبارها مركزًا تاريخيًا للتميز الثقافي والعلمي، مؤكدًا أن هذا التعاون هو خير نموذج لدمج الثقافات والاحترام المشترك، مشيرًا لتاريخ التعاون الطويل بين البلدين بدءًا من ابتعاث العلماء المصريين في فرنسا، وتطور هذه العلاقات التاريخية عبر العصور والاستفادة من التراث الثقافي العريق للبلدين.
وأكد اعتزاز فرنسا بتجديد هذا التعاون من خلال مشروعات ناجحة من بينها مشروع الجامعة الفرنسية في مصر، واليوم نستعد خلال هذا اللقاء لتوقيع المزيد من البروتوكولات وإطلاق مشروعات جديدة تعكس الثقة بين البلدين، بما يسهم في تحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي للأجيال القادمة، لافتًا إلى دور التعاون الأكاديمي والبحثي كجزء من الدبلوماسية الثقافية في تعزيز العلاقات السلمية التي تضمن تحقيق مستقبل مزدهر.
ومن جانبها، أوضحت الأستاذة كوراليه رئيس المجلس الأعلى لتقييم الأبحاث والتعليم العالي، أهمية العمل على وضع معايير للاعتماد، والعمل على الاعتراف المتبادل في المجال الأكاديمي، والحرص على مستوى التميز الذي يعكس تطلعات الطرفين لتقديم تعليم ذو جودة عالية يلبي احتياجات التنمية.
وأشارت إلى العديد من المشروعات الناجحة عبر التاريخ بين البلدين ومنها كلية الحقوق وغيرها، وأكدت اعتزاز فرنسا بمواصلة دعمها للتعليم والبحث العلمي في مصر، من خلال تعزيز برامج التبادل الطلابي والأكاديمي، والتعاون في تطوير المناهج والبرامج التعليمية المبتكرة، خصوصًا في المجالات ذات الأولوية لخطة مصر للتنمية المستدامة، وتقدير فرنسا لأهميتها كمركز إقليمي قوي للتعليم العالي والبحث العلمي، لصالح المنطقة، وخصوصًا للدول الإفريقية الناطقة باللغة الفرنسية.
وتحدث الدكتور أنطون بوتى مدير المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، أن العلاقة مع مصر علاقة محورية تمتد لستين عامًا، مشيرًا لتوطيد العلاقات مع عدد كبير من الجهات والهيئات المصرية والمشاركة في مشروعات تخص التراث في الإسكندرية ومعبد الكرنك والعمل مع جامعة القاهرة والجهاز المركزي للإحصاء، ولفت إلى أن هذا اللقاء يعزز العلاقات مع مصر التي تعتبر أكبر شركاؤنا خارج أوروبا، وثمن كل الجهود التي يقوم بها الملتقى المُقام اليوم والذي سيشهد توقيع عدد من البروتوكولات والاتفاقيات التي تخدم التعاون المشترك.
وتتضمن أجندة الملتقى مناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي، وتوقيع بروتوكولات تعاون بين الجانبين المصري والفرنسي بدعم من المجلس الأعلى للجامعات، تشمل توقيع اتفاقيات مع مدارس الهندسة الفرنسية، واتفاقية بين السفارة الفرنسية وصندوق دعم العلوم والتكنولوجيا والابتكار لتمويل برامج ما بعد الدكتوراه.
كما تشمل فعاليات الملتقى عددًا من الجلسات النقاشية المتخصصة حول "تدويل أنظمة التعليم العالي والبحث العلمي"، و"التعاون الأكاديمي الفرنسي المصري – الوضع الحالي والآفاق"، و"الدروس المستفادة والآفاق المستقبلية" لتقييم التجارب الثنائية واستكشاف مجالات التعاون المستقبلية، و"تعزيز الروابط بين الأوساط الأكاديمية وقطاع الأعمال"، فضلًا عن جلسات لمناقشة التعاون في تعزيز قدرات البحث العلمي والابتكار من خلال الشراكات، ويشارك في الجلسات نخبة من رؤساء الجامعات المصرية والفرنسية، وممثلين عن وزارتي التعليم العالي والمراكز البحثية من البلدين، فضلًا عن عدد كبير من الأكاديميين وممثلي القطاع الخاص، ومشاركة واسعة من ممثلي قطاع الأعمال والصناعة في البلدين، ما يُعزز فرص الربط بين المنظومة الأكاديمية وسوق العمل، ويُسهم في تطوير برامج دراسية تواكب الاحتياجات الفعلية للاقتصاد الوطني.
تجدر الإشارة إلى أن التعاون بين البلدين شهد تطورًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، من خلال أكثر من 70 مشروعًا مشتركًا قيد التنفيذ في مجالات الصحة والهندسة والتحول الرقمي والعلوم الاجتماعية، إلى جانب العمل على نقل أكثر من 30 شهادة فرنسية إلى الجامعات المصرية، واهتمام 3 مؤسسات فرنسية بفتح فروع لها في مصر.