تطرح قضية الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة مسألة شائكة وحساسة في الدولة العبرية حيث لكل عائلة تقريبا فرد يخدم في الجيش.

اعلان

واحتجز مقاتلو حماس بحسب الجيش الإسرائيلي 240 رهينة بينهم جنود اقتادوهم إلى قطاع غزة، خلال هجومهم في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وتم حتى الآن إطلاق سراح 72 رهينة من النساء والأطفال مقابل الإفراج عن ثلاثة أضعاف هذا العدد من المعتقلين الفلسطينيين، بموجب اتفاق الهدنة السارية منذ الجمعة، غير أن الجنود يشكلون معضلة خاصة في المفاوضات الجارية بشأن عمليات التبادل.

أكد ديفيد خلفة، المدير المشارك لمرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط التابع لمؤسسة جان جوريس في باريس، أنه في الدولة العبرية "كل عائلة لديها أخ وأخت وابن عم في الخدمة العسكرية".

وقال خلفة إن "إسرائيل قامت وسط صخب الحرب ولعب الجيش دوراً حاسماً في إنشاء الدولة وحماية أراضيها وبقائها في بيئة معادية" مشيراً إلى وجود "رابط يكاد يتعذّر قطعه بين المجتمع المدني الإسرائيلي والدولة والجيش، مع تقارب أخلاقي وعاطفي كبير للغاية".

وبحسب أرقام فرانس برس في غياب بيانات رسمية دقيقة، فإن بين المخطوفين ما لا يقل عن 11 جندياً بينهم أربع نساء، فضلاً عن حوالي أربعين رجلاً في سن الانتساب إلى قوات الاحتياط.

بين المخطوفين ما لا يقل عن 11 جندياً بينهم أربع نساء فضلاً عن حوالي أربعين رجلاً في سن الانتساب إلى قوات الاحتياط فرانس برس ورقة مساومة

ويعتبر تبادل الجنود الأسرى أمرا ليس بجديد، ففي 2004، قامت إسرائيل بإطلاق سراح نحو 450 أسيراً مقابل رجل أعمال إسرائيلي وجثث ثلاثة جنود.

وفي عام 2011، تم إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط بعد احتجازه لخمس سنوات في قطاع غزة مقابل 1027 أسيراً فلسطينياً. ومن بين المفرج عنهم في صفقة شاليط، زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار الذي يعتبر مهندس هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

يحيى السنوار.. رجل حماس العنيد الذي تلاعب بإسرائيل ووضع خطة خداع استراتيجية لـ"طوفان الأقصى""أنتم محميّون".. تقارير تؤكد لقاء رهائن إسرائيليين بقائد حماس يحيى السنوار في أحد الأنفاق بغزة

وكان شاليط أول جندي إسرائيلي تمت إعادته على قيد الحياة منذ ثلاثة عقود تقريبا. ولكن قضيته أثارت جدلا ما زال قائما حتى اليوم حول التنازلات المقبولة لإطلاق سراح الجنود.

لكن مع هجوم حركة حماس الذي أظهر فشلا من جانب سلطات إسرائيل وجيشها واستخباراتها، تبدلت المعادلة في البلد الذي يستمد شرعيته بنظر شعبه من قدرته على ضمان أمنهم.

وبالنسبة لحماس وحركة الجهاد الإسلامي التي تحتجز رهائن أيضا، فإن احتجاز الجنود ورهائن من الذكور يمثل ورقة مساومة قوية للغاية، لا سيما وأن الحركتين تعتبران أن كل رجل إسرائيلي بالغ من جنود الاحتياط وبالتالي جندي.

وأعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الرهائن لديها مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الذين يقارب عددهم سبعة آلاف، وبينهم من تعتبر إسرائيل أن "أيديهم ملطخة بالدماء".

وقال آفي ميلاميد ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق إن هذا تنازل "لا يمكن لأي حكومة إسرائيلية أن تقبل به على الإطلاق".

وأضاف متحدثاً لوكالة فرانس برس أن اسرائيل "تمتلك هذه المرة ورقة رئيسية في لعبتها، هي جنودها ودباباتها" المنتشرة في غزة.

وأشار ديفيد خلفة إلى أن "الاستخبارات تقوم باستجواب (..) المقاتلين (الفلسطينيين المعتقلين)، وأحياناً في الميدان، لمحاولة تحديد مكان الرهائن"مضيفاً "قد يشنون هجمات بواسطة قوات خاصة".

ضغط الرأي العام

وتبقى أيضاً قضية الجنود الذين قُتلوا بعد أسرهم،. إذ تزداد الضغوطات لاستعادة رفاتهم ودفنها بمراسم خاصة.

ورأى ميلاميد أن "الاحتفاظ (..) بجثث الجنود أمر سادي" ولكن سيواجه المعسكران صعوبة في الاتفاق على قيمتها. وقال إن إسرائيل "لن تدخر جهداً في سعيها لإعادة الرهائن، سواء الأحياء أو جثث الموتى، إلى إسرائيل".

وتتعهد الدولة العبرية دائما بالقيام بكل ما بوسعها لاستعادة رفات جنودها الذين يقتلون في الخدمة. وفي عام 2018، استعادت ساعة الجاسوس إيلي كوهين الذي شنق في دمشق عام 1965، وأكدت في 2021 أنها لا تزال تبحث عن رفاته.

وتدرك حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أهمية هذه المسألة. وأقامت في قطاع غزة تمثالاً تظهر فيه لوحة تعريف الجندي أورون شاؤول الذي قُتل عام 2014، وما زالت الحركة تحتفظ برفاته وبرفات جندي آخر.

اعلان

وأعلن الجيش الإسرائيلي رسمياً في الأيام الاخيرة، وفاة ثلاثة من جنوده، نقلت حركة حماس رفاتهم إلى قطاع غزة.

ورأت الخبيرة المستقلة إيفا كولوريوتيس أن ضغط الشارع الإسرائيلي سيتصاعد أيضاً لإعادة الجثث من غزة، مشيرة إلى "أهمية دفن الجثث بشكل لائق وفقاً للطقوس".

ولفتت إلى أن "الحكومة ترى أيضاً أن لديها واجباً تجاه المواطن الإسرائيلي، سواء كان حياً أو ميتاً".

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: "فلسطين لا ترحب بمجرمي الحرب".. مظاهرات في الضفة الغربية تنديداً بزيارة بلينكن لأول مرة.. علاج جيني يشفي أطفالاً من صمم وراثي "سيادتنا ليست على جدول المفاوضات".. شقيقة كيم جونغ أون تدافع عن إطلاق بلادها قمراً صناعياً قطاع غزة حركة حماس احتجاز رهائن جندي- جنود الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلانالاكثر قراءة تغطية مستمرة: حماس تفرج عن 10 رهائن إسرائيليين عدد منهم من مزدوجي الجنسية و4 تايلانديين شاهد: حرب غزة تلحق أضرارا كارثية بالبنية التحتية أمير الكويت يدخل المستشفى بسبب وعكة صحية وحالته مستقرة كنا في حالة حداد.. طفلة إيرلندية أبلغت إسرائيل والدها أن حماس قتلتها تعود ضمن الرهائن المفرج عنهم كيف تحولت فلسطين على الخرائط لإسرائيل في ظرف 7 عقود فقط؟ اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. تغطية مستمرة| تمديد الهدنة ليوم إضافي وإفراج عن محتجزتين إسرائيليتين إحداهما فرنسية الأصل يعرض الآن Next هنري كيسنجر أو "ثعلب" واشنطن.. من هو وجه الدبلوماسية الأميركية المثير للجدل؟ يعرض الآن Next مباشر. لحظة بلحظة| افتتاح قمة المناخ كوب 28 في دبي يعرض الآن Next شاهد: أمل مطعّم بالخوف في غزة.. والأهالي يواجهون شبح استئناف الحرب من جديد يعرض الآن Next شاهد: "فلسطين لا ترحب بمجرمي الحرب".. مظاهرات في الضفة الغربية تنديداً بزيارة بلينكن

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم حركة حماس إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة هدنة قطاع غزة فلسطين الإمارات العربية المتحدة أسرى الضفة الغربية كوب 28 Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار حركة حماس إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة هدنة قطاع غزة My Europe العالم Business رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: قطاع غزة حركة حماس احتجاز رهائن جندي جنود الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة هدنة قطاع غزة فلسطين الإمارات العربية المتحدة أسرى الضفة الغربية كوب 28 حركة حماس إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة هدنة قطاع غزة یعرض الآن Next فی قطاع غزة إطلاق سراح حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

ورقة نصرالله السرية..هل يلجأ حزب الله إلى "وحدة الظل" لضرب إسرائيل؟

بعد اغتيال زعيم حزب الله حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي، بدت "الوحدة 910" تهديداً واضحاً للمصالح الإسرائيلية واليهودية حول العالم، وفق مركز أبحاث "ألما" الإسرائيلي.

ونقلت صحيفة "جيروزالم بوست" عن مركز ألما للأبحاث، أن الوحدة تحضر لعمليات ضد مصالح إسرائيل الداخلية والخارجية، مستفيدة من خبراتها الطويلة في العمل السري. الوحدة السوداء

وتعرف الوحدة أيضاً بـ"الوحدة السوداء"، أو "وحدة الظل"، وعملت في الماضي في الأمريكيتين، وفي أوروبا وأفريقيا وآسيا، وكانت قادرة على شن هجمات انتقامية كبيرة في وقت قصير. ومنذ حوالي 32 عاماً، بعد اغتيال زعيم حزب الله السابق عباس الموسوي، نفذت الوحدة عمليات انتقامية ناجاحة.
والوحدة 910 من أقوى وحدات الحزب، وأكثر فروعه المنظمة سرية وخطورة، وتخضع لقيادة طلال حمية، المعروف أيضاً بـ "أبو جعفر". 

وترتبط الوحودة بشكل وثيق بالحرس الثوري الإيراني. ويصفها الباحث الإسرائيلي تال باري، بـ "الذراع العملياتي الأساسي لحزب الله لتنفيذ الهجمات الدولية".
وأوضح باري "تعمل الوحدة في مجموعة واسعة من المناطق ببنية تحتية إرهابية معدة مسبقاً وجاهزة للعمل الفوري".

شاركت الوحدة في العديد من الهجمات البارزة، مثل تفجير السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس في 1992، ومركز الجالية اليهودية في الأرجنتين، في 1994. وفي 2012، نفذت تفجيراً انتحارياً في حافلة تقل سياحاً إسرائيليين في بلغاريا.

سرية تامة

وحافظت الوحدة على سرية عملياتها، واعتمدت على شبكات لبنانية محلية، ومنظمات أخرى حول العالم. وخضع عملائها لتدريب أمني صارم، ولديهم غالباً جنسيات أجنبية، ويعملون تحت غطاء مدني، مستغلين الاتصالات مع مؤيدي حزب الله والحكومات الأجنبية لأغراض لوجستية وعملياتية.

وفي العقود الأخيرة، ركزت أنشطة الوحدة 910 بشكل أساسي على أمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا، لكنها عملت أيضاً في الولايات المتحدة، وأوروبا.
وأشار باري إلى أن "الوحدة لعبت دوراً مهماً في حرب الظل التي تشنها إيران ضد الغرب"، مستهدفة مؤسسات الأمن والاستخبارات الأمريكية والمدنيين.

بعد اغتيال نصرالله.. هل انتهى حزب الله؟ - موقع 24ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن حزب الله يعيش أسوأ أسبوع منذ تأسيسه، موضحة أنه تم القضاء على جميع كبار قادته تقريباً، وتم إعادته عقوداً إلى الوراء.

ووفقاً للتقارير الأمريكية، خططت الوحدة 910 لهجمات على مواقع رئيسية، بينها مطار جون كينيدي في نيويورك. واكتُشفت أنشطة الوحدة في الولايات المتحدة عندما كشف علي كوراني، أحد عملاء حزب الله الذين قبض عليهم في الولايات المتحدة، خطط المجموعة ضد الولايات المتحدة، وإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • البنتاجون: سنرسل آلاف الجنود إلى المنطقة لمساعدة إسرائيل
  • اغتيال قائد حركة حماس في لبنان على يد الإحتلال الإسرائيلي  
  • إسرائيل تزعم: في وقت ما خلال الحرب علمنا مكان السنوار
  • ورقة نصرالله السرية..هل يلجأ حزب الله إلى "وحدة الظل" لضرب إسرائيل؟
  • لماذا لم تظهر وساطة عربية بين إسرائيل وحزب الله
  • القسام تستهدف دبابة برفح والاحتلال يرصد نشاطا متزايدا للمقاومة بغزة
  • عاجل - مسيرة في إسرائيل تطالب بإبرام صفقة تبادل لإطلاق سراح الأسرى من غزة
  • قيادي بحماس: ما ذكره الإعلام الإسرائيلي عن قرب التوصل لاتفاق غير صحيح
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعو لإخلاء أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت
  • وول ستريت جورنال: لماذا فشلت إسرائيل استخباراتياً أمام “حماس” و”نجحت” مع “حزب الله”؟