واشنطن تسعى لتمديد الهدنة ومسؤولون أميركيون يتوقعون استئناف الحرب على غزة
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
أعلنت الولايات المتحدة -اليوم الخميس- أنها ستواصل المساعي الرامية لتمديد الهدنة الإنسانية في غزة، في حين توقع مسؤولون أميركيون استئناف الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع.
ففي مؤتمر صحفي بتل أبيب مساء اليوم، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده ملتزمة بتحقيق أهداف الهدنة في غزة، وإنها تتعاون مع قطر ومصر وإسرائيل من أجل ذلك، مضيفا أنه يجري العمل لزيادة تدفق المساعدات وخاصة الوقود للقطاع.
وأضاف بلينكن أن إسرائيل أعربت عن نيتها استئناف عمليتها العسكرية بغزة حال استكمال تبادل المحتجزين، وقال إن طريقة "دفاع إسرائيل عن نفسها" مهمة وعليها التزام القانون الدولي، موضحا أنه طالبت المسؤولين الإسرائيليين بخطط لحماية المدنيين في غزة.
وتابع الوزير الأميركي أن الجانب الإسرائيلي أعرب عن موافقته على حماية المدنيين واستمرار المساعدات قبل بدء أي هجوم في جنوب غزة.
وفي واشنطن، قال منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن واشنطن ستواصل العمل مع قطر ومصر لتمديد الهدنة الإنسانية وتأمين إطلاق سراح المحتجزين في غزة.
وأضاف كيربي أنه خلال الأيام الستة الأولى من الهدنة تم إطلاق أكثر من 100 شخص كانوا محتجزين في غزة، مشيرا إلى أن 6 أميركيين غادروا القطاع حاليا.
كما تحدث عن زيادة نسبة المساعدات إلى غزة بشكل كبير خلال الهدنة الإنسانية التي بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي مقابل الحديث عن رغبة واشنطن في تمديد الهدنة، قال منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي إنه في حال قررت إسرائيل العودة لضرب حركة حماس فستواصل بلاده دعمها لها في ذلك.
يوم إضافيوكانت الخارجية القطرية أعلنت صباح اليوم توصل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة يوما إضافيا ينتهي صباح الجمعة بالشروط السابقة نفسِها.
وأكد المتحدث الرسمي للخارجية القطرية ماجد الأنصاري استمرار تكثيف الجهود للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وكشفت مصادر فلسطينية على صلة بمحادثات الدوحة للجزيرة نت، أن المحادثات الجارية تركز حصرا على الهدن الإنسانية في غزة، ولم تتطرق في الحوار لوقف إطلاق النار الدائم، أو إنجاز صفقة تبادل أسرى شاملة.
وأشارت المصادر إلى أن موضوع وقف إطلاق النار الدائم لا يزال بعيد المنال، في ظل إصرار إسرائيل على استكمال عمليتها العسكرية ضد غزة وإلحاق ضرر إستراتيجي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقبل دقائق من انتهاء الهدنة الإنسانية، أعلنت حركة حماس عن تمديدها ليوم سابع.
وخلال أيام الهدنة الستة أفرجت المقاومة الفلسطينية عن أكثر من 82 إسرائيليا وعددا من الأجانب، وأكدت أن لن يكون هناك تفاوض حول الجنود الإسرائيليين الأسرى إلا بعد وقف العدوزان ورفع الحصار. وفي المقابل أفرج الاحتلال حتى مساء الخميس عن 180 فلسطينيا.
استمرار الهدنةوخلال لقائه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في تل أبيب، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه يريد أن يرى مزيدا من أيام الهدنة في قطاع غزة لاستعادة المحتجزين لدى حركة حماس.
من جانبه، عبر غالانت عن تقديره لالتزام الرئيس الأميركي جو بايدن بدعم إسرائيل، وشدد على أن إسرائيل ستواصل الحرب حتى القضاء على حركة حماس وتفكيك كل قدراتها، بحسب تعبيره.
وكان الوزير الأميركي التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشارك في اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي بتل أبيب، وصرح بأنه يؤيد استمرار وقف القتال بالنظر للنتائج التي حققها.
وعقد نتنياهو لقاء ثنائيا مع بلينكن الذي وصل إلى إسرائيل فجر اليوم في زيارة هي الرابعة منذ بداية الحرب لبحث مسار التهدئة وتبادل الأسرى واحتمال عودة إسرائيل للحرب.
استئناف الحرب
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء اليوم إن الجيش مستعد لاستئناف القتال في قطاع غزة على الفور.
وفي تصريحات متزامنة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن تل أبيب تخوض ما سماها حربا عادلة وإنها لن نتوقف حتى نستعيد المحتجزين في غزة وتدمر حركة حماس، بحسب تعبيره.
وفي الإطار، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين أنهم يتوقعون استئناف الحملة العسكرية الإسرائيلية وبدء التحرك إلى جنوب قطاع غزة.
من جهتها، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن وزير الدفاع الإسرائيلي أخبر وزير الخارجية الأميركي بأن العملية العسكرية في غزة قد تستغرق أشهرا وليس أسابيع.
كما نقل موقع أكسيوس الإخباري عن مصادر أن رئيس الأركان الإسرائيلي أبلغ بلينكن بأن العملية العسكرية قد تستغرق أكثر من بضعة أسابيع.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن بلينكن أبلغ نتنياهو بضرورة حماية المدنيين في جنوب قطاع غزة إذا ما استؤنف القتال.
وفي مواجهة احتمال عدم تمديد الهدنة، طلبت كتائب القسام مساء أمس من مقاتليها الاستعداد تحسبا لتجدد المعارك في غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا شاملة على غزة خلّفت أكثر من 15 ألف شهيد و30 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الهدنة الإنسانیة لتمدید الهدنة فی قطاع غزة حرکة حماس أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتعزز مواقعها العسكرية
أظهرت صور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو مؤكدة وتقارير، أن إسرائيل تقوم بهدم واسع النطاق في مناطق سكنية بشمال غزة وتعزيز مواقع عسكرية، مما أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين على مغادرة منازلهم، حسبما نشرت واشنطن بوست.
الهجمات العسكرية الإسرائيلية والتهجير القسريتقول الصحيفة، أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) أنها بدأت هجومًا جويًا وبريًا في 5 أكتوبر على المناطق الشمالية من غزة، بما في ذلك جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، لإخراج مقاتلي حماس الذين أعادوا تجميع صفوفهم هناك. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 100 ألف فلسطيني أُجبروا على مغادرة المناطق المتضررة خلال الأسابيع الـ11 الماضية.
مخيم جباليا صور الأقمار الصناعية تكشف حجم الدماروفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية عالية الدقة من واشنطن بوست، فقد تم تدمير ما يقرب من نصف مخيم جباليا للاجئين أو تطهيره بين 14 أكتوبر و15 ديسمبر.
وقد أظهرت الصور إنشاء محور عسكري يمتد من البحر إلى السياج الحدودي مع إسرائيل، وهو ما يعكس تحويل منطقة ممر نتساريم العسكرية وسط غزة.
صورة جوية تظهر الدمار في جبالياإنشاء ممر عسكري وتدمير مدن فلسطينية
بينما لم تقدم إسرائيل تفسيرًا علنيًا لعمليات الهدم والتحصين هذه، يشير المحللون إلى أن المحور الجديد قد يساعد في فصل الشمال عن مدينة غزة، مما يخلق منطقة عازلة لحماية المجتمعات الإسرائيلية الجنوبية من الهجمات.
تصاعد الدمار وفقًا لبيانات الأمم المتحدةبحسب مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة، تم تدمير ثلث المباني في محافظة شمال غزة منذ بداية الحرب، بما في ذلك أكثر من 5 آلاف مبنى في جباليا و3 آلاف في بيت لاهيا و 2000 في بيت حانون.
غزة حسب القمر الصناعي الظروف الإنسانية المتدهورة وشهادات السكانيشير السكان إلى أن الحياة في شمال غزة أصبحت مستحيلة، وقال سعيد الكيلاني من بيت لاهيا: “لا يوجد شيء هنا يدعم الحياة. كل شيء تم تدميره لإجبار الناس على المغادرة”.
دبابة اسرتئيلية على الحدود مع غزة إخلاء قسري ومآسي إنسانيةروى سكان شمال غزة كيف أجبروا على الفرار بعد تعرضهم لقصف مكثف، بما في ذلك استهداف المنازل والمدارس التي لجأت إليها العائلات.
وأكدت صور الأقمار الصناعية وجود آليات عسكرية إسرائيلية حول المستشفيات والمدارس، حيث تم فصل الرجال عن النساء والأطفال في عمليات تفتيش واسعة.
شهادات عن العنف والانتهاكاتذكر العديد من السكان أنهم تعرضوا للضرب والإهانة أثناء محاولات الفرار، كما أشار بعضهم إلى أن القوات الإسرائيلية صادرت ممتلكاتهم وأجبرتهم على البقاء لساعات في مواقع عسكرية مؤقتة.
إعادة تشكيل الجغرافيا العسكرية في شمال غزةأظهرت الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية إنشاء تحصينات عسكرية جديدة، بما في ذلك سواتر ترابية وطرق تم شقها عبر المناطق المدمرة.
ووفقًا للخبراء، تهدف هذه التحركات إلى إنشاء خط دفاعي جديد يجلب المناطق الشمالية تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.
السيطرة العسكرية طويلة الأمد؟قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إنه حتى بعد القضاء على حماس، ستواصل إسرائيل السيطرة الأمنية على غزة مع “حرية كاملة للتحرك”.
تشير البيانات والصور إلى أن الحملة الإسرائيلية في شمال غزة مستمرة بوتيرة متسارعة، مع تزايد الدمار والتهجير، ما يثير تساؤلات حول الأهداف العسكرية والإنسانية لهذه العمليات.
اقرأ أيضاًشرق غزة.. 3 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لفلسطينيين بحي الشجاعية
ارتفاع عدد ضحايا العدوان على غزة لـ45317 شهيدًا.. والاحتلال يرتكب 5 مجازر خلال 24 ساعة
استشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمستشفى كمال عدوان شمال غزة