بعد 140 عاما من التأسيس.. دار الكتاب المقدس الكيان الناشر للإنجيل في بيوت الأقباط
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
استضافت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية خلال الأيام الماضية، احتفالية دار الكتاب المقدس المسئولة عن نشر وتوزيع الإنجيل بمصر والشرق الأوسط والعالم، بمرور 140 عامًا على تأسيسها في مصر.
وجرت الاحتفالية بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني ورؤساء الطوائف المسيحية بمصر، الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، وغبطة الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، والمطران نيقوديموس الوكيل البطريركي بالقاهرة لبطريركية الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس، والقس ديرك جيفرز رئيس الاتحاد الدولي لدور الكتاب المقدس، وقيادات الدار بمصر.
وقال المهندس أمير إلهامي مدير عام دار الكتاب المقدس، إن دار الكتاب المقدس في مصر من عام ١٨٨٣ميلادية، وهذه كانت حركة على مستوى العالم بدأت في إنجلترا بسبب بنت تدعى ماري چونز من ويلز في القرن الـ ١٨ كان كل حلمها تحصل على نسخة من الكتاب المقدس بلغتها ومن وقتها بدأ أن يكون فيه اهتمام بطباعة وتوزيع الكتاب المقدس على مستوى العالم.
وتابع "إلهامي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن دار الكتاب المقدس هي دار النشر المصرية المسئولة عن طبع ونشر وتوزيع الترجمة العربية للكتاب المقدس لكل المتحدثين باللغة العربية في مصر والعالم. ترجمة ڤاندايك - البستاني اللي تم نشرها في عام ١٨٦٥.
وأكمل، الدار هى مؤسسة تخدم الكنيسة العامة بكل طوائفها ومذاهبها وهي معنية فقط بكل ما يخص الكتاب المقدس ورؤيتها: "أن نرى كلمة الله نرى مؤثرة ومغيرة في حياة الفرد والكنيسة والمجتمع." وذلك بتحقيق رسالتها: "أن تكون كلمة الله متاحة للجميع وسهل الوصول إليها، بسعر مناسب وبلغة مفهومة، من خلال وسائل وبرامج تساعد على فهم الكلمة وتطبيقها."
والمحاور الرئيسية لتحقيق الرسالة:
١- النشر:
نشر كلمة الله بكل الوسائل المتاحة من مطبوعات تصل إلى أكثر من ٥٠٠ منتج، ٥٠٪ منها للأطفال والنشء بالإضافة لأربع تطبيقات للكتاب المقدس على المحمول والتواجد على كل منصات وسائل التواصل الاجتماعي
٢- التوزيع: من خلال ١٧ مكتبة في مدن مصر بمختلف المحافظات في الوجه البحري والقبلي وتوفير الكتب المقدسة مجانا للصف الأول الإعدادي وقصص من الكتاب المقدس المصور للصف الرابع الابتدائي
٣- البرامج والتي من خلالها يتم تشجيع الفئات العمرية المختلفة على الانتظام في قراءة الكلمة ودراستها من خلال مسابقات وأنشطة مختلفة.
كما اكد البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خلال كلمته بالاحتفالية، أن دار الكتاب المقدس قدمت الكتاب بصور رقمية كثيرة، وامتد تطوره طوال 140 عامًا، والقائمين على الدار والمفكرين دائمًا يفكرون كيف نقدم كلمة الله بهذه الصور المناسبة والعصرية والتي تخدم الجميع، وألا يكون هناك إنسانًا محرومًا من كلمة الله، لذلك يوجد الكتاب المقدس الذي يناسب المكفوفين، وكذلك الذي يناسب الفتيان بتقديم أبطال الكتاب، ويوجد المناسب للفتيات بتقديم الأميرات فيه، ويوجد الكتاب المقدس للشباب، وأيضًا الكتاب المقدس بالشواهد، وبأشكال عديدة تناسب الهدايا للكبار والصغار في مختلف المواقف، وبلغات متعددة بما فيها اللغة القبطية، فدار الكتاب المقدس تخدم جميع كنائسنا.
وقال في كلمته أيضا، الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، أهنئ دار الكتاب المقدس بمرور 140 عامًا على بداية خدمتها بمصر، وأعرب عن تقديري الكبير للدور العظيم الذي تقوم به دار الكتاب المقدس طوال تاريخها.
* فترجمة كلمة الله ونشرها وطباعتها وتوزيعها هو عمل من شأنه أن يعرِّف الناس بوصايا الله وتعليمهم وتلمذتهم، كما أوصانا المسيح.
• لا نستطيع أن نحصر أهمية الكتاب المقدس في حياتنا في نقاط قصيرة، إذ تهتم كلمة الله بأبعاد حياتنا المختلفة اهتمامًا كبيرًا؛ فهي تعرِّفنا على الله وتعلِّمنا التواصل معه، وتعلِّمنا عن علاقتنا بأنفسنا، وتعلمنا أيضًا عن علاقتنا بالناس، فتصل بنا إلى حالة من السلام والفرح الحقيقيين.
• إن العلاقة مع كلمة الله، والعيش وفقًا للحق الكتابي، قادران بلا شك على تغيير حياة الفرد والعائلة.
وأشار الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكنيسة الكاثوليكية بمصر؛ أن كلمة الله الموجودة بالكتاب المقدس هي بذرة حية تحتاج للحياة بداخلنا ؛ وتحتاج لديهم شغف وأمانة لحفظها.
وتابع بطريرك الكنيسة الكاثوليكية بمصر خلال كلمته باحتفالية دار الكتاب المقدس بمرور 140 عاما على تأسيس الدار؛ والمقامة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية؛ إلى أن الإنجيل هو كلمة حياة لكل مسيحي، وشكرا لكل الأمناء الذين ساهموا في نشر كلمة الله بالكتاب المقدس من خلال الدار التي تنشره.
جدير بالذكر، أنه تأسس أول مكتب ومكتبة لدار الكتاب المقدس بمصر في سنة 1883م، بمدينة الإسكندرية. ومنذ ذلك الوقت انتشر العمل في جميع أنحاء الجمهورية، وتم افتتاح عدة مكتبات للدار، في عام 1966 أصبحت الدار عضوًا في اتحاد دور الكتاب المقدس.
وترجمت الدار، الكتاب المقدس بالكامل باللغة العربية وبلغات أخرى، ومن بين إصداراتها، العهد الجديد، الكتاب المقدس بالخلفيات التوضيحية، أسفار كتابية منفصلة. منتجات للأطفال سواء الكتاب المقدس المصور أو قصص كتابية أو كتب للتلوين. كما يوجد العديد من الكتيبات المناسبة لمجموعات درس الكتاب.
كما يقوم دار الكتاب المقدس بعمل دورات تدريبية ومؤتمرات، لقادة الاجتماعات في الكنائس والخدام، لدراسة ومعرفة أساليب درس الكتاب وطرق تقديمها للتشجيع على دراسة الكلمة المقدسة.
و يطلق مسابقات للأطفال، الهدف منها تشجيع الأطفال والشباب والأسرة بكاملها لقراءة الكتاب المقدس بصورة منتظمة وبتدقيق من خلال هذه الأنشطة ومن بينها مهرجان (فكرة × لعبة) للفئة العمرية من 8-12 سنة، ومهرجان (على صورته) لعرض المواهب والمسابقات للشباب، ومسابقات كتاب مفتوح لكل بيت.
ويقدم دار الكتاب المقدس العديد من الخدمات الأخرى مثل: مشروع تعليم الكبار، حيث يتم فيه عمل فصول لتعلم وإجادة القراءة، ليتمكن كل مَن لم يتمموا تعليمهم من قراءة الكتاب المقدس وفهمه.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: دار الكتاب المقدس الكنيست البابا تواضروس دار الکتاب المقدس کلمة الله من خلال
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يناقش دور فاطمة المعدول في حركة نشر كتب الأطفال بمصر
استضافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 ندوة بعنوان "دور فاطمة المعدول في حركة نشر كتب الأطفال في مصر"، بحضور نخبة من الشخصيات الثقافية البارزة، من بينهم داليا إبراهيم، رئيس مجلس إدارة دار نهضة مصر، وأمينة النقاش، الكاتبة الصحفية ورئيس مجلس إدارة صحيفة "الأهالي"، والشاعر وكاتب الأطفال عبده الزراع، مدير عام الإدارة العامة بهيئة قصور الثقافة، إلى جانب الكاتبة الصحفية نشوى الحوفي، رئيس النشر الثقافي في دار نهضة مصر، والدكتورة نادية الخولي، أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة القاهرة ورئيس المجلس المصري لكتب الأطفال واليافعين.
فيما أدارت الندوة الدكتورة صفية إسماعيل، الباحثة في أدب وثقافة الأطفال والناقدة المتخصصة في المجال.
وافتتحت الدكتورة صفية إسماعيل الندوة بالحديث عن الدور البارز الذي لعبته فاطمة المعدول في تطوير ثقافة الطفل، مؤكدة أنها تقلدت العديد من المناصب التي أحدثت من خلالها نقلة نوعية في مجال ثقافة الطفل.
وأشارت إلى أن وجودها في المركز القومي لثقافة الطفل كان فارقًا، حيث ساهمت في تطويره ونشرت كتبًا متميزة، مع إيلاء اهتمام خاص بالشكل والمضمون، لا سيما في مرحلة الطفولة المبكرة.
وتابعت إسماعيل: "كما قدمت أسماء بارزة في الأدب مثل أمل دنقل، وصلاح جاهين، ومجدي نجيب، ومحمد صدقي، كنماذج جديدة في الكتابة للأطفال، فضلًا عن إنجازاتها البحثية وورش العمل التي أثرت العديد من الكُتاب".
وأضافت أن المعدول كانت من أوائل من اهتموا بقضايا الأطفال ذوي الإعاقة، وروّجت لقيم التسامح وقبول الآخر في أعمالها.
من جانبها، علقت فاطمة المعدول على كلمات الحضور بقولها: "أعتقد أنني قد أغتر بسبب ما أسمعه عن نفسي كل يوم، لكنني أحاول أن أنسى ذلك وأعود بذاكرتي إلى أيام دراستي في الصف الأول الثانوي".
واستعرضت تجربتها في مجال النشر، موضحة أن رحلتها ارتكزت على محورين أساسيين، الأول المركز القومي لثقافة الطفل، حيث نشرت أربعة كتب فقط قبل التحاقها به، اثنان منها عبر الثقافة الجماهيرية، إلا أنها عندما التحقت بالمركز قدمت نماذج جديدة مثل عماد أبو صالح وأمل دنقل، مع اهتمام كبير بتطوير الشكل والمضمون، بالإضافة إلى سعيها الدائم إلى رفع أجور الكُتّاب تقديرًا لأعمالهم.
وتابعت: "أما المحور الثاني فكان تعاونها مع دار نهضة مصر، التي وصفتها بتجربة ناجحة ومصدر فخر لها في مجال النشر".
فيما أكدت الكاتبة الصحفية أمينة النقاش أن الحديث عن فاطمة المعدول لا ينتهي، مشيرة إلى أنها كانت زميلتها في معهد الفنون المسرحية، لكنها كانت تسبقها بعام دراسي رغم أنها تصغرها بخمسة أشهر.
وتحدثت "النقاش" عن جانب مهم من مشروع المعدول، وهو اختيارها العمل في الثقافة الجماهيرية، وهو المجال الذي تبناه ثروت عكاشة لإرساء مبدأ العدالة الثقافية، حيث ركزت المعدول على تدريب نفسها وتطوير مهاراتها من خلال السفر للخارج والالتحاق بالدورات التدريبية، مما مكنها من تجاوز الصعوبات البيروقراطية، وصنع إنجازات حقيقية رغم محدودية الإمكانيات.
أما الكاتبة الصحفية نشوى الحوفي، فأكدت أن أعمال المعدول لا تعكس فقط موهبتها، بل تعكس رؤيتها العميقة، إذ خاطبت الأطفال منذ سن مبكرة عن الحرية والديمقراطية وبناء الأوطان، وهو ما جعلها من أبرز كُتّاب الأطفال في العالم العربي، واسمًا له ثقله واحترامه في معارض الطفل الدولية.
من ناحيته، تحدث الشاعر عبده الزراع عن أثر المعدول في مسيرته، موضحًا أنها كانت داعمة للأجيال الجديدة، حيث نصحته بعدم ترك وظيفته في الثقافة الجماهيرية رغم الصعوبات التي واجهها، وشجعته على مواصلة الكتابة.
كما أشار إلى موقف شخصي معها عندما نشر أول كتبه في سلسلة "قطر الندى"، ثم أصدرت له لاحقًا كتابًا في المركز القومي لثقافة الطفل، ومنحته مكافأة مالية سخية مقارنة بتلك الفترة، مما كان له أثر بالغ في مسيرته المهنية.
وتابع الزراع: "كما أنها استعانت به في تجربة مجلة "تاتا"، وخصصت له مساحة لكتابة الفوازير للأطفال ما قبل المدرسة".
وفي شهادة أخرى، تحدثت الدكتورة نادية الخولي عن تجربتها في تأسيس سلسلة "كلمة كلمة" عام 1999، التي هدفت إلى تعليم اللغة العربية للأطفال، وكيف ساهمت المعدول في نشر السلسلة عبر المركز القومي لثقافة الطفل، مما أدى إلى حصولها على جائزة سوزان مبارك.
كما أشادت بمشاركات المعدول في المؤتمرات الدولية، حيث قدمت صورة مشرفة لمصر في الخارج، وأكدت أن "المعدول" لم تكن مجرد كاتبة للأطفال، بل كانت رائدة في مجالها، صاحبة رؤية واضحة، وإرادة قوية مكنتها من تحقيق نجاحات مؤثرة على مدار مسيرتها، سواء في الكتابة أو النشر أو العمل المؤسسي في ثقافة الطفل.