كيف تصدت دار الإفتاء للجماعات المتطرفة؟.. شوقي علام يجيب
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء وتصديها للجماعات المتطرفة هو وجه من أوجه تجديد الخطاب الديني، وتنفيذًا لتكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتجديد الخطاب الديني.
وأضاف مفتي الجمهورية، خلال حواره ببرنامج "الشاهد"، مع الدكتور محمد الباز، عبر فضائية "إكستر نيوز"، أن تجديد الخطاب الديني يعني شقين الأول الحفاظ على الثوابت والثاني الانطلاق إلى الاجتهادات.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أنه عندما تتعامل مع الواقع بأبعاده المختلفة وعندما درسناه وأردنا السير في التنفيذ وجدنا أفكارًا عملت على إيجاد ظلال كثيفة على الصورة الحضارية للإسلام، وبدأت تعمل شيئًا فشيئًا على أفكار ترسخت في العقلية المسلمة وغيرها وكان لابد من إزالة هذا التراب عن العقلية الإسلامية التي تعلمناها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شوقي علام الإفتاء المفتي دار الإفتاء اخبار التوك شو الخطاب الدینی شوقی علام
إقرأ أيضاً:
ترامب: أحبه ويُحبني وتُحب مصالحه تحالفي
#ترامب: أحبه ويُحبني وتُحب مصالحه تحالفي
دوسلدورف/أحمد سليمان العُمري
في تصريح بدا صادما للكثيرين، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب: «لديّ علاقة رائعة مع رجل اسمه #أردوغان، أحبه ويحبني، وهذا يُغضب وسائل الإعلام». هذا التصريح المقتضب لا يخلو من #دلالات_سياسية مركّبة تتجاوز لغة المجاملة، ليطرح أسئلة عميقة حول الخطاب السياسي الإسلامي الرسمي، وتناقضاته الجوهرية، لا سيما فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.
الدهشة الأولى تنبع من أن ترامب لم يكن يوما طرفا محايدا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ بل كان أحد أكثر الرؤساء الأميركيين دعما لإسرائيل بشكل غير مشروط.
مقالات ذات صلةفي عهده، نُقلت السفارة الأميركية إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وبارك خطة تهجير الفلسطينيين في صفقة القرن. كيف إذن تنشأ علاقة «رائعة» بينه وبين أردوغان؟ الذي لا يترك منبرا إلا ويصرّح بعدائه لإسرائيل ومناصرته لغزّة، أليس هذا التناقض بحد ذاته يستحق الوقوف عنده؟
الحقيقة أن تصريح ترامب لا يخلو من أبعاد استفزازية متعمّدة، موجّهة إلى عدة جهات في وقت واحد:
أولا: الاستفزاز الإعلامي الغربي.
ترامب يعلم تماما أن الإعلام الغربي، لا سيما الليبرالي منه، ينتقد أردوغان بشدة بسبب سياساته الداخلية والخارجية، وخطابه الإسلامي، وموقفه من إسرائيل. فحين يقول ترامب إنه يحبه، فإنه يقلب الطاولة على ذلك الإعلام، ويعيد تعريف أردوغان لا كعدو للغرب، بل كشريك وظيفي رغم لغته المعارضة، وهذا بحد ذاته كافٍ لإرباك الخطاب الإعلامي الغربي، الذي طالما حاول تصوير أردوغان كخصم للمنظومة الدولية.
ثانيا: التعرّي السياسي لأردوغان.
تصريح ترامب يُسقط ورقة التوت عن الخطاب الذي يرفعه أردوغان تجاه إسرائيل وفلسطين، فالرجل، رغم نبرته العالية، لم يُقدّم على أي خطوة عملية تؤذي إسرائيل أو تحمي غزّة بشكل فعلي؛ العلاقات الاقتصادية قائمة، التنسيق الأمني مستمر بشكل غير مباشر، والتطبيع يتخذ شكلا ناعما لا يقل فاعلية عن التطبيع الصريح لبعض الأنظمة العربية. وعليه، فمحبة ترامب له ليست مفارقة حقيقية، بل منسجمة مع الأداء الفعلي لا النظري لأردوغان.
ملاحظة حول التجارة التركية – الإسرائيلية:
عند الحديث عن العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل، نجد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين كان قد وصل في عام 2023 إلى حوالي 9.5 مليار دولار أميركي، وفقا لبيانات غرفة تجارة أنقرة، إذ كان يشمل صادرات تركية إلى إسرائيل تبلغ حوالي 5.42 مليار دولار، مع واردات من إسرائيل بحجم 1.5 مليار دولار.
ولكن يجب التنويه بأن هذه الأرقام تعود إلى فترة ما قبل قرار الحكومة التركية في مايو 2024 بتعليق جميع التعاملات التجارية مع إسرائيل في أعقاب التصعيد في قطاع غزّة.
هذا القرار كان جزءا من موقف سياسي احتجاجي من تركيا تجاه إسرائيل بسبب الهجمات على غزّة، ولم تُذكر أي تقارير مؤكّدة بشأن استئناف هذه التجارة حتى الآن.
ثالثا: رسالة مبطّنة للفلسطينيين.
ترامب بهذا التصريح يقول ضمنا: لا تُراهنوا على الشعارات؛ أردوغان يحب غزّة في خطابه، لكنه محبوب من رئيس دعم أكبر موجة قتل وتشريد في حق الغزّيين.
هذه المفارقة تكشف عن هشاشة الدعم الذي يُقدَّم للقضية الفلسطينية، وتُعرّي الخطاب الإسلامي الذي يتغذى على المظلومية لكنه لا يتحرّك حين تكون لحظة الفعل.
رابعا: كشف منظومة “الوظيفة” في العالم الإسلامي.
ترامب، رجل الصفقات، لا يرى في السياسيين إلا أدوات قابلة للاستخدام أو التفاوض، وحين يمتدح أردوغان، فهو يعترف ضمنا بأن الرجل يؤدي وظيفة لا تعارض المصالح الأميركية، حتى وإن غلّف خطابه بلغة الإسلام السياسي. وهنا يبرز المعطى الأخطر: لم يعد التناقض بين الأقوال والأفعال مجرّد ثغرة في الأداء السياسي، بل بات منهجا متكاملا تُبنى عليه شرعية أنظمة وتيارات.
خامسا: الخداع المتبادل بين القواعد والقيادات.
القاعدة الشعبية، خاصّة الدينية منها، لا تزال تأخذ الخطاب السياسي بجدية عاطفية، فتظن أن كل ما يُقال يُراد به فعل، بينما القيادات تستخدم الخطاب كشكل من أشكال التفاوض أو التغطية على السياسات العملية. ترامب، بخبرته التجارية، يدرك ذلك جيدا، ويُعلن أن ما يقال على المنابر لا يُحدد العلاقات، بل المصالح هي من تفعل ذلك.
الخطير في كل هذا أن ترامب ينجح في استخدام هذا التناقض لإرباك أكثر من طرف: الإعلام الغربي، الجماهير الإسلامية، النخب المؤيدة لأردوغان، بل وحتى المعارضة التي لم تعد تعرف من هو خصم من، ما بين «يحبني» و«أدعمه»، تنكشف هشاشة التحالفات القائمة على الخطاب لا المواقف.
ختاما
لا يمكن قراءة تصريح ترامب كجملة عابرة، بل هو تصريح مشحون بالدلالات السياسية المقصودة. إنه تعبير مُكثّف عن مرحلة سياسية تعيش على التناقضات، وتُدير ملفّاتها عبر شعارات كبرى مُفرغة من المعنى، تُرفع من إسطنبول وتُصافح من واشنطن. وبين الحب والقتل يتنقّلون بين تسويق الخطاب ووجع الواقع؛ تبقى غزّة وحدها الضحية، وهي التي تدفع الثمن غاليا.
Ahmad.omari11@yahoo.de