"رياض السنباطي" توج ملكا على عرش تلحين القصيدة العربية
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
في مثل هذا اليوم ٣٠ نوفمبر عام ١٩٠٦م، ولد العبقري الموسيقار الكبير رياض السنباطي، حيث أطلقت أم كلثوم عليه هذا اللقب؛ لتفرده في تلحين القصيدة العربية، فتوج ملكًا على عرش تلحين القصيدة العربية .
ولد “السنباطي” بمدينة فارسكور بدمياط لأب مقرئ اعتاد الغناء في الموالد والأفراح وكان يصطحب ابنه معه فظهرت عليه علامات الموهبة والصوت الجميل، نزح بعدها مع أبيه للمنصورة ليتعلم بالكتاب إلا أنه أصيب وهو في التاسعة من عمره بمرض في عينه، أحال بينه وبين الاستمرار في الدراسة، وهو ما دفع بوالده إلى التركيز على تعليمه قواعد الموسيقى وإيقاعاتها.
أظهر رياض استجابة سريعة وبراعة ملحوظة، واستطاع أن يؤدي بنفسه وصلات غنائية كاملة، وأصبح هو نجم الفرقة ومطربها الأول وعرف باسم «بلبل المنصورة».
انتقل مع والده إلى القاهرة فكانت بداية الانطلاق والإحتراف على الرغم من أن الطريق لم يكن ممهداً إلا أنه حفر بموهبته لنفسه مكان وسط العمالقة في ذلك الوقت.
غلب حبه للفن على حبه للدراسة وتفوقت موهبته على كل منطق، كيف لا وهو الذي ذهب متقدم إلى معهد الموسيقى العربية ليحصل على مقعد طالب يدرس ويتعلم وينهل من العلم الموسيقي الذي احبه، فإذا باللجنة تصاب بحالة من الذهول أمام موهبته الكبيرة وعبقريته المذهله، فيحصل على مقعد مدرس وعن جدارة لآلة العود، واستمر يعمل هناك كمدرس لمدة ٣ سنوات ترك المعهد بعدها متجها إلى التلحين عشقه الأول والأخير.
لحن لأم كلثوم ما يقارب الـ٩٠ لحنًا أهمها "رباعيات الخيام، على بلد المحبوب، يا ليلة العيد، هلت ليالي القمر، الأطلال، جددت حبك ليه، حيرت قلبي معاك، وغيرها الكثير من أجمل الألحان وأروع الكلمات التي تغنت بها كوكب الشرق.
كما لحن لكبار المطربين والمطربات بخلاف أم كلثوم فلحن لمحمد عبد المطلب شفت حبيبي، وردة لعبة الأيام، هدى سلطان أن كنت ناسيا، ليلى مراد يا حبيب الروح، صالح عبد الحي ليه يا بنفسج، عبد الحليم حافظ لحن الوفاء، وغيرهم من المطربين والمطربات.
لقائه وتعاونه مع أم كلثوم قال:يقول السنباطي: "بعد سبعة عشر عاما من لقائنا الأول في قرية «درينش إحدى قرى الدقهلية، التقيت بالفتاة أم كلثوم مرة أخرى، بعد أن كان صيتها قد ملأ الآفاق في القاهرة، وقتها كنت أحسد الذين يلحنون لها وكانت تتحرك في أعماقي ملكة التلحين، تعبيرًا عن عواطف جياشة يعيشها الشاب في مثل سني» كنت أقيم في شقة لوحدي وطلبت تليفونًا كي يسهل علي أعمالي واتصالاتي، وفي اليوم الأول الذي دخل فيه التليفون إلى الشقة، سمعت أغنية لأم كلثوم من الراديو، فتذكرت تعارفنا في محطة الدلتا، وكنت قد عرفت رقم تليفونها من الإذاعة فاتصلت بها، وعندما ذكرت لها اسمي تذكرت بأن والدها الشيخ إبراهيم كان يغني مع والذي في الأفراح، ودار بيننا حديث قصير قالت لي في نهايته «ابقي خلينا نشوفك يا أستاذ رياض، ما دام أنت في مصر وأنا في مصر».
توفي السنباطي بعد عمر أمضاه في العطاء ونال عنه الكثير من الجوائز والتكريمات في ١٠ سبتمبر عام ١٩٨١م.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رياض السنباطى ام كلثوم السنباطى أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
عبد المنعم رياض.. أسطورة العسكرية المصرية ورمز يوم الشهيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الفريق عبد المنعم رياض هو واحد من أعظم القادة العسكريين في تاريخ مصر وقد لقب بـ جنرال الذهب نظرًا لكفاءته وشجاعته في ميدان القتال و شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية خلال الفترة من 1967 حتى استشهاده عام 1969 ،ولد 22 أكتوبر 1919 في محافظة الشرقية و تخرج في الكلية الحربية المصرية عام 1938 وشارك في الحرب العالمية الثانية ضمن القوات المصرية التي كانت تقاتل في الصحراء الغربية وخاض حرب فلسطين 1948 وكان من أوائل الضباط المصريين الذين شاركوا في تأسيس سلاح المدفعية المضادة للطائرات كما شارك في حرب 1956 (العدوان الثلاثي على مصر) بعد نكسة 1967 تولى إعادة بناء القوات المسلحة المصرية استعدادًا لحرب الاستنزاف،قاد عمليات هجومية ناجحة ضد القوات الإسرائيلية على جبهة القتال.
استشهاده في 9 مارس 1969.
في صباح يوم ربيعي مشمس وقف الجنرال عبد المنعم رياض أمام خريطة العمليات العسكرية يتابع تقارير الميدان وكانت حرب الاستنزاف مشتعلة والقوات المصرية تبذل أقصى جهدها لاستعادة الهيبة بعد نكسة 1967 و لم يكن القائد رجل مكاتب بل كان جنديًا بروح مقاتل يفضل رؤية الواقع بنفسه بدلاً من سماع التقارير.
في ذلك اليوم قرر أن يزور إحدى النقاط الحصينة على الجبهة رغم اعتراض ضباطه ولكن شجاعته لم تكن تعرف التردد ارتدى بدلته العسكرية وأخذ خريطته وتوجه إلى الموقع الأمامي حيث يقف الجنود على الخطوط الأولى وجوههم متعبة لكن أعينهم تلمع بعزيمة لا تلين وعندما وصل احتشد الجنود حوله تحية واحترامًا.
تحدث إليهم بروح الأب والأخ رفع من معنوياتهم وأعطاهم التعليمات بنفسه وكأنه أحدهم فجأة دوى انفجار قوي وبدأت قذائف العدو تتساقط كالمطروارتفعت سحابة من الدخان والغبار وسقط الجنود على الأرض محاولين حمايتة ولكن الجنرال لم يتحرك ظل في مكانه يراقب ويصدر أوامره بحزم وثقة ولكن القدر كان له رأي آخر حيث انفجرت قذيفة بالقرب منه وتناثر الشظايا في كل اتجاه وهرع الجنود نحوه و لكن الرجل الذي كان قبل لحظات يشجعهم ويرفع من روحهم القتالية كان قد ترجل إلى عالم الأبطال وسقط جسده و لكن روحه بقيت تحلق فوق الجبهة تسري في دماء كل جندي يحمل بندقية ويؤمن بالنصر.
في اليوم التالي وقف الوطن كله حزينًا لكنه فخور تحولت دماء القائد إلى وقود يشعل حماس الجنود وفي 9 مارس من كل عام ولم يعد هذا اليوم مجرد ذكر استشهاد الجنرال عبد المنعم رياض بل أصبح يوم الشهيد تخليدًا لكل بطل ضحى بحياته من أجل مصر رحل الجنرال و لكن روحه ظلت تحرس الحدود وتروي للأجيال القادمة قصة الشجاعة والفداء.