هاآرتس: إسرائيل تقترب من لحظة الحقيقة بغزة والدول العربية السنية تتحدث بلسانين
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
رأى المحلل الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العسكرية عاموس هاريل، أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقترب من لحظة الحقيقة المتمثلة في اتخاذ قرار بشأن استمرار الهدنة أو استئناف عدوانها المدمر على غزة؛ للقضاء على حركة المقاومة الفلسطينية حماس وإعادة الأسرى الذي تحتجزهم في القطاع، مشيرا إلى أن قرار تداعياته.
وأوضح أنه في الوقت ذاته فإن الدول العربية السنية التي تجد نفسها في وضع معقد بسبب التعاطف الشعبي غير المسبوق مع الفلسطينيين تتحدث إلى إسرائيل بلسانيين في هذه الصدد.
ويأتي ذلك بالتزامن مع توقعات متصاعدة بأن يتم تمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة- كان من المفترض أن ينتهي صباح الخميس- لبضعة أيام أخرى بسبب التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الطرفين.
وليلة الأربعاء، كان من المقرر أن تطلق حماس سراح مجموعة سادسة من الرهائن، ووعدت الوسطاء القطريين بإطلاق سراح إسرائيليين إضافيين محتجزين في غزة في الأيام المقبلة.
كما أطلقت حماس سراح روسيتين مختطفتين في غزة، في خطوة صورتها الحركة الفلسطينية على أنها لفتة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بالنظر إلى مساعي حماس الرامية للاحتفاظ بالرهائن الذين تعتبرهم أوراق قيمة مساومة - حوالي 100 جندي إسرائيلي ومدنيين شباب بالغين - فإن استمرار المفاوضات حول الصفقات قد يصل إلى طريق مسدود في أوائل الأسبوع المقبل.
وفي ظل هذه الظروف فإن فرص استئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة بكثافة عالية سوف تتزايد بشكل كبير.
والأربعاء قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: لا يوجد وضع لن نستأنف فيه القتال حتى النهاية.
الجميع مقابل الجميع
على مدى الأيام القليلة الماضية، كانت هناك تقارير، أغلبها تخمينية، حول طرح صفقة "الجميع مقابل الجميع" على الطاولة ــ أي الاقتراح القطري بإطلاق سراح جميع الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس مقابل الجميع (أو معظمهم) لآلاف الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل، إلى جانب وقف إطلاق النار طويل الأمد.
ولكن لا يبدو أن هذا حل عملي على الأقل في الوقت الحالي؛ لأنها على الأرجح لن تحظى بدعم شعبي واسع في إسرائيل.
اقرأ أيضاً
ساوى بين هجوم حماس والتصعيد ضد غزة.. البابا فرانسيس يُغضب إسرائيل
وليس مستبعداً أن تكون التسريبات حول هذا الاقتراح تهدف في الواقع إلى خدمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يسعى إلى تصوير نفسه على أنه يقف في وجه الضغوط الخارجية.
كما يصور نتنياهو الذي وثقت استطلاعات الرأي انهيار التأييد الشعبي له داخل إسرائيل، يصور نفسه أيضا على أنه الشخص الوحيد الذي يستطيع منع قيام دولة فلسطينية.
في هذا الصدد فلن يحقق قرار بوقف إطلاق نار دائم، دون تدمير حماس كحكومة وقوة عسكرية، أهداف الحرب المعلنة من قبل الحكومة الإسرائيلية ومن المرجح أن يحسم ذلك مصير نتنياهو السياسي.
وسيكون وقف دائم لإطلاق النار من وجهة نظر حماس بمثابة انتصار جاء بسبب شنها هجومها الأكثر فتكار في تاريخ إسرائيل وهو طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.
ومن شأن الإفراج الجماعي عن السجناء الفلسطينيين أن يرسخ مكانة حماس كلاعب فلسطيني وعربي، واللاعب الوحيد الذي ألحق إهانة مزدوجة بإسرائيل. وهو ما يضمن لها أيضًا دعمًا هائلاً في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي جميع أنحاء العالم العربي.
اعتبارات متباينة
وبعيدا عن حماس وإسرائيل فإن هناك العديد الأطراف الخارجية المتداخلة في الأزمة لديه اعتبارات متباينة.
وبحسب المحلل فإن قطر لديها مصلحة في التوصل إلى صفقة تؤدي في نهاية المطاف إلى إنقاذ حكومة حماس.
وذكر أن قطر استثمرت مليارات الدولارات في نظام حماس في غزة، ومن المرجح أن يضمن لهم النظام الجديد في غزة المدمرة، موطئ قدم أكبر، اقتصاديًا وسياسيًا، على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
ووفق المحلل الإسرائيلي فإن هناك طرفان أخران في هذا المشهد لديهم اهتمامات أكثر تعقيدا.
اقرأ أيضاً
تحرير الأسرى بالضفة.. ارتفاع بشعبية حماس وتزايد الاستياء من فتح
الطرف الأول هو الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد كبح التحركات العسكرية الإسرائيلية، لكنها في هذه المرحلة لا تحاول فرض صفقة على إسرائيل أو منعها من مواصلة العمليات العسكرية في غزة.
والطرف الثاني هما الدول العربية السنية في منطقة الشرق المتوسط والتي تتحدث يلسانين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتحديدا الأحداث الأخيرة منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين أول.
ففي العلن، تتفق بعض هذه الدول (مثل مصر والأردن) مع الرأي العام في بلدانها وتدين الوفيات بين المدنيين نتيجة للرد العسكري الإسرائيلي.
ولكن وراء الكواليس، يحث كل زعيم في المنطقة تقريباً، بما في ذلك معظم دول الخليج، إسرائيل على إنهاء الحرب على قطاع غزة فقط بعد هزيمة حماس، حيث ينظرون إلى المنظمة باعتبارها عدواً محلياً خطيراً.
معضلة إسرائيلية
وراي المحلل أن إسرائيل سوف تجد نفسها في غضون الأيام القليلة الماضية، أمام معضلة كبيرة، فحماس ستنتهي إما من إعادة الرهائن المدرجين في القائمة الأصلية (أمهات، أطفال، مرضى وجرحى)، أو ستعلن أنها لم تتمكن من العثور على بعضهم.
والأربعاء، أكدت حماس بالفعل أن الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس وابنيها قُتلوا في الأسر. وفي هذه المرحلة، من المرجح أن يتبدد الوهم بأن إسرائيل قادرة على مواصلة القتال والإفراج عن المزيد من أسراها.
ولتحرير المزيد من الأسرى الإسرائيليين ستكون هناك حاجة لصفقة أخرى، وسيكون تحقيقها أصعب، بسبب الثمن الذي ستطلبه حماس من دولة الاحتلال.
ومن دون التوصل إلى اتفاق، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يستأنف عملياته المكثفة، وبالتالي يزيد من المخاطر على حياة أسرى الاحتلال، سواء بسبب القتال نفسه والظروف الصعبة التي يخلقها أو بسبب احتمال قيام حماس بقتلهم.
من ناحية أخرى فإذا استأنفت إسرائيل القتال، فإن الإدارة تفضل أن تركز إسرائيل أولاً على المزيد من العمليات في شمال غزة بدلاً من بدء العمليات في الجنوب المكتظ بالسكان.
كما تطلب من جيش الدفاع الإسرائيلي توخي الحذر في استخدام الأسلحة الدقيقة وممارسة الحذر الشديد عند القتال في المناطق المزدحمة.
ورغم تكبد حماس خسائر فادحة ودمارا هائل في شمال غزة وفقدها السيطرة على المدينة هناك، لكن يبدو أنها ما زالت بعيدة عن الهزيمة عسكريا.
وربما يفضل زعيمها في غزة، يحيى السنوار، المجازفة بمواصلة القتال، على افتراض أن إسرائيل لن تورط نفسها في المشاكل من خلال العمليات العسكرية في جنوب غزة، حيث ستضطر قواتها إلى المناورة وسط سكان مدنيين أكثر كثافة.
ولا يمكننا استبعاد أنه مع حال اقتراب من النهاية، أن يفضل السنوار مواصلة القتال عن الاستسلام، لينال الشهادة في المعركة.
((3))
المصدر | عاموس هاريل/ هاآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: وقف العدوان الإسرائيلي على غزة القضاء على حماس الهدنة قطر مصر والأردن فی غزة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يكشف عن إصابة 21 جنديا بغزة ولبنان في 24 ساعة
كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إصابة 21 جنديا بجروح في معارك قطاع غزة وجنوب لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية.
ووفق موقع الجيش الإسرائيلي، بلغ عدد العسكريين الجرحى في غزة والضفة الغربية ولبنان 5282 منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بينما كان عدد العسكريين الجرحى الثلاثاء 5261، مما يعني أن 21 جنديا أصيبوا خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وتفيد المعطيات بأن بين الجرحى 2402 من العسكريين أصيبوا بالمعارك البرية في غزة ارتفاعا من 2394 الثلاثاء، مما يعني إصابة 8 عسكريين في غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية.
ولم يحدد الجيش الإسرائيلي على موقعه مكان إصابة بقية العسكريين (13)، ولكن بياناته في الساعات الـ24 الماضية تحدثت عن إصابة جنود في جنوب لبنان.
واستنادا لمعطيات الجيش، قُتل 780 عسكريا منذ بداية الحرب، بينهم 368 في المعارك البرية المستمرة بغزة منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتشمل هذه المعطيات العسكريين الذي قتلوا وأصيبوا في غزة والضفة وداخل إسرائيل (أراضي 1948) وجنوب لبنان، ولا تشمل عناصر الشرطة وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) ومن تعتبرهم إسرائيل مدنيين.
لكن وزارة الدفاع الإسرائيلية أفادت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمقتل 890 من جنود وضباط الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقالت إن هذا العدد يشمل جنود الجيش الإسرائيلي وأفراد الشرطة ومقاتلي جهاز الأمن الداخلي وحراس أمن المستوطنات، فضلا عن القتلى على جبهات غزة ولبنان والضفة الغربية.
وأسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية بدعم أميركي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
كما وسعت منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الحرب لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية في الحرب، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، وفق مراقبين.