نجوا من موجات اللحم ووقعوا في الأسر.. جنود روس يتحدثون عن الكابوس
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
أجمع جنود روس، وقعوا في الأسر لدى القوات الأوكرانية، في أطراف مدينة أفدييفكا، التي تعد من أبرز أهداف الكرملين الحربية، أنهم صدموا من ضراوة المعارك التي خاضوها.
وأدلى بعضهم بتصريحات نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" كشفت حجم المعاناة التي عايشها هؤلاء الذين انضموا للجيش الروسي إما عن طريق التجنيد الإجباري أو المغريات المالية.
وتم القبض عليهم من قبل القوات الأوكرانية خلال القتال العنيف من أجل مدينة أفدييفكا.
"والآن ينتظرون إرسالهم إلى مرافق أسرى الحرب، بعيدا عن خط المواجهة" تقول الصحيفة.
وأدى الهجوم الذي شنته موسكو في أوكرانيا، والذي تعد أفدييفكا هدفه الرئيسي، إلى تدفق مستمر لأسرى الحرب الروس.
وفي كثير من الأحيان، يقول الرجال المأسورون إنهم ضلوا طريقهم وانتهى بهم الأمر بين الأوكرانيين عن طريق الخطأ، بينما يعتبر الاستسلام الطوعي جريمة في روسيا.
وكان العديد من رفاقهم أقل حظا منهم، حيث أن الكثير منهم لقي حتفه في الطريق.
وتمتلئ الحقول ومناطق المصانع حول أفدييفكا بجنود المشاة الروس القتلى، الذين تم إرسالهم لمهاجمة المواقع الأوكرانية في هجمات أمامية مكلفة لناحية الخسائر البرشية.
"موجات اللحم"تتقدم القوات الروسية تدريجيا نحو ضواحي أفدييفكا، بينما تحاول أيضا تطويقها من خلال السيطرة على المناطق الريفية المحيطة بها.
ويطلق الأوكرانيون على الهجمات الروسية اسم "موجات اللحم" في إشارة إلى أعداد القتلى الروس.
ويلحق جيش الدفاع الأوكراني خسائر كبيرة بالمدفعية والطائرات بدون طيار والألغام والدبابات الروسية، بينما يكافح جنوده من أجل التعامل مع الأعداد الهائلة للجنود الروس (المشاة).
وتقدر كييف أن روسيا لديها حاليا أكثر من 400 ألف جندي في أوكرانيا. رغم أن موسو لم تكشف قط عن أعداد قواتها.
قال سيرغي، وهو عامل سابق في مصنع بالقرب من جبال الأورال، والذي سجل في صفوف الجيش، في أكتوبر "من أجل المال" إن القتال في أفدييفكا كان بمثابة "كابوس".
وقال إن وظيفته القديمة كانت تمنحه نحو 30 ألف روبل شهرياً، (حوالي 340 دولار) بينما عرض عليه الجيش 100 ألف روبل.
ولم يكن سيرغي يتوقع أن يكون في الخطوط الأمامية، وقال إنه كان يعتقد أنه سيقود الشاحنات في الخلف فقط.
تم إرسال وحدته مباشرة إلى أفدييفكا، وصدرت لها أوامر بمهاجمة منطقة خطوط الأشجار التي يسيطر عليها الأوكرانيون على الجانب الشمالي للمدينة.
يطلق الأوكرانيون على الهجمات الروسية اسم "موجات اللحم"لكن الهجوم تم صده بواسطة المركبات المدرعة الأوكرانية، حيث تراجعت الوحدة إلى موقعها الأصلي، تاركة القتلى متناثرين عبر الحقول الموحلة.
وأصيب سيرغي ولكن سرعان ما أُعيد إلى خط المواجهة.
وأضاف أنه تم القبض عليه في أواخر نوفمبر وهو مشوش"شعرت بالارتياح الآن، لا أريد أن أرى هذا الكابوس بعد اليوم".
وقال إن عائلته لم تتلق أيا من راتبه الموعود بعد، حيث سمح له الأوكرانيون ولأسرى الحرب الآخرين بالاتصال بعائلاتهم.
رجل آخر اسمه، بافيل، يروي قصة مماثلة، حيث تم تجنيد في أواخر عام 2022، خلال أول موجة كبيرة من التجنيد الإجباري لدعم القوات الروسية في أوكرانيا.
وقال بافيل من سيبيريا "كان خياري إما أن آتي إلى هنا أو أواجه الغرامة أو السجن".
وقال إن التدريب التكتيكي يتألف من الهجوم، على غرار أفلام الحرب العالمية الثانية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية والتي يصرخ فيها الجنود "من أجل ستالين!".
"بابا ياغا"وأمضى بافيل عدة أشهر في شمال شرق أوكرانيا، ولم ير سوى القليل من التحرك الميداني، لكنه الآن أصبح يخشى على حياته من طائرات بدون طيار أوكرانية كبيرة تباغت الخطوط الروسية دون أن يراها أحد.
وأطلق الجنود الروس على المسيرات الأوكرانية اسم "بابا ياغا"، أي الساحرة الشريرة، المشهورة في الحكايات الشعبية في أوروبا الشرقية.
وفي خريف هذا العام، تم إرسال وحدة بافيل إلى أفدييفكا وإبلاغهم بأنهم أصبحوا الآن قوات هجومية.
وقال بافيل إن فرقته أمرت بعبور خطوط القطارات المتنازع عليها بشدة شمال المدينة والسيطرة على بعض الخنادق.
ودمرت المدفعية العديد من مركباتهم قبل وقت طويل من وصولهم إلى الموقع الأوكراني.
وسقط المشاة الروس قتلى وجرحى في الوحل، واستولت الوحدة على الخنادق واحتفظت بها، مما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا قبل أن يتم إعفاؤها.
وكشف قائلا "وقتها قال لنا الكابتن أننا حققنا هدفنا، لكن كيف يمكنك أن تقول ذلك لو أن 35 رجلاً فقط من أصل 100 عادوا؟
ثم تابع "لقد كان ذلك في يوم واحد فقط" وألقى باللوم في الخسائر على التكتيك العشوائي الذي اتبعه القادة الروس في الهجمات الأمامية وعلى افتقار الرجال للتدريب.
وقال إن "التحول إلى قوات هجومية حقيقية يتطلب العمل والكثير من الوقت".
وأشار بافيل إلى أن السلطات الروسية كشفت عن معلومات قليلة للغاية حول الخسائر الفادحة في الحرب "لكن الآن رأيتهم بأم عيني" حسب تعبيره.
يواجه الأوكرانيين الغزو الروسي باستبسال منذ أكثر من عام ونصفمن جانبه، قال أندريه، الذي تم أسره أيضًا شمال أفدييفكا، إن إصرار القادة الروس على إعادة الجرحى إلى الجبهة هو سبب آخر لانخفاض الروح المعنوية.
وأضاف أن الجنود الروس يموتون لأنهم تلقوا أوامر بمهاجمة مواقع ليس لديهم فيها حماية من النيران الأوكرانية.
وتابع "إذا لم تتبع الأوامر، فسوف تواجه إما فترة طويلة في السجن أو سيتم إطلاق النار عليك".
أندريه، سرعان ما وجد نفسه في أفدييفكا، يتقدم في مركبة مدرعة مع 11 رجلاً آخر عندما اصطدمت بلغم.
وقُتل نصف الرجال، وفق وصفه، بينما أصيب هوبارتجاج شديد.
وقال إنه استلقى هناك طوال الليل حتى وجد الطاقة اللازمة للعودة إلى القاعدة.
وبعد ثلاثة أسابيع، عاد إلى الخندق، حيث قُتل الرجال من حوله بسبب القصف، قبل أن ينسحب هو والمتبقين.
وقال: "لقد ضللت.. رأيت جنديين وطلبت الماء، بالنهاية تفطنت إلى أنهم كانوا أوكرانيين".
وقال إن الخسائر على الجانبين "غير مبررة"، واصفا إياها بالحرب بين الإخوة.
وهو الوصف الذي يرفضه الأوكرانيون بشدة، بعد سنوات من الجهود الروسية للسيطرة عليهم وغزوهم وإخضاعهم.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
مسؤولون إسرائيليون يتحدثون عن 3 خيارات لحكم غزة بعد الحرب
تحدّث مسؤولون أمنيون إسرائيليون، اليوم الإثنين، 30 ديسمبر 2024، لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، عن ثلاثة خيارات لحكم قطاع غزة بعد الحرب، أو فيما يعرف بـ "اليوم التالي".
وحذّر المسؤولون، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن الفشل في إيجاد بديل لـ" حماس " لإدارة قطاع غزة سيعيد الحركة إلى السلطة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مسؤولين أمنيين لم تسمهم قولهم إن عدم إيجاد بديل لـ"حماس" في اليوم التالي بعد الحرب "سيعيدنا إلى 6 أكتوبر 2023"، في إشارة إلى سيطرة الحركة على القطاع منذ صيف 2007.
ووفق الصحيفة فإن هؤلاء المسؤولين "مطلعين على الوضع السياسي والأمني ويؤيدون (إبرام) اتفاق لوقف إطلاق النار الكامل أو الجزئي في الإطار الزمني القريب".
اقرأ أيضا/ قناة عبرية: حماس كانت تخترق وتوثّق كل ما يجري في نقاط مهمة بغلاف غـزة
الصحيفة أضافت: "هؤلاء المسؤولون حذروه (نتنياهو) مرارا من أن غياب النقاش واتخاذ القرار بشأن الإدارة والسيطرة المدنية على غزة بعد الحرب سيؤدي إلى وضع تعود فيه حماس إلى السلطة وتدير شؤون القطاع".
وقالوا مخاطبين نتنياهو: "في غياب البديل، لن يكون هناك مفر من عودة حماس، عليك أن تتخذ قرارك الآن (..) إذا لم يتم اتخاذ قرار فلن نحقق أحد أهداف الحرب، وهو هزيمة حماس".
وحسب الصحيفة، "يشارك في هذا الموقف (التحذير من عودة حماس) مسؤولون كبار في الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)".
وتابعت: "هم يفهمون ما لا يستوعبه المستوى السياسي بعد أو يرفض قبوله، وهو أنه تم تدمير القدرات العسكرية لحماس بشكل شبه كامل، إلا أن القدرات الحكومية (لحماس) لا تزال موجودة".
ورأت أن "تفسير ذلك ليس معقدا، فهناك 1.9 مليون رجل وامرأة، أي نحو 90 بالمئة من سكان غزة يتمركزون في المنطقة الإنسانية بالمواصي" الممتدة على طول ساحل البحر المتوسط من جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع وحتى شمال مدينة رفح جنوب القطاع.
وقالت إنه "باستثناء العمليات العسكرية التي تتم غالبا عبر الجو، لا يتواجد الجيش الإسرائيلي في المنطقة، ولا يرى سكان غزة جنوده هناك، بل يرون أعضاء حماس".
3 خيارات لحكم غزة بعد الحربالصحيفة نقلت عن مسؤولين في الجيش إنه يوجد 3 خيارات، الأول هو عودة السلطة الفلسطينية مع دعم مالي أمريكي وخليجي، ضمن خطة تشمل التطبيع بين إسرائيل ودول عربية.
واستدركت: "لكن نتنياهو يرفض هذا الخيار والذريعة هي سيطرة (وزير المالية) بتسلئيل سموتريش و(وزير الأمن القومي) إيتمار بن جابر على مقاليد الحكومة".
واستطردت: "لكن الحقيقة هي أن حزبي الليكود (بزعامة نتنياهو) واليمين الوطني (بقيادة وزير الخارجية) جدعون ساعر سيواجهان صعوبة كبيرة في تمرير مثل هذا القرار في قاعدتيهما".
ويخشى نتنياهو سقوط حكومته وفقدان منصبه في حال خروج بن غفير وسموتريتش من الائتلاف الحاكم.
ووفق الصحيفة فإن "الخيار الآخر هو تشكيل حكومة عسكرية في غزة، ويوزع جنود الجيش الطعام، وتدير إسرائيل البنية التحتية الصحية، ويدفع مواطنو إسرائيل ثمنها".
واستدركت: "لكن نتنياهو، الذي يعرف الثمن الاقتصادي والدولي، يستبعد هذا الخيار أيضا".
ولا يرغب نتنياهو في تحميل الاقتصاد الإسرائيلي المتدهور جراء الحرب مزيدا من الأعباء، ويدرك الرفض الدولي لإعادة احتلال غزة بعد احتلالها بين عامي 1967 و2005.
أما "الخيار الثالث، الذي تحذر منه المؤسسة الأمنية، فهو أن يقرر (نتنياهو) عدم اتخاذ قرار، وبالتالي يستمر الجيش في العمل بغزة، ولكن ستستعيد حماس الحكم"، حسب الصحيفة.
وترفض الفصائل الفلسطينية أي حكم أجنبي لغزة، وأعلنت حماس في وقت سابق من ديسمبر/ كانون الأول الجاري موافقتها على مقترح مصري لإنشاء "لجنة الإسناد المجتمعي" لإدارة القطاع.
المصدر : وكالة سوا