4 طرق لحل الأزمة الاقتصادية في لبنان
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
مع الأحداث المأساوية التي أطلقتها حركة حماس بهجومها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم، والتركيز العالمي على المنطقة التي يهيمن عليها الصراع اللاحق في غزة، من السهل أن يغفل العالم عن حقيقة الوضع الاقتصادي المزر في لبنان.
البروفيسور ريكاردو هاوسمان، الأستاذ في كلية جون إف كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد، خصص هذا التقرير بصحيفة "فايننشال تايمز" للحديث عن الأزمة الاقتصادية الكارثية في لبنان الذي في عام 2019، وقع في أزمة ثلاثية، تضمنت سقوط العملة والبنوك والديون العامة.
أزمة خانقة انهار الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تقارب 40 في المائة، وعلى الرغم من أن الديون المقومة بالليرة قد تم القضاء عليها بسبب التضخم وانخفاض القيمة، فإن الديون المقومة بالدولار للحكومة والبنك المركزي تمثل سبعة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي الحالي.
ويضيف هاوسمان أنه لم تكن أربع سنوات طويلة بما يكفي لإيجاد طريق للخروج من الأزمة. وفي سبتمبر (أيلول)، زارت بعثة لصندوق النقد الدولي بيروت مرة أخرى للمضي قدما في التوصل إلى قرار، دون تحقيق نتائج ملموسة. وفي حين أن الجمود السياسي هو المشكلة الرئيسية، إلا أنه في بعض الأحيان يمكن كسر الجمود باقتراحات لحل الأزمة بسرعة. 4 اقتراحات لحل الأزمة ويشرح الكاتب المقترحات التي عمل عليها إلى جناب فريقه في مختبر النمو بجامعة هارفارد:
أولا: لاستعادة الاستقرار الاقتصادي، ندعو إلى الدولرة الكاملة. في اقتصاد قائم بالفعل على الدولار، وبالنظر إلى الاقتصاد السياسي المضطرب في البلاد، فإن العملة المحلية ذات سعر الصرف المرن واستهداف التضخم ستفتقر إلى المصداقية وتؤدي إلى أسعار فائدة مرتفعة للغاية.
تعتبر الدولرة مناسبة تماما لأن أسواق السلع والعمالة في لبنان مندمجة بالفعل بعمق مع البلدان، ومعظمها في الخليج، التي ترتبط بالعملة الأمريكية.
تمويل المصرف المركزي
ثانيا: نقترح حلا مبتكرا لتراكم الديون، فكل الأزمات ناتجة عن تراكم غير مستدام للديون، لكن ما يجعل اللبنانيين مختلفين هو دور مصرف لبنان، البنك المركزي في البلاد، الذي من خلاله تم تمويل العجز قبل الأزمة، والذي عرض ودائع مقومة بالدولار للبنوك التجارية.
وقام مصرف لبنان بدوره بتمويل الحكومة بالعملة المحلية، لذا عندما ضربت الأزمة، كسر عدم تطابق العملة مصرف لبنان، ومعه البنوك. ولهذا السبب لا يستطيع المواطنون اللبنانيون الوصول إلى ودائعهم المصرفية الخاصة.
https://twitter.com/HarvardGrwthLab/status/1730241164459073929
ويقترح الكاتب معالجة ذلك من خلال تحويل 76 مليار دولار من مطالبات البنوك التجارية بالدولار على البنك المركزي إلى شهادات حكومية مؤقتة. سيتم منح تسعين في المائة من هؤلاء للمودعين الكبار لأرصدتهم التي تزيد عن الحد الأدنى الذي نقدره بمبلغ 100000 دولار إلى 150.000 دولار. وستستوعب المصارف نسبة الـ 10 في المائة المتبقية.
خفض الديون
وثالثا: سيعاد التفاوض بشأن الدين العام، بما في ذلك الشهادات الصادرة حديثا، مع الدائنين في وقت لاحق، في سياق برنامج يدعمه صندوق النقد الدولي.
وبالنظر إلى ما يقدره هاوسمان بأنه 8 مليارات دولار من التمويل الإضافي اللازم حتى عام 2030 لدعم الانتعاش، سيكون من الضروري خفض نسبة 80 في المائة من هذه الديون.
وستحتاج الحكومة إلى رسم مسار مالي موثوق، وتحقيق فائض أولي بنسبة 3 في المائة بحلول عام 2030 و6 في المائة من تعديل الناتج المحلي الإجمالي في ست سنوات. ويجب أن يكون هذا تدريجيا لإعطاء الأولوية لاستعادة البنية التحتية اللازمة لاستعادة الاقتصاد. https://www.reuters.com/world/middle-east/lebanon-economic-crisis-worsened-by-vested-interests-imf-says-2023-06-29/
ويقول الكاتب: "نعتقد أن الخطوتين الأوليين يمكن القيام بهما بسرعة ومن جانب واحد قبل اتفاق الديون بقيادة صندوق النقد الدولي، مما يسمح بإعادة فتح البنك بسرعة والانتعاش الاقتصادي".
https://twitter.com/FT/status/1730225323063546016
رابعا: ستحتاج البلاد إلى محركات نمو موجهة نحو التصدير. إذ يرى الكاتب وفريقه فرصا في المنتجات الزراعية عالية الجودة، وزيادة السياحة والتوسع في خدمات الأعمال عالية المهارات بما في ذلك من خلال العمل عن بعد. قد تساعد أيضا موارد الغاز الطبيعي البحرية المكتشفة مؤخرا.
ويشير هاوسمان إلى أنه حتى الآن، لم يتمكن صناع السياسة اللبنانيون من إيجاد أرضية مشتركة كافية لمعالجة الأزمة، قائلا إن الانتعاش الاقتصادي مستحيل بدون الإجماع الذي تشتد الحاجة إليه، وهذا التسلسل من اللبنات الأساسية التي يمكن أن تساعدهم على تحقيق ذلك.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة لبنان فی المائة فی لبنان
إقرأ أيضاً:
من قضايا الفقر والمناخ إلى الديون العالمية.. ملفات ساخنة على طاولة قمة العشرين
تعكف قمة مجموعة العشرين اليوم الاثنين في البرازيل، وسط ترقب دولي، على معالجة قضايا دولية بارز سياسية واقتصادية، تتراوح ما بين الفقر والجوع إلى ملف مكافحة تغير المناخ وإصلاح المؤسسات العالمية ومعالجة التغيرات السياسية العالمية والصراعات المستمرة في مناطق عديدة.. كما يبحث القادة والزعماء المشاركين موضوعات مختلفة، مثل أزمة الديون العالمية مع التركيز على تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة.
وتنطلق اليوم قمة مجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، ولمدة يومين.. وتضم المجموعة دول: الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وتركيا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، إضافة الى الاتحاد الأوروبي، ومشاركة من صندوق النقد والبنك الدوليين.
ومن الملفات المهمة المطروحة على طاولة الحوار، ظاهرة الاحتباس الحراري، وتوفير تمويل لقضية المناخ بعدما استعصى الأمر على اجتماع الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) في باكو بأذربيجان، وعلى الرغم من أن قمة باكو مكلفة بالاتفاق على هدف تعبئة مئات المليارات من الدولارات من أجل المناخ، فإن زعماء مجموعة العشرين من الاقتصادات الكبرى في نصف العالم الآخر في ريو يمسكون بزمام الأمور.
وتمثل دول مجموعة العشرين 85% من الاقتصاد العالمي، وهي أكبر المساهمين في بنوك التنمية المتعددة الأطراف التي تساعد في توجيه تمويل المناخ.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، للصحفيين في ريو دي جانيرو، "إن دول مجموعة العشرين تمثل 80% من الانبعاثات العالمية"، معربا عن قلقه بشأن حالة محادثات (COP29) في باكو، داعيا قادة مجموعة العشرين إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة تغير المناخ.. وأضاف: "الآن هو الوقت المناسب للتعاون والعمل المشترك بين أكبر الاقتصادات والمسؤولين عن الانبعاثات في العالم".
وكتب مسؤول المناخ في الأمم المتحدة سايمون ستيل رسالة إلى زعماء مجموعة العشرين يناشدهم فيها التحرك بشأن تمويل المناخ، بما في ذلك تعزيز المنح للدول النامية وتعزيز إصلاحات بنوك التنمية المتعددة الأطراف.. ويأمل المراقبون أن تسفر قمة العشرين عن تقدم قوي في معالجة مخاطر أزمة المناخ، خاصة مع قرب تولي إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في يناير المقبل، والمعروف عنها عدم الانحياز لقضايا المناخ.
ويستعد ترامب لسحب الولايات المتحدة مرة أخرى من اتفاقية باريس للمناخ، ويلقي انتخابه بظلال من الشك على حجم الأموال التي يستطيع العالم حشدها لمعالجة تغير المناخ، كما يخطط ترامب للتراجع عن تشريع المناخ التاريخي الذي أقره الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، والذي زار غابات الأمازون المطيرة في طريقه إلى ريو دي جانيرو.
ويفترض أن يحدد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين هدفًا جديدًا لمقدار التمويل الذي يجب توجيهه من الدول المتقدمة والبنوك المتعددة الأطراف والقطاع الخاص إلى الدول النامية.. وقال اقتصاديون إن القمة يجب أن تصل قيمتها إلى تريليون دولار على الأقل.
وكانت الدول الغنية، وخاصة في أوروبا، تري أنه لا يمكن الاتفاق على هدف طموح إلا إذا وسعت قاعدة المساهمين، لتشمل بعض الدول النامية الأكثر ثراء، مثل الصين وكبار منتجي النفط في الشرق الأوسط.
وقال دبلوماسيون قريبون من المحادثات إن المناقشات بشأن بيان مشترك لمجموعة العشرين في ريو تعثرت بشأن نفس القضية، حيث طالبت الدول الأوروبية بمزيد من الدول للمساهمة، بينما رفضت ذلك الدول النامية، مثل البرازيل.. ووافق المفاوضون على نص يذكر المساهمات الطوعية للدول النامية في تمويل المناخ، ولم يصلوا إلى حد وصفها بالتزامات.
وبحسب مراقبين، فإن نجاح (COP29) وأيضًا مؤتمر الأمم المتحدة في البرازيل العام المقبل يعتمد على التوصل إلى اتفاق طموح بشأن تمويل المناخ.. وتسعى البرازيل للحفاظ على هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، كما تشير التقديرات إلى أن الأهداف الوطنية الحالية من شأنها أن تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة بما لا يقل عن 2.6 درجة مئوية.
وقال رئيس وزراء جزر البهاما فيليب ديفيس، خلال (COP29)، إنه من الممكن تقنيًا تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، ولكن فقط إذا تم تحقيق تعبئة ضخمة بقيادة مجموعة العشرين لخفض جميع انبعاثات الغازات الدفيئة.
ومجموعة العشرين هي المنتدى الأول للتعاون الاقتصادي الدولي، وتلعب دورًا مهمًا في تشكيل وتعزيز البنية العالمية والحوكمة، فيما يتعلق بجميع القضايا الاقتصادية الدولية الرئيسية.
اقرأ أيضاًتوافد القادة المشاركين في قمة العشرين بمدينة «ريو دي جانيرو» البرازيلية
خبير يرصد المكاسب الاقتصادية من مشاركة مصر في قمة العشرين
جميل عفيفي: مشاركة مصر في قمة العشرين تأكيد لدورها الفاعل في الشرق الأوسط وإفريقيا