الوجه الآخر لنجوم كرة القدم المغربية!
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
بقلم: اسماعيل الحلوتي
يعتقد الكثير من المواطنين سواء في المغرب أو غيره من بلدان العالم، وخاصة منهم أولئك الذين ينتمون إلى بلدان العالم الثالث، أن اللاعبين الرياضيين عامة والممارسين لكرة القدم على وجه الخصوص، ممن يبتسم لهم الحظ وتسعفهم الظروف في الانتقال إلى عالم الاحتراف من بابه الواسع ومعانقة النجومية، أنهم بمجرد ما يتذوقون نعمة الثراء حتى يسارعون إلى إدارة ظهورهم لماضيهم البئيس ومجتمعاتهم الفقيرة، وينشغلون بحياتهم الخاصة وتنمية أرصدتهم البنكية، وأن ما يتبقى لهم من روابط ببلدانهم هي فقط تلك المشاركات مع منتخباتهم الوطنية في المسابقات والبطولات الرياضية الكبرى.
بيد أنه وعلى العكس من ذلك، فإنه كثيرا ما تباغتنا تقارير صحافية من هنا وهناك، تسلط الضوء على بعض النجوم الكروية التي لا ينحصر عطاؤها فقط في عالم المستديرة وإدخال البهجة على الجماهير الرياضية، وإنما حتى في العمل الإحساني والخيري، حيث لم تعد شهرة اللاعبين تقاس فقط بعلو كعبهم وقيمتهم التسويقية، ولا حتى بما يتوفرون عليه من ثروات هائلة ويقودون من سيارات فارهة ويسكنون من قصور فخمة، وإنما بما يقومون به كذلك من مبادرات إنسانية وتبرع بمبالغ مالية لفائدة المحتاجين والجمعيات الخيرية في السر والعلن.
فطالما اتجهت الأنظار إلى تلك النجوم الكروية التي تحظى باحترام كبير من قبل شعوبها والشعوب الأخرى لما تقدمه من خدمات إنسانية جليلة، مثلما هو الحال بالنسبة للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يعد من أكثر النجوم الرياضية سخاء، كما يشهد له بذلك سجله الإنساني الحافل بالأعمال الخيرية، حتى أنه حظي في وقت سابق بشرف "سفير" لثلاث مؤسسات كبرى "منظمة إنقاذ الطفولة واليونيسيف والرؤية العالمية". وهناك كذلك النجم المصري محمد صلاح الذي يتبرع بشكل منتظم للجمعيات الخيرية ومشاريع الشباب، وأن له مؤسسة خيرية تساعد حوالي 450 أسرة ماليا وتدعم لاعبي كرة القدم السابقين. والنجم السنغالي ساديو ماني الذي تبرع لقريته بأكثر من مليون دولار لبناء مدرسة ومستشفى، محققا بذلك أمنيته بعد وفاة والده متأثرا بمرضه في غياب مستشفى بالقرية لإسعافه، وهناك نماذج أخرى كثيرة...
لكن الكثيرين منا هنا في المغرب لا يلتفتون إلى نجومنا الكروية إلا عند تحقيقهم إنجازات تاريخية، كما حدث في مونديال قطر 2022 إثر بلوغ المنتخب الوطني دور نصف النهائي، أو حين يراد مؤاخذاتهم أو توجيه الانتقادات لهم حول عدم جاهزيتهم في بعض المباريات الإقصائية وحتى الودية أو البطولات، ناسين أو متناسين ما يقدمه بعض هؤلاء المواطنين المغاربة من أعمال مبهرة خارج الملاعب الرياضية، كاشفين بذلك عن وجههم الآخر التضامني، بتخصيص جزء من عائداتهم لدعم فئات فقيرة مغربية وغيرها.
فلا أحد منا ينكر أن هناك لاعبين دوليين يكتفون فقط بالتنافس على فعل "البوز" في منصات التواصل الاجتماعي أكثر منه على فعل الخير، لكن في المقابل هناك نجوم يمارسون في أندية أوروبية كبرى وقلوبهم مع بلادهم ومسقط رأسهم. ونستحضر هنا النجم حكيم زياش الذي تشهد له إحدى الجمعيات في مدينة أكادير بعدم تأخره في تلبية طلبها، من خلال انخراطه في مساعدة مرضى السرطان عن طريق اقتناء اللازم من الدواء والمعدات، بالإضافة إلى أنه كثيرا ما يستغني عن منح الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عند مشاركاته مع المنتخب الوطني لفائدة عدة جمعيات خيرية، وتبرعه كذلك بمكافأة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" البالغة قيمتها نحو 300 ألف يورو، التي منحت للاعبي المنتخب بمناسبة تحقيق التأهل لنصف نهائي كأس العالم قطر 2022، وما إلى ذلك من مبادرات إنسانية، لا لشيء سوى أنه مهووس بحب الوطن والعمل الاجتماعي، لاسيما أنه هو أيضا مر بظروف مادية صعبة خلال طفولته.
وليس وحده النجم الدولي حكيم زياش من يسعى دوما إلى إسعاد المحتاجين والفقراء والمرضى وغيرهم، بل هناك عناصر أخرى في المنتخب تساهم بدورها في فعل الخير، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، زكرياء أبو خلال الذي سبق له أن شيد ملعبا لكرة القدم المصغرة حمل اسمه "زكريا أبو خلال"، تبلغ مساحته 220 مترا مربعا بكلفة مالية بلغت 70 ألف يورو لصالح أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و11، وذلك داخل مؤسسة خيرية تعنى بالأطفال المسعفين والمتخلى عنهم بدار بوعزة ضواحي الدار البيضاء. وهناك أيضا حمد الله المحترف في الدوري السعودي، الذي يسجل له المغاربة بمداد من الفخر تكفله ماديا بألف أسرة مغربية على إثر تفشي جائحة كورونا، وغير ذلك من التبرعات...
إن اللائحة طويلة لنجومنا في الداخل والخارج سواء منهم اللاعبون حاليا في صفوف المنتخب الوطني أو السابقون أو الممارسون في الأندية الرياضية الوطنية، الذين لا يتأخرون في الاستجابة لنداء الوطن إن على مستوى المشاركة في المباريات الدولية أو على مستوى التضامن المادي والمعنوي، لما لهم هم أيضا من أحاسيس نبيلة وأخلاق فاضلة، تتمثل فيما يقدمون عليه من مبادرات رفيعة وأعمال خيرية، كشفت في أكثر من مناسبة عن وجههم الإنساني والتضامني. مما يستدعي منا جميعا أن نرفع القبعة لهم احتراما وتقديرا لما يحققون من مجد للوطن وسعادة وأفراح لأبناء الشعب، وعلى القائمين على الشأن الرياضي ببلادنا مواصلة الاحتفاء بهم وتكريمهم، كلما سنحت الفرصة بذلك وخاصة في المناسبات الرياضية الكبرى.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: لکرة القدم
إقرأ أيضاً:
جدول ترتيب هدافي كأس الخليج العربي لكرة القدم
يتصدر عصام الصبحي مهاجم منتخب عمان جدول ترتيب لائحة الهدافين في كأس الخليجي العربي لكرة القدم "خليجي 26" برصيد 3 أهداف بعد نهاية الجولتين الأولى والثانية من المسابقة الخليجية.
وكان الصبحي أنقذ بلاده من الخسارة أمام الكويت في المباراة الإفتتاحية بتسجيله هدف التعادل 1-1، ثم سجل ثنائية فوز منتخب بلاده على قطر 2-1.
ويتفوق المهاجم العماني في قائمة الهدافين على ملاحقيه السعودي مصعب الجوير والبحريني علي مدن برصيد هدفين لكل منهما.
وبلغ عدد الأهداف المسجلة في خليجي 26 بعد نهاية الجولة الثانية 23 هدفا، وسجلت أكبر حصيلة تهديفية (5 أهداف) في مباراتي السعودية ضد البحرين (2-3) والسعودية ضد اليمن (3-2).
وحسم التعادل الإيجابي 1-1 مواجهتي الكويت ضد عمان والإمارات أمام قطر في المجموعة الأولى.
ترتيب هدافي كأس الخليج العربي "خليجي 26" عصام الصبحي- عمان: 3 أهداف مصعب الجوير- السعودية: هدفان علي مدن- البحرين: هدفان مهدي الحميدان- البحرين:هدف واحد صالح الشهري- السعودية: هدف واحد كايو كانيدو- الإمارات: هدف واحد أيمن حسين- العراق:هدف واحد يوسف ناصر -الكويت: هدف واحد محمد كنو- السعودية: هدف واحد المعز علي- قطر: هدف واحد هارون الزبيدي -اليمن: هدف واحد محمد دحام -الكويت: هدف واحد عبدالله الحمدان- السعودية: هدف واحد مهدي عبد الجبار-البحرين: هدف واحد يحيى الغساني-الإمارات: هدف واحد أكرم عفيف- قطر: هدف واحد عبدالمجيد صبارة-اليمن: هدف واحد محمد مرهون-البحرين: هدف واحد معاذ الأصيمع-الكويت: هدف واحد إعلان