نقلت منظمة الصحة العالمية مؤخرا أحد المتحورات الستة المنتشرة حاليا من فايروس كورونا إلى المستوى الأعلى بين المتحورات المثيرة للقلق حيث بات من المتغيرات "محل الاهتمام" بعد أن كان قبل عدة أسابيع متغيرا "تحت المراقبة".

ظهر المتحور "BA.2.86" لأول مرة في الولايات المتحدة في أغسطس الماضي وهو الآن ثالث أكثر المتغيرات شيوعًا، مما تسبب في ما يقدر بنحو 1 من كل 11 حالة جديدة من كوفيد-19 في الولايات المتحدة، وفقا لآخر إحصاءات المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

 

نال المتحور "BA.2.86"، الملقب أيضا "بيرولا" اهتمام الباحثين بسبب العدد الكبير جدا (أكثر من 30) من الطفرات في المادة الوراثية التي يحملها.

وعلى الرغم من أن منظمة الصحة العالمية تقول إن الخطر الحالي من هذه العائلة من الفيروسات يبدو منخفضا، إلا أنها مع ذلك تؤكد أنه يجب توخي المزيد من الحذر.

وقالت الدكتورة ماريا فان كيرخوف، المديرة الفنية لشؤون كوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: "لقد شهدنا زيادة بطيئة وثابتة في انتشاره حول العالم". 

وأضافت: "من خلال وصفها بأنها متغيرة مثيرة للاهتمام، سيساعد هذا حقا في تعزيز مراقبة هذه الأنواع من المتغيرات في جميع أنحاء العالم وكذلك تحفيز البحث لفهم ما إذا كانت تسبب أعراضا أكثر خطورة أو أنها أكثر قدرة على تجنب الجهاز المناعي".

تطور بطيء

أثار ظهور المتحور موجة من الأبحاث عندما لفت انتباه العالم خلال الصيف الماضي لأنه شارك في العديد من الخصائص التي تسببت في انتشار سلالة أوميكرون قبل نحو سنتين وأدى إلى ارتفاع حالات العلاج في المستشفيات والوفيات على مستوى العالم.

ومع وجود أكثر من 30 طفرة في بروتيناته الشوكية، كان "BA.2.86" متميزا وراثيا عن الإصدارات السابقة من الفيروس لدرجة أن العلماء كانوا يخشون أنه قد يتفادى اللقاحات والمناعة المكتسبة نتيجة الإصابة السابقة مما قد يتسبب في موجة واسعة من الانتشار.

لكن الأمر المحير هو أن "BA.2.86" لم ينتشر بنفس الطريقة التي حققها أوميكرون، وفقا لشبكة "سي إن إن".

وأشارت بعض الدراسات إلى أنه مع تطوير جميع طفراته الجديدة، فقد هذا المتغير بعضا من قدرته على إصابة خلايا الجسم، مما أدى إلى إبطاء نموها.

ووجدت دراسات أخرى أن المتغير لم يتهرب تماما من مناعة الجسم وأن لقاح كوفيد-19 الحالي، قدم بعض الحماية ضده.

ومع ذلك، قلل باحثون من أهمية هذا التفاؤل، من خلال التحذير من أنه حتى لو كانت هناك قدرة في الوقت الحالي على التعامل مع المتحور الأصلي "BA.2.86" إلا أنه لا يزال يتطور، وقد ينتج عنه متحور فرعي ويصبح قوة لا يستهان بها.

يقول عالم الفيروسات في مركز فريد هاتشينسون للسرطان في سياتل جيسي بلوم إن "BA.2.86" يواصل التطور وولادة متحورات فرعية جديدة.

ويضيف بلوم: "حاليا يمكن ملاحظة أن الإصابات الناجمة عن المتحور الفرعي JN.1 تتزايد بشكل أسرع من BA.2.86 الأم".

وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت الاسبوع الماضي أن كوفيد-19 لا يزال يشكل تهديدا مع انتشار متحورات جديدة من فيروس كورونا المسبب للوباء بشكل مطرد في أنحاء العالم.

وإلى جانب العدوى والمرض الحاد، تشعر منظمة الصحة العالمية أيضا بالقلق بشأن الآثار الطويلة الأمد للفيروس، المعروف بكوفيد طويل الأمد أو حالات ما بعد كوفيد.
 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة کوفید 19

إقرأ أيضاً:

تدمير المركز الوحيد في العالم لأبحاث «المايستوما» بالسودان

القاهرة: «الشرق الأوسط» أعلنت منظمة الصحة العالمية الخميس أن المركز الوحيد في العالم لأبحاث المايستوما (الورم الفطري)، وهو مرض مداريّ مُعدٍ يصيب خصوصا الفئات المحرومة، قد دُمّر في الخرطوم بسبب الحرب في السودان، وصرح مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان لوكالة الصحافة الفرنسية الخميس «لقد تضرر مركز أبحاث المايستوما في الخرطوم بشدة جراء الحرب وتعرض لدمار كبير». واندلع النزاع في السودان بين الحليفين السابقين، عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ونائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع في 15 أبريل (نيسان) 2023 وسرعان ما امتدت الاشتباكات التي بدأت في الخرطوم إلى معظم ولايات البلد المترامي الأطراف.

وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى وأدت إلى تشريد 13 مليون شخص متسبّبة، وفق الأمم المتحدة، بأكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث من دون أن تلوح لها نهاية في الأفق. وقد تسببت أيضا بانهيار النظام الصحي.

وفي مقطع فيديو يظهر مركز الأبحاث متضررا بشكل كبير، إذ يمكن خصوصا رؤية أسقف منهارة ورفوف مقلوبة ووثائق متناثرة. وقال أحمد فحل مؤسس المركز «فقدنا كل المحتوى الموجود في بنوكنا البيولوجية وكانت فيها بيانات منذ أكثر من 40 سنة»، مضيفا أن هذا وضع «يصعب تحمله».

ولا يزال متعذرا على السلطات الصحية الوصول إلى موقع المركز، ما يحول دون «إجراء أي تقييم للأضرار»، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وأكدت المنظمة أن المركز الذي تأسس عام 1991 برعاية جامعة الخرطوم هو الوحيد في العالم المخصص لدراسة الورم الفطري. وكان المركز يستقبل كل عام 12 ألف مريض، وفقا لمؤسسه.

في عام 2019، أجرى المركز أول تجربة سريرية في العالم على هذا الورم، بدعم من منظمة الصحة العالمية والحكومة السودانية. وقد عالجت عيادة موقتة في كسلا، في شرق البلاد، 240 مريضا مصابين بالورم الفطري، وفق منظمة الصحة العالمية.

وأُعيد افتتاح مركز طبي آخر في قرية ود أونسة في جنوب شرق البلاد. ويتلقى كلا المرفقين دعما من وزارة الصحة، لكنهما يواجهان تحديات تمويلية كبيرة، حسب منظمة الصحة العالمية. ويمكن للورم الفطري الذي تسببه بكتيريا أو فطريات موجودة في التربة أو الماء، أن يؤدي إلى تآكل العظام.

في عام 2016، صنفت منظمة الصحة العالمية مرض المايستوما الذي يؤثر خصوصا في الفئات السكانية المحرومة وكذلك المزارعين والعمال والرعاة في البلدان النامية، على أنه من بين «الأمراض المدارية المُهمَلة».  

مقالات مشابهة

  • منظمة الصحة العالمية.. 3700 قتيل و5100 مصاب جراء زلزال ميانمار
  • «الصحة العالمية» تكشف حصيلة ضحايا زلزال ميانمار
  • منظمة الصحة العالمية تدعو لتمويل الاستجابة في ميانمار
  • تدمير المركز الوحيد في العالم لأبحاث «المايستوما» بالسودان
  • منظمة الصحة العالمية تدعو لتكثيف الجهود للقضاء على الملاريا
  • “الصحة العالمية”: منع زواج الأطفال سيوقف حالات الحمل المميتة للمراهقات
  • "الصحة العالمية": منع زواج الأطفال والتعليم هما مفتاح الحد من وفيات حمل المراهقات
  • الصحة العالمية تدعو لإنهاء تزويج الأطفال ومعالجة الوفيات الناجمة عن حمل المراهقات
  • منظمة الصحة العالمية تتعهد بإعادة تأهيل النظام الصحي في السودان
  • الصحة العالمية: خفض إدارة ترامب للمساعدات أجبرنا على إعادة هيكلة