مصر: الاتفاق على إطلاق سراح 30 فلسطينياً مقابل 10 إسرائيليين وتدفق المساعدات
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
«بلينكن» من تل أبيب: نسعى مع الشركاء لوقف كامل للحرب.. و«نتنياهو» يبنى قرية قرب غزة
الاحتلال ترك الأطفال المبتسرين فريسة للموت بغزة.. وعملية فدائية تهز القدس المحتلة
نجحت مصر اليوم فى تمديد الهدنة الإنسانية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى لمدة يوم واحد فى قطاع غزة بمشاركة قطرية وأمريكية. فيما تم تبادل الدفعة السادسة من الأسرى والرهائن بين المقاومة والاحتلال.
أكدت القاهرة أن الهدنة تتضمن حتى الآن، الاتفاق على الإفراج عن عدد 10 من المحتجزين الإسرائيليين، والإفراج عن 30 فلسطينيا، مع استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى شمال وجنوب قطاع غزة بنفس الشروط المتفق عليها فى أيام الهدنة الستة السابقة.
وتبذل مصر جهودا مضنية لتمديد الهدنة الإنسانية لمدة يومين إضافيين، سعيا لوقف إطلاق النار والإفراج عن مزيد الأسرى والمحتجزين وإدخال مساعدات إنسانية وإغاثية أكثر لقطاع غزة،عقب تجاوز العديد من العقبات التى كانت تواجه تنفيذ اتفاق الهدنة لليوم السابع على التوالى. ودعت مصر الطرفين للالتزام بما تم الاتفاق عليه، وتعهدت بمواصلة بذل أقصى جهودها لضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى شمال وجنوب قطاع غزة عبر معبر رفح المفتوح لعبور الأشخاص وقوافل الإغاثة الإنسانية.
وأكدت الخارجية القطرية توصل الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى لتمديد الهدنة ليوم إضافى، وقالت فى بيان لها إن تكثيف الجهود مستمر بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار. وأعلنت حركة حماس موافقتها على تمديد الهدنة ليوم سابع. وقال المتحدث باسم الاحتلال إنه «فى ضوء جهود الوسطاء لمواصلة عملية إطلاق سراح المختطفين، وبموجب بنود الاتفاق، فإن الهدنة ستستمر».
وكانت كتائب القسام قد طلبت، قبيل الاتفاق على تمديد الهدنة من قواتها العاملة البقاء على جاهزية قتالية عالية فى الساعات الأخيرة من التهدئة تحسباً لتجدد القتال فى حال عدم تجديدها والبقاء على ذلك ما لم يصدر بيان رسمى يؤكد تمديد التهدئة، فيما أعلنت حركة حماس، أن إسرائيل رفضت تسلم 7 محتجزين من النساء والأطفال وجثامين 3 من ذات الفئة مقابل تمديد الهدنة.
وأعلن أوفير جندلمان، المتحدث باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلية، التزامهم بإعادة كل محتجز قائلاً: لن نتخلى عن الجميع بمن فيهم العسكريون. وأشار المتحدث باسم حكومة الاحتلال إلى إطلاق سراح 102 من الرهائن فى غزة بينهم 78 إسرائيليا.
وأعلن الرئيس الأمريكى «جو بايدن» أن المحتجزة الأمريكية التى أفرجت عنها حماس موجودة فى مصر بأمان، وستعود إلى الولايات المتحدة قريبًا بصحبة أبنائها.
قال وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، إن الهدنة فى قطاع غزة تؤتى ثمارها فى ظل إطلاق سراح المحتجزين بالقطاع ودخول المساعدات الإنسانية، معبرا عن أمله فى استمرارها. وأعرب وزير الخارجية الأمريكى عن رغبة بلاده فى استمرار الهدنة الإنسانية المؤقتة فى قطاع غزة. وأضاف خلال لقائه مع الرئيس الإسرائيلى إسحق هرتزوج فى تل أبيب «أن هذه العملية تؤتى ثمارها، وهى مهمة، ونأمل فى استمرارها».
وأضاف أن بلاده تدعم إسرائيل بشدة فى حقها فى الدفاع عن نفسها وسعيها لضمان عدم تكرار أحداث السابع من أكتوبر الماضى ومن المتوقع أن يزور «بلينكن» الضفة المحتلة حيث من المرجح أن يلتقى بالرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن».
وقال الرئيس الإسرائيلى إن نحو 150 رهينة ما زالوا فى قطاع غزة. وحضر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مراسم إنشاء قرية إسرائيلية جديدة سيتم بناؤها بالقرب من غزة تخليداً لذكرى ما يسمى زعيم المجلس المحلى الذى قُتل فى هجوم حماس.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، عثورها على 5 أطفال مبتسرين متوفين فى مستشفى النصر بمدينة غزة خلال فترة الهدنة المؤقتة. فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية، توثيق تضرر 56 منشأة صحية فى قطاع غزة نتيجة الهجمات الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة فى غزة، أشرف القدرة، إن عناصر الاحتلال أغلقوا جناح العناية المركّزة فى مستشفى النصر للأطفال، وتمكن الأطباء أخيرا من الدخول إلى الجناح وعثروا على 5 أطفال مبتسرين «متحللين جزئيا» بعد أن تركتهم قوات الاحتلال ومنع العائلات من الاقتراب من الأطفال حديثى الولادة.
يأتى ذلك فيما قصفت زوارق الاحتلال ساحل خانيونس جنوب قطاع غزة بقذائف صاروخية. وأكد شهود عيان لـ«الوفد» سماع دوى 3 انفجارات إثر تجدد إطلاق البحرية الإسرائيلية قذائف على شاطئ بحر دير البلح وسط القطاع.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدنى فى غزة، إنهم يبذلون قصارى جهدهم لإخراج آلاف الجثث والمفقودين أسفل الركام الناجم عن عمليات القصف الإسرائيلى على القطاع. وقال إن الفرق نجحت منذ بداية الهدنة المؤقتة فى انتشال حوالى 300 جثة متحللة بالشوارع والطرقات فى مدينة غزة وشمال قطاع غزة، لمكوثها فترة طويلة ملقاة دون أن تتمكن فرق الإسعاف والدفاع المدنى من الوصول إليها وانتشالها.
وأكد «بصل» أن حجم الدمار فى القطاع كبير، سيما الطرق والمنازل، نتيجة الاستهدافات المتواصلة التى شهدها القطاع قرابة الـ50 يوما الماضية، تاركة خلفها دمارا هائلا. وأشار إلى أن آليات العمل بطيئة بسبب تدمير الطرق والذى بدوره تسبب فى صعوبة الوصول إلى المنازل المهدمة. وقال إن طواقم الدفاع المدنى تعمل بالحد الأدنى من المعدات، الأمر الذى يشكل عبئا كبيرا على عاتق الطواقم فى القطاع. وأكد استهداف الاحتلال لجميع الحفارات المتواجدة بقطاع غزة، وبالتالى باتت فرق الإنقاذ عاجزة عن التعامل مع الكم الهائل من البيوت المدمرة. وأشار إلى تدمير ما يزيد على ثلثى معدات وسيارات الدفاع المدنى بغزة نتيجة الاستهداف المباشر وغير المباشر لهذه المعدات والآلات.
واستشهد الشقيقان الفلسطينيان خلال تنفيذهما عملية فدائية بالقدس المحتلة بالضفة أسفرت عن مصرع وإصابة 14 إسرائيليا، بالقرب من حى راموت وقالت حركة حماس، إن عملية القدس رد طبيعى على جرائم الاحتلال غير المسبوقة فى غزة وقتل الأطفال بجنين والانتهاكات فى حق الأسرى الفلسطينيين.
ونَعت الحركة منفذى العملية قائلة: «نزف شهيدينا القساميين مراد وإبراهيم النمر ونبارك عملية القدس البطولية وندعو إلى تصعيد المقاومة». وأعلن مدير عام نجمة داود الحمراء أن عدد القتلى ارتفع إلى ثلاثة، بينهم فتاة تبلغ من العمر 24 عاما، وامرأة تبلغ من العمر 60 عاما، ورجل يبلغ من العمر 70، بالإضافة إلى إصابة 11 آخرين. وتفقد وزير الأمن القومى الإسرائيلى «إيتمار بن غفير» موقع تنفيذ العملية، متهماً حركة «حماس» بتنفيذ العملية، وداعياً المستوطنين إلى حمل السلاح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تمديد الهدنة الإنسانية المقاومة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلى قطاع غزة قطرية وأمريكية الأسرى والرهائن الدفاع المدنى المتحدث باسم تمدید الهدنة فى قطاع غزة إطلاق سراح فى غزة
إقرأ أيضاً:
هكذا تناول إعلام الاحتلال قرب التوصل لاتفاق الهدنة في لبنان
سيطر الاتفاق المحتمل بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، على تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية، وسط مواقف متباينة إزاء "الهدنة" مع حزب الله، وتضمنت آراء معارضة داخل الائتلاف الحكومي، بعد إعلان الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، نيته التصويت ضد الاتفاق في جلسة "الكابينت" المقررة اليوم.
ووصف موقع "زمان" العبري اتفاق إنهاء الحرب في لبنان بأنه "جزئي وخطير"، موضحا أن "المفاوضات التي تتم بوساطة أمريكية مع حزب الله ترتكز إلى حد كبير على سذاجة واشنطن، التي أوصلت البرنامج النووي الإيراني إلى النقطة التي وصل فيها اليوم، أي مباشرة قبل إنتاج جهاز نووي".
وتابع الموقع في تقرير ترجمته "عربي21": "طهران لن تتخلى عن الوجود العسكري لحزب الله في لبنان، وأي اتفاق مع الحزب لن يبقى على ما هو عليه (..)، سيجلب لنا بضعة أشهر من السلام، لكن حزب الله سيجدد خلالها مخزوناته من الصواريخ والطائرات المسرة دون طيار".
وذكر أن "المشكلة هي أنه بعد إقالة يوآف غالانت من منصبه كوزير للدفاع، فإنه لا يوجد في حكومة بنيامين نتنياهو من يفهم الأمن ويرى الصورة كاملة (..)، معظم وزراء الحكومة هم مجرد دمى ويوافقون على أي اتفاق".
ولفت إلى أن "الوضع في غزة بعد أكثر من 400 يوم من القتال لا يزال خارج السيطرة، وحماس تتحكم في توزيع المساعدات، ولا يوجد أي طرف على استعداد لتولي إدارة غزة"، مشددا على أنه مثلما لم تكن خطة حقيقية "لليوم التالي في غزة" فإنّ الحال مشابه تماما في لبنان.
وأكد الموقع العبري أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن يريد التوصل إلى اتفاق قبل أن يغادر البيت الأبيض في غضون شهرين، ويمارس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الضغوط أيضا، وكل هذا يتم أمام حكومة لا تفهم حقا ما يحدث أمامها، فإيران أعدت خطة لتجديد قوة حزب الله".
تفاصيل الاتفاق
من جانبها، تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن تفاصيل الاتفاق المرتقب مع لبنان والذي ينتظر موافقة مجلس الوزراء السياسي الأمني الإسرائيلي، منوهة إلى أنه سيتضمن فترة تجريبية مدتها 60 يوما، وسيشارك فيها الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" الدولية.
وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أنه بموجب الاتفاق سينسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وسيتم اختبار الاتفاق قبل إعادة الإسرائيليين إلى مستوطنات الشمال.
وتابعت: "ينوي الجيش الإسرائيلي تغيير انتشاره في قرى جنوب لبنان بشكل تدريجي وصولا إلى الانسحاب الكامل، ومن المفترض خلال هذه الفترة أن يتراجع حزب الله شمالي خط الليطاني"، مضيفة أن "الاتفاق ينص أيضا على بدء مفاوضات بين بيروت وتل أبيب بشأن النقاط الحدودية المتنازع عليها".
ولفتت إلى أن الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" سينتشرون عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، ومن المفترض أن يقوموا بإزالة البنية التحتية لحزب الله التي لم يتم تدميرها في المنطقة الحدودية، ومنع الحزب من إعادة ترسيخ وجوده بالمنطقة.
وفي تفاصيل أخرى، أفادت صحيفة "معاريف" العبرية بأن التسوية في لبنان نضجت بالفعل الأسبوع الماضي، لكنها تأخرت بسبب قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهيا إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبيّنت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" أن الوسطاء أعربوا عن خشيتهم من أن مثل هذا القرار قد يزيد من تصلب الموقف اللبناني ويطرح مطالب جديدة، لكن في النهاية عادت المحادثات إلى مسارها وتقدمت، ودخلت المفاوضات المرحلة النهائية قبل الإعلان عن الاتفاق.
تعزيز ترتيب إقليمي
ونوهت إلى أن المعارضة الإسرائيلية لمشاركة فرنسا في لجنة مراقبة تنفيذ القرار 1701، تأتي للتعبير عن عدم الثقة في عمل قوات "اليونيفيل" ما بين عامي 2006 و2023، والتي تدعي "تل أبيب" أنها سمحت لحزب الله بإعادة تسليحه.
ونقلت عن مصادر سياسية، أن إسرائيل تسعى إلى استغلال التصعيد الحالي لتعزيز ترتيب إقليمي أوسع يشمل سوريا أيضا، في حين يعمل حزب الله على إحباط هذه الجهود.
أما صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، فقالت إن "إسرائيل لم تتعهد بتجنب تصفية كبار مسؤولي حزب الله ضمن الاتفاق في لبنان"، متوقعة أن الحكومة الإسرائيلية ستنتظر قليلا قبل دعوة الإسرائيليين للعودة إلى مستوطنات الشمال.
وأوضحت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه ستتمركز قوة أمريكية في لبنان خلال الأيام المقبلة، للإشراف وليس للتنفيذ، على غرار قوات "اليونيفيل"، وذلك بعد الانتهاء من انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي وانتشار الجيش اللبناني في جنوب البلاد.
ونقلت الصحيفة عن الأكاديمي كوبي مايكل من معهد "مشغاف" ومعد دراسات الأمن القومي، أن مصلحة "تل أبيب" هي إعادة المستوطنين إلى الشمال، وقطع الطريق بين لبنان وغزة، من أجل جعل الأمر أكثر صعوبة على حركة حماس.
وأضاف مايكل أن "إسرائيل تدرك مطالبات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بإغلاق الجبهات حتى يتولى منصبه، وتتجه جهودها الأساسية الآن إلى إغلاق القصة في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى، مع تركيز الجهود ضد إيران".