بوابة الوفد:
2025-02-07@04:11:14 GMT

جزار غزة

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

جزار غزة.. لقب استحقه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عن جدارة، وسوف يحفره التاريخ باللون الأحمر فى صفحة داكنة السواد لدراكولا العصر، صاحب الرقم القياسى فى القتل والتدمير وارتكاب جرائم الحرب واغتيال الآمنين والاعتداء على حقوق الإنسان ومحاولة ابتلاع وطن بالكامل ومحوه من فوق الخريطة.

قطاع غزة الذى تحول إلى مقبرة مفتوحة تعد الأكبر تاريخيًّا، وإلى سجن مفتوح لأكثر من 2 مليون فلسطينى يتعرضون إلى تطهير عرقى وسط صمت حكومات المجتمع الدولى.

جاءت صرخة الرئيس الفلسطينى محمود عباس بمناسبة التضامن مع اليوم العالمى للشعب الفلسطينى مدوية فى محاولة لإفاقة عالم دخل «الفريزر» أمام أحداث ساخنة امتد لهيبها إلى عنان السماء، وفجرت أرضها غير المستقرة براكين إذا لم تخمد فى مهدها فسوف تمتد لتحرق العالم أجمع.

وكشف «عباس» أن قطاع غزة يتعرض لتهديد وجودى واستهداف متعمد وممنهج للمدنيين، وأنه لا دولة فى غزة، ولا دولة دون غزة، لأن التصعيد الخطير فى المنطقة سببه غياب الحقوق وتجاهلها.

فى سياق متصل مازالت الضغوط المصرية الأردنية مستمرة بغرض تواصل الهدنة لتدخل المد الثالث على طريقة «4-2-4» حيث جاء حتى الآن على ثلاث هدن متوالية فى محاولة عربية بدعم أمريكى لتدخل فى هدنة مفتوحة تكون بداية الاحتكام إلى صوت العقل ونزع فتيل البارود وقفًا لنزيف الدم، وحماية للمنطقة كلها من انفجار محتوم بسبب جرائم الإبادة الجماعية ومحارق النازى الصهيونى.

وفى المقابل ورغم سعى الاحتلال الدؤوب للإسراع قدمًا فى الانتهاء من صفقة الأسرى التى دقت عنقه ليستجيب للتهدئة إرضاءً للجبهة الداخلية والرفض الشعبى والهلع الذى أصاب اليهود، إلا أنه فى الوقت ذاته مازالت تصريحات رئيس وزراء التتار الجدد نتنياهو ووزير دفاعه تؤكد أن بعد الهدنة هناك حربًا لا محالة سوف تقضى من وجهة نظرهم على ما بقى من صمود أبناء غزة!

ولازال الحلم اليهودى بعمليات التهجير لإنهاء الصراع وتصفية القضية الفلسطينية قائمًا ويداعب اليهودى على حساب دول الجوار، رغم صرامة الموقفين المصرى والأردنى فى هذا الشأن بالتحديد وتأكيدات مصر المستمرة برفض التهجير والنزوح وتصفية القضية الفلسطينية.

صحيفة هآرتس الإسرائيلية قالت إن رئيس الوزراء اليهودى فشل فى مواجهة حماس طوال السنوات الأخيرة، وفى نفس الوقت حقق الرئيس عبد الفتاح السيسى مكاسب دبلوماسية عظيمة، وأنه فى كل مواجهة بين دولة الاحتلال وحماس يتم استدعاء الرئيس السيسى والدولة المصرية، حيث إنها الوحيدة القادرة على تحديد التفاهمات بين الجانبين، وأن مصر الوحيدة هى القادرة على الحل فى كل مرة.

وقالت الصحيفة التى تدس السم فى العسل، إن مصر وإسرائيل لابد أن يفكرا فى العمل معا داخل غزة بعيدا عن حركة حماس، فى إشارة لاستدعاء مصر ليكون القطاع تحت السيطرة المصرية، وبالطبع الهدف الخبيث معلوم.

باختصار.. اليهود كما قلنا يجيدون اللعب بدور الذئب الماكر المخادع الذى لا يكل ولا يمل لأنه لا دين عنده ولا أخلاق، حيث ادعى محلل إسرائيلى مجدد إلى أن مغادرة أهالى غزة مصلحة إقليمية، فى إشارة للعودة مجددًا لنغمة التهجير كونه الهدف الأسمى لإنهاء الصراع من وجهة نظرهم.

ساحى ليفى المحلل اليهودى قال إنه يجب أن نضع مخططًا من أجل تهجير أهالى غزة لدول المنطقة ضمن حركة يهودية تم تأسيسها تحت عنوان «الهجرة الإنسانية لسكان غزة»، مشيرا بمنتهى الخبث إلى أن دولة الاحتلال يجب أن تضغط على مصر حتى تقبل بفكرة تهجير الفلسطينيين إليها، كمرحلة مؤقتة قبل سفرهم لتركيا أو السعودية أو دول أخرى ترغب فى استقبالهم، ويبررون ذلك بأنه لوقف جرائم حماس التى تدافع عن الأرض والعرض فى مواجهة محتل غاصب! 

وحمل المحلل اليهودى مصر السبب تجاه ما يحدث فى قطاع غزة، لأنها رفضت استقبال الفلسطينيين على أراضيها تمهيدًا لنقلهم لأى دول أخرى.

محاولات جس النبض اليهودية من فترة لأخرى تعنى أن الفكرة راسخة رغم حائط الصد المصرى العنيد.

وأخيرا يواصل الاحتلال استفزازه لمصر من خلال إعلانه عن إقامة مستوطنة يهودية على مقربة من الحدود المصرية، والخطة تم مناقشتها والموافقة عليها وستكون على بعد 70 كيلو مترًا جنوب بئر سبع وتحتوى على 1100 شقة و200 غرفة فندقية، وستكون مركزًا للخدمات الإقليمية بجانب المركز السياحى فى نفس المنطقة وتحمل اسم «انتسانا».

تبقى كلمة.. مصر ستبقى جبهة الصمود العربية فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى، وستظل الشقيقة الكبرى الداعمة للوحدة العربية وللتراب العربى.. عاشت فلسطين عربية وستبقى عربية على مر التاريخ.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار جزار غزة رئيس الوزراء الاسرائيلي جدارة

إقرأ أيضاً:

ترامب يصرّ على فتح بوابات جهنم

بصرف النظر عن اختلاف الآراء والتحليلات والمواقف بشأن ما وقع في 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023، وتداعيات ذلك قريبة وبعيدة المدى، على المشهد الصراعي الذي يطغى على منطقة الشرق الأوسط، فقد بات من المؤكد أن الحرب على الأراضي الفلسطينية قد بدأت قبل ذلك بكثير.

الحرب بأشكال خطيرة مختلفة كان مسرحها الأساسي الضفة الغربية والقدس، وقد تصاعدت على نحو ملحوظ مع وصول «اليمين» المتطرف إلى الحكم في دولة الاحتلال، التي وضعت على رأس أجندتها حسم الصراع في الضفة، كل المحاولات والسياسات التي اعتمدها الفلسطينيون، لم تكن لتغيّر السياسة الإسرائيلية، وأن حدها الأقصى إبطاء، أو تأخير إمكانية تحقيقها لأهدافها.

ما تسعى دولة الاحتلال لتحقيقه لا ينفع معه نزع الذرائع، ولا المراهنة على تطورات مختلفة على صعيد المنطقة، أو المراهنة على تغيير في السياسة الأميركية، أو الأمم المتحدة.

الفلسطينيون كلهم على اختلاف سياساتهم وقراءاتهم ومواقفهم كانوا على بيّنة من أن دولة الاحتلال موحدة، بحكومتها الفاشية و»معارضتها» ليست أبداً في وارد الموافقة على «حلّ الدولتين».

كان لا بدّ أن تشكّل هذه القناعة، دافعاً قوياً للفلسطينيين بأن يتحضّروا جيداً للدفاع عن حقوقهم وأرضهم، وتجاوز خلافاتهم واختلافاتهم لاستعادة وحدتهم، وإعادة بناء نظامهم السياسي، انطلاقاً من حقيقة أن إمكانية تحقيق السلام والحدّ الأدنى من الحقوق الوطنية تساوي صفراً.

الحرب التي بدأت على جبهة قطاع غزة، في «طوفان الأقصى»، لم تكن سوى حلقة من حلقات حرب كانت قد بدأت في الضفة والقدس قبل ذلك بكثير، وهي ليست الحلقة الأخيرة كما تشير الأحداث الجارية والمتصاعدة على الأراضي الفلسطينية.

مع وصول دونالد ترامب/ الملك، إلى البيت الأبيض، تحظى المخطّطات الإسرائيلية بنقلة جديدة، أشدّ خطورة على الفلسطينيين، فهو يتحدّث كثيراً عن السلام من وجهة نظره، ولكنه لا يرى للفلسطينيين دولة على الأراضي المحتلة العام 1967.

تشكّل سياسة ترامب تغييراً على السياسات الرسمية المعلنة من قبل إدارة جو بايدن «الديمقراطية»، التي كانت تُكثر من الحديث عن «رؤية الدولتين»، حتى لو أنها لم تفعل شيئاً من أجل تحقيق تلك «الرؤية».

سياسة ترامب أصبحت أكثر وضوحاً من أي وقت مضى فهو يدعو ويعمل على تهجير الفلسطينيين من أرضهم في القطاع، وفي الضفة، إلى مصر والأردن ودول أخرى، وتمكين دولة الاحتلال من توسيع أرضها.

يبدو ترامب وكأنه واثق من تحقيق أهداف التهجير، كمقدمة لفرض السلام عَبر فرض «التطبيع» على عديد الدول العربية بدءاً بالعربية السعودية، وإن حصل ذلك، فإنه سيكون المقدمة لتشكيل «الحلف السنّي»، بشراكة إسرائيلية كاملة وفاعلة بقيادة أميركا.

هل ثمة من يشكّ في هذا التشخيص، الذي لم تترك أميركا ودولة الاحتلال لأحد سبباً في التشكيك أو التردّد أو سوء الفهم؟

بينما يجري التركيز على القطاع، والمرحلة الثانية من الصفقة وتوفير الظروف بما في ذلك التلاعب بمسألتي تقديم الحاجات الأساسية الإيوائية والحياتية، وموضوع إعادة الإعمار، لا يلفت ما يتعرض به شمال الضفة رد فعل من إدارة ترامب، حتى بمجرد الكلام الفارغ. ما تتعرض له جنين، مدينة ومخيماً وقرى، وطولكرم مدينة ومخيماً وقرى، ومدينة طوباس وقرية طمون وبلدات أخرى، يقّدم مشاهد تكرر ما تعرض له القطاع.

قصف، و«أحزمة نارية»، ونسف أحياء بكاملها وتدمير ممنهج للبنى التحتية، وعملية تهجير، وحصار شديد تماماً كالذي تعرّض له القطاع، إنها مؤشرات على حرب إبادة عنصرية، تشكّل جوهر السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين ومدنهم ومخيماتهم وقراهم وتستهدف وجودهم، لإرغامهم على المغادرة.

الضفة تعيش ظروفاً قاسية، وفقرا متزايدا بعد أن منعت دولة الاحتلال الفلسطينيين من العمل في «الداخل»، والسلطة الوطنية الفلسطينية تعاني منذ سنوات، من أزمة مالية ومن تسلُّط حكومة الاحتلال على الأموال الفلسطينية.
ومؤخّراً، تسمح حكومة الاحتلال للمستوطنين بالاستيلاء على أراضي الفلسطينيين تحت عنوان مزوّر وهو السماح لهم بشراء أراضٍ في الضفة.

لا أرى أي أهمية لما طلبه بنيامين نتنياهو من ترامب ولا ما توافقا أو اختلفا عليه، فبعد أن كان نتنياهو قادرا على فرض تكتيكاته، ورؤيته على إدارة بايدن، أصبح عليه الآن أن يثق بقيادة ترامب، الذي يسعى لتحقيق أهداف نتنياهو ولكن على طريقته الخاصة.

في هذه المعادلة، لن يسمح ترامب لنتنياهو، أن يمسّ هيبته أو كرامته، أو دوره، كما كانت الإدارات «الديمقراطية» تفعل من قبل.

بإمكان نتنياهو أن يستمرّ في الإعلان عن رغباته، وأهدافه في إطلاق سراح الأسرى، وتفكيك حكم «حماس»، ومنظومتها العسكرية، وإزالة أيّ تهديد من غزّة، فقط لطمأنة حلفائه في الائتلاف، خاصة بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير.

استناداً إلى ذلك، ستضطرّ حكومة الاحتلال لإرسال وفدها المفاوض، لتحقيق المرحلة الثانية من الاتفاق، مدعومة بسياسة أميركية موثوقة، للإفراج عن الأسرى، ثم لكل حادث حديث.

بعد تأخير متعمّد من قبل نتنياهو، عن إرسال وفده المفاوض حسب الأجندة الزمنية لاتفاق وقف إطلاق النار، في انتظار، لقائه ترامب، سيترتّب عليه العودة، بما يشير إلى الخضوع للترتيبات الأميركية التي تصرّ على هدف إنهاء ملفّ الأسرى.

وفق هذه التقديرات، والترجيحات، سيكون بمقدور نتنياهو إقناع سموتريتش البقاء في الحكومة، فإذا كان مضطراً ومطمئناً للدور الأميركي إزاء ملف صفقة التبادل، فإنه في الوقت ذاته يواصل الحرب والتصعيد في الضفة وشمالها كبداية على وجه الخصوص.

استمرار وتصاعد حرب «السور الحديدية» في شمال الضفة يمنح نتنياهو قدراً من المصداقية الكافية للمحافظة على «ائتلافه الحكومي الفاشي» وحتى مع تأييد متزايد من «المعارضة» الإسرائيلية.
هذه هي ملامح، أو بعض من ملامح الجحيم الذي تحدّث عنه ترامب، ذلك أن ما يجري على الأرض الفلسطينية يشكّل عاملاً قوياً لتحريك كل المياه الراكدة في الشرق الأوسط برمته.

إذا كان ترامب مصرّا على تحقيق ما يعلن عنه من سياسات، ويرفع على رؤوس العرب سيوف التهديد والضغط والإملاء، من شأنه أن يفتح الشرق الأوسط على مرحلة من الاضطراب الشديد، وربما حروب واسعة.

الأيام الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • جروس في ورطة قبل مواجهة الإسماعيلي بالدوري
  • ترامب يصرّ على فتح بوابات جهنم
  • زيت الطعام في مواجهة غلاء الأسعار.. تحديات جديدة أمام الأسر المصرية
  • «رئيس الوزراء»: مصر دولة قوية ومستقرة وقادرة على مواجهة التحديات
  • زوجة تخلع زوجها بسبب جزار المنطقة: محستش بالأمان معاه
  • تضامن الشيوخ: الحوار الوطني يعزز مناعة الدولة المصرية في مواجهة أي تحديات
  • أصوات من غزة.. العائدون لبيت حانون في مواجهة رصاص الاحتلال
  • مصر والفلسطينيون.. .تلاحم مستمر في مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي
  • مصر والفلسطينيون.. تلاحم مستمر في مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي
  • صورة جزار فداسي! والضحية .. بين اسلام أهل فداسي واسلام داعش!