جزار غزة.. لقب استحقه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عن جدارة، وسوف يحفره التاريخ باللون الأحمر فى صفحة داكنة السواد لدراكولا العصر، صاحب الرقم القياسى فى القتل والتدمير وارتكاب جرائم الحرب واغتيال الآمنين والاعتداء على حقوق الإنسان ومحاولة ابتلاع وطن بالكامل ومحوه من فوق الخريطة.
قطاع غزة الذى تحول إلى مقبرة مفتوحة تعد الأكبر تاريخيًّا، وإلى سجن مفتوح لأكثر من 2 مليون فلسطينى يتعرضون إلى تطهير عرقى وسط صمت حكومات المجتمع الدولى.
جاءت صرخة الرئيس الفلسطينى محمود عباس بمناسبة التضامن مع اليوم العالمى للشعب الفلسطينى مدوية فى محاولة لإفاقة عالم دخل «الفريزر» أمام أحداث ساخنة امتد لهيبها إلى عنان السماء، وفجرت أرضها غير المستقرة براكين إذا لم تخمد فى مهدها فسوف تمتد لتحرق العالم أجمع.
وكشف «عباس» أن قطاع غزة يتعرض لتهديد وجودى واستهداف متعمد وممنهج للمدنيين، وأنه لا دولة فى غزة، ولا دولة دون غزة، لأن التصعيد الخطير فى المنطقة سببه غياب الحقوق وتجاهلها.
فى سياق متصل مازالت الضغوط المصرية الأردنية مستمرة بغرض تواصل الهدنة لتدخل المد الثالث على طريقة «4-2-4» حيث جاء حتى الآن على ثلاث هدن متوالية فى محاولة عربية بدعم أمريكى لتدخل فى هدنة مفتوحة تكون بداية الاحتكام إلى صوت العقل ونزع فتيل البارود وقفًا لنزيف الدم، وحماية للمنطقة كلها من انفجار محتوم بسبب جرائم الإبادة الجماعية ومحارق النازى الصهيونى.
وفى المقابل ورغم سعى الاحتلال الدؤوب للإسراع قدمًا فى الانتهاء من صفقة الأسرى التى دقت عنقه ليستجيب للتهدئة إرضاءً للجبهة الداخلية والرفض الشعبى والهلع الذى أصاب اليهود، إلا أنه فى الوقت ذاته مازالت تصريحات رئيس وزراء التتار الجدد نتنياهو ووزير دفاعه تؤكد أن بعد الهدنة هناك حربًا لا محالة سوف تقضى من وجهة نظرهم على ما بقى من صمود أبناء غزة!
ولازال الحلم اليهودى بعمليات التهجير لإنهاء الصراع وتصفية القضية الفلسطينية قائمًا ويداعب اليهودى على حساب دول الجوار، رغم صرامة الموقفين المصرى والأردنى فى هذا الشأن بالتحديد وتأكيدات مصر المستمرة برفض التهجير والنزوح وتصفية القضية الفلسطينية.
صحيفة هآرتس الإسرائيلية قالت إن رئيس الوزراء اليهودى فشل فى مواجهة حماس طوال السنوات الأخيرة، وفى نفس الوقت حقق الرئيس عبد الفتاح السيسى مكاسب دبلوماسية عظيمة، وأنه فى كل مواجهة بين دولة الاحتلال وحماس يتم استدعاء الرئيس السيسى والدولة المصرية، حيث إنها الوحيدة القادرة على تحديد التفاهمات بين الجانبين، وأن مصر الوحيدة هى القادرة على الحل فى كل مرة.
وقالت الصحيفة التى تدس السم فى العسل، إن مصر وإسرائيل لابد أن يفكرا فى العمل معا داخل غزة بعيدا عن حركة حماس، فى إشارة لاستدعاء مصر ليكون القطاع تحت السيطرة المصرية، وبالطبع الهدف الخبيث معلوم.
باختصار.. اليهود كما قلنا يجيدون اللعب بدور الذئب الماكر المخادع الذى لا يكل ولا يمل لأنه لا دين عنده ولا أخلاق، حيث ادعى محلل إسرائيلى مجدد إلى أن مغادرة أهالى غزة مصلحة إقليمية، فى إشارة للعودة مجددًا لنغمة التهجير كونه الهدف الأسمى لإنهاء الصراع من وجهة نظرهم.
ساحى ليفى المحلل اليهودى قال إنه يجب أن نضع مخططًا من أجل تهجير أهالى غزة لدول المنطقة ضمن حركة يهودية تم تأسيسها تحت عنوان «الهجرة الإنسانية لسكان غزة»، مشيرا بمنتهى الخبث إلى أن دولة الاحتلال يجب أن تضغط على مصر حتى تقبل بفكرة تهجير الفلسطينيين إليها، كمرحلة مؤقتة قبل سفرهم لتركيا أو السعودية أو دول أخرى ترغب فى استقبالهم، ويبررون ذلك بأنه لوقف جرائم حماس التى تدافع عن الأرض والعرض فى مواجهة محتل غاصب!
وحمل المحلل اليهودى مصر السبب تجاه ما يحدث فى قطاع غزة، لأنها رفضت استقبال الفلسطينيين على أراضيها تمهيدًا لنقلهم لأى دول أخرى.
محاولات جس النبض اليهودية من فترة لأخرى تعنى أن الفكرة راسخة رغم حائط الصد المصرى العنيد.
وأخيرا يواصل الاحتلال استفزازه لمصر من خلال إعلانه عن إقامة مستوطنة يهودية على مقربة من الحدود المصرية، والخطة تم مناقشتها والموافقة عليها وستكون على بعد 70 كيلو مترًا جنوب بئر سبع وتحتوى على 1100 شقة و200 غرفة فندقية، وستكون مركزًا للخدمات الإقليمية بجانب المركز السياحى فى نفس المنطقة وتحمل اسم «انتسانا».
تبقى كلمة.. مصر ستبقى جبهة الصمود العربية فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى، وستظل الشقيقة الكبرى الداعمة للوحدة العربية وللتراب العربى.. عاشت فلسطين عربية وستبقى عربية على مر التاريخ.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: باختصار جزار غزة رئيس الوزراء الاسرائيلي جدارة
إقرأ أيضاً:
ما هي تبعات فوز ترامب على العلاقة مع الاحتلال وحرب غزة والتطبيع؟
مع بداية ظهور النتائج الأولية بفوز الرئيس، دونالد ترامب، بولاية رئاسية أمريكية ثانية، تزايدت "القراءات الإسرائيلية" حول التبعات المتوقعة لهذا الفوز على العلاقة الأمريكية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وكذا السلوك المتوقّع تجاه الحرب على غزة، والتعامل مع التصعيد الجاري مع إيران.
وفي هذا السياق، زعم الكاتب في "القناة 14" العبرية، تائير ألتشولر، أنّ: "ولاية ترامب الثانية قد تؤدي لدعم أمني قوي لدولة الاحتلال، واتخاذ موقف أمريكي حازم ضد إيران، والسعي لتوسيع اتفاقيات التطبيع مع دول عربية إضافية".
وأضاف ألتشولر، في مقال ترجمته "عربي21"، أنه: "رغم ذلك فإن سياسة "أمريكا أولاً" قفد تؤدي أيضًا لزيادة العزلة الدبلوماسية، وتؤثر على علاقات الاحتلال مع الديمقراطيين وحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا".
وتابع بأن: "التأثير المباشر لفوز ترامب على العلاقات الإسرائيلية الأمريكية يعيد للأذهان أن ولايته الأولى قد أسفرت عن قرارات مهمة للاحتلال، أهمها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، والاعتراف الأمريكي بسيادة الاحتلال على هضبة الجولان، وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وكل ذلك عزّز علاقته مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووفّر للاحتلال الدعم الدبلوماسي".
وأشار: "ترامب قد يعمل على العودة لسياسته "أميركا أولا"، ما يعني انخراطا أقلّ في الشرق الأوسط، لكنه في الوقت نفسه سيدعم فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران، والتعبير عن موقف صارم ضد منظمتي حماس وحزب الله، الأمر الذي يدفع للحديث عن التأثير المتوقع لفوزه على مستقبل الحرب الجارية".
وأوضح الكاتب نفسه، أن "إعادة انتخاب ترامب قد تؤدي لتغيير الدعم العسكري والسياسي الذي يتلقاه الاحتلال في حربه ضد حماس في غزة، وحزب الله على الحدود الشمالية، ومن المتوقع أن يواصل ترامب النهج المتشدد تجاه إيران وتشديد العقوبات، مما قد يضع ضغوطا إضافية على حزب الله، لكن من الممكن أيضا أن يطالب الاحتلال بالتصرف بشكل أكثر استقلالية من الناحية الأمنية".
وأضاف أن "ترامب الذي تفاخر بأنه خلال فترة ولايته تم إبرام اتفاقيات تطبيع بين دولة الاحتلال وعدد من الدول العربية مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين، وعمل على تعميق العلاقات الاقتصادية والأمنية في الشرق الأوسط، قد تدفع إدارته الجديدة لتوسيع هذه الاتفاقيات مع دول إضافية".
أمّا بخصوص السياسة المتوقعة لترامب من إيران، يرى الكاتب أن "أحد سمات ولايته السابقة معارضته للاتفاق النووي معها، ومن الممكن أن تؤدي ولاية أخرى لتشديد العقوبات وزيادة الضغوط الدبلوماسية عليها، مما قد يؤخر تقدمها في المشروع النووي، لكن الأمر لا يخلو من المخاطرة أيضاً، فإن السياسة القاسية أكثر مما ينبغي، من الممكن أن تؤدي أكثر لعدم الاستقرار في المنطقة، بل وحتى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية".
وختم بالقول إن "فوز ترامب من المتوقع أن يلقي بظلاله على علاقات دولة الاحتلال مع الحزب الديمقراطي، فإن ترامب يعتبر رئيسا ودوداً بشكل خاص معها، لكن نهجه الصارم أدّى لابتعادها عن الحزب الديمقراطي وحلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين".
من جهتها، أكدت الكاتبة في موقع "زمن إسرائيل" العبري، تال شنايدر، أن: "فوز ترامب لا يضمن الضوء الأخضر لنتنياهو، رغم أن فوزه يعد احتفالاعلى المدى القصير للأخير، لأنه لا يتوقع أن يدوم طويلا".
وأضافت شنايدر، في مقال ترجمته "عربي21"، أن "الوعود الكبيرة فيما يتعلق بإيران سوف تتلاشى، في ضوء علاقة ترامب الوثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولذلك ليس بالضرورة أن تسمح إدارته للاحتلال بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، خاصة بعد إعلان نائبه، جي دي فانس، أن الولايات المتحدة تخطط لبدء مفاوضات دبلوماسية مع إيران قريبا، لأن لدينا مصلحة بعدم الدخول في حرب معها".
وتابعت بأن: "فانس الذي لن يكون صانع السياسات في البيت الأبيض، لكن إجاباته في مقابلة رئيسية خلال الحملة تعكس التعليمات والتحضيرات التي تلقاها من فريق ترامب من الخبراء والمستشارين، حيث قدم العديد من الوعود في الأسابيع الأخيرة من الحملة للجمهور المسلم والعربي واللبناني الأميركي، ووعد بإنهاء الحرب، وإحلال السلام والكرامة لشعب لبنان، وتحريره من معاناته الكبيرة".
وأشارت إلى أن "ترامب تطرق للحرب على غزة منذ يوليو 2024، في لقائه مع نتنياهو، وأكد أن الحرب يجب أن تنتهي، وإعادة المختطفين، وإيقاف الأنشطة العسكرية في غزة، مما يفسح المجال للحديث عن كيفية تحقيق كل ذلك مع حلول يناير 2025، وهو موعد تنصيبه، وهل تصبح مطالبه واقعا على الأرض إذا نجح في توسيع اتفاقات التطبيع، وإيصال السعودية لاتفاق مع دولة الاحتلال".
وأوضحت أنه "من المرجح أن تكون فجوة بين تصريحات ترامب الكبيرة والواقع الدموي للمجتمع الإسرائيلي، كما أنه يجري محادثات منتظمة مع بوتين، المعروف بعلاقاته ونفوذه في إيران، وقد يضطر الإسرائيليون للاعتياد على المحور الجديد لترامب- وبوتين، ومع عدم وجود معارضة سياسية كبيرة، فسيكون قادرًا على الترويج للعديد من التحركات".