بوابة الوفد:
2025-04-01@08:07:06 GMT

المجتمع الدولى!

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

يعد مفهوم المجتمع الدولى من أكثر المفاهيم السياسية استخدامًا حاليًا، ويستخدم بشكل يومى فى وسائل الإعلام العالمية عند ما تظهر تصريحات المسئولين فى الدول، ويدعون فيها «المجتمع الدولى إلى اتخاذ إجراءات صارمة لضمان الاستقرار كما يحدث حاليًا فى الحرب الإسرائيلية الفلسطينية، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عن طبيعة المجتمع الدولى الذى يتم الحديث عنه هنا؟

إن المجتمع الدولى اختصارا يقصد به كافة الدولة والمنظمات الاقليمية والدولية التى تتفاعل مع بعضها البعض فى العالم.

والبعض له تصورات أخرى حول المجتمع الدولى كرؤية قانونية، إذ يرى أن  المقصود به كافة الدول الأعضاء ضمن منظومة الأمم المتحدة. إلا أن التعريف الأكثر شمولاً والأبسط هو الأول الذى يقصد به جميع الدول والمنظمات، مثل هيئة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، وغيرها من المنظمات التى أنشئت بموجب اتفاقيات ومعاهدات دولية.

هنا لابد من توضيح مسألة مهمة، وهى أن هناك فرقا كبيرا بين مفهوم النظام الدولى والمجتمع الدولى، فالنظام الدولى عبارة عن إطار نظرى طوره العلماء من أجل مفهوم القوة السياسية بين الدول والمنظمات فى العالم. فى حين أن المجتمع الدولى يضم كافة المكونات التى يشملها النظام الدولى لأنها الأطراف التى تكون النظام نفسه.

المجتمع الدولى وصل حاليا إلى درجة عالية من التعقيد، بحيث باتت العلاقات الإقليمية والدولية تتداخل مع بعضها لتكون شبكة معقدة من العلاقات والمصالح بسبب تطور التجارب الإنسانية فى بناء الدول، وكذلك التكنولوجيا الحديثة التى ساعدت على احداث تواصل وترابط ليس بين الدول فحسب، وإنما بين الشعوب ومؤسسات المجتمع المدنى أيضا.

ولكى نفهم المجتمع الدولى حاليا لابد من فهم تطوره عبر التاريخ، لأن تطوره ارتبط بالحضارات التى كانت موجودة فى العالم، وكذلك مختلف الدول التى تعاقبت وظهرت إلى أن وصلت إلى ما نحن عليه اليوم.

ففى عام 476 سقطت الامبراطورية الرومانية الغربية، وظهرت الحضارة الإسلامية التى ساهمت فى إدخال العديد من المبادئ والجوانب الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية فى العلاقات الدولية، ومن أهمها ترسيخ مبدأ السلام كمبدأ أساسى فى العلاقات الدولية يقوم على احترام العهود والالتزام بها.

وفى مقابل تطور الحضارة الإسلامية والمجتمع الإسلامى فى تلك الفترة، كان المجتمع الأوروبى بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية على يد القبائل الجرمانية قائماً على الصراعات، حيث انقسمت أوروبا إلى عدة ممالك وإمارات متصارعة حتى القرن الثامن الميلادى.

فى العام 1945 تأسست هيئة الأمم المتحدة وبعدها تطور المجتمع الدولى بشكل لم يسبق له مثيل، حيث شهد العالم حركة تحرر الشعوب من الاستعمار، وظهور الشركات متعددة الجنسيات كما تأسست المئات من المنظمات الاقليمية والدولية واستطاعت الأمم المتحدة القيام بدور ايجابى كبير فى ظهور الدول الجديدة من خلال دعم استقلال الدول، وبذلك صار المجتمع الدولى مجتمعا عالميا ومجتمعا أكثر تنظيما من أى وقت مضى، لكنه أيضا أصبح منحازا للسفاحين وانتهاج سياسة الكيل بمكيالين كما حدث من تجاهله المجازر التى ارتكبتها إسرائيل فى غزة رغم خروجها عن القانون الدولى الذى لا يفرق بين حياة المدنيين على أساس اللون أو العرق أو الجنسية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن المجتمع الدولي وسائل الإعلام العالمية ضمان الاستقرار الحرب الإسرائيلية الفلسطينية المجتمع الدولى الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

فلسطين: إسرائيل تواصل استخدام أسلحة فتاكة ومتفجرة في غزة

غزة – أكدت فلسطين، امس الجمعة، إن إسرائيل تواصل استخدام أسلحة فتاكة ومتفجرة في قطاع غزة، فيما وسعت هجماتها على بقية الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

جاء ذلك في 3 رسائل متطابقة بعث بها المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن لشهر مارس/آذار الجاري سفيرة الدنمارك كريستينا ماركوس لاسين، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ.

الرسائل المتطابقة كانت بشأن “استمرار إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني”، وفق وكالة الأنباء الرسمية “وفا”.

وأضاف منصور أن إسرائيل تواصل “استخدام جميع أشكال الأسلحة الفتاكة والمتفجرة في أنحاء القطاع المكتظ بالسكان، دون أي اعتبار لحياة المدنيين”.

ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الجاري، قتلت إسرائيل 896 فلسطينيا وأصابت 1984 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق بيان صادر عن وزارة الصحة بالقطاع صباح الجمعة.

ولفت منصور إلى استمرار إسرائيل في منع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة لثلاثة أسابيع متتالية، “والتي تشكل أطول فترة انقطاع للمساعدات الإنسانية منذ بدء الحصار”.

وعبر منصور عن القلق من قرار الأمم المتحدة تقليص وجودها في غزة “في ظل الكارثة الإنسانية غير المسبوقة وتزايد الاحتياجات الأساسية”.

وشدد على “ضرورة قيام المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لإلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على رفع حصارها، ووقف عقابها الجماعي، ومحاولاتها لتجويع شعبنا وتدميره وتهجيره القسري من أرضه”.

وفي رسائله، سلط منصور الضوء على الخسائر الفادحة التي يتكبدها العاملون في المجال الإنساني والصحفيون.

وأكد “استشهاد 8 عاملين في المجال الإنساني، بمن فيهم موظف الأمم المتحدة خلال الغارة الإسرائيلية على مقر الأمم المتحدة في 19 من الشهر الجاري”.

كما أشار إلى “استشهاد 399 عاملا في المجال الإنساني في غزة، بمن فيهم 289 موظفا من الأمم المتحدة، معظمهم من موظفي الأونروا، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023”.

وتطرق إلى “استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي، في 24 مارس الجاري، واغتيال الصحفيين الفلسطينيين حسام شبات ومحمد منصور، إلى جانب استشهاد ما يقرب من 200 صحفي فلسطيني، من بينهم 27 صحفية، على يد إسرائيل خلال الأشهر السبعة عشر الماضية”.

وبشأن مواصلة الهجمات الإسرائيلية على بقية الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، قال منصور إنها “أسفرت عن استشهاد 99 فلسطينيا، من بينهم أطفال، منذ بداية العام (2025)”.

بالإضافة إلى استيلاء إسرائيل على الممتلكات، وهدم المنازل، وتهجير عشرات الآلاف من المدنيين بشكل قسري والاعتداء على الأماكن المقدسة والمصلين في شهر رمضان المبارك، واستمرار قوات الاحتلال في الاعتقالات اليومية، ما يزيد من أعداد المدنيين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بمن فيهم الأطفال المحتجزون دون تهمة، حسب البيان نفسه.

وشدد على أن “المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، ملزم قانونا بوقف هجوم إسرائيل وحماية شعبنا، الأمر الذي يتطلب استعادة وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري وغير المشروط ودون عوائق”.

وحث “جميع الدول والمنظمات المعنية، بما فيها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي، على بذل كافة الجهود الممكنة لاستعادة وقف إطلاق النار، وضمان تنفيذ جميع مراحله، وفقا للقرار 2735، وتوسيع نطاقه ليشمل الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بهدف ضمان وقف دائم لإطلاق النار، وفتح الطريق أمام تحقيق سلام عادل قائم على حل الدولتين”.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية المغتربين الفلسطينية “الاعتداءات شبه اليومية لعناصر المستعمرين (المستوطنين) المسلحة على أبناء شعبنا في مَسافِر يطا (جنوبي الضفة) بحماية وإشراف جيش الاحتلال الإسرائيلي”.

وأضافت أن هذه الاعتداءات “تهدف إلى تهجير وإفراغ المسافر برمتها من الفلسطينيين، في أبشع أشكال جريمة التطهير العرقي ضد الوجود الفلسطيني في عموم المناطق المسماة “ج” التي تشكّل غالبية مساحة الضفة، على طريق ضمها كمخزون إستراتيجي لتوسع الاستيطان الاستعماري، وضرب فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض”.

وطالبت مجلس الأمن الدولي “بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف عدوانها فوراً وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، بما فيها الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية”.

وفي وقت سابق الجمعة، هاجم مستوطنون قرية جنبا جنوب مدينة الخليل واعتدوا بالضرب على فلسطينيين ما أدى لإصابة عدد منهم بجروح ورضوض، وفق شهود عيان.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تعرب عن تضامنها مع شعب ميانمار في كارثة الزلزال المدمر
  • مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: المسعفون لا ينبغي أبدا أن يكونوا هدفا
  • بيان جديد من الأمم المتحدة حول السلام في اليمن
  • تطور تاريخي في العلاقات السياسية التركية
  • خطاب زعيم طالبان.. هل ينجح فى تحسين العلاقات مع المجتمع الدولى؟
  • العثور على جثث ستة مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطيني مفقودين في رفح
  • بعثة الاتحاد الأوروبي تُرحّب بالإفراج عن عدد من «المحتجزين»
  • الأمم المتحدة: في 8 أيام قتلت إسرائيل 174 امرأة و322 طفلاً في غزة
  • بعثة الأمم المتحدة ترحّب بالإفراج عن عدد من «المحتجزين»
  • فلسطين: إسرائيل تواصل استخدام أسلحة فتاكة ومتفجرة في غزة