يعد مفهوم المجتمع الدولى من أكثر المفاهيم السياسية استخدامًا حاليًا، ويستخدم بشكل يومى فى وسائل الإعلام العالمية عند ما تظهر تصريحات المسئولين فى الدول، ويدعون فيها «المجتمع الدولى إلى اتخاذ إجراءات صارمة لضمان الاستقرار كما يحدث حاليًا فى الحرب الإسرائيلية الفلسطينية، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عن طبيعة المجتمع الدولى الذى يتم الحديث عنه هنا؟
إن المجتمع الدولى اختصارا يقصد به كافة الدولة والمنظمات الاقليمية والدولية التى تتفاعل مع بعضها البعض فى العالم.
هنا لابد من توضيح مسألة مهمة، وهى أن هناك فرقا كبيرا بين مفهوم النظام الدولى والمجتمع الدولى، فالنظام الدولى عبارة عن إطار نظرى طوره العلماء من أجل مفهوم القوة السياسية بين الدول والمنظمات فى العالم. فى حين أن المجتمع الدولى يضم كافة المكونات التى يشملها النظام الدولى لأنها الأطراف التى تكون النظام نفسه.
المجتمع الدولى وصل حاليا إلى درجة عالية من التعقيد، بحيث باتت العلاقات الإقليمية والدولية تتداخل مع بعضها لتكون شبكة معقدة من العلاقات والمصالح بسبب تطور التجارب الإنسانية فى بناء الدول، وكذلك التكنولوجيا الحديثة التى ساعدت على احداث تواصل وترابط ليس بين الدول فحسب، وإنما بين الشعوب ومؤسسات المجتمع المدنى أيضا.
ولكى نفهم المجتمع الدولى حاليا لابد من فهم تطوره عبر التاريخ، لأن تطوره ارتبط بالحضارات التى كانت موجودة فى العالم، وكذلك مختلف الدول التى تعاقبت وظهرت إلى أن وصلت إلى ما نحن عليه اليوم.
ففى عام 476 سقطت الامبراطورية الرومانية الغربية، وظهرت الحضارة الإسلامية التى ساهمت فى إدخال العديد من المبادئ والجوانب الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية فى العلاقات الدولية، ومن أهمها ترسيخ مبدأ السلام كمبدأ أساسى فى العلاقات الدولية يقوم على احترام العهود والالتزام بها.
وفى مقابل تطور الحضارة الإسلامية والمجتمع الإسلامى فى تلك الفترة، كان المجتمع الأوروبى بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية على يد القبائل الجرمانية قائماً على الصراعات، حيث انقسمت أوروبا إلى عدة ممالك وإمارات متصارعة حتى القرن الثامن الميلادى.
فى العام 1945 تأسست هيئة الأمم المتحدة وبعدها تطور المجتمع الدولى بشكل لم يسبق له مثيل، حيث شهد العالم حركة تحرر الشعوب من الاستعمار، وظهور الشركات متعددة الجنسيات كما تأسست المئات من المنظمات الاقليمية والدولية واستطاعت الأمم المتحدة القيام بدور ايجابى كبير فى ظهور الدول الجديدة من خلال دعم استقلال الدول، وبذلك صار المجتمع الدولى مجتمعا عالميا ومجتمعا أكثر تنظيما من أى وقت مضى، لكنه أيضا أصبح منحازا للسفاحين وانتهاج سياسة الكيل بمكيالين كما حدث من تجاهله المجازر التى ارتكبتها إسرائيل فى غزة رغم خروجها عن القانون الدولى الذى لا يفرق بين حياة المدنيين على أساس اللون أو العرق أو الجنسية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن المجتمع الدولي وسائل الإعلام العالمية ضمان الاستقرار الحرب الإسرائيلية الفلسطينية المجتمع الدولى الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
أميركا .. بدء أول خطوة للانسحاب من الأمم المتحدة
سرايا - تقدم أعضاء جمهوريون من مجلس الشيوخ الأميركي بمشروع قانون للانسحاب الكامل للولايات المتحدة من هيئة الأمم المتحدة.
وقد وقع الرئيس الأمريكي، 4 فبراير، أمرا تنفيذيا لإعادة تقييم مشاركة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، بدعوى أن المنظمة "سيئة الإدارة ولا تقوم بعملها".
وتابعت الوثيقة المنشورة على الموقع الإلكتروني لأحد المتقدمين بمشروع القانون السيناتور الجمهوري مايك لي: "يقوم الرئيس بإلغاء عضوية الولايات المتحدة بالكامل في الأمم المتحدة وفي أي أجهزة أو وكالات متخصصة أو لجان أو هيئات أخرى مرتبطة رسميا بالأمم المتحدة".
ويهدف مشروع القانون إلى خفض تمويل الأمم المتحدة ووكالاتها ومنع إعادة الانضمام إلى المنظمة دون موافقة مجلس الشيوخ. إضافة إلى ذلك، سيتم فرض حظر على مشاركة الولايات المتحدة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وكما قال السيناتور لي لقناة "فوكس نيوز"، فإن الأمم المتحدة أصبحت "منصة للطغاة" لشن هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها، على حد تعبيره. ودعا إلى وقف التمويل لمنظمة قال إنها تستخدم الأموال "لتقويض" المصالح الأمريكية وتعزيز قوة خصومها.
وتساءل لي كذلك عما حققته الأمم المتحدة على مر السنين، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من كل الاهتمام والأموال، فقد فشلت في منع الحروب وانتهاكات حقوق الإنسان والأوبئة.
وكان ترامب قد وقع في وقت سابق على أمر يقضي بانسحاب البلاد من منظمة الصحة العالمية، فيما تعتقد الإدارة الجديدة أن منظمة الصحة العالمية غير فعالة، وتخضع لتأثير سياسي، وتحتاج إلى قدر كبير من التمويل من الولايات المتحدة.
كذلك وقع ترامب، 4 فبراير، على أمر تنفيذي يقضي بوقف تمويل "الأونروا" بشكل كامل وانسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وإطلاق تحقيق سريع في أنشطة اليونيسكو لتحديد علامات "المشاعر المعادية للولايات المتحدة"، و"التحيز ضد إسرائيل". (نوفوستي)
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1262
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 21-02-2025 04:04 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...