الانتخابات الرئاسية ومستقبل مصر
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
دخلت العملية الانتخابية فى استحقاق الانتخابات الرئاسية المصرية مرحلة الحسم، ببدء عملية الاقتراع للمصريين بالخارج التى تنطلق اليوم الجمعة، وهو أرفع استحقاق انتخابى تشهده البلاد، حيث ينطلق تصويت المصريين بالخارج لاختيار رئيس الجمهورية لمدة 6 سنوات قادمة، وهى الانتخابات الرئاسية الثالثة بعد ثورة 30 يونيو.
وتكتسب هذه الانتخابات أهمية كبيرة فى ظل ما تشهده البلاد من ضغوط وتحديات نتيجة الأوضاع الاقتصادية التى تعيشها مصر بسبب الآثار السلبية للحرب الروسية - الأوكرانية على الاقتصاد العالمى، كذلك الأوضاع الإقليمية، حيث تدخل مصر الانتخابات فى ظل حدود مشتعلة شرقا وغربا وجنوبا، كذلك ما يشهده قطاع غزة من عدوان إسرائيلى غاشم، وإصرار إسرائيل على تنفيذ مخطط لتهجير الفلسطينيين قسرا، وهو ما رفضته مصر بشكل قاطع.
وتكتسب الانتخابات الرئاسية أهمية كبيرة بسبب هذه الظروف، مما يقتضى ضرورة المشاركة الإيجابية بكثافة فى العملية الانتخابية، لذلك تشير التوقعات إلى ارتفاع مستوى المشاركة للمصريين فى الخارج أو بالداخل، وهو يساهم فى إعادة تقديم الشعب المصرى للعالم بما يتمتع به من ارتفاع معدلات الوعى، لدى جميع المواطنين، والالتفاف حول الوطن وحماية مصالحه الوطنية وإعلاء المصلحة العليا للبلاد فى حالة تعارضها مع المصلحة الخاصة.
وتعد المشاركة فى الانتخابات أحد أبرز الأدوار الوطنية التى يقوم بها المواطن، حيث اعتبر دستور مصر 2014، إن المشاركة فى الاستحقاقات الانتخابية واجب وطنى يتطلب من الجميع المشاركة فيه، من أجل اختيار من يقود ويعبر بمصر من واحد من أخطر الطرق التى تعرقل نموها الاقتصادى، وهو ما سيساهم أيضا فى تصدير صورة إيجابية عن الشعب المصرى، كما أنها تعكس أمام العالم أن مصر دولة مستقرة وآمنة وقادرة على عبور التحديات بكل أشكالها.
لذلك أوجه من هذه المساحة الدعوة للمصريين فى الداخل والخارج، للمشاركة فى الانتخابات المصرية بكثافة لتصدير صورة مميزة عن الشعب المصرى، والتأكيد على أن المصريين فى أوقات الأزمات واحد، خاصة أن الانتخابات القادمة تتمتع بقدر كبير من النزاهة والشفافية، حيث تسير العملية الانتخابية بشكل ديمقراطى سليم، خاصة أنها تتم تحت إشراف قضائى كامل، وفى ظل متابعة من منظمات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام المحلية والدولية.
والحقيقة أننا تعودنا من المصريين بالخارج أنهم دائما يكونون عند الموعد داعمين ومساندين لوطنهم الأم، وعهدناهم خلال السنوات الأخيرة يشاركون فى كافة الاستحقاقات والمناسبات الوطنية ليعبروا عن انتمائهم وولائهم لبلدهم، لذلك المنتظر منهم أن يخرجوا ويحتشدوا فى اللجان ليقولوا كلمتهم فى صناديق الاقتراع ويعبروا عن آمالهم وطموحاتهم باختيار المرشح الرئاسى الذي يريدونه ويرون فيهم أن الأنسب لتمثيلهم، كما أنهم يدركون جيداً أن مشاركتهم فى الانتخابات واجب وطنى والتزام دستورى وحق لهم فى مباشرة حقوقهم السياسية، لذا ننتظر أن نرى الصورة الحضارية التى سيقدمها المصريون فى الخارج لبلدهم مصر أمام العالم.
الانتخابات الرئاسية بالخارج تجرى بدءًا من اليوم الجمعة لمدة ثلاثة أيام، يعيش فيها المصريون بالخارج محفلًا من المحافل الوطنية وفرصة ينتظرونها دائماً للتعبير عن مصريتهم وحبهم واعتزازهم بوطنهم، وهذه الانتخابات تعبر عن تجربة ديمقراطية سليمة بما يساهم فى تعزيز الاصطفاف الوطنى.
عضو مجلس الشيوخ
عضو الهيئة العليا لحزب الوفد
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العملية الانتخابية استحقاق الانتخابات الرئاسية المصرية مرحلة الحسم لاختيار رئيس الجمهورية الانتخابات الرئاسیة
إقرأ أيضاً:
سفير خادم الحرمين: العلاقات العُمانية السعودية "نموذجية".. ومستقبلٌ مشرقٌ للتعاون الثنائي بين البلدين
مسقط- الرؤية
أعرب سعادة إبراهيم سعد إبراهيم بن بيشان سفير المملكة العربية السعودية المعتمد لدى سلطنة عُمان عن تهنئته سلطنة عُمان حكومةً وشعبًا بمناسبة العيد الوطني الـ54 المجيد.
وأشاد سعادته- في تصريح صحفي- بما تشهده العلاقات السعودية العُمانية المتينة من إخاء وتقدم وازدهار بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظهما الله ورعاهما". وأبرز مدى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والترابط بين الشعبين الشقيقين، والدور المحوري لمجلس التنسيق السعودي العُماني في تعزيز العلاقات بين البلدين وتحقيق النتائج المأمولة، والتطلع لانعقاد الاجتماع الثاني خلال نهاية العام الجاري.
وقال سعادته إنَّ ما تتميز به العلاقات بين البلدين الشقيقين أنها علاقات نموذجية، وتتمتع بالرصانة والقوة؛ حيث يشترك البلدان في الكثير من الروابط والقواسم والقيم، وفي مقدمتها الدين والجوار واللغة، والمصير المشترك القائم على تحقيق تكامل الرؤى للتعامل مع الحاضر وبناء المستقبل. وأضاف أنَّ النهضة العُمانية تستمد ثوابتها من هويتها العريقة وثقافتها المنبثقة من إرثها الإسلامي وقيمها العربية الأصيلة التي أرساها السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- ويواصل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- مسيرتها المتجدّدة بتوجيهاته الحكيمة المتمثلة في رؤية "عُمان 2040". وأشاد بيشان بالدور المُهم للسياسة الخارجية والخطوات الطموحة اقتصاديًا وتنمويًا لسلطنة عُمان على الصعيد الإقليمي والدولي، والتي تنعكس ايجابًا لخدمة الأمن والسلام والاستقرار والنمو والازدهار في المنطقة والعالم.
وأعرب سعادته عن فخره واعتزازه بمستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين؛ إذ بلغ حجم التبادل التجاري بنهاية شهر يونيو الماضي نحو 1.14 مليار ريال عُماني، وسجل عبر منفذ الربع الخالي مستوى 334 مليون ريال عُماني في ذات الفترة؛ بما يقترب من إجمالي حجم التبادل التجاري الكلي بين البلدين المسجل عبر المنفذ خلال العام الماضي 2023، وبما يوازي 33% من حجم التبادل التجاري الإجمالي بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان بنهاية يونيو 2024. وأكد سعادة السفير أن هذا النشاط التجاري المتنامي لمنفذ الربع الخالي في أول 3 سنوات منذ افتتاحه، يُشير إلى الأهمية الاقتصادية التي يُمثلها هذا الشريان الحيوي للحركة التجارية المباشرة والقيمة الجيواستراتيجية نحو تعظيم النشاط الاقتصادي والسياحي بين البلدين.
وذكر أن حجم الاستثمار العُماني المباشر في المملكة العربية السعودية بلغ 129.1 مليون ريال عُماني بنهاية عام 2022. وأضاف أن المملكة العربية السعودية تعد من أبرز الشركاء السياحيين لسلطنة عُمان؛ إذ بلغ عدد الزوار السعوديين القادمين لزيارة سلطنة عُمان حتى نهاية شهر أغسطس 2024 نحو 87.7 ألف زائر.
وشدد سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سلطنة عُمان، على أن النهج الذي تمضي من خلاله المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان لتشكيل ملامح متجددة لمستقبل مشرق في العلاقات الثنائية، كفيلٌ بترجمة الطموحات المشتركة وتحقيق تطورات إيجابية سوف يلمسها أبناء البلدين الشقيقين في الأجل القريب.