سئل المؤرخ الانجليزى أرنولد توينى ما رأيك فى مصداقية الأحداث التاريخية؟ فقال حدثت مشاجرة أمام بيتى وبعد ست ساعات سمعتها من جيرانى بست روايات مختلفة! أما المشاجرة المريرة التى حدثت أمام بيتنا فكانت فاجعة النكبة الفلسطينية والتى تفننت الحركة الصهيونية فى تحريفها بأساليب دعائية شيطانية أشهرها الفرية السخيفة التى ما أنزل الله بها من سلطان بأن الفلسطينيين هم من خانوا قضيتهم عندما تخلوا عن أرضهم ببيعها طواعية طمعًا فى المال اليهودى والتى لا يوجد أى دليل منطقى على ثبوتها ومع ذلك تلقى رواجًا حتى بين بعض الشعوب العربية، إلا أن الله يريد أن يحق الحق ولو كره المزيفون فكما يقال وشهد شاهد من اهلها فجماعة المؤرخين الجدد الاسرائيلية هى من ذكرت الحقيقة التاريخية للنكبة فمنذ وعد بلفور والاغتصاب الصهيونى الغادر لكامل تراب فلسطين التاريخية يجرى على قدم وساق.
أقرت ميليشيات الهاجانا الارهابية النواة المركزية للجيش الاسرائيلى «خطة داليت» للتطهير العرقى بمباركة قادة الوكالة اليهودية فقد ارتكب السفاحون أكثر من 70 مجزرة بشعة خلفت 15000 شهيد أشهرها مجزرة دير ياسين والطنطورة.
كان الهدف الاستراتيجى من وراء شن هذه الهجمات البربرية هو بث الرعب والهلع بين الفلسطنيين ودفعهم دفعًا للفرار من جحيم الإبادة الجماعية وترك بيوتهم خاوية على عروشها، هذه العصابات المجرمة قتلت العزل من النساء والاطفال بدم بارد وحاصرت القرى وهدمت البيوت على رؤوس قاطنيها وحرقت الزرع والنسل وزرعت الألغام بين الأنقاض حتى لا يفكروا فى العودة مرة اخرى.
استخدمت هذه الخطة الجهنمية فى أكثر من 1300 قرية ومدينة فلسطينية، تم تدمير 531 بالكامل وما تبقى تم إخضاعه بالقوة الجبرية تحت حكم عسكرى فاشى وهجروا نحو 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطينى تحولوا بين ليلة وضحاها إلى مشردين لاجئين فى أصقاع الأرض ولم يكتف الكيان المحتل بكل ذلك الظلم والجبروت وقاموا بأكبر عملية تزوير فى التاريخ الإنسانى بطمس كل الآثار التى تشير إلى الوجود العربى فى فلسطين بتغيير نحو 80 ألف مُسمّى للبلدات والسهول والجبال والوديان فى مختلف المناطق وأطلقوا عليها أسماء عبرية ذات دلالات توراتية لتزييف الطابع الثقافى والحضارى وتأكيد رواياتهم الملفقة عن أساطير الأولين وشعوذة النبوءات التوراتية.
لا شك أن الحركة الصهيونية تعد إحدى أدوات الاستعمار الغربى للسيطرة على مقدرات المنطقة العربية لذلك تأييدهم المطلق لمنطق الإبادة الجماعية فى غزة وما كانت زلة لسان رئيس وزراء السويد إلا دليل دامغ يفضح ما تكنه صدروهم.
ولكن تضحيات الشعب الفلسطينى البطل وصمود المقاومة الباسلة وشجاعة الموقف المصرى الصارم أفشلوا مخطط نكبة فلسطينية جديدة كادت تقضى نهائيًا على القضية الفلسطينية؛ لذا نزلت حكومة نتنياهو المتغطرسة من على شجرة الأوهام وتجرعت كأس الهزيمة النكراء صاغرة فى إشارة واضحة لنكبة صهيونية مفاجئة ربما تكون القاصمة.. ياليت محمود درويش كان بيننا حتى يصرخ فى وجوههم القبيحة.
سرقت دموعنا يا ذئب
تقتلنى، وتدخل جثتى، وتبيعها
أخرج قليلا من دمى، كى يراك الليل أكثر حلكة
وكى نمشى لمائدة التفاوض واضحين كما الحقيقة
قاتلا يدلى بسكين، وقتلى يدلون بالأسماء.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
الملتقى السعودي المصري.. رئيس تجارية القاهرة: العلاقات التاريخية تنطلق نحو المستقبل
اختتم أيمن العشري، رئيس غرفة القاهرة التجارية وعضو اتحاد الصناعات المصرية، مشاركته الفاعلة ضمن فعاليات ملتقى الأعمال السعودي المصري الذي عُقد بالعاصمة الرياض خلال الفترة من 27 إلى 29 أبريل الجاري، مؤكدا تحقيق نتائج استراتيجية من شأنها تعزيز أواصر التعاون الصناعي والاستثماري بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية.
أُقيمت فعاليات الملتقى بحضور بندر بن إبراهيم بن عبد الله الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، والمهندس خليل بن سلمة نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة، ورئيس اتحاد الغرف السعودية، ورئيس مجلس الأعمال المصري السعودي، والمهندس محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصرية، وبمشاركة 38 من رجال الصناعة اعضاء اتحاد الصناعات المصرية ، ما يعكس مستوى الاهتمام الرسمي الكبير من الجانبين بدعم الشراكة الاقتصادية وتطوير مجالات التعاون الصناعي.
أكد العشري أن المباحثات واللقاءات الثنائية التي عقدها الوفد المصري مع نظرائه السعوديين أسفرت عن توقيع اتفاقيات أولية وتفاهمات متقدمة في عدد من القطاعات الحيوية، أبرزها الصناعات الثقيلة، والصلب المخصوص، موضحا أن الجانب السعودي أبدى اهتمامًا بالغًا بتوسيع التعاون الصناعي مع الشركات المصرية، خاصة في مجالات التصنيع المشترك وتوطين سلاسل الإمداد، وتوسيع الصادرات المصرية المتخصصة للأسواق الخليجية والعالمية.
وأشار رئيس غرفة القاهرة التجارية إلى أن الاجتماعات مع كبار المستثمرين والمسؤولين السعوديين تناولت آليات تأسيس مراكز صناعية متكاملة، تهدف إلى توطين الصناعات المتقدمة وتعزيز القدرات التصديرية للمنطقة بأسرها .
وفى السياق ذاته، لفت العشرى إلى أن الوفد المصري، بقيادة نخبة من رجال الصناعة والتجارة، طرح خلال الملتقى نموذجًا متطورًا للتكامل الاقتصادي الإقليمي، يتجاوز الإطار التقليدي للتبادل التجاري، ليؤسس لمنظومة شاملة تشمل التصنيع المشترك، وتبادل التكنولوجيا.
وأكد العشري أن الفترة القادمة ستشهد بدء تفعيل الاتفاقيات عبر تشكيل لجان عمل ثنائية بين الجانبين، لمتابعة تنفيذ المشروعات الاستثمارية وفق خطط مدروسة تضمن سرعة الإنجاز وتحقيق الأثر الاقتصادي الملموس.
وتوجه العشري بخالص الشكر والتقدير لقيادات المملكة العربية السعودية وللجهات المنظمة للملتقى على حفاوة الاستقبال ودقة التنظيم، معربًا عن تطلعه لمزيد من الإنجازات المشتركة التي تعزز مسيرة التنمية والازدهار في البلدين الشقيقين.