قال الكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة، إن الانتخابات الرئاسية حدث استثنائي ومهم للغاية في تاريخ مصر الحديث، إذ اكتسبت أهميتها من كونها تأتي تتويجا لمسيرة ناجحة من الإصلاح السياسي خاضتها الدولة خلال آخر عامين، لافتا إلى أن مصر نجحت في اتخاذ خطوات واسعة للغاية من أجل تحقيق ديمقراطية كاملة يشهد لها العالم.

 الانتخابات الرئاسية تختلف عما قبلها 

وأضاف «أبو شامة»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن الانتخابات هذه المرة مختلفة إذ أنها تُجرى بين 4 مرشحين من العيار الثقيل، وهذه منافسة جديدة على الساحة المصرية، إذ تحقق فعليا شكلا ديمقراطيا صحيحا ومثاليا، مشيرا إلى أن المصريين بالخارج قطاع مهم للغاية ضمن النسيج الوطني فضلا عن كونهم قوة مضافة لقيمة مصر على المستوى الدولي والمحلي.

 المصريون بالخارج استعادوا علاقتهم القوية بالوطن

وتابع، أن المصريين بالخارج استعادوا علاقتهم القوية بالوطن في عهد الرئيس السيسي من خلال إعادة وزراة الهجرة والمصريين بالخارج عام 2015، وكانت عودتها تمثل انطلاقة حقيقة لإقامة جسور تواصل بين الوطن الأم وأبنائها في الخارج بكل دول العالم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتخابات الانتخابات الرئاسية الرئيس السيسي السيسي المصريين بالخارج

إقرأ أيضاً:

ديمقراطية ضد الديمقراطية عند مارسيل غوشيه ماذا تعني عند الشيوعي السوداني

الملاحظ عندنا في الساحة السودانية أن الأغلبية من النخب السودانية و لأسباب داخلية سببها تركيزهم على الإنكفاء على المحلي جعلهم لا يتأثرون بما لحق العالم من تغيّر هائل في المفاهيم و خاصة في القرن الأخير و هذا ما جعل ساحة الفكر في السودان سهلة الإختطاف من قبل أسيري التربية الحزبية و شتان ما بين التربية الحزبية و الزج و التعبية السياسية و بين مراكز البحوث و ما تخرج به من أفكار تكون نتيجة بحوث عميقة.
ساحتنا الفكرية السودانية مختطفة من قبل تياريين و أغلب أتباهما سليلي تربية حزبية و أسيري زج و تعبية سياسية مجافية لفكر مراكز البحوث و هما تيار أتباع الحركة الإسلامية السودانية و تيار أتباع الشيوعية السودانية بنسختها المتحجرة و نجحا في خلق درع واقي لا يشبه إلا الستار الحديد بين الغرب و الشرق أيام الحرب الباردة هذا الستار الحديد منع ساحة فكرنا السوداني من أن تتنفس على أنسام العالم الخارجي و لهذا السبب كانت النتيجة هذا الإختناق الفكري و نتيجته كساد فكري يمتد على مدى قرن كامل يفصل بيننا و بين تطور العالم الحديث.
الغريب تيار الإسلام السياسي السوداني النابع من عداءه الدائم للغرب و أفكاره المنتصرة للحرية سببها أن قوة تيار الإسلام السياسي لا تتجدد إلا بأن تجعل من الغرب و أفكاره عدو أبدي و خاصة في منطقة عربية إسلامية تقليدية لم تكن فيها يوم الحرية مطلب شعبي بسبب تاريخ سطوة نظم الشرق الإستبدادية و يلتقي معهم الشيوعي السوداني في عداءه للغرب في تاريخ رأسماليته ذات العلاقة الطردية مع النظم الديمقراطية و عكسية علاقتها مع الشيوعية كنظام شمولي بغيض لا تقل بشاعتها عن النازية و الفاشية.
و لهذا السبب عجزت الاحزاب الشيوعية في الوطن العربي بأن تصل الى مستوى وعي الاحزاب الشيوعية في الغرب و قد أيقنت من نمط الإنتاج الرأسمالي بعد إعادة إكتشاف أفكار غرامشي و يظل كساد أتباع الشيوعية في السودان و يظهر في عداءهم للفكر الرأسمالي و هذا ما يجعلهم تحت مرمى مدافع عالم الإجتماع التونسي الطاهر لبيب و كذلك مدافع عالم الإجتماع الفلسطيني هشام شرابي وهما يوضحان أن العالم العربي التقليدي ما زال محاصر بين أتباع الأيديولوجيات المتحجرة كالشيوعية في العالم العربي و كذلك بين أتباع أحزاب اللجؤ الى الغيب و هم في السودان أتباع أحزاب المرشد الكيزاني و الامام الأنصاري و الختم.
و الشيوعيون و الكيزان لا يفتح فكرهم إلا على نظم شمولية معادية للحرية و الديمقراطية الليبرالية التي قد أصبحت تمثل التاريخ الطبيعي لظاهرة المجتمع البشري و لهذا يقول الطاهر لبيب من المضحك أن يكون المثقف العضوي في العالم العربي و الإسلامي التقليدي خارج من بين صفوف أتباع الأيديولوجيات المتحجرة و أتباع اللجؤ الى الغيب و هذا ما هو حاصل في ساحتنا السودانية حيث نجد الشيوعي السوداني و الكوز و هما يسدان أفق الفكر في السودان بضجيجهما الإسلاميين بكذبة إسلامية المعرفة و الشيوعيون بنهاية التاريخ و إنتهاء الصراع الطبقي و الأثنيين يجمع بينهما ايمانهما بالمطلق في زمن النسبي و العقلاني و كرهما للديمقراطية الليبرالية و قد أصبحت تمثل مسيرة الإنسانية المنفتحة على اللا نهاية بعكس غائية و لاهوتية الفكر الشيوعي الذي ينتهي كدين بشري و يبشر بغاية نهاية التاريخ و نهاية الصراع الطبقي كجنة أرضية موازية لجنة الكوز السماوية بفكره الغائي اللاهوتي الديني.
و عليه نجد في ساحتنا السودانية كثر من النخب السودانية تعتقد أن النظام الرأسمالي و نمط الإنتاج الرأسمالي سيزول و ستختفي النظم الرأسمالية و ستختفي النظم الديمقراطية و سيخرج الغرب الرأسمالي من التاريخ و هذا كلام مضحك و محزن لأنهم لم يقولوا لنا ما فائدة عودة النظم الشمولية البغيضة و ماذا ستستفيد البشرية من عودة النظم الشمولية بعد زوال النظم الديمقراطية و إنهيار النظام الرأسمالي؟
الذي يجعلك أن تكون هادئ عند سماع قولهم أي عندما يتحدثون عن زوال الرأسمالية أنك تتذكر أنهم لم يدخلوا التاريخ بعد و بالتالي حكمهم على خروج الغرب الرأسمالي من التاريخ حكم باطل فيدخلوا التاريخ أولا كمفارقين لمجتمع إسلامي عربي تقليدي و بعدها فليحكموا على خروج الغرب من التاريخ لتحل بعده نظم الإستبداد الشرقي.
و هنا وجب التذكير بأفكار ماكس فيبر و حديثه عن عقلانية الرأسمالية و إستدل على عقلانيتها بأنها لم تظهر بعد في المجتمعات التقليدية كمجتمعنا السوداني و هذا يجعلنا نحيل القارئ الى أفكار ماكس فيبر الغائبة عن ساحة فكرنا السوداني و قد مر عليها قرن كامل من الزمن و كيف نجح الشيوعي السوداني و الكوز في السودان بحجبهما الساحة السودانية من إشعاع مفهوم عقلانية الرأسمالية بستارهما الحديدي و بالتالي قد أصبحت أغلبية النخب السودانية تتحدث عن إنهيار النظام الرأسمالي بلا أدنى خوف من أن مثل هذا الحكم يدخلك في جوقة الرجال البلهاء و غياب مفهوم عقلانية الرأسمالية من ساحتنا السودانية يجعلك من ضمن المصدقيين بأن للإسلاميين إقتصاد إسلامي يمكنه تحقيق العدالة بمعادلات سلوكية معروفة في معادلات نمط الإنتاج الرأسمالي و هيهات.
على أي حال عقلانية الرأسمالية فيها تصبح الديمقراطية ليست نظم حكم فحسب بل فلسفة لدراسة ظاهرة المجتمع البشري و توضيح كيفية تجسيد فكرة العيش المشترك وفقا لمعادلة الحرية و العدالة و فيها أيضا يصبح الفكر الديمقراطي الليبرالي بديلا للفكر الديني و بالتالي لا يمكنك الحديث عن الديمقراطية و أنت متمسك بأي خطاب ديني أي دين و لا يمكن أن تحقق علاقة الفرد المباشرة بالدولة بغير فصل الدين عن الدولة و عليه أن العالم يسير وفقا لمعادلة الحرية و العدالة و لا تتحقق إلا على أفق النظام الرأسمالي و نمط الإنتاج الرأسمالي و يجهل كثر من النخب السودانية أن تاريخ البشرية لأول مرة في التاريخ قد أصبح تاريخ واحد بعد ظهور الثورة الصناعية و دخولنا الى الطلب العالمي لكي نكون جزء من الإقتصاد الرأسمالي مسألة زمن لا غير.
و عليه نرجع لعنوان المقال و هو مجهود فكري قام به عالم الإجتماع الفرنسي ميشيل غوشية و فيه يوضّح كيفية خروج الرأسمالية من أزماتها التي تدخل فيها من بين فترة و أخرى و هو من المعجبين بفكر ماكس فيبر و خاصة في فكرة الإقتصاد و المجتمع في ظل الدولة الحديثة و متتبع لكيفية حدوث الإختناقات الإقتصادية و كيفية إعادة التوازن للإقتصاد و بالتالي التوازن الإجتماعي من أجل إستمرار الفعل الإجتماعي و روح قوانينه في العقد الإجتماعي و عليه تصبح إختناقات الرأسمالية الدورية ما هو إلا دليل على حيوتها و الدليل أنها تخرج في كل مرة أكثر قوة و ضرب مثل في كيفية خروج الرأسمالية من الكساد الإقتصادي العظيم بفكرة التدخل الحكومي و فكرة خلق الطلب بدلا من العرض الذي يخلق الطلب و كيف كانت فكرة التدخل الحكومي نقطة فاصلة بين فلسفة تاريخ تقليدية و فلسفة تاريخ حديثة غائبة من ساحتنا السودانية الى يومنا هذا و هذا ما يجعل كثر من النخب السودانية موقنة من إنهيار الرأسمالية كما يردد الشيوعيون على الدوام هذه الأسطوانة المشروخة.
مارسيل غوشيه في جهده الفكري في ديمقراطية ضد الديمقراطية يتحدث عن أن السياسة تمثل شرطا إنسانيا و يفتح مارسيل غوشيه ثالوث السياسة و علم الإجتماع و الفلسفة و فيه يصبح السياسي متقدم على المؤرخ التقليدي و القانوني التقليدي و بالتالي يصبح السياسي هو القائم على فكرة الشرط الإنساني و بالطبع مارسيل غوشيه لا يقصد المعنى المبتذل للسياسي في السودان بل يتحدث عن السياسي الذي يحقق فكرة العدالة و الحرية في قيم الجمهورية و مواثيق حقوق الإنسان وفقا للفكر الليبرالي الذي يجسد فكرة العقد الإجتماعي عند كل من كانط و جان جاك روسو و منتسكيو و الى آخرهم أي من حاول أن يحي فكرة العقد الإجتماعي و هو جون راولز في نظرية العدالة.
و جمعيهم لم نصادف لهم حديث أو قول عن إنهيار و إختفاء النظام الرأسمالي كما نجده عند النخب السودانية و خاصة الشيوعي السوداني و هو قابض على بعض من كل الفكر الغربي أي معجب بماركسية ماركس و غاضب على بقية الفكر الغربي الليبرالي الذي إنتصر على ماركسية ماركس يوم إنهيار جدار برلين و عليه ينتظر الشيوعي السوداني بفارغ الصبر إنهيار نمط الإنتاج الرأسمالي و هيهات.
المهم في الأمر مارسيل غوشيه في ديمقراطية ضد الديمقراطية يتحدث بأن ديالكتيك زماننا مفتوح على اللا نهاية و أن المجتمع الحديث متغير تابع لمتغير مستقل تمسك مصاعبه على تلابيب بعضها بعض و لكن عقلانية و أخلاقية الفرد كفيلة بإعادة التوازن للإقتصاد و المجتمع عبر الشرط الإنساني المتمثل في السياسة التي تعيد نمط الإنتاج الرأسمالي الى حقول مغنطيسية معادلة الحرية و العدالة و هي وحدها القادرة على تفسير ظاهرة المجتمع البشري بعيدا عن ماركسية ماركس و بعيدا عن أوهام الكوز في دولة الإرادة الالهية لأن مارسيل غوشيه يوقن بأننا في زمن مجد العقلانية و إبداع العقل البشري و نضوجه و قدرته على إعادة خلق بشرية في حدود مقدرات عقلنا البشري و بعيدا عن شطحات رجال الدين من كل شاكلة و لون.

taheromer86@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • طلاق بشار الأسد وهروب زوجته حديث العالم.. و"الكرملين" يكشف ما وراء الكواليس (القصة كاملة)
  • أقساط شقق سكن لكل المصريين 5.. التفاصيل كاملة
  • كيف نجحت وزارة التموين في تحقيق استقرار الأسواق وحماية المواطنين في 2024؟
  • تحديات تواجه الإدارة السورية الجديدة.. محمد مصطفى أبو شامة الكاتب الصحفي يوضح
  • 3 انتخابات رئاسية عربية خلال 2024.. تعرف على رؤساء العالم الجدد
  • التكبالي: تحقيق الأمن والعدالة أولوية قبل التفكير في الانتخابات
  • ديمقراطية ضد الديمقراطية عند مارسيل غوشيه ماذا تعني عند الشيوعي السوداني
  • بالتفصيل.. كيف نجحت فصائل المعارضة في إسقاط «الأسد»؟
  • سر استخدام المصريين القدماء عفن الخبز في الطب.. مفيد للجروح
  • تقرير أمريكي: الانتخابات المحلية تعكس قدرة ليبيا على تنظيم عمليات ديمقراطية رغم الانقسامات