نصائح غذائية لمرضى التهاب المفاصل التنكسي
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
قال المركز الاتحادي الألماني للتغذية إن التغذية السليمة تساعد على تخفيف متاعب التهاب المفاصل التنكسي المعروف أيضا باسم "الفصال العظمي".
وأوضح المركز أن الأحماض الدهنية أوميغا 3 تتميز بتأثير مثبط للالتهابات، وتتمثل مصادرها الغذائية في زيت بذر الكتان والأسماك مثل الرنجة والسلمون والمكسرات مثل الجوز واللوز والكاجو والبذور مثل بذور دوارالشمس وبذور اليقطين والصنوبر.
كما تتميز الأعشاب والتوابل مثل الكركم والزنجبيل والفلفل الحار والكمون والكزبرة بتأثير مضاد للالتهابات ومحفز للدورة الدموية. ويمتاز البصل والثوم بهذا التأثير أيضا.
وتعتبر الأغذية البحرية مثل بلح البحر والسلطعون والروبيان مصادر طبيعية للغلوكوزامين، وهو أحد مكونات النسيج الضام والغضاريف والسائل الزليلي في الجسم.
ومن المهم أيضا تناول منتجات الألبان مثل الزبادي والجبن باعتدال، ومن الأفضل اختيار الأصناف قليلة الدسم.
وينصح بتقليل الأطعمة التالية: اللحوم الحمراء ومشتقاتها مثل الكبد والنقانق. الفواكه المجففة بسبب محتواها العالي من الفركتوز. الوجبات الجاهزة والوجبات السريعة والأطعمة المقلية مثل البطاطس المقلية ومنتجات الدقيق الأبيض والمخبوزات الدهنية مثل الكرواسون. المايونيز ودهون النخيل بسبب محتواها العالي من الأحماض الدهنية المشبعة.ومن المهم أيضا شرب السوائل على نحو كاف، لا سيما الماء وشاي الأعشاب غير المحلى.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
زراعة قلب إنجاز طبي.. وأخلاقي أيضا
حين يعود قلب للنبض بعد أن توقف، لا يُولد مريض فحسب، بل تُولد لحظة وعي جديدة لمجتمع بأكمله. هكذا يمكن قراءة الإنجاز الذي حققه الفريق الطبي العُماني بإجراء أول عملية زراعة قلب من متبرّع متوفّى دماغيا لمريض كان يعاني من قصور حاد في عضلة القلب. هذا الحدث ليس فقط مؤشرا على تطور القدرات الجراحية، بل يُعد في أحد أبعاده فعلا متقدما لصناعة الحياة من جديد.
لم تكن العملية، إذن، مغامرة طبية؛ بل ثمرة سنوات من التخطيط والتدريب بل هي ثمرة سنوات من التخطيط والتدريب، ونتيجة طبيعية لاستثمار واع في الكفاءات العمانية، وفي بناء منظومة صحية تؤمن بأن الحياة تُصنع بالعقل كما تُصان بالقلب.. وهي أيضا دليل على نضج المنظومة الأخلاقية والتشريعية التي تنظم مثل هذه العمليات المعقدة. كما تعكس نضج المؤسسات الصحية العمانية، التي باتت قادرة على إجراء أعقد الجراحات بتقنيات وطنية متكاملة.
ثمة أمر في غاية الأهمية أيضا وهو أن العملية جاءت بعد أيام فقط من صدور قانون تنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، فيما يمكن أن يكون مواءمة بين التشريع والممارسة، وهذا يشير إلى وعي عُماني متقدم بأن الطب لا يتقدّم دون أخلاقيات، وأن إنقاذ الأرواح لا يمكن أن يُفهم خارج إطار قانوني يحفظ كرامة المتبرّع، ويضمن الشفافية، ويستند إلى معايير عالمية تُراعي العلم كما تراعي الإنسان.
لكن هذا النجاح يضاعف المسؤولية ليس فقط على المؤسسة الطبية في سلطنة عُمان ولكن أيضا على المجتمع بأسره وذلك لاستيعاب أهمية التبرع بالأعضاء، والانتقال من حالة التردّد إلى القناعة، ومن المجازفة إلى الإيمان بأنها فعل إنساني خالص من شأنه أن يعطي الكثيرين أملا في الحياة وفي البقاء.
وإذا كان قلب المتبرع قد نبض بالحياة في جسد آخر فإن في ذلك رمزية مهمة تتمثل في احترام العلم ومكانته في المجتمع الذي يتحلى بقدر كبير من المسؤولية.
لكن هذا الإنجاز الذي حققته المؤسسة الصحية في سلطنة عمان ليس إنجازا لها وحدها ولكنه إنجاز وطني متكامل تجتمع فيه السياسة بالتشريع، والطب بالأخلاق، والعلم بالضمير.
ولأن الطب، في نهاية الأمر، ليس فقط مختبرا وأجهزة، بل أيضا حكاية إنسان، فإن على هذه الحكاية أن تستمر؛ وأن تجد امتدادها في كل متبرع، وفي كل مريض ينتظر، وفي كل قانون يُسنّ، ليظل القلب نابضًا لا في الجسد وحده، بل في ضمير مجتمع بكامله.