ديانا حداد| نشاط غنائي مكثف بين الإمارات والسعودية
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
تنطلق الفنانة ديانا حداد في نهاية عام 2023 بعدد من الحفلات في مختلف الدول العربية، ضمن موسم الحفلات الشتوية بجانب حفلات استقبال العام الجديد.
ديانا حداد بين الإمارات والسعودية خلال 48 ساعةبدايةً تشارك ديانا حداد في لسلة الحفلات الغنائية السعودية، بأمسية غنائية مختلفة في مدينة العلا على مسرح قاعة المرايا، غدًا الجمعة 1 ديسمبر .
موعد حفل ديانا حداد في احتفالات اليوم الوطني الإماراتي
بجانب مشاركة ديانا حداد في احتفالات اليوم الوطني الإماراتي 52 مع كبار نجوم الأغنية الخليجية، يوم السبت 2 ديسمبر القادم بالعاصمة أبو ظبي.
أحدث أغاني ديانا حداد “ياطيارة”
كانت أحدث الإصدارات الغنائية لـ ديانا حداد من خلال أغنية “ياطيار”، والتي سجلت أكثر من مليون مشاهدة عبر “يوتيوب”، من كلمات هاني صارو، ألحان أحمد زعيم، وتقول كلماتها "
أنا نفسي أغير جو وأبعد عن كل الناس ببعد ع الناس بحلو وبريح بالي خلاص يا طيار يا طيار خدني معاك يا طيار إن شا الله عكس التيار سفرني ووديني بعيد يا طيار يا طيار هو الفرح في أنهي مطار نفسي أفرح أنا ليل ونهار ولا الفرح ده ليه مواعيد نفسي أوصل بالسلامة للفرح وللإبتسامة ياما تعبنا بجد ياما ياما ياما نفسي أنزل إستراحة من الدنيا أنا بصراحة فضولي أكبر مساحة وهاتوا جديد نفسي الدنيا تدي إشارة ويجيلنا الحب زيارة قلبي جواه ١٠٠ خسارة يا ١٠٠ خسارة نفسي أسافر للسعادة وتكون الفرحة عادة ونعيشها سكر زيادة بلاش كيد ".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ديانا حداد ديانا حداد في الإمارات حفلات الإمارات حفلات السعودية دیانا حداد فی
إقرأ أيضاً:
جيش لبنان الجنوبي.. يوم أنشأت إسرائيل جيشا عربيا حليفا لها
في عام 1975، اندلعت في لبنان حرب أهلية معقدة استمرت 15 عاما، وقد أسفرت عن مقتل حوالي 120 ألف شخص، وتدمير البنية التحتية، وتشريد مئات الآلاف من اللبنانيين، وفوق ذلك أسهمت في انقسامات داخلية كبيرة، كما فتحت الباب واسعا لتدخل القوى الإقليمية المحيطة مثل سوريا وإسرائيل، فضلا عن الدور الكبير الذي لعبته منظمة التحرير الفلسطينية في تلك الحرب.
والحق أن هذه الحرب نشأت في الأساس بسبب النظام السياسي الطائفي الذي رسخه الفرنسيون إبان احتلالهم لبنان بعد خروج الدولة العثمانية منها ومن بلاد الشام كاملة، عقب الحرب العالمية الأولى.
وقد منح الفرنسيون النخب المارونية المسيحية نفوذا كبيرا داخل الدولة، في حين تم تهميش المسلمين إلى حد كبير -سنة كانوا أم شيعة- رغم الثقل العددي والديمغرافي الكبير لهم، وزاد هذا الثقل مع هجرة أعداد كبيرة من الفلسطينيين عقب إعلان قيام إسرائيل وأحداث النكبة ثم بعد أحداث أيلول الأسود عام 1971 وخروج منظمة التحرير الفلسطينية من الأردن واستقرارها في لبنان.
الحرب الأهلية والدعم الإسرائيلي لحداداندلعت شرارة الحرب يوم 13 أبريل/نيسان 1975، عندما نجا الزعيم الماروني ومؤسس حزب الكتائب بيير الجميل من محاولة اغتيال في منطقة عين الرمانة أسفرت عن مقتل مرافقه، وجاء رد فعل الكتائب سريعا بفتح النار على حافلة مدنية كانت تقل فلسطينيين ولبنانيين في الحي، مما أدى إلى مصرع 27 شخصا.
أشعلت هذه الحادثة سلسلة من الاشتباكات الدموية بين المليشيات المسيحية والفصائل الفلسطينية، التي سرعان ما انضمت إليها مجموعات إسلامية ويسارية محلية.
وقد ظهرت 3 أطراف رئيسية في ذلك الصراع هي:
الجبهة اللبنانية بقيادة كميل شمعون، التي ضمت القوات اللبنانية بزعامة بشير الجميل، وقد تلقت دعما لاحقا من إسرائيل. والحركة الوطنية اللبنانية بقيادة كمال جنبلاط، التي تحالفت مع منظمة التحرير الفلسطينية. ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، التي دعمتها الفصائل اليسارية وبعض القوى الشيعية.وسرعان ما ازدادت تعقيدات الصراع مع تدخل قوى إقليمية ودولية كبرى، بما في ذلك سوريا وإسرائيل.
ومع تصاعد القتال وازدياد لهيبه، تغيرت التحالفات بشكل مستمر، وتحول لبنان إلى ساحة نزاع دولي، حيث تداخلت مصالح الحرب الباردة مع الأجندات الإقليمية، وهي اللحظة التي استغلتها إسرائيل لإنشاء كيان عسكري متوافق مع أهدافها في جنوب لبنان خاصة وعلى رأسها القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية أو إضعافها.
ولهذا السبب، وفي العام التالي على اندلاع الحرب الأهلية 1976، أعلن الضابط في الجيش اللبناني المسيحي الماروني سعد حداد والذي كان مسؤولا في منطقة البقاع عن إنشاء ما يسمى بـ"جيش لبنان الحر" الذي سيصبح فيما بعد "جيش لبنان الجنوبي".
سعد حداد ومليشيات مسيحية من جنوب لبنان (غيتي)كان هذا الجيش الجديد برعاية إسرائيلية بصورة كاملة، وبالتزامن مع ظهوره، اتبعت إسرائيل سياسة أطلقت عليها "الجدار الطيب"، في محاولة منها لاستقطاب سكان الجنوب اللبناني من مختلف الطوائف، الذين كانوا يشعرون بالتهميش من حكومتهم، وكجزء من هذه السياسة قدمت إسرائيل خدمات اجتماعية لسكان المنطقة، وأعطت دعما عسكريا ولوجيستيا لمليشيا سعد حداد.
كانت هذه الخطوات مقدمة لدخول الجيش الإسرائيلي بنفسه، وهو ما حدث عام 1978 حين انتظر الإسرائيليون المسوغ الذي جاءهم عبر عملية الفدائية الفلسطينية دلال المغربي ورفاقها.
ففي 11 مارس/آذار 1978 قامت دلال المغربي -ابنة العشرين ربيعا والعضو في حركة فتح- باستهداف القوات الإسرائيلية على الساحل الشمالي لفلسطين المحتلة، وتعرف بأنها واحدة من أبرز العمليات الفلسطينية التي استهدفت إسرائيل مباشرة.
بدأت العملية عندما انطلقت المجموعة المكونة من 11 فدائيا من جنوب لبنان، ونزلوا على الساحل قرب تل أبيب، حيث تمكنوا من السيطرة على حافلة إسرائيلية على الطريق السريع الساحلي، وأثناء تحركهم عبر الطريق، وهاجموا قوات الأمن الإسرائيلي وحاولوا التقدم نحو تل أبيب بهدف الضغط من أجل قضية فلسطين، أسفرت العملية عن سقوط العديد من القتلى واستشهاد دلال والمجموعة المرافقة لها.
إسرائيل أطلقت عملية الليطاني في 14 مارس/آذار 1978 بجيش قوامه أكثر من 25 ألف جندي (غيتي)اتخذت إسرائيل من هذا الهجوم ذريعة لاحتلال جنوب لبنان، وفي 14 مارس/آذار 1978، أطلقت عملية الليطاني بجيش قوامه أكثر من 25 ألف جندي، لتسيطر على المنطقة جنوب نهر الليطاني مستثنية مدينة صور، وكان الهدف المعلن هو إبعاد مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية عن الحدود الإسرائيلية وتدعيم حليفها المحلي جيش لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد.
استمرت العملية 7 أيام، وخلالها اجتاحت القوات الإسرائيلية حزاما أرضيا بعمق حوالي 10 كيلومترات، ثم وسعت سيطرتها شمالا حتى نهر الليطاني، وتسببت في نزوح نحو 285 ألف لبناني، وسقوط ما بين 1100 و2000 ضحية معظمهم من المدنيين اللبنانيين، الأمر الذي اضطر منظمة التحرير الفلسطينية إلى الانسحاب إلى شمال نهر الليطاني، ورغم ذلك واصلت هجماتها على القوات الإسرائيلية.
وفي المقابل، كان رد الفعل الدولي سريعا، إذ أصدر مجلس الأمن قراريه رقم 425 و426 اللذين طالبا بانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، وعلى إثر ذلك، أنشئت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان المعروفة باسم (اليونيفيل) لتطبيق هذه القرارات وإعادة الاستقرار إلى جنوب لبنان، ووصلت هذه القوة بالفعل إلى لبنان في 23 مارس/آذار 1978 واتخذت من منطقة الناقورة مقرا لها.
ولكن رغم انسحاب القوات الإسرائيلية لاحقا في العام ذاته، فإنها تركت مواقعها تحت سيطرة جيش لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد الموالي لها، وقد استمر هذا الجيش في تنفيذ هجمات على قوات اليونيفيل.
خلال هذه الفترة سعى حداد إلى عزل قرى الجنوب عن بقية لبنان، بل وأجبر سكان المناطق المحتلة على توجيه نظرهم نحو الجنوب أي نحو إسرائيل، مما أسهم في تعزيز سيطرة الاحتلال وإضعاف ارتباط الجنوب بالحكومة المركزية اللبنانية.
سعد حداد أسهم بدور كبير في دعم إسرائيل في حربها على لبنان في عام 1982 (غيتي) سياسة حداد في الجنوب اللبنانياعتمد سعد حداد في بداية تأسيسه للجيش على قوة محلية مكونة من رجال مسلحين من عدة قرى أغلبهم من المسيحيين، وبدأ بتلقي الدعم المالي والعسكري من إسرائيل بشكل مباشر، حيث ساعدته على تأسيس جيش قوي نسبيا قادر على التحكم بالمناطق التي سيطر عليها جنوبا.
وبصورة فعلية تمكن جيش لبنان الجنوبي بقيادة حداد من فرض سيطرته على منطقة شاسعة شملت مناطق تمتد من حدود "بوابة فاطمة" إلى وادي الليطاني، كما أقام حداد تحالفات مع قادة محليين في الجنوب وعمل على ضمان تزويد منطقته بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، مما أكسبه شعبية محدودة في بعض الأوساط.
وراح حداد إلى أبعد من ذلك حين أعلن عن "دولة لبنان الحر" في عام 1979 ككيان شبه مستقل، ورفع شعار الدفاع عن لبنان الحر من التهديدات الفلسطينية واليسارية، معترفا بأنه يعتبر إسرائيل حليفة في هذا المشروع.
الأمر الذي اعتبره كثير من اللبنانيين بمثابة الخيانة العظمى، لأنها أضفت طابعا واضحا على تحالف حداد مع إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية والجيش السوري الذي كان قد تدخل هو الآخر في مسار الحرب الأهلية في لبنان.
في تلك الأثناء قام رئيس الوزراء اللبناني سليم الحص بفصل سعد حداد من الجيش، ووصفه بالخائن والانعزالي، وأمر بإيقاف الرواتب التي كانت تدفع إلى مجموعته.
ورغم ذلك أصبح جيش لبنان الجنوبي في عهد حداد قوة رئيسية على الأرض في مناطق الجنوب، حيث استمر في تنفيذ عمليات موجهة ضد الفصائل الفلسطينية وقوات المقاومة، وضد كل من يعارض التحالف مع إسرائيل، وشملت إستراتيجياته العسكرية فرض حصار على بعض القرى، وشن هجمات ضد مواقع الفصائل المسلحة.
ولم يكن دوره محصورا في العمليات العسكرية، بل كان له دور أيضا في تقديم الخدمات التي غابت بفعل تردي الأوضاع العامة في لبنان نتيجة الحرب الأهلية، وانسحاب الإدارة الحكومية المركزية من الجنوب، فوفرت إسرائيل لجيش حداد الدعم اللوجستي والطبي، وبسبب هذا الدعم تمكن من إنشاء شبكة من الخدمات في المناطق التي كان يسيطر عليها، مما جعل جيش لبنان الجنوبي جهة إدارية شبه مستقلة داخل الجنوب اللبناني.
وقد أسهم سعد حداد بدور كبير في دعم إسرائيل في حربها على لبنان في عام 1982، بل رصدت بعض التقارير عدة ممارسات عنف واستهدافات للمدنيين الموالين للفصائل الفلسطينية أو ممن رفضوا التعاون مع إسرائيل، مما أدى إلى زيادة كراهية السكان لهذه القوة.
بل واستنادا إلى تقرير مرئي فرنسي صور مع عدد من شهود العيان في 19 سبتمبر/أيلول 1982، فإن سعد حداد كان من جملة المتورطين مع قواته في أحداث صبرا وشاتيلا بعد مشاهدة الأهالي لهم مع القوات الإسرائيلية وحزب الكتائب اللبنانية حيث قاموا بهذه المجزرة في حق أبناء المخيم.
أخيرا توفي الرائد سعد حداد في 14 يناير/كانون الثاني 1984 بعد صراع طويل مع السرطان عن عمر ناهز 47 عاما، وقد وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق شامير بأن "حداد وطني لبناني عظيم وصديق مخلص لإسرائيل".
أنطوان لحد ومرحلة الفشل والهروبوقد انتقلت قيادة جيش لبنان الجنوبي إلى العميد أنطوان لحد، الذي كان قد خدم سابقا في الجيش اللبناني ووافق على مواصلة مشروع حداد بالتحالف مع إسرائيل، وكان قد تقاعد من الجيش الرسمي قبل عام لينضم إلى جيش لبنان الجنوبي بعد أن أبدى استعداده للتعاون العسكري الوثيق مع إسرائيل، بل اعتبر لحد أن جيش لبنان الجنوبي يمكن أن يكون حصنا منيعا ضد الفصائل المسلحة التي كانت تعتبر عدوا لإسرائيل.
لكن لماذا اختارت إسرائيل أنطوان لحد بصورة خاصة لتولي هذه المهمة؟ ذلك ما نفهمه من خلال سيرته الذاتية، فقد التحق بين عامي 1972 و1973 بالكلية العسكرية التابعة للجيش الفرنسي وهنالك تعرف على زميله الإسرائيلي اللواء مناحم عينان الذي شغل لاحقا منصب رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي من 1983 إلى 1986، ثم أصبح رئيسا لقسم "التكنولوجيا والإمدادات".
وفي عام 1984 وبعد فشله في المنافسة على منصب رئيس أركان الجيش اللبناني تواصل معه عملاء الاستخبارات الإسرائيلية وعلى رأسهم صديقه القديم مناحم عينان وعرضوا عليه قيادة جيش لبنان الجنوبي خلفا للرائد سعد حداد، مما أسهم في قبول العرض لتولي هذا الدور الذي استمر لسنوات وأثر على منطقة الجنوب اللبناني.
أنطوان لحد يقدم سيجارة للجنرال غابي أشكنازي القائد العسكري لشمال إسرائيل (الفرنسية-أرشيف)لقد أضفى أنطوان لحد مزيدا من التنظيم والاحترافية على هذا الجيش، إذ تابع تسلم الإمدادات والتدريب المتقدم من القوات الإسرائيلية، واستحدث مراكز تدريب متطورة لأفراد الجيش، مما أتاح للجيش الوصول إلى مستوى أكثر تطورا مقارنة بفترة قيادة حداد.
كما حاول لحد توسيع قاعدة الجيش الشعبية عبر تقديم بعض المزايا لأبناء القرى التي كانت تدعمه، مثل تأمين فرص العمل وبعض الخدمات الصحية والتعليمية التي كانت تحتاجها المنطقة.
شهدت حقبة أنطوان لحد تصعيدا في المواجهات العسكرية مع المقاومة اللبنانية التي كانت تقودها آنذاك حركة أمل، ثم حزب الله في وقت لاحق، إذ أمست المنطقة الجنوبية مسرحا لهجمات ضد مواقع الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي.
وسرعان ما تمكنت المقاومة اللبنانية من تطوير عملياتها وشن هجمات نوعية، مما أدى إلى تزايد الضغوط على جيش لحد، وبحلول منتصف التسعينيات كانت المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله قد حققت سلسلة من الانتصارات الجزئية في ميدان المعارك مما جعل جيش لحد في موقع الدفاع بعد أن كان في موقع المبادرة.
ورغم محاولات لحد توسيع نطاق نفوذه وإفشال المقاومة اللبنانية، فإن تزايد الضغط العسكري والسياسي على الجيش الإسرائيلي قد أجبره على تقليص دعم جيش لبنان الجنوبي.
وبحلول أواخر التسعينيات من القرن الماضي، زادت عزلة هذا الجيش حيث باتت المناطق التي يسيطر عليها محاصرة عمليا بسبب العمليات المستمرة والناجحة لحزب الله.
أنطوان لحد في قاعدة تدريب المجيدية لجيش لبنان الجنوبي (الفرنسية-أرشيف)وخلال هذه السنوات العديدة تعرض جيش لبنان الجنوبي بقيادة لحد لخسائر فادحة، فقد قتل 660 جنديا، وأصيب 250 بجروح، بالإضافة إلى مقتل 200 مدني من سكان المنطقة، ورغم التفاهمات التي تمت بعد عملية عناقيد الغضب الإسرائيلية في 1996 التي أعطت حزب الله الشرعية للقيام بعمليات مقاومة في المنطقة، كانت تلك الفترة محفوفة بالتحديات النفسية والدعائية، حيث اعتبر أنطوان لحد في مذكراته فيما بعد أن حزب الله حقق "نجاحا نفسيا ودعائيا" عبر مقاومته المستمرة، وفوق ذلك لم تخل هذه الفترة من الملاحقات القانونية حيث تمت محاكمة لحد في 1996 بتهمة التعاون مع العدو، وحكم عليه بالإعدام في بيروت.
وبحلول عام 2000، اتخذت إسرائيل قرارا بسحب قواتها من جنوب لبنان وذلك بعد 22 عاما من الاحتلال المباشر وتوفير الدعم المطلق لجيش لبنان الجنوبي، وجاء القرار نتيجة الضغوط الداخلية في إسرائيل، بالإضافة إلى النجاحات المتزايدة للمقاومة اللبنانية، التي جعلت الوجود الإسرائيلي في الجنوب اللبناني مكلفا للغاية في الأموال والرجال.
وحينما انسحبت إسرائيل انهار جيش لبنان الجنوبي بسرعة، حيث اضطر العديد من أفراده إلى النجاة بحياتهم خوفا من انتقام المقاومة اللبنانية وأهالي الجنوب الذين اعتبروا هذا الجيش خائنا ومتواطئا مع العدو الذي احتل بلادهم لأكثر من عقدين.
جنود إسرائيليون يرافقون أنطوان لحد في مستشفى بحيفا (الفرنسية-أرشيف)أما فيما يتعلق بقائد هذا الجيش أنطوان لحد فقد هرب هو الآخر إلى إسرائيل مع عدد من كبار ضباطه، حيث عاش جزءا من حياته هناك بعد أن سقط المشروع الذي كان قد بدأه سلفه حداد.
وفي عام 2004 أصدر لحد مذكراته بعنوان "في عين العاصفة، 50 عاما في خدمة وطني" باللغة العبرية الذي أصدرته دار نشر "يديعوت أحرونوت"، وفيها عبر عن غضبه الشديد من انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، لأن ذلك أدى كما يقول إلى "اجتثاث جيش لبنان الجنوبي من أرضه بصورة مذلة، وما يعزيني هو أن كثيرين من الإسرائيليين الذين يصادفونني في الشارع يعربون عن خيبة أملهم في تصرف حكومتهم هذا".
عقب ذلك هاجر لحد إلى باريس حيث استقر مقامه بها، وفي العاشر من سبتمبر/أيلول 2015 توفي بأزمة قلبية عن عمر ناهز 88 عاما، قضى نصفها في خدمة إسرائيل، كزعيم لجيش عربي أخلص للقضية الصهيونية، ويبدو اليوم أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإحياء مثل هذا المشروع أو ما يشبهه في الجنوب اللبناني من جديد.