في مثل هذا اليوم 30 نوفمبر، رحل عن عالمنا صاحب الحنجرة الذهبية والصوت العذب الذي ما زال يدوي في آفاق العالم الإسلامي الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، أحد أعلام التلاوة، وصاحب المدرسة المميزة في القراءة والتي عرفت باسم «الصمدية» وحصد العديد من الألقاب منها «صوت مكة»، «الحنجرة الذهبية» و«صوت السماء».

كان الشيح عبد الباسط عبد الصمد سفيرًا لكتاب الله في دول العالم الإسلامي، فهو أول نقيب لقراء مصر عام 1984، وقرأ القرآن في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وأطلق عليه مشايخه الكثير من الأوصاف، وذكروا فضله وتميزه عن غيره.

الشيخ عبد الباسط عبد الصمد يتحدث عن أم كلثوم 

علاقة قوية تجمع صاحب الحنجرة الذهبية بالفن، الذي يعد محوراً رئيسياً في مسيرته، خاصة السيدة أم كلثوم، التي كان يعشق سماع صوتها، إذ في لقاء تلفزيوني نادر تحدث الشيخ عبدالباسط عن حبه لصوت السيدة أم كلثوم، قائلا: «أسمع كل صوت جميل، والصوت الجميل زيادة بسمعه من أم كلثوم، كوكب الشرق والغرب»، ووصفها الشيخ عبدالباسط عبدالصمد بـ«سيدة الطرب والغناء».

في 1 يناير عام 1927، ولد الشيخ عبدالباسط عبدالصمد بإحدى قرى مركز أرمنت التابعة لمحافظة قنا، قبل أن ينضم المركز لمحافظة الأقصر مؤخرًا، حيث ألحقه والده بكتاب القرية في سن صغير، وحفظ القرآن الكريم قبل أن يكمل العاشرة من عمره.

بداية الشيح عبد الباسط عبد الصمد في تلاوة القرآن الكريم 

سافر صاحب الصوت الملائكي في الـ13 من عمره إلى مدينة طنطا ليتلقى علوم القراءات على يد الشيخ محمد سليم، الذي كان كتابه من أشهر الكتاتيب التي يقصدها أهل القرية والقرى المجاورة، وكان يصطحبه معه للتلاوة في ليالي الذكر والأمسيات الدينية، وأعجب الناس بعذوبة صوته.

كان الشيخ عبد الباسط يحب سماع القرآن من الشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل، عبر راديو وحيد موجود في منزل أحد أثرياء القرية، واشتهر في القاهرة والعديد من المحافظات، وتقدم للالتحاق بالإذاعة، وتم قبوله على الفور، حيث أصبحت تذاع له التلاوات وبعدها جرى تعيينه قارئًا في مسجد الإمام الشافعى سنة 1952، ثم في مسجد الحسين عام 1958.

رحل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد عن عالمنا، ولكن  صوته بقى، إذ ترك خلفه إرثا من التسجيلات التي ما زالت تمتع آذاننا حتى نشعر أننا نحلق في السماء، وتم تشييع الجنازة بحضور العديد من الشخصيات الهامة وسفراء دول العالم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ذكرى وفاة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ذكرى وفاة أم كلثوم عبد الباسط عبد الصمد الشیخ عبد الباسط أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

الخاسر الذي ربح الملايين !

رغم مرور أيام على النزال الذي أقيم فـي تكساس بالولايات المتحدة بين الملاكم الشهير مايك تايسون ومنافسه الملاكم واليوتوبر، جيك بول، إلّا أنّ تداعياته ما زالت تشغل وسائل الإعلام، وقد تعرّض تايسون لانتقادات كونه دخل نزالًا خاسرًا سلفًا، فقد بلغ من الكبر عتيّا، بينما منافسه يصغره بأكثر من «31» عامًا، وجيك بول صانع محتوى وممثل، والأمر بالنسبة له زيادة أعداد متابعين، وشهرة وثراء، وخوض هذا اليوتوبر النزال يعني أنّ صنّاع المحتوى قادرون على دخول مختلف المجالات، لِمَ لا؟ وسلطة الإعلام الجديد بأيديهم! النزال، وها هو يوتوبر يعيد بطلًا من أبطال العالم للملاكمة لحلبة النزال بعد انقطاع بلغ «19» سنة!

والواضح أن تايسون دخل ليس بنيّة الفوز، بل لكسب المال، بعد أن مرّ بأزمات عديدة، وتراكمت عليه الديون، خصوصا أن هذه النزالات تدرّ على المتبارين مبالغ طائلة، يجنونها من أرباحها، ويكفـي أنّ سعر تذكرة كبار الزوار بلغت مليوني دولار، ولنا أن نتخيّل الأموال التي كسبها القائمون على هذا النزال الذي أعاد إلينا أمجاد الملاكم محمد علي كلاي وهناك عدّة نقاط تشابه، بين كلاي وتايسون، فكلاهما من ذوي البشرة السمراء ونشآ فـي ظروف صعبة بمجتمع عنصري، وكلاهما أعلن إسلامه وانتماءه لقضايا كبرى، فكلاي رفض انضمامه للجيش الأمريكي أيام حرب فـيتنام عام 1967م ودفع ثمن موقفه غاليا، فقد أُنتزع منه لقب بطل العالم للوزن الثقيل، وكان نجمه قد لمع بدءًا من عام 1960 عندما حصل على ذهبية الوزن الثقيل فـي دورة روما الأولمبية 1960، فـيما لف تايسون جسمه بعلم فلسطين، وكلاهما عاد ليجرب حظّه بعد توقف، مع اختلاف النتيجة، فكلاي عاد للملاكمة فـي 30 أكتوبر 1974، فـي زائير (جمهورية الكونغو) بعد انقطاع عن خوض النزالات والتدريب استمرّ سنوات، ليخوض نزالًا أمام جورج فورمان الذي يصغره بسبع سنوات (فورمان ولد عام 1949م فـيما ولد كلاي عام 1942م)، وصار النزال حديث الناس، فأسمته وسائل الإعلام «قتال فـي الغابة»، وُعدّ أعظم حدث رياضي فـي القرن العشرين، شاهده حوالي مليار مشاهد، فـي وقت لم تكن به فضائيات ولا وسائل تواصل اجتماعي، وحقّق إيرادات بلغت 100 مليون دولار فـي ذلك الوقت، لكن نهاية النزالين كانت مختلفة، فقد انتهت مباراة مايك تايسون (58 عامًا) مع جيك بول الملاكم واليوتوبر (27 عامًا)، بهزيمة تايسون بالنقاط، فـي الجولة الثامنة، فـيما تمكّن محمد علي كلاي من إلحاق الهزيمة بفورمان بالضربة القاضية فـي الجولة الثامنة، فـي مباراة أبهرت العالم، يقول فورمان: إنه كاد أن يحقّق الفوز لولا أن كلاي همس بأذنه «أهذا كل ما لديك؟» فأثار فـي نفسه الرعب، وتغيّرت موازين المعادلة، فقد هزمه نفسيا قبل أن يهزمه على حلبة النزال، فكسب القتال، واستعاد اللقب وصار حديث الناس ومنهم الشعراء، ومن بينهم الشاعر محمد مهدي الجواهري الذي كتب فـي عام 1976 م قصيدة عنوانها «رسالة إلى محمد علي كلاي»:

شِسْع لنعلِك كلُّ موهبةٍ

وفداء زندك كلُّ موهوبِ

كم عبقرياتٍ مشت ضرمًا

فـي جُنح داجي الجنْحِ غِربيب!

يا سالبًا بجماع راحتيه

أغنى الغنى، وأعزَّ مسلوبِ

شِسْعٌ لنعلِكَ كلُّ قافـيةٍ

دوّت بتشريق وتغريبِ

وشدا بها السُّمار ماثلةً

ما يُفرغُ النَّدمان مِن كوبِ

وفـيها سخرية من العالم الذي يمجّد القوّة، ولا يرعى الموهوبين، فالجواهري، كما يقول الباحث رواء الجصاني: كان يحسب ألف حساب فـي كيفـية تسديد إيجار شقة صغيرة فـي أثينا، وكان لا يملك الكثير لتسديد الإيجار وفجأة يقرأ أن كلاي ربح الملايين من الدولارات لأنه أدمى خصمه»!

أمّا تايسون، فقد عاش سنوات المجد، فـي شبابه، وحمل لقب «الرجل الأكثر شراسة فـي التاريخ، الذي لا يهزم «كما وصفه زملاؤه الملاكمون، وحين عاد، عاد كهلا حتى أن منافسه أشفق عليه وصرّح أنه كان يستطيع أن يوجّه إليه لكمات موجعة لكنه خشي أن يوجّه إليه مثلها ويحتدم الصراع! وهذا يعني وجود اتفاق ضمني بأن يستمر النزال ثماني جولات وتحسم نقاط الفوز.

وإذا كان العالم قد تذكّر كلاي بعد أن اعتزل الملاكمة، وأصيب بمرض باركنسون (الشلل الرعاش)، فأسند إليه إيقاد الشعلة الأولمبية فـي دورة أتلانتا 1996 وعاد ثانية ليحمل العلم الأولمبي فـي دورة لندن 2012م، فقد كاد أن ينسى تايسون، فعاد لحلبة النزال ليذكّر العالم بنفسه، ولو بهزيمة وخسارة ثقيلة فـي نزال استمرّ لدقائق ربح خلالها (20) مليون دولار، وبذلك بطل العجب.

مقالات مشابهة

  • ماذا نعرف عن المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟.. عاجل
  • نجم الجزيرة يدعم مبادرة مساند عائلة لاعب كفر الشيخ
  • الخاسر الذي ربح الملايين !
  • أبرز تصريحات مارادونا في ذكرى وفاته الخامسة
  • من الذي يعذب يوم القيامة الروح أم النفس.. الإفتاء تجيب
  • آخر ما قاله هاني الناظر قبل وفاته.. ابنه يكشف سر تعلقه بآية من القرآن
  • فيديو نادر لزيارة الملك عبدالله رحمه الله للأردن قبل 48 عامًا
  • قيصرية الكتاب تحتفي بالإنجازات الثقافية والتعليمية للشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ “رحمه الله” في أمسية “شخصيات وطنية”
  • مدرب كفر الشيخ: محمد شوقي لم يشتكِ من أي مشاكل صحية قبل وفاته
  • لا تكرهوا الشدائد.. آخر ما قاله محمد شوقي لاعب كفر الشيخ قبل وفاته «صور»