يواصل مفاوضون قطريون ومصريون اتصالاتهم من أجل تمديد جديد للهدنة الإنسانية في غزة لمدة يومين، وفي حين تحدث مسؤولين إسرائيليين عن استعدادهم لمعركة في جنوب القطاع، طالبت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- من مقاتليها الجهوزية العالية تحسبا لتجدد المعارك.

وصباح اليوم الخميس، قالت وزارة الخارجية القطرية اليوم الخميس، إن حركة حماس وإسرائيل توصلا لتمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة ليوم إضافي.

وأشارت الخارجية القطرية إلى استمرار تكثيف الجهود بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في القطاع.

وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية فمن المقرر أن يتم مساء الخميس الإفراج عن 30 أسيرا وأسيرة ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل، مقابل الإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين من النساء والأطفال.

وقي ذات السياق، أفاد بيان صادر عن الهيئة العامة للاستعلامات في مصر اليوم الخميس بأن مفاوضين مصريين وقطريين يضغطون من أجل تمديد جديد للهدنة في غزة لمدة يومين، مع الإفراج عن مزيد من المحتجزين وزيادة إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة".

وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، إن مصر بذل قصارى جهدها لضمان استمرارتدفق المساعدات الإنسانية إلى شمال وجنوب قطاع غزة.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس، إن الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة بين حماس وإسرائيل تؤتي ثمارها، في ظل إطلاق سراح المحتجزين، ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأعرب بلينكن عن أمله في استمرار الهدنة، وسعادته لخروج أميركيين بين المحتجزين الذين أطلقت حركة حماس سراحهم، وذلك أثناء لقائه مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال زيارته لتل أبيب.

وكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة الشديد لما سمّاه "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وسعيها لضمان عدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالإشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال ردا على جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين.

معركة الجنوب

وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه تعهد لوزير الخارجية الأميركي بالقضاء على حركة حماس، كما أعلن مكتب نتنياهو عن انعقاد مجلس الحرب الإسرائيلي بحضور بلينكن اليوم.

وقال نتنياهو في بيان متلفز عقب لقائه بلينكن في القدس المحتلة "لقد أقسمت أن نواصل هذه الحرب حتى نحقق الأهداف الثلاثة: إطلاق سراح جميع مختطفينا، والقضاء على حماس بشكل كامل، وضمان ألا نواجه من غزة مثل هذا التهديد مرة أخرى".

في حين نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن بلينكن أبلغ نتنياهو بضرورة حماية المدنيين في جنوب قطاع غزة إذا ما استؤنف القتال.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة غزة خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة".

بدوره، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الخميس، إلى العودة فورا وبقوة هائلة للحرب على قطاع غزة، من أجل تدمير حركة حماس بشكل كامل على حد قوله.

كلام زعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف جاء في بيان تعقيبًا على تبنّي حماس عملية إطلاق النار بالقدس المحتلة صباح الخميس، والتي أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 13 آخرين بينهم 3 جروحهم خطيرة.

وبالتزامن، جدد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، مساء الأربعاء، إعلان جاهزيته لاستئناف الحرب على قطاع غزة، مؤكدا أن رئيس الأركان صدق على خطة العملية العسكرية في جنوب غزة.

كما دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل لتبنّي نهج أكثر حذراً إذا وسعت هجومها على جنوب القطاع، لتجنب نزوح مقتل آلاف المدنيين كما حدث في شمال غزة.

استعداد للقتال

في المقابل، طلبت كتائب القسام في بيان من مقاتليها الجهوزية العالية تحسبا لتجدد المعارك في القطاع.

وقالت الكتائب في بيان إنها "تطلب من قواتها العاملة البقاء على جاهزية قتالية عالية في الساعات الأخيرة، من التهدئة تحسباً لتجدد القتال في حال عدم تجديدها والبقاء على ذلك ما لم يصدر بيان رسمي يؤكد تمديد التهدئة".

وبوساطة قطرية مصرية أمريكية، بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري هدنة إنسانية لمدة 4 أيام تم تمديدها يومين ثم يوم إضافي ومن بنودها وقف لإطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني تضرروا من الحرب.

ومنذ الجمعة، وعلى مدار 6 أيام استلمت إسرائيل 102 محتجزا من النساء والأطفال، من بينهم 78 إسرائيلي، مقابل الإفراج عن 234 فلسطينيين من الأسرى النساء والأطفال أيضا في سجون الاحتلال الإسرائيلي بموجب صفقة التبادل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الإفراج عن حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تبدي استعدادها لحماية إسرائيل مرة أخرى.. استمرار الحرب لا يدمر حماس

أكد السفير البريطاني في "إسرائيل" سيمون والترز، أن المملكة المتحدة مستعدة لـ"حماية إسرائيل مرة أخرى إذا هاجمتها إيران، وستكون حليفا وثيقا وهي مستعدة لوضع طائراتها وأفرادها في خطر للدفاع عن إسرائيل".

وقال والترز متحدثًا إلى الصحفيين الإسرائيليين في مقر إقامته في رامات غان: إن "سلاح الجو الملكي البريطاني حلّق إلى جانب طيارين إسرائيليين وأمريكيين خلال هجوم الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية على إسرائيل في نيسان/ أبريل".

وأضاف أنه "دون الخوض في التفاصيل، لعبت القوات المسلحة البريطانية في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر دورا مرة أخرى في محاولة تعطيل الهجوم الإيراني على إسرائيل".

ورغم ذلك، قال والترز إن الضغط العسكري على حماس لن يحرر الرهائن ولن يدمر الحركة في قطاع غزة.


وأوضح "أسمع الناس يدعون إلى استمرار الحرب حتى يتم تدمير حماس وأعتقد أنهم يخدعون أنفسهم. إنهم يتخيلون نتيجة لن تأتي أبدًا، لذلك من الضروري أن ندرك ذلك ونركز جهودنا على الحصول على صفقة رهائن لأنها الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها إعادتهم إلى ديارهم".

واعتبر أن حماس مسؤولة في استمرار ما أسماه بـ"الصراع"، قائلا: "إن حماس قادرة على إنهاء هذه المعاناة بالموافقة على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن على الفور ودون شروط، ويتعين علينا أن ندرك أن المسؤولية عن هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر واختطاف الرهائن تقع بالكامل على عاتق حماس".

وفيما يتصل بتعليق بعض تراخيص الأسلحة البريطانية لـ"إسرائيل"، أوضح والترز إن "خطر انتهاك القانون الدولي موجود هنا بوضوح".

وأشار إلى حقيقة مفادها أن "إسرائيل لم تسمح للصليب الأحمر بزيارة السجناء الذين تم أسرهم من غزة.. لو قام الصليب الأحمر بزيارة السجناء بانتظام، لكان ذلك ليطمئن الناس إلى الظروف، ولن يحمي السجناء فحسب".

وأضاف أن ذلك من شأنه أيضاً أن "يحمي الحراس من الاتهامات، والمنظمات غير الحكومية البريطانية تقاضي الحكومة في المحكمة في محاولة لفرض المزيد من القيود على الأسلحة على إسرائيل، وأن الحكومة تحارب هذه المحاولات في المحكمة".


وعلى الرغم من جرائم الإبادة والدمار الهائل في غزة، فشلت "إسرائيل" حتى الآن في تحقيق أي من الأهداف المعلنة للحرب، ولا سيما استعادة أسراها من القطاع والتدمير الكامل لقدرات حركة حماس.

وبدعم أمريكي، أسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة عن نحو 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • التضامن: استمرار عمليات التقديم لحج الجمعيات الأهلية حتى الخميس المقبل
  • استمرار عمليات التقديم لحج الجمعيات الأهلية حتي الخميس 28 نوفمبر
  • حماس: قرار المحكمة الجنائية يعيد الاعتبار لقيم العدالة وحماية الإنسانية
  • حماس: قرار "الجنائية الدولية" يُعيد الاعتبار لقيم العدالة وحماية الإنسانية
  • ظهور حالات لحمى الضنك بغرب كردفان
  • اليمن: لا سلام مع استمرار هجمات الحوثي ضد المدنيين والملاحة الدولية
  • الجيش الإسرائيلي يكشف ما يسببه وجود الأسرى لدى حماس في غزة حتى اليوم
  • بريطانيا تبدي استعدادها لحماية إسرائيل مرة أخرى.. استمرار الحرب لا يدمر حماس
  • بن جفير: سيطرة الجيش الإسرائيلي على المساعدات الإنسانية لسكان غزة ضرورة
  • الأوضاع الإنسانية تتفاقم بشمال القطاع.. والاحتلال يقصف مستشفى كمال عدوان