كيف تنقذ أطفالك من تحديات وسائل التواصل الاجتماعي الخطيرة؟
تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT
عمان- تفوق أخطار وسائل التواصل الاجتماعي مزايا ومتعة الانخراط فيها، لا سيما بالنسبة للأطفال والمراهقين، إذ عادة ما يشعر الأطفال بأنهم مضطرون إلى المشاركة في ما يفعله أصدقاؤهم وأقرانهم في كل ما يرونه من تحديات عبر منصات التواصل الاجتماعي، سواء الخطيرة أو الإيجابية، بهدف مجاراتهم أو التوافق معهم.
فكيف يستطيع الأهل التحدّث إلى أطفالهم عن التحدّيات الخطيرة لوسائل التواصل الاجتماعي؟
يرى المتخصص التربوي والأسري الدكتور عايش نوايسة أن الثورة التكنولوجية أدت إلى انتشار كبير لمواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المرتبطة بها، ما منح للأطفال فرصة المشاركة مباشرة في صناعة المحتوى ومشاركته مع الآخرين.
وقال نوايسة "انعكس هذا التحوّل بشكل كبير على سلوك الأطفال، وأصبحت العلاقة مع مواقع التواصل تصل إلى درجة الإدمان اليومي ولساعات طويلة. ورافق ذلك صعوبات لدى الأهل في مراقبة المحتوى وما يشاهده الأبناء نتيجة ظروف اقتصادية واجتماعية ترتبط بانشغال الأهل في العمل وفي تحقيق متطلبات الحياة".
استخدام مقنن وموجّه للمواقعويضيف نوايسة أنه لا بد من إعادة الهيبة إلى الأسر ودور الأم والأب في تربية الأبناء وتوجيههم نحو الطريق القويم من خلال الاستخدام المقنن والموجّه لمواقع التواصل والتطبيقات المختلفة، وتنبيه الأبناء إلى التأثيرات السلبية الصحية والاجتماعية الناتجة عن الاستخدام المفرط لهذه المواقع، وضرورة شرح أخطار المشاركة في التحديات الرائجة عبر مواقع التواصل.
ويشدّد الخبير التربوي الأردني على ضرورة توجيه الأبناء إلى أهمية توظيف هذه التقنيات والمواقع الإلكترونية بما ينعكس على تحسّن تعلمهم ومهاراتهم الجديدة، مضيفا أن "التحدي كبير أمام الأهل، ولا بد من مشاركة الأبناء في معالجة السلبيات الناتجة عن استخدام هذه المواقع".
أفكار للحوار مع الأطفال حول التحدياتتقترح هناء الرملي الخبيرة في تكنولوجيا المعلومات والمستشارة في مجال التوعية بثقافة استخدام الإنترنت مجموعة من الأفكار لإجراء حوار مع الأطفال حول التحديات المنتشرة عبر مواقع التواصل:
قبل البدء في الحوار، حدّد الموضوعات التي ترغب في مناقشتها، وتأكد من فهمك الجيد للأخطار المحتملة من التحديات الشائعة. ابدأ بأسئلة مفتوحة لإشراك أطفالك وتشجيعهم على المشاركة، مثل "ما المواقع التي تستخدمونها؟" أو "ما الذي يعجبكم فيها؟". أعطِ أطفالك فرصة لطرح الأسئلة والمناقشة المستمرة. استجب لحاجاتهم، واجعلهم يشعرون بالراحة في طرح أي استفسارات أو مخاوف. اسألهم عما يعرفونه عن هذه التحديات، وما إذا كانوا قد رأوا أو سمعوا عن أي شخص يقوم بها. استمع إلى آرائهم ومشاعرهم من دون الحكم عليها أو انتقادها.
وتطرح المستشارة هناء نماذج للأسئلة:
ما شعورك حيال هذه التحديات؟ لماذا تعتقد أن بعض الناس يقومون بهذه التحديات؟ ماذا ستفعل إذا طلب منك شخص ما القيام بأحد هذه التحديات؟ كيف يمكنك مساعدة صديق يقوم أو يفكر في القيام بأحد هذه التحديات؟وتضيف الخبيرة في تكنولوجيا المعلومات ما يلي:
استمع بعناية واحترام إلى آراء طفلك وأفكاره، ولا تقاطعه. شارك مخاوفك وتوقعاتك. يمكنك أن تشرح لطفلك سبب عدم ملاءمة بعض التحديات ونوع الأخطار التي تشكلها عليه. اسأله عما يعرفه. يمكنك بدء اكتشاف التحديات التي يحبها طفلك، والتحديات التي يستمتع بها. ويمكنك أيضا أن تسأله عما إذا كان قد واجه أي مشكلات أو أخطار. شجعه على التفكير بشكل نقدي ومستقل في هذه التحديات، وعدم متابعة المشاركين في هذا النوع من الألعاب أو الخضوع لضغط الأقران. وساعده على تنمية احترامه لذاته، حتى لا يشعر بالحاجة إلى إقناع الآخرين بالسلوكيات المحفوفة بالأخطار. قدم المعلومات بطريقة ملائمة لسن طفلك، مع التركيز على الآثار السلبية المحتملة. تواصل مع طفلك بعد الحوار لمتابعة النقاش والتأكد من فهمه الصحيح. حاول قدر الإمكان أن تجري محادثات منتظمة مع طفلك حول تجاربه عبر الإنترنت.تُعرف تحديات الوسائط الاجتماعية الفيروسية بأنها عادة ما تُشرك المستخدمين الذين يصوّرون أنفسهم وهم يؤدون إجراءات غير عادية أو درامية أو مضحكة أو محفوفة بالأخطار، ومشاركة هذا المحتوى مع الآخرين الذين يمكنهم بعد ذلك أداء الفعل ذاته، وبالتالي قبول إكمال التحدي والاستمرار في مشاركته، بحسب ما نشر موقع "فيري ويل فاميلي" (Verywellfamily).
تقول الدكتورة نوشين أمين الدين، رئيسة "مجلس الأبناء والإعلام" في الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال "هناك شعور بأنه إذا كان الأشخاص الآخرون يفعلون ذلك، فقد يكون من الممتع محاولة تقليدهم، حتى لو كانت فكرة جديدة ولم تخطر في بالهم سابقا".
وترى نوشين أن بعض تحديات وسائل التواصل الاجتماعي محفوفة بالأخطار للغاية، خصوصا عندما تشمل الأدوية أو تؤثر بأي طريقة أخرى على الجسم. وتوضح أن بعض التحديات تأتي على شكل ممارسات غير معروفة النتائج، ما يشكّل خطرا على صحة الأطفال.
ففي عام 2013، انتشر ما يسمى بـ"تحدي القرفة"، إذ تجرّأ عدد كبير من المراهقين حول العالم على تناول ملعقة من القرفة المطحونة في 60 ثانية، من دون ماء، ما أسفر عن إصابتهم بالتهاب رئوي شفطي أو تلف الرئة الدائم.
وعليه، تعد تحديات وسائل التواصل الاجتماعي خطيرة للغاية، لأنها تنطوي على ضغط الأقران والتفكير الجماعي، ما يدفع الأطفال القابلين للتأثر إلى المخاطرة بصحتهم أو حياتهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
حلقة التواصل الاجتماعي.. شراكة تؤسس إطارًا وطنيًا لبيئة رقمية آمنة
علي اللواتي : خلفيات فكرية متنوعة تسهم في التوصل إلى حلول مبتكرة
عادل الكندي : تعزيز الهوية الوطنية الرقمية وترسيخ القيم الأخلاقية
أحلام الحضرمية : حلول مبتكرة تضمن الاستخدام الأمثل للمنصات
عواطف اللواتية : مناقشة المرتكزات الأساسية لتحويل التوصيات إلى آليات تنفيذية
تواصل الحلقة التطويرية "نحو إطار وطني للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي"، التي تنظمها وزارة الإعلام بالتعاون مع وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، فعالياتها حتى 25 فبراير الجاري، ويناقش المشاركون في الحلقة عددًا من المحاور الاستراتيجية المهمة التي تركز على تعزيز المواطنة الرقمية، وترسيخ الهوية العمانية في الفضاء الرقمي، وتصميم حلول مبتكرة للحد من تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على فئة الناشئة، كما تم التأكيد على أهمية تبني استراتيجيات وطنية شاملة لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه الوسائل، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي حول المخاطر الرقمية.
ويواصل المشاركون العمل على تطوير آليات التعاون المشترك مع مختلف الجهات المعنية لتوفير حلول مستدامة تهدف إلى حماية المجتمع من المخاطر الرقمية، وتمكين الشباب والناشئة من التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل آمن وفعّال، مع الحفاظ على الهوية الوطنية في مواجهة التحديات الرقمية الحديثة.
وأكد علي بن محمد اللواتي، اختصاصي أول بدائرة شؤون المنتفعين في هيئة تنظيم الاتصالات، أن الحلقة ركزت على ثلاثة محاور رئيسية تمثلت في تبادل المعرفة، وتعزيز الشراكة، وتوحيد الجهود، مشيرًا إلى أن تبادل المعرفة كان من أبرز نتائج الحلقة، حيث سمح للمشاركين بالاطلاع على خلفيات فكرية متنوعة تسهم في التوصل إلى حلول أكثر كفاءة وابتكارًا.
كما أشار اللواتي إلى أهمية تعزيز الشراكة المؤسسية، لا سيما في مجال مشاركة البيانات والإحصائيات والدراسات، مما يعزز الشفافية ويوفر الوقت.
وفيما يخص توحيد الجهود، أكد اللواتي أن ذلك يسهم في استثمار أكثر لكفاءة الموارد، سواء كانت مالية أو معرفية أو زمنية، مما يضمن تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة والارتقاء بالمخرجات.
من جهته، قال عادل بن محمد الكندي، المدير المساعد بدائرة المواطنة في وزارة التربية والتعليم: إن الوزارة، بالتعاون مع فريق عمل وطني، تعمل حاليًا على إعداد مبادرة استراتيجية تهدف إلى تعزيز مفاهيم المواطنة الرقمية لدى المتعلمين، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع الفضاء الرقمي بأمان ومسؤولية.
وأوضح الكندي أن المبادرة تهدف إلى إيجاد بيئة ملائمة لتعزيز المواطنة الرقمية بين المتعلمين والأسر، من خلال تطوير إطار عمل شامل بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة، وذلك لضمان تكامل الجهود في هذا المجال الحيوي.
وأضاف: "نعمل على بناء إطار مؤسسي متكامل يسهم في توجيه السياسات التعليمية نحو تعزيز الوعي الرقمي بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية المتسارعة، ويساعد الأجيال القادمة على التعامل بكفاءة ومسؤولية مع البيئة الرقمية".
وأشار الكندي إلى أن المبادرة ستُعرض على الجهات المختصة للموافقة عليها تمهيدًا لاعتمادها رسميًا، معربًا عن أمله في أن تحظى بالدعم اللازم من الجهات المعنية، لما لها من دور حيوي في تعزيز الهوية الوطنية الرقمية وترسيخ القيم الأخلاقية في الاستخدام الرقمي.
من جهتها، قالت تهى بنت سعيد العبرية، رئيسة قسم العلاقات التدريبية الداخلية بمركز التدريب الإعلامي بوزارة الإعلام: إن الحلقة التطويرية "نحو إطار وطني للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي" تركز على عدة محاور رئيسية، من أبرزها محور "المواطنة الرقمية"، ويهدف هذا المحور إلى وضع أسس واضحة لتنظيم تفاعل الأسرة والناشئة مع وسائل التواصل الاجتماعي، بما يضمن الاستخدام الآمن والمسؤول، ويحد من المخاطر الناتجة عن الاستخدام غير الواعي لهذه الوسائل.
وأوضحت العبرية أن هذا المحور يسعى إلى تعزيز الوعي المجتمعي بالمواطنة الرقمية، وتطوير مهارات الأفراد في التعامل مع الفضاء الإلكتروني بوعي ومسؤولية، كما يهدف إلى ترسيخ القيم العمانية الأصيلة من خلال توفير محتوى تثقيفي وتعليمي يوجه الأفراد نحو ممارسات رقمية إيجابية، مما يسهم في بناء بيئة إلكترونية آمنة ومتزنة.
وأكدت أن إعداد وثيقة وطنية في هذا الشأن يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز الثقافة الرقمية الآمنة، وضمان تفاعل صحي ومتوازن مع منصات التواصل الاجتماعي، بما يخدم المصلحة العامة ويعزز الهوية الوطنية في العصر الرقمي.
وأكدت أحلام بنت أحمد الحضرميّة، مديرة التواصل والإعلام بهيئة الطيران المدني، أن مشاركة الجهات الحكومية والمعنية في الحلقة تعد خطوة استراتيجية نحو وضع آليات واضحة تضمن الاستخدام الأمثل لهذه المنصات من قبل جميع فئات المجتمع، بما في ذلك الأسر والناشئة، مما يعكس مبدأ الشراكة والتكامل بين المؤسسات الحكومية والجهات ذات العلاقة.
وأشارت الحضرميّة إلى أن مشاركة ممثلين من مختلف القطاعات يعزز النقاش حول هذا الموضوع الوطني الحيوي، مما يحسن من جودة المخرجات التي ستسهم في تحقيق الاستخدام الآمن والمسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت: "مع الانتشار الواسع لهذه المنصات وإمكانية الوصول إليها من الجميع، يصبح من الضروري تعزيز الوعي المجتمعي بسبل التعامل المسؤول مع المحتوى الرقمي، سواء في إنتاجه أو استهلاكه"، والإطار الوطني المرتقب سيساعد في توجيه السياسات والمعايير اللازمة لضمان بيئة إلكترونية أكثر أمانًا وفعالية.
وفي السياق ذاته، أشادت الحضرميّة بالتفاعل الكبير الذي تشهده الحلقة، والتجاوب الملموس من المشاركين في مناقشة المرتكزات الأساسية، مشيرة إلى أن المبادرات التي ستنبثق عن هذه الحلقة ستسهم في تحويل التوصيات إلى آليات تنفيذية ملموسة، تعود بالنفع على المجتمع بمختلف شرائحه، وتسهم في تحقيق التكامل بين الجهات المعنية في هذا المجال.
وقالت عواطف بنت عبدالحسين اللواتية، الأخصائية الاجتماعية في جمعية الاجتماعيين العمانية: إن مشاركة الجمعية في هذه الحلقة تأتي انطلاقًا من دورها في المجتمع المدني، حيث تمثل الحلقة منصة حوارية مهمة لمناقشة القضايا المجتمعية المتعلقة بالاستخدام الرقمي ووضع حلول عملية لها، كما أن المناقشات تهدف إلى معالجة مشكلة الإدمان الرقمي، خاصة بين الناشئة والأسر، من خلال برامج متخصصة تساعد الأفراد على إعادة التوازن لحياتهم الرقمية، وتقليل الآثار السلبية المرتبطة بالاستخدام المفرط لمنصات التواصل الاجتماعي.
واختتمت اللواتية حديثها بالإشارة إلى أن المبادرات الوطنية القائمة تعتمد على البحث العلمي والدراسات الميدانية، وهي خطوة أساسية نحو وضع حلول مستدامة لحماية الأجيال القادمة من التأثيرات السلبية للإدمان الرقمي، وتعزيز التوازن الاجتماعي في المجتمع العماني.