ما المقصود بالمعنى الأصلي والتابع لألفاظ القرآن الكريم؟ علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن القرآن الكريم قد نزل بلغة العرب، وما دام هو نص يتعلق فهمه بإدراك اللغة، فدائما يكون له معنى أصلي، ويكون له معنى تابع.
القرآن الكريم نزل بلغة العربوأوضح علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: أما المعنى الأصلي فهو ذلك المعنى الذي يمكن أن يترجم من لغة إلى لغة أخرى، والذي يستفاد من دلالة الألفاظ في صورتها المعجمية، ومن تراكيب السياق، وما يتبادر منها إلى ذهن أهل تلك اللغة، مع مراعاة التطور الدلالي للألفاظ، والذي نراه مختلفًا في اللغات المقدسة، ونعني بها تلك التي بها نصوص مقدسة تتعلق بالأديان (كالعبرية، والآرمية، والسنسكريتية، والعربية) وهو أمر يختلف عن قداسة اللغة، كما فصلنا ذلك في مقال (اللغة المقدسة وقدسية اللغة، نشر بالأهرام 11-9-2004).
وأضاف: المعنى الأصلي تعدده محصور، أما المعنى التابع فهو أكثر تعددًا وأكثر احتياجًا إلى الضوابط التي لا تجعله يميل إلى الرمزية، أو يوغل في الإغراب، ومن شروطه المهمة أن لا يكر على المعنى الأصلي بالبطلان، بل يضيف إليه معنى جديدًا ينضم إليه ولا يلغيه، وقد يكون هذا هو الفارق المهم بين التصوف السني، الذي فهم معاني كثيرة من النصوص الشرعية خاصة القرآن الكريم ضمها إلى المعنى الأصلي الذي تمسك به، وبين الباطنية التي جعلت ذلك المعنى التابع قاضيا على المعنى الأصلي؛ بحيث صار هو الأصل، والمعنى الأصلي هو الحجاب للفهم، ولقد ألف الإمام الغزالي كتابه (فضائح الباطنية) من أجل الكشف عن هذا المعنى، والرد عليهم، وبيان فساد مذهبهم؛ لأن مزية القرآن أنه جاء خطابا للعالمين، فلا يمكن قبول نظرية التفسير الرمزي أو الباطني الذي يجعله مفهومًا عند بعض الناس، وغير مفهوم عند أكثرهم.
وشدد: إلا أن اللغة قد اشتملت على ما أسماه علماؤها فيما بعد بالحقيقة والمجاز.
وأكمل : القرآن الكريم فيه من الإجمال ما جعله الله صالحا لكل زمان ومكان، وبذلك نراه حمال أوجه، كما وصفه سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه وأرضاه) عندما قال لعبد الله بن عباس رضي الله عنه وهو يفاوض الخوارج : (لا تخاصمهم بالقرآن، فإن القرآن حمّال ذو وجوه، تقول ويقولون) [نهج البلاغة].
وكما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه علي بن أبي طالب أن عنه قال: (إنها ستكون فتنة، قال : قلت فما المخرج ؟ قال : كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، من ابتغى الهدى (أو قال العلم) من غيره أضله، هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي تناهى الجن إذ سمعته حتى قالوا : (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد) من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعى إليه هدي إلى صرط مستقيم) [رواه البيهقي في الشعب]
ونحن نرى في القرآن دساتير كثيرة تنظم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بوضع المبادئ والأسس لهذه المناحي من مناحي الحياة، ولكنها لا تدخل في التفاصيل الجزئية، لمرونتها وهي التي في هذا المقام يمكن أن نسميها (بنسبية جزئية) أي أنها ليست نسبية مطلقة تصل إلى حد اختلاف التضاد، بل هي نسبية جزئية، تشتمل على اختلاف التنوع الذي نقدر معه على تحصيل تلك المرونة.
كل هذا كان مقدمة لابد منها لمناقشة هذه القضية، التي نرجو أن نتوصل فيها إلى أسس تميز بين الغث والثمين، في قضية تفسير القرآن في العصر الحديث.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القرآن القران الكريم الدكتور علي جمعة هيئة كبار العلماء الذكر الحكيم القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
بمشاركة أكثر من 1000 طالب وافد.. الأزهر و«مؤسسة أبوالعينين» يكرمان الفائزين في مسابقة القرآن الكريم
كرمت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، اليوم الأحد، الفائزين في المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم، والتي أقامتها المنظمة بالتعاون مع «مؤسسة أبو العينين الخيرية»، بمشاركة ما يزيد على 1000 طالب وطالبة من جامعة الأزهر من الطلاب الوافدين من دول العالم، الذين يدرسون في الأزهر الشريف كعبة العلم الذي ينشر الإسلام بوسطيته السمحة التي تظهر بجلاء ووضوح أنه دين الحق والخير، ودين العطاء والإخاء، ودين الأمن والأمان، ودين السلم والسلام.
وشارك في حفل التكريم أ.د عباس شومان، رئيس مجلس إدارة المنظمة، والأمين العام لهيئة كبار العلماء، والسيدة سمية أبوالعينين، نائب رئيس «مؤسسة أبو العينين الخيرية»، وأ.د. نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر للوافدين، وعضو مجلس إدارة المنظمة، وأ.د عبدالدايم نصير، الأمين العام للمنظمة، اللواء وائل بخيت، نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة.
وجاء نظام المسابقة هذا العام ثلاثة مستويات، المستوى الأول: حفظ القرآن الكريم كاملاً، والمستوى الثاني: حفظ نصف القرآن الكريم، والمستوى الثالث: مسابقة الأصوات الحسنة، وتقدم للمشاركة في المسابقة ما يزيد على 1000 طالب وطالبة من جامعة الأزهر من الطلاب الوافدين، وتم تشكيل 7 لجان لإجراء الاختبارات، 3 لجان لإجراء الاختبارات للمستوى الأول، ومثلها للمستوى الثاني، ولجنة واحدة للأصوات الحسنة.
وفاز من المشاركين 35 فائزًا، وتم تكريمهم اليوم، من إجمالي عدد المتقدمين، وفي نهاية الحفل تم توزيع الجوائز على الفائزين، والتقاط الصور التذكارية.
في البداية، رحب أ.د.عباس شومان، بحفظة القرآن الكريم، وقال: إن الأزهر الشريف يرتكز في الأساس على تعليم القرآن الكريم، حفظا وفهما، لما لهذا الكتاب العظيم من مكانة عظيمة في الدنيا والآخرة.
وأضاف «شومان»، أن القرآن الكريم هو النور الذي يجب أن يتمسك به شبابنا، للوصول إلى الهداية والنجاح والرشاد، في ظل عالم مليء بالفتن، مشيدًا بما تقدمه «مؤسسة أبو العينين» لحفظة كتاب الله، من دعم يحث شباب العالم على حفظ كتاب الله قراءة وحفظاً وفهماً.
وتابع: إننا نسعد بأبنائنا المسلمين من دول العالم، فكثير ممن يدرسون في الأزهر الشريف من دول غير إسلامية ولكنهم من أبناء المسلمين، مؤكدًا أن الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر هو أكثر المعنيين بأبنائه الوافدين الذين يدرسون في الأزهر الشريف، ويتعامل بخصوصية مع الطلاب الوافدين ويهتم بأدق تفاصيلهم ويغضب بشدة إذا رأى أي تهاون أو تقصير في التعامل مع تلبية احتياجات الطلاب الوافدين، ويقول «أسرهم جعلونا مكانهم فنحن أولياء أمورهم هنا».
وهنأ الفائزين في المسابقة السنوية لحفظ القرآن بالتعاون مع مؤسسة أبو العينين الخيرية، منوهًا بأن غير الفائز سيفوز في المرات القادمة بإذن الله وعليه الاستمرار في الجد والاجتهاد.
وواصل: نعيش في عصر شوهت فيه القدوات، فالقدوة هو الذي يدفعك إلى الخير ويقتدى به، فليست القدوة في الشهرة والخروج على المألوف، فهناك شهرة فضيحة وهناك شهرة إنجاز، ورسالتي لكم أن تختاروا قدوتكم.
وأكد أن الأزهر يتعاون معه جمعيات خيرية كثيرة أبرزها مؤسسة أبو العينين الخيرية، فدائما هي حاضرة في مجالات الخير ومجالات القرآن الكريم، فحين لا ينشغل رجال الأعمال في أعمالهم فقط ويهتموا بالخير، فهذا يدفع أعمالهم إلى الأمام فالخير الذي يقدمونه سيعود عليهم أضعافا مضاعفة.
وفي كلمتها، وجهت السيدة سمية أبوالعينين، الشكر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يرعي الخير والعلم ويستضيف الطلاب الوافدين من دول العالم، مؤكدة أن مصر لها مكانة كبيرة في العالم بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية.
ونقلت السيدة سمية أبو العينين، تحيات النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، للمشاركين في الحفل والفائزين في مسابقة القرآن الكريم.
كما قدمت التعازي في وفاة الدكتور محمد المحرصاوي، نائب رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، والذي أفنى حياته في العلم.
وأكدت أن الأزهر الشريف هو قبلة العلم منذ أكثر من ألف عام، حيث يفد إليه طلاب العلم من كل أنحاء العالم، بسبب منهجه الوسطي المستنير، الذي ينشر علوم الإسلام بلا إفراط أو تفريط.
وأشادت باهتمام الأزهر الشريف والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر بحفظة كتاب الله تعالى، الأمر الذي دفع مؤسسة أبو العينين لدعم هذا الدور المحوري، لما له من إضافة للقوة الناعمة المصرية بالعالم أجمع، عبر هذا الصرح الشامخ.
وتابعت: لما بنشوف نماذج الطلاب الوافدين درسوا القرآن وحفظوه وتفوقوه فيه، نفتخر بهم ونحث أبناءنا على أن يكونوا مثلهم.
من جانبها، أشارت د. نهلة الصعيدي، مستشار الإمام الأكبر لشئون الطلاب الوافدين، إلى أن الأزهر الشريف لا يدخر جهداً في تقديم كل الدعم للطالب الوافد في مجالات التعليم المختلفة، وعلى رأسها خدمة كتاب الله تعالى حفظاً وفهماً وسلوكاً.
وفي كلمته، قال د. عبدالدايم نصير، الأمين العام للمنظمة، إن المسابقة ضمت وافدين من كل أنحاء العالم، ومنهم من يحفظ القرآن الكريم بدون أن يكون ملماً باللغة العربية، وهو ما يثبت الإعجاز لهذا الكتاب المكرم، الأمر الذي يدفع المتحدثين بالعربية إلى إتقان حفظ القرآن الكريم.
ولفت إلى أن رأس المال الاجتماعي هو المساهمة في تحسين المجتمع أينما كان، وهذا التعبير يقاس به مدى الأمل في تقدم المجتمع.
ونبه على أن نشاط جمعية أبو العينين الخيرية يضيف إضافة مهمة للمجتمع، منوهًا بأن العمل الصالح مقترن بالإيمان في القرآن الكريم، وبالتالي أعتقد أن الحفاظ على القرآن الكريم هذا من الأعمال الصالحة ولا خلاف على ذلك فهنيئًا لكل من ساهم في الحفاظ على القرآن الكريم.
وواصل: «حينما نرى حفظة القرآن الكريم من الطلاب الوافدين غير الناطقين بالعربية فنقول «الدنيا بخير».
وختم كلمته بتوجيه الشكر للقائمين على المسابقة: «أشكر القائمين على إدارة المسابقة من العاملين في المنظمة العالمية لخريجي الأزهر واتمام مسابقة حفظ القرآن بنجاح ودقة.
وفي ختام الحفل، تم تكريم 35 فائزًا، من إجمالي عدد المتقدمين، وفي نهاية الحفل تم توزيع الجوائز على الفائزين، والتقاط الصور التذكارية، وجاءت أسماؤهم كالآتي:
أسماء الفائزين بالقرآن كاملاً
نجيب مختار حافظ – نيجيريا
عبدالرحمن إبراهيم عبده- النيجر
عمر أبوبكر على- نيجيريا
محمد يوسف عظيموف – قيرغيزستان
شريف الله منصور- أفغانستان
سهل عبدالله إبراهيم- النيجر
رئيس أكمل رشيد- أندونيسيا
حسن عمر- النيجر
ثانى لول- نيجيريا
بشير عثمان إمام – نيجيريا
عبدالرحمن أحمد عبدالله- نيجيريا
ميمونه محمود يايا- نيجيريا
إسحاق إدريس- النيجر
عبدالله شيخ محمد – نيجيريا
هارون محمد فليجى- تشاد
حسن سيسى إمام- نيجيريا
محمد مغيث أحمد- باكستان
محمد مدافق الحق – أندونيسيا
محمد عبدالرفيع طارق – نيجيريا
حمزة خالد ويدروغو - بوركينا فاسو
شمس الرحمن فياز محمد – أفغانستان
أمين إبراهيم محمد – نيجيريا
أحمد عبدالله الأزهر - بنجلاديش
سلمى كريمة –بنجلاديش
مهدي عبدالرحمن محمد – نيجيري
محمد عثمان- بنجلاديش
محمد عاقل حنيف - أندونيسيا
سيد نعيم خطيبي - أفغانستان
تنوير أحمد- بنجلاديش
يمانى داتوكالى حاج عثمان- الفلبين
محمد عبدالله يناس - السنغال
سيد عبدالجواد على - الهند
إسراء السيد عطية - فلسطين
فاطمة الزهراء ايدين- تركيا
نفيسية صفا همزة - الهند.