(عدن الغد)خاص:

عقدت دائرة المرأة بمؤتمر حضرموت الجامع، اليوم الخميس، اجتماعها الدوري برئاسة الدكتورة إيمان عمر اللحمدي رئيسة الدائرة.

وتحدث في الإجتماع الأستاذ محمد عبد الله الحامد عضو رئاسة الهيئة العليا لمؤتمر حضرموت الجامع رئيس الدائرة السياسية بكلمة نقل في مستهلها التهاني لقيادة وأعضاء دائرة المرأة بمناسبة الذكرى الـ 54 للاستقلال الوطني المجيد الـ 30 من نوفمبر ، مستعرضًا ما تحقق من انجازات والاخفاقات التي تعرضت لها التجربة الوطنية وما يعانيه عامة الشعب في البلاد وعلى وجه الخصوص في المناطق المحررة وحضرموت جراء انعكاسات الحرب على أوجه مجالات الحياة، وكذا آخر التطورات والمستجدات على الساحة الحضرمية والتحديات الماثلة التي تتطلب من مؤتمر حضرموت الجامع مواصلة مهامه الكبيرة الملقاة على عاتقه وتمسكه بكيانه المستقل الجامع لأطياف المجتمع الحضرمي، متمنيًا ، الخروج من هذا الإجتماع بتوصيات بناءة تعمل على تعزيز نشاط الدائرة و خلق تكامل مع الأطر النسوية لخدمة المرأة الحضرمية.

و كرست دائرة المرأة اجتماعها لتقييم مستوى الأداء خلال الفترة المنصرمة، والوقوف أمام سير تنفيذ خطتها لما تبقى من العام الجاري، واتجاهات خطة نشاطها للعام القادم 2024م. 
 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: حضرموت الجامع دائرة المرأة

إقرأ أيضاً:

بناه أحد الصحابة في السنة الـ 16 للهجرة النبوية: جامع حسْلْ .. منارة تاريخية توشك يد الإهمال على هدمها

 

الثورة / إسكندر المريسي

في بلد غني بالمآثر والآثار التي تحمل سمات وعناوين حضارات موغلة في القدم، من الطبيعي أن نكتشف كل يوم معلماً جديداً يفتح من خلاله نافذة ضوء تكشف لنا تفاصيل الحضارة التي شيدها الأجداد في هذه الأرض.
اليوم نسلط الضوء على جوهرة حقيقية ماتزال شامخة حتى اليوم في مديرية السبرة بمحافظة إب ، وبالتحديد في قرية “حسل” وسط عزلة مطاية، ويعد من أقدم الجوامع في العالم، ومن أوائل الجوامع في اليمن بعد الجامع الكبير بصنعاء وجامع الجند، غير أنه لم يسلط عليه الضوء خلال القرون الماضية ربما لصغر مساحته.
فحتى اليوم ما يزال جامع ” حٍسْلْ ” يحمل رائحة ونفس عصر النبوة وجلال صحابة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث يعود بناؤه إلى السنة السادسة عشرة للهجرة النبوية، كما توضحه المخطوطات التي عُثر عليها في جدران الجامع وتم الاحتفاظ بها حتى الآن.
وينسب جامع “حٍسْلْ” ، بكسر الحاء وسكون السين واللام، إلى الصحابي الجليل الذي سميت القرية باسمه، ولكن المصادر لم تحدد أيهما صاحب الجامع هل هو الصاحبي “حسل بن خارجة” أم “حسل العامري”، خاصة وهناك قرية أخرى في منطقة الصلول وصاب العالي محافظة ذمار تحمل نفس الاسم.
وهنا من المهم الإشارة إلى تاريخ القرية قبل الإسلام، حيث كان يطلق عليها مدينة “مكارد” نسبة إلى الملك الحميري “مكارد” الذي أقام مملكته في تلك المنطقة التي ما تزال تحتفظ بالكثير من الآثار وأسماء الأماكن والجبال التي تدل على تلك المملكة.
وبحسب النقوش والآثار التي ما تزال المنطقة زاخرة بها، كان يشار إلى تلك القرية بـ “مدينة مكارد برأس وادي النار” ويرى المؤرخون أن وصف الوادي بهذا الاسم جاء نتيجة لانفتاحه على الشرق والغرب، ما يجعله يشهد دورة حياة الشمس اليومية كاملة منذ لحظة ولادتها صباح كل يوم وحتى احتضارها في لحظات الغروب الأخيرة.
بناء على النمط النبوي الشريف
رغم احتفاظ الجامع بالنمط الإسلامي القديم إلاّ أن بناءه في أرض شهدت حضارة كبيرة أضافت عليه مكونات وتفاصيل مكنته من الصمود لقرون من الزمن، كاستخدام الحجر الأحمر والأسود في بناء جدرانه ووضع مادة القضاض على الجدران من الداخل والخارج لتزيده تماسكا وصلابة.
وتقع مساحة الجامع الداخلية على ٩٫٢٠ متر × ١١٫٧٠ متر، عرضاً وطولاً، تنتصب داخله ٨ أسطوانات حجرية (دعامات) شامخة منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، لم تنل منها التغيرات المناخية ولا عوامل التعرية ولا امتداد الزمن.. صامدة وأمينة تؤدي مهمتها في حمل سقف الجامع المكون من أخشاب متنوعة.
أما السقف فيتكون من مربعات خشبية كبيرة، تصل بين دعامات الجامع الحجرية، فيما يحتوي المربع الواحد على خشب أقل سماكة وخشب صغير يربط فيما بينها وألوح خشبية تغطي تلك المربعات وجميعها تكون السقف الذي يحمل القضاض المكون منه سطح الجامع.
حكمة وفرادة في التفاصيل الداخلية
يمتلك جامع “حٍسْلْ” بابين أحدهما جنوبي وهو الباب الكبير، والآخر شرقي وهو الباب الصغير، ويقع في ثلث الجدار إلى جهة اليسار، وما يميز هذا الباب هو وجود نافذة صغيرة بجانبه كان الأهالي يعرفون من خلالها تعاقب فصول السنة ومواسم الزراعة والحصاد عبر أشعة الشمس التي تدخل من النافذة وتتحرك بين برجين وما بينهما يسمى المقر، وهنا تتجسد حكمة اليمني التي جاءت خلاصة لحضارات متعاقبة شهدتها اليمن.
وأما الباب الجنوبي فقد كان يتميز بعقد داخلي ومردم حجري، وعلى يساره نافذتان محكمتان بألواح خشبية نُقش على مردم أحداهما تاريخ ترميم الجامع.
وتحتوي جدران الجامع عدداً من النوافذ الخشبية القديمة وخزنات للمصاحف ووضع السراج، ويتوسط الجامع محراب يتكون من عقدين وليس فيه مقدمة بارزة إلى خارج الجدار، وعلى يمينه كان المنبر المكون من ٣ درجات من الحجر والطين المطلي بمادة النورة.
وهنا يعتقد الأهالي بأنه ليس المنبر القديم لأن الأجزاء القديمة من الجامع كانت مدعمة بمادة القضاض وليس النورة، كما أن الأجزاء الداخلية التي أعيد ترميمها عام ١٣٢٨ه‍ تم استخدام الطين والنورة، ما يعزز احتمالية خضوعه للتجديد بعد انهدام سقف الجامع وبعض الجدران التي خضعت للترميم.
المسجد من الخارج
لا تختلف تفاصيل الجامع من الخارج عنه في الداخل من حيث كثرة التفاصيل واللمسات الإبداعية، بالإضافة إلى المرافق التي تحيط بالجامع من جميع الجهات.
فهناك عند الجهة الجنوبية ما يسمى بـ “السحاية ” والتي تستقبل مياه الأمطار القادمة من سطح الجامع ثم يصب منها إلى البركة الصغيرة.. وبالقرب منها في الجهة الجنوبية الغربية من ساحة الجامع كان هناك مبنى مكوناً من دورين مخصصاً لتعليم الأطفال يُسمى المعلامة.
لكن مع الأسف طالت يد الإهمال مبنى المعلامة حتى تهدمت بشكل كلي، وتم الاستفادة من أحجارها في عملية ترميم الجامع، بعد أن مرت بمرحلة إعادة بناء على شكل غرفة واحدة فقط كانت مخصصة لاستقبال عابري السبيل القادمين من خارج القرية بدلاً عن استقبال الأطفال لتعليمهم القراءة والكتابة والقرآن والنحو.
كما كان يحتوي الجامع على المساحات المقضضة والشواهد التي تشبه شواهد القبور والميازيب الحجرية، وأيضا سلم حجري عبارة عن أحجار بارزة على جدار الجامع، بالإضافة إلى درج من جهة القبلة يصعد إليها المؤذن ليؤذن للصلاة ويسمى “الزابور”، وقديما كان الجامع أربعة رواقات يتوسطها شماسي يدخل من خلاله الضوء ويمتد منه أرضية الشماسي ممر صغير لتصريف مياه الأمطار، لكنه تم ردم الشماسي وتغطيته لاستغلال المساحة بعد زيادة عدد رواد الجامع.
بركتان وساقية وسرداب
انعكاس البُعد الحضاري اليمني على البناء الإسلامي كان واضحا من خلال نمط البناء والمرافق المصاحبة للمساجد مثل برك الماء والسواقي والسراديب المبنية بإتقان، وذلك كله لخدمة المساجد وروادها.
وباعتبار جامع ” حٍسْلْ” واحداً من أقدم الجوامع في اليمن، وبُني في منطقة متميزة بالتراكم الحضاري نتيجة الممالك التي نشأت فيها، فقد حرص أحفاد ملوك حمير من أبناء ” حٍسْلْ” بأن يوفروا لجامعهم جميع المرافق التي تسهل على الناس إقامة صلواتهم كما أمرهم دينهم الإسلامي.
ولذا فقد بنى أحفاد الملك “مكارد” بركتين على نظام الصهاريج لاستقبال المياه وحفظها، بحيث تصب البركة الصغيرة في البركة الكبيرة.
ولم يكتف الأهالي بمياه الامطار لتوفير مياه الوضوء، بل استغلوا خبرتهم وعصارة الحكمة اليمانية وبنوا سردابا وساقية ودعموها بمادة القضاض لجلب المياه من عين ماء تم حفرها في جبل مجاور وبالتحديد من مكان يسمى جعفر.
وحين تمتلئ البركة الصغيرة بالمياه ينتقل الماء عبر عين منقورة على حجر إلى البركة الكبيرة التي تقع أسفل البركة الصغيرة، وتحتوي البركة الكبيرة على سلم وفتحة أسفلها تستخدم لتصريف المياه، ثم يتم سدها بقطعة خشبية، وقد تم تصميم هذه الفتحة بطريقة فنية بحيث لا يستطيع أحد فتحها من الخارج لأنه تم نحتها بشكل ملتو.
وفي القرب من ركن البركة ما يسمى (بالمسفح) وهو المكان الذي يفيض منه الماء إلى حوض في الأسفل، كان يستخدم الحوض لسقي الابقار والجمال والخيول والبغال والحمير، وعندما يفيض الماء منه يمر عبر ساقية حتى يصل إلى قرية القرانة المربوطة بقرية “حسل” والتي كانت تحتوي على قبة وبركتين.
لكن مع الأسف لقد طالت يد الإهمال هاتين البركتين ولم يبق منهما سوى ثلث جدار واحدة من البرك، وبنى احد الأهالي منزلاً في ذلك المكان الذي يسمى القبة.
مطالبة بالتدخل الرسمي للحفاظ على الجامع
لقد حرص الأجداد على إحاطة جامع “حٍسْلْ” بسور حجري ومساحة مقضضة لتوفير أكبر قدر من الحماية للجامع خاصة من السيول والحيوانات، لكن هذه الأسوار والمساحات مهما كان قوتها لا تستطيع أن تصمد أمام تعاقب القرون خاصة في ظل إهمال المجتمع والمؤسسات المعنية بحماية آثارنا والحفاظ عليها.
وهنا يوجه شيخ قرية سجل الشيخ عادل حمود الشايف رسالة مطالبة للجهات المختصة مثل الهيئة العامة للآثار ووزارة الارشاد بتشكيل لجنة وتنفيذ نزول ميداني إلى جامع “حٍسْلْ” وعمل دراسة على وضع الجامع ورفع تقرير بالاحتياجات والتدخلات الضرورية للحفاظ عليه.
ويشدد الشيخ الشايف، وهو رئيس لجنة الشئون الاجتماعية بالمجلس المحلي بمديرية السبرة ورئيس اللجنة التنموية بالمديرية، على ضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على هذا المعلم التاريخي الإسلامي الهام.
إن مثل هذا المعلم وما يحتويه من تفاصيل إبداعية من حيث التصميم والمرافق والتاريخ، لو أنه في بلد آخر، لأصبح مزاراً يستقبل الزوار من داخل البلد وخارجها، خاصة وقد بُني في صدر الإسلام وعلى أرض الملوك حيث النقوش والآثار والاسماء ماتزال شاهدة على ملوك وممالك صنعوا تاريخاً لم ولن ينسى حتى لحظة غروب أخر شمس عن مدينة “مكارد” برأس وادي النار.

مقالات مشابهة

  • الأراضي تطلق خدمة بيان التغيير على موقعها الإلكتروني
  • بناه أحد الصحابة في السنة الـ 16 للهجرة النبوية: جامع حسْلْ .. منارة تاريخية توشك يد الإهمال على هدمها
  • دعوات متواصلة في حضرموت لطرد الاحتلال الإماراتي
  • جامع حٍسْلْ .. منارة تاريخية بحاجة للحماية من الاندثار
  • محمد أمير أحمد: على قيادة الجيش السوداني تفعيل عمل دائرة الإعلام الحربي والمضاد عاجلاً
  • سهام جبريل: ثورة 30 يونيو أتت لتعيد إصلاح أخطاء الإهمال والتهميش وتضع استراتيجية وطنية للتنمية الشاملة لكافة أقاليم مصر
  • 1700 أسرة في حضرموت تستفيد من سلل الهلال الإماراتي الإغاثية
  • أكاديمية الفنون تستضيف معرض "سيدة الأقصى.. صمود ونضال" الإثنين القادم
  • خلال مشاركتها بمؤتمر النساء البرلمانيات بالدوحة.. عايدة نصيف تستعرض جهود مصر في مكافحة الإرهاب وتمكين المرأة
  • رسالة دعم من الاتحاد الأوروبي للاقتصاد المصري.. صوت الشعب يشيد بمؤتمر الاستثمار