درجة حرارة الأرض سجلت رقما قياسيا جديدا حيث بلغت الزيادة 1.4 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

التغيير: وكالات

أظهر تقرير أصدرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن عام 2023 شهد تحطيما للأرقام القياسية فيما يتعلق بدرجة حرارة الأرض وارتفاع مستوى سطح البحر، وما صاحب ذلك من طقس متطرف خلف آثارا من الدمار واليأس.

وقال عمر بَدّور، المسؤول عن مراقبة المناخ العالمي في المنظمة– في حوار مع أخبار الأمم المتحدة– إن درجات الحرارة على مستوى كوكب الأرض “سجلت رقما قياسيا جديدا” حيث بلغت الزيادة 1.4 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وأوضح بدور أن ما يثير القلق أيضا بحسب ما ورد في التقرير عن حالة المناخ العالمي هو تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر الأمر الذي يشكل “خطرا على الأراضي المنخفضة والجزر”.

وأشار كذلك إلى تسجيل “انحسار كبير” في الأنهار الجليدية، وأرقام قياسية فيما يتعلق بحرائق الغابات.

الانتقال إلى مرحلة العمل

يتزامن إطلاق تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مع انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي في الإمارات العربية المتحدة.

وقال المسؤول في المنظمة إنه “لم يعد هناك الكثير من المجال لمناقشة المناخ أكثر مما يجب، بل يجب الآن الانتقال إلى مرحلة الفعل”، مشددا على ضرورة مواجهة آثار تغير المناخ بأساليب “عصرية وجديدة”.

ودعا بدور إلى زيادة التمويل للدول الأكثر عرضة لظواهر الطقس المتطرف وخاصة الدول النامية التي لم يكن لها دور كبير في هذه الانبعاثات، ولكن أصبحت الأكثر تضررا من تلك الظواهر بما فيها الفيضانات، والحرائق، والموجات الحرارية، والجفاف.

وأفاد بأن هناك تقريرا سيصدر في دبي في 5 كانون الأول/ ديسمبر بشأن العلاقة بين تغيرات المناخ والتنمية المستدامة، مؤكدا أن أهداف التنمية المستدامة تتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بظواهر الطقس المتطرف المترتبة على التغيرات المناخية.

فيما يلي نص الحوار الذي أجريناه مع عمر بدور، مسؤول مراقبة المناخ العالمي في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية:

* أطلقتم اليوم التقرير المؤقت عن حالة المناخ العالمي لعام 2023، وكان اللافت هو تسجيل ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة، وما صاحب ذلك من ظواهر طقس متطرفة، هل تحدثنا أكثر عن هذا الأمر وأبرز ما ورد في التقرير؟

هذا هو التقرير الأول الذي أصدرته المنظمة هذه السنة وهو التقرير رقم 30 منذ بدء نشر هذه التقارير عام 1993. ففي كل عام تُحَدث المنظمة هذه المؤشرات المناخية بما فيها درجات الحرارة ومستوى سطح البحر والظواهر القصوى وإلى آخره.

فهذه السنة، سجلت الحرارة على مستوى الكوكب رقما قياسيا جديدا بعد الرقمين القياسيين الماضيين في 2016 و2022. والملاحظ أن هذه الأرقام القياسية بدأت تُسجَل منذ شهر حزيران/يونيو ابتداءً بارتفاع قياسي في درجة حرارة البحر وخاصة المحيط الأطلسي، ثم انتشرت ذلك على مستوى الكوكب.

ونسجل حاليا ما يناهز 1.4 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وهذا مؤشر مهم، لأنه كما تعلمون اتفاق باريس للمناخ ينص على عدم تجاوز مستوى 1.5 درجة مئوية. هي سنة واحدة، ولكن هو مؤشر على أننا لسنا بعيدين عن هذه العتبة التي اتفق عليها الجميع في اتفاق باريس.

* من خلال هذه الأرقام التي تم تسجيلها في التقرير، ما هي أكثر الأمور إثارة للقلق والتي يجب حشد الجهود من أجل التعامل معها؟

من بين ما يثير القلق في هذا التقرير هو تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر. فمستوى سطح البحر أصبح يرتفع تقريبا مرتين مقارنة مع بداية تسجيل منسوب سطح البحر عبر الأقمار الصناعية منذ عام 1993. وهذا يشكل خطرا على الأراضي المنخفضة والجزر.

وسجلنا كذلك انحسارا كبيرا في الأنهار الجليدية وخاصة في المناطق الشمالية، وهذا له تأثير كبير على موارد المياه وكذلك على ارتفاع سطح البحر.

وسجلنا أرقاما قياسية فيما يتعلق بحرائق الغابات، ليس فقط هذه السنة. في العشر سنوات الأخيرة، بدأنا نسجل حرائق مهولة تأتي على ملايين الهكتارات. فمثلا في كندا، ما سُجل في صيف 2023 يناهز ست مرات المعدل السنوي الذي كان يسجل في السابق. وفي جزيرة هاواي، في الولايات المتحدة، كانت هناك حرائق أدت إلى وفاة أكثر من مائة شخص، وهذه أعلى الوفيات التي تُسجَل في الولايات المتحدة منذ مائة عام فيما يتعلق بالحرائق.

* ينطلق مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي، فما أبرز ما تحمله المنظمة لمؤتمر هذا العام؟

هذا العام يمكن أن يُطلق عليه عام إما الاتجاه الصحيح وإما الاتجاه الخطأ. فلم يعد هناك الكثير من المجال لمناقشة المناخ أكثر مما يجب، بل يجب الآن الانتقال إلى مرحلة الفعل. فإذا أراد المجتمع الدولي أن يفي بتعهدات اتفاق باريس بتحديد الزيادة في الحرارة إلى ما دون 1.5 درجة مئوية، فعلى الجميع أن يبدأ من الآن لأن هامش المناورة أصبح يضيق جدا، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى، لا يمكن أن نعود إلى المناخ الذي عشناه من قبل، فالمناخ تغير بشكل كبير وأصبح من اللازم إعادة المنظومات المتعلقة بالإنذار المبكر، لأننا أصبحنا نعيش ظواهر قصوى من فيضانات وجفاف وحرائق وموجات حرارية. فلابد من مواجهة هذه المخاطر بأساليب عصرية وجديدة.

وهناك كذلك مسألة التمويل. فكل ما يتعلق بالتخفيف من الأضرار، والتخفيف من الانبعاثات الغازية، التمويل هو الأساس بالنسبة لتلك الأمور. فمثلا التمويل فيما يتعلق بالطاقة المتجددة، أصبح من اللازم أن يزيد هذا التمويل بأكثر من ثلاثة أضعاف لأن الوتيرة الحالية غير كافية للوصول إلى الأهداف المعلنة في اتفاق باريس.

* ما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها الآن والأكثر إلحاحا للحد من تداعيات تغير المناخ؟

يجب تحديد الانبعاثات إلى أقل من النصف فيما بقي من هذا العقد على أمل إيجاد ظروف مناخية ملائمة في 2050 بحيث يتوازن الانبعاث مع الامتصاص ونعود للدورة الطبيعية.

ثاني شيء هو الزيادة في التمويل فيما يتعلق بالدول الأكثر عرضة للظواهر القصوى وخاصة الدول النامية التي لم يكن لها شأن كبير في هذه الانبعاثات، ولكن أصبحت هي الأكثر تضررا من هذه الفيضانات والحرائق والموجات الحرارية والجفاف وما يتعلق بها من التغذية وموارد المياه وإلى آخره.

* في شهر أيلول/ سبتمبر 2023 صدر تقرير متعدد الوكالات تنسقه المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تحدث عن أن تغير المناخ يقوض جميع أهداف التنمية المستدامة تقريبا، فكيف يمكن أن يحدث هذا الأمر؟

هناك كذلك تقرير سيصدر في دبي في 5 كانون الأول/ ديسمبر ويتعلق بالعلاقة بين تغيرات المناخ والتنمية المستدامة. فإذا كانت هناك مثلا ظواهر جفاف، فمباشرة مسألة التغذية والزراعة تتأثر بالجفاف مما يقوض جهود تحقيق الهدف الأول للتنمية المستدامة وهو الحد من الفقر.

وهناك كذلك الموجات الحرارية التي تؤثر على الصحة، فبطبيعة الحال يتأثر الهدف المتعلق بالصحة كثيرا.

إذا نظرنا إلى أكثر من ثلثي أهداف التنمية المستدامة، نجد أن كلها تتأثر بشكل أو بآخر بالتغيرات المناخية والظواهر القصوى المتعلقة بها، فيما يتعلق بالمياه والزراعة والمدن المستدامة، إلى آخره. كل ذلك يتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بالظواهر القصوى المترتبة على التغيرات المناخية.

* مركز أخبار الأمم المتحدة

الوسومالأمم المتحدة الإمارات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية دبي عمر بدور مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) مراقبة المناخ العالمي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الإمارات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية دبي عمر بدور المنظمة العالمیة للأرصاد الجویة ارتفاع مستوى سطح البحر المناخ العالمی الأمم المتحدة قیاسیا جدیدا تغیر المناخ اتفاق باریس درجة حرارة فیما یتعلق درجة مئویة ما یتعلق فی دبی

إقرأ أيضاً:

دراسة تحذر من “غرق” مدينة الإسكندريةفي مصر

#سواليف

حذرت دراسة علمية حديثة من أن #التغير_المناخي الذي يشهده العالم إذا استمر على حاله، فإنه سوف يؤدي إلى #إغراق #مدينة_الإسكندرية الساحلية المصرية، وفق ما أفادت صحيفة ديلي ميل البريطانية.

ومنذ تأسيسها على يد الإسكندر الأكبر وحتى ولادة كليوباترا، كانت هذه المدينة القديمة موقعا لبعض أهم لحظات التاريخ، لكن العلماء يحذرون الآن من أن الإسكندرية تغرق في #البحر بفضل ارتفاع منسوب مياه البحر.

وأظهرت الدراسة الجديدة أن المدينة الساحلية التي يبلغ عمرها 2300 عام تشهد “ارتفاعا كبيرا” في انهيارات المباني.

مقالات ذات صلة “لمسؤوليتها عن كوفيد-19”.. محكمة أمريكية تطالب الصين بدفع 24 مليار دولار 2025/03/08

ويحذر الباحثون من أن المدينة “التي كانت ذات يوم موطنا لعجائب العالم القديم، مكتبة الإسكندرية العظيمة ومنارة الإسكندرية تختفي الآن تدريجيا”.

وفي العقد الماضي وحده، تسارع معدل #الانهيارات من انهيار واحد في السنة إلى 40 انهيارا “مثيرا للقلق” في السنة مع زحف المياه المالحة إلى أسفل أساسات المدينة، وفق الدراسة.

وعلى مدار العشرين عاما الماضية، دمر 280 مبنى بسبب تآكل السواحل، وهناك 7000 مبنى آخر معرض لخطر الانهيار في المستقبل.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة سارة فؤاد، وهي مهندسة معمارية للمناظر الطبيعية في الجامعة التقنية في ميونيخ: “لقرون من الزمان، كانت هياكل الإسكندرية بمثابة عجائب من الهندسة المرنة، وتحمل الزلازل والعواصف والتسونامي وغير ذلك”.

وأضافت “لكن الآن، تعمل البحار المرتفعة والعواصف الشديدة التي تغذيها تغير المناخ على إبطال ما استغرق آلاف السنين من الإبداع البشري لإنشائه في غضون عقود”.

وأسس المدينة الإسكندر الأكبر في عام 331 قبل الميلاد، وكانت الإسكندرية ذات يوم أكبر مدينة على وجه الأرض وكانت واحدة من أهم المواقع في العالم القديم، وفق ما أفادت الدراسة.

وتعرف المدينة باسم “عروس البحر الأبيض المتوسط”، وقد جعل موقعها على الساحل منها مركزا مهما للتجارة والشحن يربط بين الشرق الأوسط وأوروبا.

ومع ذلك، فإن القرب من المياه التي جعلت المدينة مزدهرة ذات يوم يهدد الآن بتدميرها مع زحف البحر بسرعة.

ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب بسبب تراكم الغازات المسببة للانحباس الحراري في الغلاف الجوي، ترتفع درجة حرارة المحيط المتوسطة.

ومع ارتفاع درجة حرارة الماء، يتمدد أيضا، جنبا إلى جنب مع المياه العذبة المضافة من الصفائح الجليدية التي تذوب بسرعة، مما يدفع مستوى سطح البحر العالمي إلى الارتفاع.

ووفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، ارتفع مستوى سطح البحر العالمي بين 20 و23 سنتيمترا منذ عام 1880، مع 10 سم من هذا الارتفاع منذ عام 1993 وحده.

وتوقعت دراسة حديثة أجرتها جامعة “نانيانغ” للتكنولوجيا في سنغافورة أن يرتفع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار “مذهل” يبلغ 6.2 قدم (1.9 متر) بحلول عام 2100 إذا استمرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الزيادة.

وجمع الباحثون بين صور الأقمار الصناعية والخرائط التاريخية لمعرفة مدى سرعة اختفاء ساحل المدينة منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر.

وأظهر هذا أن ساحل الإسكندرية تحرك إلى الداخل بعشرات الأمتار على مدى العقود القليلة الماضية، مع تراجع بعض المناطق بمقدار 3.6 متر سنويا.

وقال الدكتور عصام حجي، أحد مؤلفي الدراسة وعالم المياه في جامعة جنوب كاليفورنيا: “نحن نشهد الاختفاء التدريجي للمدن الساحلية التاريخية، والإسكندرية تدق ناقوس الخطر، وما بدا ذات يوم وكأنه مخاطر مناخية بعيدة أصبح الآن حقيقة واقعة”.

ولكن ارتفاع مستوى سطح البحر لا يحتاج إلى أن يكون دراماتيكيا حتى تكون له عواقب وخيمة.

وأضاف حجي، “دراستنا تتحدى الاعتقاد الخاطئ الشائع بأننا لن نحتاج إلى القلق إلا عندما يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد”.

وإن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار بضعة سنتيمترات فقط يزيد من خطر الفيضانات، والأهم من ذلك، أنه يسمح للمياه المالحة بالتغلغل بشكل أكبر في المدن الساحلية.
منطقة عمود السواري ذات المناظر الخلابة في الإسكندرية، مصر.

ومع ارتفاع مستوى المياه الجوفية، فإنها تتلامس مع أسس المباني، ويؤدي تسرب المياه المالحة الناتج عن ذلك إلى تقويض الهياكل قبل فترة طويلة من ملامستها المباشرة للبحر.

وأخذ الباحثون عينات من التربة حول المدينة للنظر في “البصمة الكيميائية” المرتبطة بتسرب المياه المالحة.

وقال البروفيسور إبراهيم صالح، المؤلف المشارك، عالم التربة من جامعة الإسكندرية: “كشف تحليل النظائر لدينا أن المباني تنهار من الأسفل إلى الأعلى، حيث يؤدي تسرب مياه البحر إلى تآكل الأساسات وإضعاف التربة”.

وأضاف “إن ما يتأثر ليس المباني نفسها، بل الأرض التي تقع تحتها”.

وقد أدى هذا إلى انهيار مئات المباني الواقعة على بعد كيلومتر واحد من الساحل.

ومن المثير للقلق أن الباحثين يشيرون إلى أن هذه المشاكل ليست فريدة من نوعها في الإسكندرية، بل قد تؤثر على المدن الساحلية في جميع أنحاء العالم.

مقالات مشابهة

  • صادرات الغاز الجزائري تسجل ارتفاعا في ظل الطلب العالمي المتزايد
  • حالة الطقس اليوم: ارتفاع في درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة تسجل 23 درجة
  • زيادة في حرارة الأرض وتراجع قياسي للجليد القطبي في فبراير
  • دراسة تحذر من غرق مدينة الإسكندرية في مصر
  • دراسة تحذر من “غرق” مدينة الإسكندريةفي مصر
  • السودان: توقعات بارتفاع طفيف في درجات الحرارة وكادقلي الأعلى خلال اليوم
  • العراق يسجل ارتفاعا قياسيا بنسبة 45.1% في احتياطيات الذهب
  • أسهم اليابان تسجل ثاني أسوأ الأسواق أداء في آسيا هذا العام
  • الأرصاد يكشف عن أقل درجة حرارة سجلت على الدولة
  • اكتشاف مذهل: هل تتحكم الشمس في الزلازل على الأرض؟